((حوار بدون رتوش)) حوار مع الكاتب والناشط القومي
الدكتور نزار ملاخا
حوار وأعداد// هيثم ملوكا
ملبورن/ استراليا
عودنا القارئ الكريم ، بأن نجري لقاءاً خاصاً مع شخصية معروفة بين فترة وأخرى . وكان لنا هذه المرة حواراً شيقا وممتعاً مع الكاتب والناشط القومي الكلداني، الدكتور نزار عيسى ملاخا.
س1// في البداية نُريد أن نُعرف القُراء الكرام ونقول :- من هو نزار ملاخا؟ أنا نزار بن عيسى زكريا ملاخا ووالدتي هي جميلة ألياس خوشو، أصولي من قرية ألقوش الكلدانية التاريخية العريقة، أنحدرت عائلتنا من قرية پيوس التي تبعد عن ألقوش مسافة كيلومترين أثر مرض الطاعون الذي اصاب القرية فهربوا إلى أقرب قرية وكانت القوش.أنا من عائلة تتكون من ثمانية ذكور وثلاث بنات، وتسلسلي في العائلة هو الرابع. ولدت في الثاني عشر من شهرآب ،ولكن لوجود تعثر في تنظيم ورقة الولادة من قبل الطبيبة أدى إلى تأخر التسجيل ثمانية ايام فكان التاريخ هو العشرون من شهر أب. حملت بي أمي في قرية تسمى قرية الصينية (حالياً ناحية تابعة لقضاء بيجي في محافظة صلاح الدين) وذلك بسبب عمل والدي في شركة نفط العراق آنذاك، ولما حان وقت ولادتها وبسبب عدم توفر المؤسسات الصحية آنذاك نقلها والدي إلى الموصل وتمت ولادتي هناك، ثم عدنا إلى القرية مرة ثانية، درستُ في مدارسها (متوسطة الصينية وثانوية بيجي)، ثم بغداد ومن ثم تعينت في كركوك في شركة نفط العراق وبعدها في شركة حفر ألآبار النفطية، وآخر منصب كنت فيه هو : مدير شعبة الخدمات الفنية الهندسية.
أنشغلنا في أمور العمل ومن ثم خدمة الأحتياط في الجيش وشاركنا في الحرب العراقية الأيرانية في الجيش العراقي. تزوجت عام 1978م، ورُزقت بثلاث أولاد وبنت واحدة.
بعد أن لاحت بوادر تُنبئ بسوء الأحوال والأوضاع وبضغوط من أهلي والأقرباء قررنا الرحيل، فهاجرنا في العام 2001 وكانت محطتنا الأولى الأردن، ومن هناك وخلال مسيرة شاقة وصلنا إلى الدنمارك وحصلنا على الإقامة الدائمية في الدنمارك،
حصلت على الماجستير في تاريخ العراق القديم، والدكتوراه أيضاً .وكان التخصص الدقيق هو "اسباب تغييب وتهميش الكلدان في المجتمع العراقي في العصر الحديث والمعاصر" كان ذلك عام 2016.
أنتميت إلى المجلس القومي الكلداني عام 2002م وكنت أحد المؤسسين ومسؤول فرع المجلس في الدنمارك.
س2 ماذا كان طموح د. نزارملاخا في المراحل الاولى من حياته وما هي نشاطاتهِ ومواهبهِ خلال تلك المراحل. المراحل الأولى من حياة كل شخص تكون مليئة بالأحلام، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركهُ، كانت رغبتي الدخول إلى الكلية العسكرية، وقدمتُ أوراقي هناك وقبلت، لكن نزولاً عند رغبة والدي (الله يرحمه) الذي رفض ذلك بشدة وعارض، تركت الأمر، أنخرطت في المجال السياسي وعملت في المكتب فيه، ودخلت دورات سياسية وتثقيفية كثيرة ومتعددة، أما في المجال الديني الثقفي وكنت عضو فاعلاً شاركت في الأخوية المريمية (الجيش المريمي)، وساهمت مساهمة جادة وفاعلة في إصدار النشرة الشهرية للأخوية المريمية في كركوك، إلى أن أصبحت رئيس المجلس المحلي (في كركوك والسليمانية) على ما أتذكر. وكانت لي علاقات جداً متينة مع الآباء الكهنة وبالتحديد الأب الدكتور پول ربّان (أمدّ الله بعمره) حالياً يقيم في السويد، فكان الصديق والرفيق والمرشد الروحي والأب. دخلت عدة دورات دينية بالمراسلة وأنهيت فيها دورة تتخصص بحياة يسوع وأخرى بحياة مريم العذراء واخرى بحياة مار يوسف.
