المحرر موضوع: نظرة الى بلدتي  (زيارة 517 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح پلندر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 128
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نظرة الى بلدتي
« في: 16:45 20/06/2021 »
نظرة الى بلدتي

 ذات يوم أشتقت الى قريتي الجميلة التي ترعرعت فيها وتعلمت اللغة الام من اهلها الطيبين , مررت بين أزقتها الضيقة فكان الحزن يدرو فيهاويختفي بين زوايا بيوتها القديمة والصمت يخيم على تلك الازقة كأنها عش طير مهجور بسبب التجاوز عليها من المستفدين واصاحب السلطة. وحينما مررت من امام المقهى القديم  كان مجموعة من اهلها واقفون وعينهم على المار , وقفت قليلًا معهم وسلمت عليهم وسالتهم عن أحوالالمدينة بكيت من حكايات غريبة تدور في اجنحتها وتدغدغ مشاعرك عندما يحكون عما تركوا لهم اجدادنا بعد رحيلهم ..قرية تبكي صغاراهاقبل كبارها على ما يجري على ارضها لقد فقدت اثارها من اماكن أثرية كمدرسة الحكمة ومار شموني القديمة والقبة مريم العذراء وابنها.. نتيجة تغير هيكلها الاثري وقسم لم يبقى اثرهم فكانوا اهل القرية يزورن هذه الاماكن كلما وقع عليهم الضيق واما اليوم فصعوبة الوصولالى مس جدار القبة من دون موافقة هنا تشعر بالفرق بين زمن الحاضر والماضي .  في الماضي كانت أبواب قريتنا مفتوحة للمارين منالقرى الكردية وكانت علاقاتنا جيدة فلا يشعرون بالتفرقة واما اليوم الخوف وفقدان الثقة جعل أبوابها مسدودة …وحتى بين المقيم في المدينةومثال ذلك اطفالا كانوا يلعبون امام البيوت وكل وآحد يعرف صديقه واهلهم فاما اليوم فقدوا تلك الهوية ولم يبق شىء سوى الجدار الذي يحرمإللقاء فكان هناك امام احدى بيوت مجلس للملتقى وسرد الأحاديث واليوم لم يبق له مكان ولا اثر فقط نسمع من عدد قليل وهناك تقصحكايات الزمن الماضي واما رقص ودبكات الجيران عند الزواج كانت تجمع الحارة باكملها ويتمتع الاطفال الصغار بين الشباب والشاباتفي لعبة اختفاء وام الفقراء فكانواا اهل القرية يهتمون بهم ويساعدونهم بقدر مستطاع حتى لا احد يشعر بأن هناك فقيرا وعند الفرح اوالحزن كانوا ياكلون معا من دون تميز كانت احاديثهم نحو الحياة دافئة يشتاق المرء لسماعها وفي الآيام العادية كانوا يتبادلون الطبيخ وخبزرقائق والخبازة كانت تعطي الخبز الحار اللذيذ الى الأطفال المارين وفي الصيف كان السطوح تغطيها اهلها وصدى اصوات المحبة ونجومالسماء كانت ترقص لهم ..حنينا الى تلك القصص والى تلك الأيام كنا فيها لا نشعر سوى بالفرح وحب الطيبين اهلها نفكر للحظة وتقول هلستعود تلك الأيام نشارك أطفالنا وأحفادنا بما تركوا لنا اجدادنا من الحب والوئام والإخلاص والسعادة لكي نشرق في قلوب شوق المحبةونسرد لهم احلامنا تحت صوت الموسيقى الهادئة ونغني هيا هيا نلعب ونختفي بين إطلالة ونقول بالأمس كنا صغارا  واصحاب الدار واليومنحن غرباء عن الوطن ونعيش في اوطان لا تملك ذكريات الأجداد لم يبق شىء من الماضي لا خبز تنور ولا صوت المواشي ولا صياح الديكصباحا ولا صوت المنادي أصبحت ابواب بيوتنا مقفولة حتي ياتي موسم ألآحلام المخفيه بسبب خوف الام من خيالات أطفال عندما تكبرينسون كل شىء فقط تبقى صورة الخيال كبيرة ومعلقة في القلب ألأم تلك ألأم الحنونة فقدت أولادها في الحروب المفروضه لكى تنال حريةالحياة وعيش كريم مع الاسف فقد كان حلما لم يتحقق .و نجد اليوم في قريتي مقرات الاحزاب ومنظمات اجتماعية وكتاب وشعراء ومثقفينكل ما موجود اليوم لم يكن بامكانهم حفض ارض الفلاح فبقى صراخ ودم ضحايا لا يفيد شىء ولا بامكان سد ما يخطط من قبل المستغلوتبقى رائحة تلك الارض تحت الاسفلت او طبقات الكونكريت . كم حاولو محو صورة هذه البقعة الجميلة من ذاكرتنا ولكن ستبقي فينا طالماالقلب ينبض وصراخ الحنين يسري الى تلك الرائحة المنبعثة من ترابها الذي مزج بدماء الشهداء وضحايا يد الغادر كلما نمر من امام مقبرتهاجسدي يغلي وشفتاي تجف واقول يارب ارحم موتانا واحفظ اهلنا لقد شبعنا من من حكم الدكتاتور وفقدنا اليوم كل ما نتمناه  من الخير لقدشبعوا شبابنا من السجون والنضال في الجبال لمقاومة الدكتاتورية ولكن كلها ذهبت سدًا                                                                      صباح پلندر
o