اية وحدة تريدون وتقصدون؟
لا زلنا كشعب ( كلداني سرياني اشوري ) ندور في دائرة مغلقة مميتة يصعب الخروج منها رغم كل المصائب والويلات التي لحقت/تلحق بنا جراء تمسك البعض بقدسية هذه الدائرة وعدها من المحرمات التي لا يمكن تجاوزها، وهكذا استمر التاريخ يسجل خلافاتنا ويسطر حماقاتنا لنصبح ضيوفا ( قلة ) في وطن كنا اصله نبكي حضارتنا واطلال امبراطوريتنا الزائلة.
موضوع التسمية او الانتماء القومي الذي يثار بين فينة واخرى من خلال تصريح او مقالة او مقابلة او اطروحة او حتى مناقشة، اتعب شعبنا كثيرا وافقده مكانته ودمر حاضره وضيع مستقبله، لكن رغم ذلك نعطيه اهمية كبيرة وكأن بقائنا واستمرارنا في الوطن مرهون بتسميتنا وقوميتنا، فبدلا من اعطاء الاهمية للمواضيع والاحداث التي ترغمنا على ترك البلد عدنا الى نقطة الصفر نتعارك على تسميتنا ( هل هي كلدانية ام سريانية ام اشورية ام .. ) وبالمقابل نهمل كل المخاطر التي تحيط بنا ونغمض العين عن كل محاولات الاخر للفتك بنا وابتلاعنا.
لست هنا للدفاع عن الكلداني او السرياني او الاشوري ( ايمانا مني باننا شعب واحد وان فرقتنا الاسامي وفرقنا الانتهازيين اصحاب السيادة ) لكن علينا ان لا ننسى ان لكل فعل رد فعل معاكس له في الاتجاه ومضاعف له في المقدار احيانا، فاذا كان التعصب من قبل بعض الاخوة تجاه قوميتهم وتسميتهم قد بلغ بهم الحد وبلغت بهم الشجاعة ( الوقاحة ) الى الغاء وتهميش واقصاء الاخر، فالمقابل سيكون هناك، من الطرف الاخر، من هم اكثر تعصبا للدفاع عن قوميتهم وتسميتهم التاريخية.
ليس كل من يدعي الوحدة يؤمن بها، فالوحدة التي يطرحها ويدعو لها بعض الاخوة الاشوريين ومعهم بعض الاطراف السياسية الذي يستغلون العواطف والمشاعر الانتمائية لتحقيق مصالح حزبية وشخصية انما يقصدون بها الوحدة الاشورية، اي ليس هناك كلدان او سريان، وهذا امر لا يمكن القبول به اطلاقا!! من قبل الكلدان والسريان، ولا يمكن تحقيقه ابدا!! لانه لا يمكن هضم تاريخ الاف السنين ولا ارجاعه الى الوراء ولا محوه او كتابته من جديد.
كلنا متأكدين ان ترتيب البيت القومي ضرورة ملحة لانهاء المظالم التي تحيط بنا والخروج من الازمات التي تخنقنا، لكن لم نحاول او فشلت كل المحاولات لترتيب بيتنا القومي/الديني بسبب الصراع على الزعامة والتعالي على الاخر والانتهازية في التعامل مع قضية شعبنا المنكوب، فحارب شعبنا نفسه على انتماءاته الحزبية والمذهبية والاسمية والخغرافية واهمل كل المخاطر الاخرى التي تمس وجوده ومستقبله، وهذا ما جعل منا كشعب وقضية لقمة سائغة سهلة الهضم تهمش وتسحق دون مقاومة وضجيج.
قضيتنا تحتاج الى سياسيين ومثقفين ومتعلمين مخلصين يؤمنون بوحدة شعبنا او على الاقل الابتعاد عن تعميق الجراح واثارة العواطف الانتمائية لتهئية الارضية المناسبة لتوحيد الخطاب السياسي رغم الاختلافات الفكرية والحزبية، وليس الى اناس يتباهون بتعصبهم وعنصريتهم يحرضون الاخ على اخيه.
همسة:- كونوا ما انتم عليه او ما تريدون ان تكونوا عليه لكن لا تتاجروا بالقضية لان شعبنا لا يتحمل اكثر.
كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com