المحرر موضوع: لقد جائنا البابا ..لقد فعلها هذا الشجاع  (زيارة 662 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
لقد جائنا  البابا ..لقد فعلها  هذا الشجاع

بطرس نباتي
يحمل   على كاهله اكثر من ثمانية عقود من سنين عمره  ، يسير بين الجموع   بصعوبة  بالغة ، يتمايل على الجهة اليسرى ، لا  يحمل عصا  ليسند عليه شيخوخته  او مسنداً  يعينه على السير ولكنه رغم ذلك يصر ان يسير  بتمهل يحادث مرافقيه  يبتسم يضحك يجامل ، ثم ينظر بتمعن وكأنه يقرأ في الوجوه التي يعلوها  الأمل  والرجاء بزيارته ، يتنقل عبر مدن عديدة وكأن  جناح غير مرئي يحمله  عبر المسافات البعيدة ، يسير ببطأ ولكن الذي يرقبه  يخاله كائن ملائكي  هبط من احدى زوايا الكون البعيدة  ، يتنقل  بين  ثنايا التاريخ وأطلال  نينوى القديمة  وسهلها الفسيح بين كنائسها التي  اصبحت رماداً على أيدي  الأشرار ،    يتفحص تلك الخرائب التي تحيط به تخاله وكأنه يريد ان يرفعها على أكتافه  المنهكة لتعود الى سابق عهدها ،  ملابسه بيضاء ، يشع من وجهه شعاع من النور ،  كله جميل ورائع . بغداد تستقبله بحفاوة ، تنفض  لمقدمه عن نفسها الغبار و أزقتها  تستعيد رونقها  لمقدمه ،شوارعها أزقتها تتزين  بملابس العيد ،   انه عيد مقدم الفرح وقدوم السلام ، سيأتي ليصرخ بِنَا ( كلنا اخوة )،  اربيل بقلعتها الشامخة تطلع الى مقدمه بشوق     ها هو اتٍ ارفعوا  أغصان الزيتون انه قادم يحمل بشارة السلام انه رجل السلام ..
 كم  تمنينا منذ ان تولى الحبرية في روما كخليفة لمار بطرس أن  يحقق تلك الأمنية القديمة بزيارة وطن تعذب بيد الاٍرهاب تارة وبيد الدكتاتورية  البغيضة والحروب والاقتتال الطائفي والفساد المستشري  .
كتبتُ عن محبته  الكبيرة للفقراء  والكادحين  واعتبرهم اخوة له ،  وأعاد الاعتبار للاهوت التحرير الذي كان منبوذا او فاقدا للاعتبار في الأوساط الكنسية ، كتبتُ عنه حينما وقف ضد النخبوية،  ونبذه لمحبي المال والشهرة والجاه ،  تابعته في موطنه الأصلي أرجنتين عندما كان اسقفا ثم كاردينالا  وجدته شجاعا في قول الحق ، وما يقوله عن الحق ، لم يعجب حتى بعض المقربين  منه ، لذلك في مواقف عديدة تعرض الى التشويه على يد بعض الحمقى  ، الى النقد الجارح لكونه صريح وواضح  ولانه يفصل بين نور الشمس وضيائها الأخاذ وبين الظلام الدامس  ،  قَولوه ما لم يقله ، ولكنهم رغم أدواتهم الدعائية الكبيرة ومعهم كل قوى الشر الا انهم اندحروا  هم وانتصر هو ،  لقد جائنا  حقا فعلا فعلها  ، ها هو اشاهده  على أرض العراق ، ها هو الان يسير امامي ، هذا المقدام  لم يخشى  الكوفيد اللعين ولم يخش  ان العراق بلد قاتل ، ولم يمتثل للبعض الذين أشاروا عليه ان يؤجل السفر الى بلد لا زال  يوصف بأنه خطر  يعاني من الاٍرهاب والحروب  و ، قال لهم : أيها الناس دعوني،  سأسافر حتى وان كنت وحدي ، سأحقق أمنية  يتمناها هذا الشعب التواق الى السلام  والأمن ، وفعلا عملها هذا الشجاع  ، وحطت طائرته ارض العراق ، لقد جاء ليحقق أمنية كادت ان تصبح حلما ، لقد جاء لانه شجاع وشجاعته دفعت بان تمتلأ الطائرة بعشرات الشجعان من مرافقيه ، الذين شاهدوا كل شيء على حقيقته عن وطن تصوره لهم أفلام الهوليود وكأنه جحيم لا يُطاق وشعبه مصاصي الدماء او ورثة كالگولا ، فما ان تناقلت الأخبار  منذ اليوم الاول ليدحض لديهم تلك النظرة الاحادية التي صورها لهم الاعلام المضاد للعراق ،وجدوا شعبا طيبا مرحبا مضيافاً ، وجدوا أرضا طاهرة فقط تحتاج الى الرحمة والى الحكمة التي لا تزال غائبة  في قيادة البلد نحو بر الأمان.. 
