المحرر موضوع: القذى و الخشبة  (زيارة 501 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
القذى و الخشبة
« في: 21:11 23/09/2021 »



القذى و الخشبة
Oliver كتبها
- رب المجد  بعدما نبه على عقوبة الإدانة وضع العلاج لها.أخرج أولاً  الخشبة من عينك و حينئذ تبصر جيداً أن تخرج القذى من عين أخيك.مت7: 1-5.كلنا خطاة.الفرق بين خاطئ و آخر هو بين الخشبة و القذى ( أى نسيج رفيع من الخشب).
- الخشبة تعمى و القذى كذلك.فكيف يتهكم أعمي على أعمي؟ كيف يدين خاطئ خاطئاً مثله؟ الذى يدين يستصغر خطاياه و يستعظم خطايا غيره .ألا يطلب البصر لنفسه ثم لغيره.مع أن الخشبة مرئية و لا يمكن تجاهلها لكن الذى يدين يتناسها.و لا ندري كيف يرى القذى التي من الممكن أن تكون غير مرئية.لكنه يظل يفتش الآخرين في كل شيء حتي فى نواياهم لكي يجد القذى ليدينهم؟ تاركاً الخشبة في عينه؟
-.الذى يدين  يجرم في حق الله لأنه ينتحل عمل الله الديان زوراً .فإذا إنتحل إنسان هوية إنسان آخر يعاقبه القانون فكم و كم من ينتحل صفة الله و يجلس على كرسي الدينونة و يوزع الإدانات على الناس بكبرياء و قساوة و هو مدان من الله كثيراً,لهذا صاح المرتل :إرتفع يا ديان الأرض جاز صنيع المستكبرين مز94: 2. ما شأنك بخطايا الناس فالله أعطاهم الحرية فأخطأوا لكنه سيمنحهم التبكيت و يتوبوا أما أنت فستبق لله خصماً حتى تكف عن الإدانة.التدخل فى أمور الغير شر 1بط4: 18
-حتى الآباء  الكهنة و الآباء الجسديين لا يحق لهم الإدانة بل التوجيه بمحبة.أما إدانة المهرطقين فلها إجراءاتها التي خاتمتها الإدانة لمن لا يرتدع. حق الإدانة هذا تسبقه إجراءات كثيرة و مناقشات على مستوى قيادة الكنيسة البابا البطريرك و المجمع و ليس كل من هب و دب يدين إيمان غيره و يتهمه بإنحراف الإيمان.تصحيح الأخطاء فضيلة أما الإدانة فهى عقوبة إلهية.
- مع أن الخشبة فى العين لكن الخاطئ بالإدانة يظن أنه يبصر.يكذب جداً.قال عنه الرب أنه مرائى.أحكامه عمياء بسبب الخشبة و هو لا يبالى.يريد العيش أعمي و يحكم بالعمى على الناس.يسير متخبطاً و هو يدعى أنه يعرف الحق.
- حين أمسكوا إمرأة فى خطيتها ظنوا أنهم أبراراً ,أرادوا رجمها بالشريعة.حفظوا نص الشريعة و نسيوا مشرع الشريعة. أبصروا القذى و نسيوا الخشبة فى أعينهم.نبههم المشرع رب المجد إلى الخشبة.من منكم بلا خشبة فى عينه فليرجمها أولاً فتركوها للديان و حنانه و مراحمه ليفاجئها قائلاً أما دانك أحد فتقول لا أحد يا سيد فيفرحها قائلاً و لا أنا أدينك إذهبي و لا تخطئى أيضاً.يو8: 11.أفلا نترك نحن البشر الضعفاء أخطاء بعضنا البعض بغير إدانة. الزانية لم تدان لكن المراؤون يدانون.فلنفرح بتوبة الناس و لا نحطم رجاءهم بالإدانة.
- كذلك الأخ الأكبر للإبن الضال.صغرت خطاياه الكثيرة في عين أبيه الصالح بينما كبرت خطايا أخيه فى عينيه .حتي أنه أراد أن يهيج أباه ليرفض عودة أخيه.ضاع بإدانته و لم يستمتع بالوليمة.لم يأخذ الخاتم بل طلب جدياً عاقراً لا يثمر و لا ينجب.فصار عقيما كيهوذا.غادر البيت و تغرب عن محبة أبيه و ضاعت منه أفراح العرس هكذا يحدث لمن يدين.
- الذى يدين لا يستجب الرب لصلاته لأنه يسمع المتواضعين أما المتكبرون فيعرفهم من بعيد أى  الله يضع مسافة  بينهم و بينه.مز136: 6.صالح الرب بالتوبة عن الإدانة ثم هو يتوبك عن بقية الخطايا لأن الإدانة تعدي على عمل الله بذاته.
-فى كنائسنا خشب كثير و قذى قليل.لنخرج من أعيننا و من كنائسنا الخشب و نبقي على خشبة الصليب التي وحدها رفعت عنا إدانة الله.ليكن الله على كرسيه و لا يغتصب الديانون من الله عرشه.إنزلوا أيها المغتصبين عن عرش الإدانة لأنكم أول المرفوضين.الذى يدين من على المنبر له خطية أعظم.الرب غيور.لا يقبل أن ينافسه أحد.لأنه لا أحد مثل الله.
- لننهمك فى تنظيف عيون قلوبنا.حين يتنقي القلب ير الناس أخطاء الآخرين صغيرة.لا تستأهل الخلاف و لا تستحق الغضب.لا ينتج عنها قطيعة و لا نفقد أخوتنا لأجلها.فمن ير خطية أخيه صغيرة كالقذى يسهل عليه مسامحته.يغفر بلا جهد.يعرف أن الذي يراه هو أخوه مهما أخطأ.فتبقي العلاقات بمحبة رغم الأخطاء فمن هو الذي بلا خطية؟
- الإدانة خطية خطيرة.تفكك الأسر و الكنائس وتشتت الخدمات و المجتمعات.تخلق الصراعات و تجعل ساحة من المعارك أينما صار هذا الذى يدين.تفسد العلاقات.تخسر الناس بعضها البعض لسبب الإدانة.تطرد الله من الوسط.تحل بالكراهية عوض المحبة.تذل الضعفاء و تقسي المتكبرين أكثر فأكثر.هى فساد للروح و تعطيل لخلاص النفوس.إستجلاب الظلمة للقلب.تفكك للضمير .عمى للنفس و خصومة مع الله .عثرة تقف حائلاً قدام صغار النفوس.من يدين يكون له هذا و أكثر.
-بينما الغفران سهل.يحنن قلب لله.يجلب رضاه.يجمع المتفرقين.يجلب لنا المغفرة الإلهية.يجعل صلاتنا مقبولة و توسلاتنا تصل إلى عرش القدير.تجذب الأعداء فيسالموننا.تضم إلى الكنيسة نفوساً من خارج الحظيرة.تجعل قلب المسيح فى قلبك.تكون صورة للغافر الخطايا وحده.تكون بغفرانك سبب سلاماً بين الفرقاء.تنسكب فيك وداعة روح الله.يصير كلامك مملحاً و عينك نقية تعاين السمائيات.حتي أحلامك تتريض فى الروحيات.و نصيبك مع الذين غفرت خطاياهم و سترهم الرب لأنهم ستروا أخوتهم بلا إدانة.كم نحتاج إلى نبذ الإدانة لنلملم شتات المتشتتين.يا رب لا تقم لهم هذه الخطية و لا أى خطية نراها بل إغفر و إصفح لنا و للجميع.إخرج من عيوننا ما فيها خشبة كانت أم قذى.فأنت الذى ينشر نوراً و يفتح أعين العميان.