المحرر موضوع: النفاق الاوروبي..  (زيارة 430 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Naseer Boya

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 320
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
النفاق الاوروبي..
« في: 20:43 23/03/2021 »
النفاق الاوروبي..

نصير بويا
٢٣ آذار ٢٠٢١

جاءت الاخبار العاجلة من دول الاتحاد الاوروبي بأنها فرضت عقوبات ضد الصين، فقد وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات ضد 4 مسؤولين صينيين علاوة على هيئة حكومية بسبب الحملة القمعية التي يمارسها النظام ضد الإيغور المسلمين.
وقال مسؤولون دبلوماسيون إن وزراء الخارجية سيجتمعون الإثنين المقبل لإقرارهذا القرار حتى يصبح ساريا. وكانت آخر حزمة من العقوبات التي أقرها الاتحاد الأوروبي ضد الصين قبل 31 عاما عقب قمع المظاهرات الطلابية المطالبة بالديمقراطية في ميدان "تيان آن مين" في بكين.

لنناقش هذا القرار من حيث المضمون و الجوهر فهو لا يؤخر ولا يقدم أي شيء سوى ان الاوروبيين ونحن معهم سيصفقون لقادتهم لانهم يدافعون عن حقوق الانسان وهذه من أسمى و أعظم ما يمكن أن يقدمه الانسان لأخيه الانسان.
ولكن لنرى الموضوع من زاوية اخرى، هل ان الصين الدولة الوحيدة في العالم تنتهك حقوق الانسان؟؟ ولماذا هذا التوقيت ؟؟؟ الم يكن بامكانهم إصدارهذا القرار في وقت ترامب الذي كان يصبح و يمسي بعقوبة ضد الصين والتي لم ولن نرى أي ردة فعل منها تجاه هذه العقوبات لا بل لم تؤثر عليها نهائيا وفي ذات الوقت كان أيضا يصدرعقوبات على اوروبا بموازات الصين وكانت معظم الدول الاوروبية متعاطفة مع الصين ولم نسمع منهم أي شيء عن خرق حقوق الانسان.
أم ان اوروبا تسير أوتريد أن تسيرعلى خطى أمريكا التي أصبحت راعية العهر والنفاق السياسي في العالم و تتعامل بمزاجية وازدواجية مع دول وشعوب العالم.
فعلى سبيل المثال السعودية من أوائل الدول التي تنتهك حقوق الانسان لا بل قوانينها تصلح أن تكون في زمن الجاهلية أو القرون الوسطى فالحد بالسيف وقطع الأيادي والاعناق في الشوارع وإعدام من يمس الملك أو ولي العهد أو امراء العائلة المالكة بكلمة أو بانتقاد.والسجون المليئة بالمعارضين والتعذيب الجسدي و النفسي  لكل من يعارض الحكم المتخلف.
ها هم يذبحون مواطنهم المعارض لهم و يقطعونه إربا وتحت أنظار العالم وكان بمثابة زلزال هز ضمير كل انسان بغض النظر عن من هو الضحية،  فلم نسمع أي صوت أوأية عقوبة من الاتحاد الاوروبي ضدهم عدا عدة تصريحات خجولة من بعض السياسيين غيرالرسميين في اوروبا.
ناهيك عن التميزالعنصري الديني الواضح في قوانينهم ومعاداتهم لكل من هوغير مسلم فمثلا قرأنا اليوم في الاعلام خبرا مضحك و مبكي في نفس الوقت وهو بان الاتحاد الاسيوي بكرة القدم قام بنقل مواجهة نادي القوة الجوية العراقي ومستضيفه الوحدة السعودي لكرةالقدم من (استاد الشرائع في مكة المكرمة)، إلى استاد (الجوهرة في مدينة جدة ) و أن الاتحاد اتخذ القرار بعد معرفته بقانون إمارة مكة المكرمة، حيث مكان المواجهة السابق، لا يجيز للأشخاص من غير الديانة المسلمة أن يكونوا موجودين في فنادق الحرم المكي الشريف، وهو ما دفع نادي القوة الجوية إلى عزل المدرب        (أيوب أوديشيوـ مسيحي) والمحترفين الأجانب  في فندق آخر، يقع خارج حدود مكة المكرمة، ويبعد عن ملعب الشرائع مكان المباراة، بحدود 15 دقيقة، أما الوفد الإداري واللاعبون الآخرون فسيقيمون بالقرب من الحرم المكي !!!!! هل توجد دولة في القرن الواحد والعشرين لها هكذا قوانين سخيفة و عنصرية فلماذا لم تتفاعل أو تنفعل دول الاتحاد الاوروبي تجاه هذه الدولة و قوانينها المتخلفة وتفرض عليها عقوبات حتى ولو كانت معنوية ؟؟؟ الجواب ليس من مصلحة اوروبا معاقبة دولة صديقة لهم تمدهم بالنفط ومصالحهم الذاتية تتطلب التملق لها وعدم ازعاجها.
هذا هو النفاق والعهر بعينه والمعاييرالمزدوجة للاوروبيين وقادتهم بحيث تختفي المطالبات بحقوق الانسان عندما يتعلق الامر بمصالحهم.
في عراقنا المحتل اليوم من الجارة ايران و أحزابها الاسلامية الفاشلة وميليشياتها الفاشية والتي عاثت  في الارض فسادا ولم يسلم منها أية أقلية حيث قامت بالتهجيروالقتل والتشريد واستملاك البيوت والاملاك وهتك الاعراض .
لم يبادر الاتحاد الاوروبي ( وهنا أقصد كمنظمة وليس كدول منفردة ) بايجاد صيغة بيان أو قرار أو قانون للوقوف مع الاقليات الغير مسلمة في العراق ومنهم المسيحيين وهم المواطنين الاصليين في هذا البلد والتي تنتهك حقوقهم الانسانية وتسلب أرضهم وتفتك بهم القوانين العنصرية للاحزاب الاسلامية وميليشياتها (حالهم حال الايغور المسلمين ) الذين يدافع عنهم الاتحاد الاوروبي...
و رب هناك من يقول هذا الكلام غير صحيح و الدليل أن الأقليات في العراق وبضمنهم المسيحيين لهم ممثلين في البرلمان و وزير في الحكومة والجواب بكلمة واحدة ( عفطة ) ( أعتذر من القراء على هذه الكلمة ) وكل هذا هو ضحك على الذقون . ويمكن تشبيه ذلك بغابة مليئة  بالاسود وفيها غزال واحدة بقت على قيد الحياة بعد أن فتك بالبقية والكل تريد ان تنهش بجسدها وفي الاخير يتفقون بالابقاء عليها لجعل منظرالغابة يزهو بجمالها ولكنها تبقى خائفة ومرعوبة.
أما بلد السلاطين الاتراك بقيادة الاخونجي أردوغان فما يفعله من جرائم عنصرية مذهبية و طائفية و عرقية فحدث ولا حرج.
فمنذ التحاق عشر دول جديدة بالإتحاد الأوربي لا يخفي المسؤولون الأتراك مرارتهم من موقف بروكسل المتردد من ملف انضمامهم إلى الإتحاد.
وكانت تنظر تركيا بمرارة إلى عملية توسيع الاتحاد الأوروبي الى ٢٨ عضواً ، فغالبية الدول المـنضـمة حديثاً كانت، إلى سنوات قليلة ولمدة تقارب النصف قرن، ذات أنظمة شمولية وبنى اقتصادية مغلقة، خلاف تركيا الأطلسية صاحبة تجربة ديمقراطية ( طبعا قبل حقبة أردوغان )، رغم شوائبها، عمرها أكثر من ذلك.لذلك يحاول نظام أردوغان الاسلامي تصدير مشاكله لاوروبا ويعمل كرئيس عصابة ويهدد الدول الاوروبية نهارا جهارا بكل الطرق وآخرها رد أردوغان على العواصم الأوروبية التي رفعت من تنديدها بما تمارسه تركيا ضد الأكراد والاقليات و قال: "أيها الاتحاد الأوروبي، إذا تدخلتم بما ليس لكم شأن فيه ، فسنفتح بواباتنا وموانئنا ونرسل لكم أربع ملايين لاجئ  لتبتلوا فيهم.
وهنا سكت الاروبيون لابل منحوا تركيا ثلاثة مليارات دولار لكي لا تغرق بلدانهم باللاجئين العرب
ونسوا أو تناسوا حقوق الانسان.
هكذا يدار النظام العالمي الجديد كلهم سواسية، فاذا تعلق الامر بمصالحهم سيكيلون بمكيالين و ربما ثلاثة أوأربعة  وليس لديهم مانع بأن يسحقوا حقوق الانسان بأحذيتهم ..