لذلك جائنا هذا الرجل الحكيم يحمل السلام يحمل (كلنا اخوة)  جاء ليعلم حكامنا  التواضع الشفافية ، على حب الشعب ، فهل ستبقى كلماته ماثلة  في أدمغتهم  ؟ ام ينسونها ما ان تقلع الطائرة به للعودة الى الديار ، لقد  اسمعهم  ما كنّا جميعا نود ان نقوله  لهم كأنه  يعيش في ضمائرنا ووجداننا ،  لقد نقل لمعظم المسؤولين في البلد  الذين التقاهم رسائل من مواطنيه بدون ان يتلقى قصاصة منهم ،  وكأنهم كتبوا له او  أسمعوه متاعبهم،  آلامهم ،لقد قرأ على الوجوه ما ارتسمت عليها من معانات من اوجاع وراح ينقلها بأمانة عبر كلماته  الى هولاء الحكام الذين استقبلوه ، فراح يسمعهم ما لا يريدون اصلا أن يسمعوه لقد تحدث لهم بصراحته المعهودة ، طارحا قضايا عديدة تهم البلد ،  لم يتكلم برمز  او بهمهمات غير مفهومة ،  تكلم بحرية  وبمحبة  بمباديء انسانية وبحكمة ودراية ، رجل خبر الحياة والسياسة  النزيهة البعيدة عن المصالح الانية  الضيقة ، اضافة الى الإيمان  والمحبة والتواضع ،  عندما كان بيننا  كانت الفرحة عارمة كان السلام والحمائم البيضاء تطير في سماء العراق بحرية مبشرة بالسلام  ، فلا متفجرات ولا رصاص يحصد الأرواح  ، لقد غاب كل  ما ينغص الحياة. ، حتى كورونا اختفت من الساحات  والشوارع ،  فهذا والد رحيم يجوب شوارع العراق ، فيا ترى الى مدى ستبقى اثار هذه الزيارة تعمل في حياة هذا البلد واهله ؟   

بطرس نباتي
يحمل   على كاهله اكثر من ثمانية عقود من سنين عمره  ، يسير بين الجموع   بصعوبة  بالغة ، يتمايل على الجهة اليسرى ، لا  يحمل عصا  ليسند عليه شيخوخته  او مسنداً  يعينه على السير ولكنه رغم ذلك يصر ان يسير  بتمهل يحادث مرافقيه  يبتسم يضحك يجامل ، ثم ينظر بتمعن وكأنه يقرأ في الوجوه التي يعلوها  الأمل  والرجاء بزيارته ، يتنقل عبر مدن عديدة وكأن  جناح غير مرئي يحمله  عبر المسافات البعيدة ، يسير ببطأ ولكن الذي يرقبه  يخاله كائن ملائكي  هبط من احدى زوايا الكون البعيدة  ، يتنقل  بين  ثنايا التاريخ وأطلال  نينوى القديمة  وسهلها الفسيح بين كنائسها التي  اصبحت رماداً على أيدي  الأشرار ،    يتفحص تلك الخرائب التي تحيط به تخاله وكأنه يريد ان يرفعها على أكتافه  المنهكة لتعود الى سابق عهدها ،  ملابسه بيضاء ، يشع من وجهه شعاع من النور ،  كله جميل ورائع . بغداد تستقبله بحفاوة ، تنفض  لمقدمه عن نفسها الغبار و أزقتها  تستعيد رونقها  لمقدمه ،شوارعها أزقتها تتزين  بملابس العيد ،   انه عيد مقدم الفرح وقدوم السلام ، سيأتي ليصرخ بِنَا ( كلنا اخوة )،  اربيل بقلعتها الشامخة تطلع الى مقدمه بشوق     ها هو اتٍ ارفعوا  أغصان الزيتون انه قادم يحمل بشارة السلام انه رجل السلام ..
 كم  تمنينا منذ ان تولى الحبرية في روما كخليفة لمار بطرس أن  يحقق تلك الأمنية القديمة بزيارة وطن تعذب بيد الاٍرهاب تارة وبيد الدكتاتورية  البغيضة والحروب والاقتتال الطائفي والفساد المستشري  .
