المحرر موضوع: ايام الثقافه العراقيه في ستوكهولم جهد كبير وحشد صغير  (زيارة 2007 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رزاق عبود

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 390
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ايام الثقافه العراقيه في ستوكهولم جهد كبير وحشد صغير

حسب التقليد السنوي قام نادي 14 تموز الديمقراطي في ستوكهولم بفعاليته المعتاده "ايام الثقافه العراقيه" حيث تعود ان يستضيف فيها مبدعين عراقيين من الداخل، والخارج. ومن مختلف الاتجاهات، والقوميات، والاختصاصات. وطبعا حسب الامكانيات. وفي كل مره تقف صعوبات، وعوائق لا حصر لها لانجاز الفعاليه بالشكل اللائق، والمناسب وفق تصورات الهيئه المشرفه. ولكن الاصرارعلى اقامتها، باي شكل، ينتصر في النهايه كما يبدو.

وفي هذا العام تكررت نفس الظاهره، ولا اقول الحاله. فرغم ثقل الضيوف الادبي، والفني على الساحه العراقيه( الملحن طالب غالي، والتشكيلي عماد الطائي، والشاعره بلقيس حسن، والشاعر خلدون جاويد، والفنان الكوميدي الشهيرحمودي الحارثي(عبوسي). فان ما حضر من جمهور يوم 13/7/2005 لا اعتقد انه يعكس الطموح، والهدف المرجو من هذه الفعاليات.
وهو بالمناسبه نفس الجمهور الذي يحضر كل الفعاليات. ويتسائل المرأ. فاما انه قد جرى قصور في الدعوه، والدعايه لهذه الفعاليه السنويه المهمه، اوان اغلبية الجاليه العراقيه في ستوكهولم لا تهتم لا بالعراق ولا بثقافته.
وانا ارجح الامر الثاني. فالناس هنا، وربما في كل دول المهجرترقص، وتغني، وتتغنى، بامجاد وبطولات العراقيين. وتلطم، وتبكي، وتصرخ على شهداء العراق في مواكب، ومراسيم العزاء التي ازدادت هذه الايام بسبب تزايد الاعمال الارهابيه.
اما الاهتمام الحقيقي بالعراق، وثقافته،ومصيره، وتطوره السياسي فليس اهم من العمل الاسود، او مشاهدة فيلم عربي تافه، او متابعة مسلسل فاقع، او شوي اللحم الحلال/الحرام على شواطئ المدينه العديده المكتظه باجساد العاريات (الكافرات)، والمحجبات (المؤمنات)، واصحاب اللحى باجسادهم العاريه، ونسائهم وبناتهم الملتحفات بالسواد من الهامه حتى الاصابع.
اوالتسكع في الاسواق المكيفه الجميله للحديث الفارغ، والتباهي بالقدره على "قشمرة" السوسيال، او شراء ما يمن به حواسم السويد من بضائع مسروقه باثمان بخسه. رغم ان الاخلاق، والاديان، والاعراف نهت عن شراء المال المنهوب، والمسروق.

القوى الدينيه، كالعاده، كانت غائبه بالكامل تقريبا، بحجة( ربما، هذا افتراض، فانا لم اسالهم) ان النادي المنظم للفعاليه يقوده شيوعيون ملحدون، والعياذ بالله. في حين، وحسب معلوماتي الفقيره لا يوجد في الهيئه الاداريه المتكونه من 5 اشخاص غير شيوعي واحد.
وهو نفس السلوك القديم الذي قادنا الى الاحتراب، ومكن صدام حسين من الجميع. ويستمر البعض عليه، للاسف، بل ازداد في الفتره الاخيره، رغم الادعاءات المتكرره، بتعلم دروس الماضي، وشعارات الوحده الوطنيه. والقيادات الكرديه(قيادات المنظمات الكرديه في ستوكهولم) ولا اقول الاكراد فقد كان الكثير منهم موجودا. غابت هي الاخرى وربما لنفس السبب. يا سبحان الله. 
ارض العراق وكردستان ملئى بالشهداء من الشيوعيين، واصدقائهم، الذين ماتوا تحت شعار السلم في كردستان، او الحكم الذاتي لكردستان، او دفاعا عن الشعب الكردي. او ربما،الله اعلم، ان احد شروط التحالف مع الجعفري كانت مقاطعة ومحاربة الشيوعيين من جديد؟ آمل من كل قلبي ان اكون مخطئا. فانا لازلت مستعدا لتقديم حياتي في سبيل حق الشعب الكردي في تقرير مصيره.