س3// د.نزا ملاخا عملت ولازلت تعمل كناشط قومي كلداني وككاتب لك عدد من المؤلفات
وشاركت في المؤتمرات والندوات واللقاءات و في كل مايخص العمل القومي . وكنت سكرتيرا لأتحاد الكتاب والأدباء الكلدان ولازلت عضوا فعالاً فيه. كيف تنظرون الى وضع الكلدان ودور الكتاب والمثقفين والناشطبن اليوم مقارنة بالأمس البعيد. ؟؟ مهما يكن من أمرفإن الحال اليوم يختلف إختلافاً جذرياً عن الأمس البعيد، فالتطور التكنولوجي وحرية الرأي والفكر والعقيدة والكلمة والأجواء المناسبة وخاصة في بلدان المهجر التي تتمتع بديمقراطية أو تعطي مجال واسع لا بل بلا نهاية لحرية الكلمة، كل هذه الأمور ساهمت مساهمة جادة وفاعلة في تبلور الفكر، كما أنها أتاحت للإنسان أن يختار ويقرر بنفسه، ولنكون أكثر تحديداً أنه في السابق لم يكن للمجال القومي أو الفكر القومي وتحديداً الكلداني أن يبرز على الساحة، بسبب أنظمة الحكم آنذاك، لهذا لم يكن بتلك السهولة الخوض في المجال القومي الكلداني، حيث أقتصر تصنيف الشعب إلى فئتين كبيرتين وهما العرب والأكراد، بينما الآن وفي كل دول العالم وحتى العراق، تتمكن وبكل سهولة ويسر أن تتحدث عن قوميتك كما ترغب، لهذا أستعدنا نشاطنا في الإجهار بقوميتنا وفُسح المجال لنا كما أتيحت السبل لإزالة غبار السنين عن تاريخنا المسروق، وتراثنا وحضارتنا، ولهذا برز كتّاب شجعان يكتبون بمصداقية وتجرد، ويتخصصون في تاريخنا، فلم يبق تاريخنا بيد الآخرين، بل نحن بدأنا بكتابة تاريخنا وفق المصادر الرصينة الصادقة، فتشكل المجلس القومي الكلداني داخل العراق وفتح له فروعاً في أغلب مناطق تواجد شعبنا، وبرزت تنظيمات قومية كلدانية أخرى، كما لا ننسى أن نذكر ابناء عمومتنا في الجنوب العراقي حيث استعادوا أسمهم التاريخي وهو "الكلدان" وقاموا بتأسيس تنظيمات قومية كلدانية، نسوية وشبابية، كما ساهموا وما زالوا يساهمون في إقامة المعارض وإستذكار المناسبات القومية والوطنية الكلدانية، ولنا تواصل مع مؤسس هذه التنظيمات الأستاذ علي إيليا الكلداني، كما لا ننسى أن كتلة بأسم كتلة بابليون شاركت في الإنتخابات النيابية واليوم فازت باربع مقاعد، وعندنا نائب يحمل اسم الكلدان عالياً هو النائب أسوان سالم صادق الكلداني. الحمد لله اليوم نرى أن كتابنا يؤلفون الكتب ويكتبون المقالات ويقيمون المعارض والندوات.
