تمنيّات الاستاذ سامي هاويل لمساعي البطريرك ساكوبالنجاح, وتمنياتي من غبطته /شوكت توسا
رابي ميوقرا سامي
في 28 تموز2021 نشرجنابكم الكريم مقالاً خلصتم فيه بتمنيات النجاح لمساعي البطريرك!!لم يسعفني الظرف حينها للتعليق في صفحة مقالكم,الآن وقد تهيأت لي فرصة الكتابه,ففضلت صياغته بمقال, راجيا قبوله و معذرتي عن التاخير .
سأتحدث منطلقا من نظرةالنواميس السماويه والوضعيه الى قيمة الانسان سواء في الفقه الايماني او في فقه من لا ايمان له, وكلاهما يجزمان على ان اي انتهاك لقيمة الانسان بذرائع التدين المذهبي والتعنصر القومي ,معناه إنعدام قيمه مسميات هذه الذرائع .
من بديهيات مسؤوليات البطريرك الروحيه كما عرفناها,تلك التي عايشناسلبها وايجابها في نشاطات بطاركه عشنا فتراتهم,وآخرى قرأنا في اسفارمن سبقوهم مساعيهم في تجسيد بديهية :صيانة وحدة المؤمنين وتقوية آصرة المحبه فيما بينهم سيرا على خطى تعاليم المسيح.ورغم وصفها بالبديهيه الاانها من النبل الذي يتطلب ارتقاء الرائد المؤمن الى مرتبة الناذرحياته لخدمة الانسان على حد سواء.
غبطة بطريركنا في غنىً عن التذكير فهو حامل لشهادات لاهوتيه تضعه في مصاف العارفين بان تجسيد نبل هذه المهمة,يتطلب اتباع نهج الفكرالنابذ لاسباب التفرقه والفتنه,بهكذا نهج وليس بغيره تتهيأ لجموع المؤمنين حظوة التنعم بطعم وزبدة المحبه المسيحيه. ولكي تكتمل انسانية هذه الخدمه , يحتاج القائد الى جرأه عقليه تكبح كل ما يمنعه من الاحتكام بثوابت واصول المسيحيه التي لا تفرّق بين مؤمنيها على اساس المذهب او العرق, بخلاف ذلك وقد سبق وقلناها,من المحال ان يكون رجل الدين المذهبي جزء من حل مشكلتنا انما صانعا لاسباب استفحالها .
بمراجعه لشريط الاحداث سابقا ولاحقاً, وحتى نتعرّف باختصارعلى ما اقتناه شعبنا من اجتهادات رجال ديننا المتمذهبين,هم في حسابات الفلسفه المسيحيه الموّحِده فاشلون ايمانيا لانهم عاجزون وباعترافهم عن تلبية حاجة شعبهم المؤمن الى استعادة توحيده تحت راية المؤسسه الدينيه الواحده ,لكنهم قادرون على شق صف شعبهم المسيحي الذي هو اصلا مُقسّم, وبسبب تنافساتهم المذهبيه والنفعيه الدنيويه , يتورط كلٌ بحسب اجتهاداته في طرق ابواب القوميه مستغلين في ذلك تعاطف المؤمنين و اندفاع المثقفين القوميين الذين في كل مره يتم شقهم عن اخوانهم من دون اي مبرر روحي يسمح بذلك,والاما نفع استخدام القائد المسيحي المؤمن لمصطلحات الالغائيه والاقليه والاكثريه القوميه والمذهبيه وما شابه من تعابير سياسيه ناسفه لاممية القيم المسيحيه التي تجمع ولا تفرق .
انا لست هنا داعيا المؤمن للتمرد على الواعظ الديني الذي يراعي في موعظته سلاسة واممية رسالة المسيح , كل انسان حرٌ فيما يختار,نحن ازاء نتائج اقحام رجل الدين كبديل فكري للسياسي المثقف والمؤرخ الاختصاصي, وحال مشهدنا المرتبك في مجمله يشير الى انتقال عدوى حمى الطائفيه والانعزاليه الينا للحد الذي لم تعد تجدي الطمطمه عليها حتى مع الأصم والأبكم في وقت بات كل شئ في متناول اليد لحظة بلحظه .
شئنا ام أبينا,هناك تفريط متراكم الحقه الانفسام المذهبي بتاريخية الروابط التي تربط مسيحيي العراق الكلدواشوريون السريان,انااتمنى من الذي يعتلي منبراً او ينبري بقلمه للتحدث باسم المسيحيين,ان ينتبه الى ان مؤمن اليوم لم يعد مثلما كان بالامس البعيد سهل الاستغفال والانقياد,فقدعلّمته ثقافة النكبات بان أممية المعتقد المسيحي تحتم على القائد الروحي الاخذ بنظرالاعتبارواقعناالذي أنهكته المذهبيه المبتذله فاصبحنا حتى في قوميتنا ووطنيتنامعاقين .
من خلال ما ينشره اعلام بطريركيتنا وتهافتات التعليقات ,امرغريب عندما تغيب عن الخطاب الديني معاني المفرده التوحيديه و تصبح الصداره لنزعة تراصفات غير حميده وكأننا قد اُصبنا بعدوى حمى الحاكمين الذين ضيعواالمشيتين فأضاعوا العراق ومزقوا شعبه نتيجة ولوجهم الأهوج في دهاليز التمذهب الطائفي وتخلّف تنظيراته,جازما اقول بان هذه العدوى قد وجدت حواضنا لها في عقولنا, فأصبحنا في غفلة وسط زحمة الطرشان بالزفه حشرٌ مع الناس عيد حتى في وأد أهلنا, لااقول ذلك اعتباطا انما انزوائية الخطاب المغروركافيه لارشادنا الى اعراض هذه الحمى ,سوف لن أغازل الشؤم في قراءة مستقبلنا المجهول مع تفشي هذه العله القاتله,يكفي القول بان المآل في احسن حالاته هو لجوءالمؤمن المُحبَط الى البحث عن مشيه ايمانيه ثالثه لم يألفها ولم يتحسب لها الاولياء .
شخصيا كنت سأؤيد غبطته( ولوعلى مضض) متمنيا له النجاح لوكان اكثر صراحة وطالب بإدراج عبارة المسيحيين الكاثوليك في الدستور وهي بالمناسبه الوسيله وليس الهدف كما هو حال السنة والشيعه,كان بالتأكيد سيوفرعلى الكنيسه الطعن في امميتها ويوفر على قائدها نقده بسبب تنكئة جراح مسيحيي العراق في تأجيج مسالة التسميات القوميه وهي ليست من مهامه الروحيه,وبسبب ازدواجيه وعجالة ردات الفعل,تأتينا الخطابات مشوشه ومتناقضه بما يزيد تعقيد مشاكلنا.
أتمنى انسانيا ان يراجع غبطته ما يتطلب اعادة النظر فيه من اجل ضمان تجسيد امميه المعتقد المسيحي في حماية وتوحيد الموجود المتبقي من المسيحيين اكثرمن انشغاله الظاهري في شأنهم القومي وشأن المسلم الذي يدعي اليوم بالكلدانيه .
الوطن والشعب من وراء القصد