واذا وضعت القيادات الكرديه، والدينيه في ستوكهولم في خانه واحده باعتبارهم حاكمين ونحن محكومين. ومن عادة الشرقي ان ينسى صديقه عندما تتحسن احواله. ناسين تبدل الاحوال. فكيف افسر غياب الوجوه، والاسماء التي تمتلأ بها صفحات الانترنيت من كتاب، وفناني، ومعلقي، وصحفيي ستوكهولم من العراقيين. انا لا اعرفهم جميعا، ولكن صورهم تزدحم بها شاشات الكومبيوتر في كل انحاء العالم. ولم المح، الا واحد، او اثنين منهم (اكيد بعدهم بالحزب) فهل هو ترفع، ام تكبر، ام زعل؟ ام ماذا؟ ام هو موقف سياسي ضيق؟

ان العنوان هو "ايام الثقافه العراقيه" وليس الثقافه الشيوعيه، فما المانع من حضور الشيوعي، والاسلامي، والمستقل، والديمقراطي، والقومي و.. و.. والعديد من الاسماء التي امتلئت بها الساحه السياسيه العراقيه حديثا؟ ربما زعل بعضهم(اقصد الكتاب، والفنانين) وانا اتفق معهم. ان النادي تجاهلهم. ولا زال، ولفتره طويله يعمل حسب مبدأ: "مغنية الحي لا تطرب". واقتصرت الدعوات، والامسيات دائما على مجموعه مقربه من الهيئه الاداريه. ربما، هذا ما يقال.
انا لست عضوا في النادي، ولا هيئته الاداريه، ولا حاضرآ نشيطا لفعالياته. لكني لم اضع فرصه لحضور ايام الثقافه العراقيه ،اذا، وصلني نبأ قيامها. الايمكن اذن لمبدعي ستوكهولم، ان يطربوا اهل مالمو، او يوتوبوري، او غيرها من المدن، والعكس صحيح؟ وربما يقول بعضهم: هذا تقليد جاري. فيرد كثيرون، وانا معهم، نعم، ولكن لنفس الوجوه.

اما السفاره (العراقيه) المحصونه، فكانت غائبه بالكامل فهي سفاره بروانيه/بعثيه، وليست عراقيه. فلا مبعوث، ولا ممثل، ولا برقيه، ولا باقة ورد ولاهم يحزنون. فاذا كان التعريف بالثقافه العراقيه، والعراق ومجده التاريخي، وانجازاته ليست من مهمة السفاره العراقيه. وهي من بين المهمات الديبلوماسيه التي تقتضي المحافظه على، والدفاع عن مصالح البلدالمعني.
وما احوج العراق الحالي لذلك. فما دور السفاره اذن؟  يبدو ان بعض موظفي السفاره "العراقيه" مهتمين فقط، بتهريب البعثيين المطلوبين من العراق، وسوريا الى السويد. وتوزيع الجوازات العراقيه لغير العراقيين اكثر من اهتمامهم، ولو ليوم واحد بايام الثقافه العراقيه. لقد حضرقسم منهم يوم 14/7 لمشاهدة شيخ المدربين عمو بابا للحصول منه على تواقيع لابنائهم واخذ الصور التذكاريه معه في خارج العراق، في حين تهمله سلطتهم في الداخل.

ثم هل نعرف الناس بثقافتهم؟ فاذا كان هناك اجيالا ممن انقطعوا عن الثقافه العراقيه، ويجب تعريفهم بثقافتهم فاين القسم الاخراقصد السويدين والاجانب الاخرين؟ فلم ار مدعوا واحدا من 150 جاليه اجنبيه موجوده في السويد. في الاقل للتعريف بتجربة فنان تشكيلي عراقي. واذا كان "الشباب" مافوق الخمسين هم الذين يحضرون كل مره. فماذا فعلنا لتعريف الجيل الشاب الذي نشأ، او ولد في السويد لتعريفهم، وجذبهم لمثل هذه النشاطات؟
واعترف عن تجربه شخصيه ان الامر ليس سهلا. فاذا كان حضور الجمهور المثقف ذاته قليلا فكيف بمن لا يعرف او يجيد لغة الام. يجب التفكير بوسائل واساليب جذبهم لمثل هذه الفعاليات. يكفينا مقاتل، وفواتح، ومطربين "يبچون" الصخر. حتى اللقاء مع الفنان الكوميدي الاستاذ حمودي الحارثي(عبوسي) تحول الى فاتحه. وحديث عن الموت، ومراسيم الدفن حتى ظن الجمهور ان اللقاء كان مع دفان وليس مع فنان! مع الاعتذار لمقدم اللقاء فمجرى اللقاءات غدار دائما.