س4// كيف تنظرون الى وضع أبناء شعبنا في المرحلة القادمة بكل قومياتهم وخصوصاً أنتم تعلمون الأختلافات التي حصلت بسبب التسميات الحديثة التي أُدخلت حديثاً، وسماها البعض بالقطارية والهجينة. وألأختلافات مابين الكنائس. هل تعتقدون أنتهت هذه المرحلة وبدأت مرحلة جديدة على ضوء التطورات في السنوات الأخيرة.؟ إن القرارات أو القوانين التي سُنّت قبل العام 2003م وأغلبها من تبعات الإستعمار العثماني الذي خلق أجواء العداء بين الأقوام والأديان. بالإضافة إلى ما تعرض له الكلدان من غبن لحقوقهم وحرايتهم من قبل السلطة وكذلك من قبل المسيحيين الآخرين وكذلك من قبل بعض أبناء شعبنا الكلداني. فالسلطة حينذاك وتحديداً في العام 1972 أصدرت قراراً برقم 251 ينص على منح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية. القرار كان مجحفاً بحقنا نحن الكلدان، نحن لا نتكلم السريانية بل لغتنا هي الكلدانية المنبثقة من الأكدية (وهذا ما تؤكده المصادر) حيث أن لغتنا الكلدانية لها أبجدية تختلف عن الأبجدية السريانية، يذكر ذلك الأستاذ لويس معلوف في مؤلفه "المنجد في اللغة". هذا القرار راق للإخوة السريان فشنّوا الحرب على كل ما هو كلداني، وبعد أن تأسس المجمع العلمي السرياني وحصروا جميع المطبوعات المسيحية بهذه الدار تم الضغط على أن تتسمى أغلب الأمور والمؤلفات بالسريانية بدلاً من الكلدانية (وإلا لن يرى المطبوع النور) ومنها أسم لغتنا وأسم آباءنا (آباؤنا السريان الذي راى النور الحقيقي بعد الحرية فأستعاد أسمه الحقيقي وهو آباؤنا الكلدان) وبقية المطبوعات. وتم التثقيف على اساس ذلك، بينما المجمع العلمي السرياني كان يقوده فلاسفة وآباء الكنيسة الكلدانية اي من الكلدان مثل المغفور له المطران أندراوس صنا والمغفور له الأب يوسف حبي وغيرهم ولم يستطيعوا أن يجاهروا بأسم الكلدان آنذاك. والقسم الآخر من ابناء شعبنا الكلداني (ربما لمصلحة معينة) يستسيغ له أن يكون آثورياً ولا أقول آشورياً، لأن الكلمة (آشور وآشوري) تدل على موقع جغرافي وشعب سكن ذلك الموقع، فإقليم آشور لم يعد له وجود في عصرنا الحالي لذا لا يوجد شعب بهذا الأسم، والشعب الآشوري آنذاك كان متكوناً من عدة قوميات كحال الشعب العراقي الذي يتكون من عدة قوميات. بالنسبة لي شخصياً دعوت في أكثر من مناسبة لأن يقوم المعنيون أو المختصون بتأسيس دار أو مشروع بأسم "المجلس العلمي الكلداني أو مجمع اللغة الكلدانية) وغير ذلك، لكن لحد الآن لم يلقَ اذاناً صاغية من قبل المتمكنين والمختصين.
التسميات الهجينة التي ظهرت كلها بدافع سياسي، غايتها سياسية قبل أن تكون قومية، التسمية الثلاثية بشكل عام هي تسمية هجينة، وإن قال المروجون لها هي تسمية لشعب واحد أقول لهم، لا يجوز أن تخلط الأوراق هكذا، لسبب بسيط جداً، أن السريان أسم للآرامين والكلدان المسيحيين أي الذين آمنوا برسالة يسوع عندما قدم المبشرون من سوريا، فتسموا بأسم مبشريهم، أو هي تسمية دينية وتعني مسيحي، وبالنسبة للتسمية الثالثة التي هي الآشوريين فهي نسبة إلى أقليم آشور، وسكانه كانوا من الكلدان ومن شعوب أخرى، واليوم لا توجد بقعة أرض بأسم إقليم آشور، لهذا لا يجوز أن نخلط التسمية القومية مع التسمية الدينية مع التسمية الإقليمية وندّعي بأنها تسمية مشتركة. والغريب أن المتخصصين باللغة العربية وافقوا بذلك لربما من أجل تمشية أمورهم ومصالحهم والله أعلم. .