كتبتُ عن محبته  الكبيرة للفقراء  والكادحين  واعتبرهم اخوة له ،  وأعاد الاعتبار للاهوت التحرير الذي كان منبوذا او فاقدا للاعتبار في الأوساط الكنسية ، كتبتُ عنه حينما وقف ضد النخبوية،  ونبذه لمحبي المال والشهرة والجاه ،  تابعته في موطنه الأصلي أرجنتين عندما كان اسقفا ثم كاردينالا  وجدته شجاعا في قول الحق ، وما يقوله عن الحق ، لم يعجب حتى بعض المقربين  منه ، لذلك في مواقف عديدة تعرض الى التشويه على يد بعض الحمقى  ، الى النقد الجارح لكونه صريح وواضح  ولانه يفصل بين نور الشمس وضيائها الأخاذ وبين الظلام الدامس  ،  قَولوه ما لم يقله ، ولكنهم رغم أدواتهم الدعائية الكبيرة ومعهم كل قوى الشر الا انهم اندحروا  هم وانتصر هو ،  لقد جائنا  حقا فعلا فعلها  ، ها هو اشاهده  على أرض العراق ، ها هو الان يسير امامي ، هذا المقدام  لم يخشى  الكوفيد اللعين ولم يخش  ان العراق بلد قاتل ، ولم يمتثل للبعض الذين أشاروا عليه ان يؤجل السفر الى بلد لا زال  يوصف بأنه خطر  يعاني من الاٍرهاب والحروب  و ، قال لهم : أيها الناس دعوني،  سأسافر حتى وان كنت وحدي ، سأحقق أمنية  يتمناها هذا الشعب التواق الى السلام  والأمن ، وفعلا عملها هذا الشجاع  ، وحطت طائرته ارض العراق ، لقد جاء ليحقق أمنية كادت ان تصبح حلما ، لقد جاء لانه شجاع وشجاعته دفعت بان تمتلأ الطائرة بعشرات الشجعان من مرافقيه ، الذين شاهدوا كل شيء على حقيقته عن وطن تصوره لهم أفلام الهوليود وكأنه جحيم لا يُطاق وشعبه مصاصي الدماء او ورثة كالگولا ، فما ان تناقلت الأخبار  منذ اليوم الاول ليدحض لديهم تلك النظرة الاحادية التي صورها لهم الاعلام المضاد للعراق ،وجدوا شعبا طيبا مرحبا مضيافاً ، وجدوا أرضا طاهرة فقط تحتاج الى الرحمة والى الحكمة التي لا تزال غائبة  في قيادة البلد نحو بر الأمان.. 
لذلك جائنا هذا الرجل الحكيم يحمل السلام يحمل (كلنا اخوة)  جاء ليعلم حكامنا  التواضع الشفافية ، على حب الشعب ، فهل ستبقى كلماته ماثلة  في أدمغتهم  ؟ ام ينسونها ما ان تقلع الطائرة به للعودة الى الديار ، لقد  اسمعهم  ما كنّا جميعا نود ان نقوله  لهم كأنه  يعيش في ضمائرنا ووجداننا ،  لقد نقل لمعظم المسؤولين في البلد  الذين التقاهم رسائل من مواطنيه بدون ان يتلقى قصاصة منهم ،  وكأنهم كتبوا له او  أسمعوه متاعبهم،  آلامهم ،لقد قرأ على الوجوه ما ارتسمت عليها من معانات من اوجاع وراح ينقلها بأمانة عبر كلماته  الى هولاء الحكام الذين استقبلوه ، فراح يسمعهم ما لا يريدون اصلا أن يسمعوه لقد تحدث لهم بصراحته المعهودة ، طارحا قضايا عديدة تهم البلد ،  لم يتكلم برمز  او بهمهمات غير مفهومة ،  تكلم بحرية  وبمحبة  بمباديء انسانية وبحكمة ودراية ، رجل خبر الحياة والسياسة  النزيهة البعيدة عن المصالح الانية  الضيقة ، اضافة الى الإيمان  والمحبة والتواضع ،  عندما كان بيننا  كانت الفرحة عارمة كان السلام والحمائم البيضاء تطير في سماء العراق بحرية مبشرة بالسلام  ، فلا متفجرات ولا رصاص يحصد الأرواح  ، لقد غاب كل  ما ينغص الحياة. ، حتى كورونا اختفت من الساحات  والشوارع ،  فهذا والد رحيم يجوب شوارع العراق ، فيا ترى الى مدى ستبقى اثار هذه الزيارة تعمل في حياة هذا البلد واهله ؟