يقال ان هناك تجمع للجمعيات؟ اتحاد الجمعيات العراقيه في السويد. لماذا لا يقوم الاتحاد بالاشراف على الفعاليه، فيدعو قيادات وجمهور الجمعيات المنظويه على المساهمه، والحضور؟
او ان تقوم هذه المنظمات بوضع برنامج مشترك بحيث يسمح للطيف العراقي كله ان يحضر ويقدم ابداعه. هناك مجموعه كبيره من المنظمات، والجمعيات، والنوادي التي تحظى بقدر كبير من دعم السلطات السويديه.
الا يمكنها جميعا او القسم الاكبران تتفق على مجموعه من الضيوف، يوزعون على كل الايام حتى يبقى الجمهور كبيرا لنفس المتحدثين، او القارئين، او المحتفى بهم. لا ان يحشر طيف ما في يوم واحد.
وفي اليوم الثاني تفرغ القاعه كما حدث في العام الماضي عندما اكتظت قاعة (أ ب ف) في ستوكهولم بالحضور، ولكنها فرغت في اليوم الثاني عندما غابت المحاصصه، او التوافق عن المسرح. كلنا يدعي انه ليس طائفي، وليس  قومي متعصب، وانه ديمقراطي، ويحب سماع الصوت الاخر. ولكن الواقع غير ذلك.

انا اقترح ايضا ان لا تقتصر هذه الأيام على ستوكهولم فقط بل على كل المدن ذات الحضور الكبير للجاليه العراقيه. فاما ان يكون لها(المدن الاخرى) ايامها الثقافيه الخاصه، وضيوفها، وتجري بنفس الايام، وعلى مستوى السويد،او ان يرتب برنامج بحيث تتوالي المدن على استقبال نفس الضيوف الذين استقبلتهم ستوكهولم. طبعا بعد التشاور، والتفاهم، والاتفاق مع ممثل نوادي، او جمعيات او مهما كانت التسميه في تلك المدن.

كفانا تشرذما، وكفانا تمترسا، وكفانا تقوقعا، وتخندقا، وكفانا تشتيتا للطاقات! ندعو الى وحده وطنيه شامله، ولا نستطيع توحيد قوى الجاليه، اوحتى ضمن الطيف السياسي، او الفكري الواحد.

ام ان هذه "ثقافه عراقيه" ان نبقى ممزقين؟؟؟ مستعيرين من محيطنا العربي، والاسلامي شعاره العتيد:

اتفقنا على ان لا نتفق!!!!!

سؤال حريص ليس الا!

ملاحظه لابد منها. من السهل، ومن موقع المتفرج ان اسجل الهنات، والهفوات. و"نحن استاديه بالملاحظات". فعمل، وفعاليه، ونشاط بهذا الحجم، وتحت هذا العنوان العريض، من الصعب اعطائه حقه. خاصة اذا عرفنا ان خلية النحل التي اخذت على عاتقها انجاز هذا العمل الكبير لا يتعدى اصابع اليد. ولكني احببت فقط الاشاره لامور اعتقد انها تمكن من تطوير الفعاليه في السنوات القادمه، و ليس نقدا. فانا كمتفرج لا ارى من حقي تقديم الأنتقادات.
ولكن كعراقي شاهد اشياء جميله خلال يومين و" بلاش". ابدي مجرد امنيات تتناسب مع عمق المجهود المبذول في بيئه غريبه جدا، ووسط كما يبدو يعج بالمتصيدين بالمياه العكره. حاولت فقط قطع شباكهم ليس الا.
خاصة اذا تذكرنا كيف اسرتنا شباك الوجوه الرياضيه، والمدربين الاكفاء، وعلى راسهم الاسطوره العراقيه الحيه "عمو بابا" وهم يتحدثون عن العراق لا عن انفسهم. حاولت فقط محاكاتهم ليس الا. وهذه احدى المحاولات التي جرت الى القاعه وجوها شابة وحتى غير عراقيه.
وهي ضربة معلم، ودليل واضح على ان امكانية توسيع دائرة جمهور الفعاليه متوفره ونجحت فعلآ. فشكرا لمن استضافوا هؤلاء الابطال، والرموز، وشكرا للقائمين على الفعاليه الجميله. وكل حلو بيه لوله.
وعذرا مرة اخرى.

رزاق عبود[/size]