أبناء شعبنا أحتار في ذلك ونحن أيضاً أحترنا بهم، أن تهاجر من ألقوش إلى الموصل ومن ثم إلى بغداد لا يعني هذا أنك من الموصل عندما تُسأل في بغداد. عائلة آل خوشو (وهم أخوالي وأتشرف بهم) تصوروا أنهم من أشيثا أو باز ولهذا كانوا يعتقدون بأن أصولهم آثورية (والفرق شاسع ما بين الآثوري والآشوري) ولما وقع بيدي مصدر يثبت أنهم قبل هذه الهجرة كانت لهم هجرة أخرى من قرية كلدانية تقع شمال تركيا، ومن ثم مصدر آخر يذكر أنهم من كلدان روسيا، وهكذا، لذا أبناء شعبنا مقسم لأنهم يجهلون تاريخهم، في ألقوش تجد مَن يقول بأنه كلداني، بينما تجد فئة قليلة تقول بأن اصولها آثورية ولا دليل على ذلك لا من ناحية اللهجة ولا من ناحية الملبس ولا العادات أو التقاليد، بعد التغيير الذي حصل في 2003 لعبت الحاجة دوراً فعالاً في الإنتساب لكسب الأصوات، مَن اراد التعيين يجب أن ينتمي إلى حزب الزوعا لأنه الحزب المتنفذ هناك (بينما لم يكن اي نفوذ للحزب الديمقراطي الكلداني) ومن يريد أن يحصل على مساعدات يجب أن يكون منتمياً للزوعا وهكذا الوظائف وحتى مجلس النواب، اغلب الكلدان أنتموا لا بل قادوا فروع الحركة الديمقراطية الآشورية ليكسبوا رضى السيد سركيس أغا جان لأنه المسيحي الوحيد المتنفذ في حكومة الإقليم والذي وزع المبالغ بملايين الدنانير العراقية بسخاء حتى أنه لم يكن يطالبهم ولا بقصاصة ورق عند إستلامهم المبالغ. لقد عانينا كثيراً من قلة الوعي القومي الكلداني، وما زلنا نعاني من ذلك، تصور مطبوع أجهد في جمع معلوماتهِ وتصحيحهِ وصرف مبالغ على طبعهِ وما يكلفني من جهد ووقت، أسمع أحدهم يقول : ولماذا طبعهُ؟ وهل نحن أجبرناهُ على طبعهِ؟ علماً بأن المطبوع يباع بسعر كلفة الطبع والجميع يعلم بذلك، فاضطر إلى الإهداء مجاناً متحملً كلفة البريد التي عادة ما تكون ضعفي كلفة الطبع، وتتلقفه الأيادي بالشكر والممنونية، بينما يصرف ما يعادل مئات الدولارات في جلسة واحدة أو لقاء واحد، والحديث في هذا الشأن مؤلم وذو شجون.
مرحلة التسميات والصراع عليها لن تنتهي ما لم تنهي الكنائس خلافاتها فيما بينها، لأنهم أحد أسباب تأجيج الصراع القومي، وتدخلهم غير المقبول في المجال القومي والسياسي، ونجد تصريحات بعض رجال الدين بما يخص التاريخ بصراحة مخجلة ووهمية ولا تستند إلى واقع صحيح، وبما أننا وما زلنا شعب كنسي، حيث يرونَ في رجل الدين مهما كانت رتبتهِ ذلك الإله المُنَزّل والذي يفقه في كل العلوم لا يمكننا أن نتقدم خطوة واحدة بدونه.
