المحرر موضوع: صفقة الغواصات الفرنسية .. كيف تعيد تشكيل التحالفات في العالم ؟ .  (زيارة 336 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل النوهدري

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 24150
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
صفقة الغواصات الفرنسية .. كيف تعيد تشكيل التحالفات في العالم ؟ !
10 ـ 09 ـ 2021
أبوظبي :
لا تزال صفقة الغواصات النووية بين الولايات المتحدة وأستراليا تلقي بظلالها على الساحة الدولية، بعد أن تسببت في أزمة دبلوماسية بين فرنسا وأستراليا من جانب وفرنسا وأميركا
من جانب آخر، عقب فسخ أستراليا تعاقدها مع باريس لشراء 12 غواصة فرنسية وفقا لاتفاق مبرم بينهما عام 2016، وهو الأمر الذي وصفته الأخيرة بـ "طعنة في الظهر" اعتراضا على إلغاء الصفقة وإبرام تحالف ثلاثي بين أميركا وأستراليا وبريطانيا.ويرى مراقبون
أن تبعات الأزمة الراهنة ولجوء أميركا لتحالف ثلاثي مع المملكة المتحدة وأستراليا، وتزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية، تؤزم الخلاف بين أوروبا وأميركا الذي جاء عقب أزمة الانسحاب من أفغانستان، وربما تؤدي تلك الخلافات إلى رسم تحالفات جديدة خاصة
مع تمسك عدد من دول الاتحاد الأوروبي بمقترح " تأسيس قوى عسكرية أوروبية " موازية لحلف الناتو.وأدخل تحالف واشنطن مع لندن وكانبيرا العلاقات الأميركية – الأوروبية
في أزمة تشبه أزمات حكم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، رغم ان الإدارة الأميركية الحالية بقيادة جو بايدن استهدفت إعادة العلاقات مع أوروبا لسابق عهدها بزيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى باريس، يونيو الماضي لإعادة مسار " العلاقات العابرة للأطلسي " إلى أصلها القديم.وتوالت ردود الفعل من الجانب الفرنسي، حيث أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، الاتفاق مع الهند للعمل على برنامج " لترسيخ نظام دولي تعددي بحق "، يعزز الشراكة الاستراتيجية بينهما في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، لا سيما وأن فرنسا كانت تعتمد على علاقتها مع أستراليا والهند للحفاظ على وجودها في تلك المنطقة.
كما استدعت فرنسا سفيريها في كانبيرا وواشنطن، وألغت حفل استقبال كان مقررا
في إقامة السفير الفرنسي في واشنطن احتفالا بذكرى معركة بحرية في حرب الاستقلال الأميركية وانتهت بانتصار الأسطول الفرنسي على الأسطول البريطاني في نهاية القرن
الـ 18.وتستمر أستراليا في تبرير موقفها بالتأكيد على إبلاغ فرنسا مسبقا بوجود مشاكل حقيقية بقدرة الغواصات التقليدية لتحقيق أهدافها الأمنية والاستراتيجية في المحيطين، حيث قال وزير الدفاع الأسترالي بيتر دونون، إن بلاده كانت صريحة ومنفتحة وصادقة " مع فرنسا بشأن مخاوفها من صفقة الغواصات الفرنسية.ولم تكتفِ أميركا بتصريحات أستراليا، بل أكد
أنتوني بلينكن، على عدم التخلي عن أستراليا في مواجهة الممارسات الصينية لذا دعمتها
بحيازة الغواصات النووية لتحسين قدرتها الدفاعية.
تغير التحالفات :
يرى العميد سمير راغب، الخبير الاستراتيجي، أن فرنسا تفسر الموقف الراهن
بـ " الحرب الباردة " نظرا لأن صفقة الغواصات بين أميركا وأستراليا والتي أبرمت
وفقا للتحالف العسكري الذي جمعهما مع بريطانيا خارج مظلة حلف الناتو له تبعات سلبية
على أوروبا وفرنسا بالتحديد على المستويين العسكري والاقتصادي، كما أن باريس لم تعترض حينما طرح تشكيل هذا التحالف الدفاعي في المحيطين الهادئ والهندي وظنت أنها ستصبح شريكا في التحالف عبر تسليح أستراليا بالغواصات، قبل الإعلان عن إلغاء الصفقة.
ويوضح راغب في تصريحات لموقع " سكاي نيوز عربية " أن طبيعة الضغوط الاقتصادية التي تتعرض لها باريس لعدم امتلاكها سوقا لبيع الغواصات، تدفعها إلى الشراكة
مع الهند وتدشين علاقات قوية لبيع الأسلحة من مقاتلات الرافال والغواصات التي تعمل بالديزل والكهرباء، وهو الأمر الذي قد ينجم عنه خلاف بين الصين والهند من جانب، وخلاف
بين الصين وأميركا من جانب آخر لدخول غواصات نووية إلى منطقة المحيطين.
ويشير إلى احتمالية تقارب فرنسي روسي جديد في مجال تصنيع وبيع الأسلحة، وبالتالي
فهو تقارب أوروبي – روسي محتمل، حيث تعد فرنسا القائد السياسي لأوروبا
في إقامة العلاقات مع الدول، علاوة على وجود تقارب ألماني – روسي نوعا ما،
وفي حالة إثبات موسكو النوايا الحسنة لإقامة علاقات مشتركة مع باريس وبرلين
قد تنضم دول أوروبا الشرقية إلى هذا التحالف.ويتوقع الخبير الاستراتيجي، أن التقارب الروسي- الأوروبي المحتمل قد يسمح بإقامة مشاريع مشتركة ووصول الغاز الروسي
إلى أوروبا، والذي يعد ضربة قوية لأميركا لتصبح بمفردها مع تحالف " أوكوس "
في مواجهة تهديدات الصين في المحيطين وفي جنوب الباسيفيك، خاصة وأن دول شمال وجنوب أوروبا لا تخشى الوجود الصيني في تلك المناطق.
المصدر / موقع سكاي نيوز عربية .