س//5 سؤال لطالما يدور الجدل حوله . أنتم تعرفون جيدا بأن شعبنا الكلداني هو شعب كنسي اي الغالبية العظمى تتأثر في مايقوله رأس الكنيسة ورجال الدين .ومن خلال تجربة مسيحي لبنان ومصر شاهدنا دور رأس الكنيسة الفاعل في كل الأحداث المهمة، ولهم كلمتهم المسموعة والمؤثرة في الدولة . هل تعتقدون من واجب الكنيسة دعم أبناء شعبها وخصوصا وضع مسيحي العراق اضعف بكثير مما هو عليه في لبنان ومصر من الناحية العددية للمسيحيين مقارنة بالقوميات الاخرى. ام أن تبقى الكنيسة بعيدة عن كل الامور غير الدينية كما يحلو للبعض قول ذلك. عزيزي الأستاذ هيثم، عبارة نحن شعب كنسي كتبتُ في وقتها مقالة بهذا العنوان، والتي تدل على أن شعبنا يهتم كثيراً بما ينطق به رجل الدين سواء كان من إحتصاصه أو غير ذلك، وهذا خطأ كبير فأنا لا أجادل رجل الدين في أموره اللاهوتية وبهذا كنا نطلب منهم دائماً أن لا يفتوا في أمور لا علم لهم بها، كالأمرو التاريخية والعلمية وغير ذلك من التخصصات، نحن خذلتنا قيادتنا الدينية، وبسبب الجهل في التاريخ وقع رجال الدين في الفخ، فبعضهم يفتي بما لا يعلم وآخر يصرّح بمعلومات بعيدة كل البعد عن التاريخ وآخر يتكلم بموجب قناعته، ونحن نعرف أن التاريخ لا يرحم، فأصبحوا بذلك في موقف محرج ومازالوا، قادة كنيستنا تخلّوا عنّا، فأما أن نجاريهم على الصح والخطأ أو تتم محاربتنا، وهذا ما حدث، ولنا تجربة كبيرة في ذلك، بالنسبة لقادة الكنائس الأخرى فالأمر يختلف كلياً وجذرياً، فقادة الكنيسة السريانية ألتزمت مثقفيها وكتّابها وسندتهم ودعمتهم، وكذلك قادة الكنيسة الآثورية سندوا حاملي مشعل القومية، ترى اعلامهم تتقدم كل مناسبة أو تجمع، والحال على أشدّه عند المارونيين،بينما عند الكلدان لو تم رفع علم كلداني في سفرة أو مناسبة فإن أول المعترضين هم رجال الدين على كافة درجاته ، كما نلاحظ في بطريركيات كل هؤلاء فإن علم قوميتهم من بين الأعلام المرفوعة في المقر البطريركي أو في مقر المطرانيات أو عند الكهنة، لهذا ترى شعبهم يسندهم ومعهم لأن بيتهم أولى بالإهتمام والتنظيم من بيت الجيران، أما عندنا فمع الأسف، رجل دين بدرجة مطران وأعلى يقول أنا لا أحب التسمية القومية، والتسمية القومية يجب أن تُمحى وتُهمل لتحل محلها التسمية الدينية (التسمية المسيحانية) وكأنما يسوع نكر أصله ولم يقل بأنه من الناصرة ولا القديس پولس ولا بقية التلاميذ، ترى رجال الكنيسة الكلدانية يبتعدون كل البعد عن التسمية القومية، نعتوا مؤتمراتنا بأبشع الكلمات، وأطلقوا علينا أقذر الكلمات، ويشمئزون من الأسم القومي، فكيف يرفعون العلم القومي؟ أنا لا أريد أو أرفض رفضاً قاطعاً أن يتدخل رجل الدين بالسياسة، لكن هذا لا يمنع من أن تكون له كلمة في السياسة، قائد في الكنيسة الكلدانية ينسى موقعه ومكانته الدينية وينزل على الساحة الفيس بوكية ليجادل هذا وذاك، أقولها بكل أسف وخجل، بينما أنظر إلى قادة الكنائس الآخرين كيف يحترمون منصبهم ودرجتهم الدينية، الدكتاتورية قاتلة في الكنيسة، ولكن مع الأسف لا يوجد مَن يخدم في الكنيسة يستطيع أن يتخلى عنها، وهذا هو سبب إبتعاد أبناء شعبنا عن الكنيسة والدين بشكل عام، خاصة في بلدان المهجر،
لا يمكننا المقارنة بأي شكل من الأشكال دور رئيس الكنيسة الكلدانية بدور ومكانة رئيس الكنيسة القبطبية أو المارونية، وكمثال على ذلك أقول : حاول رئيس الكنيسة الكلدانية تأسيس أو تشكيل تنظيم يختار أعضاؤه هو بنفسه، ويكون مشرفاً على المقر العام وبقية الكهنة مشرفون تحت غطاء مرشد روحي، وتقرر على ضوء ذلك تأسيس الرابطة الكلدانية ، وكانت أن فشلت فشلاً ذريعاً بسبب تلك الشروط المجحفة، فلو كانت فقط المباركة من عنده وأختار الشخص المناسب في المكان المناسب لكانت الرابطة في غير التي هي عليه الآن، أساساً الأختيار الأولي كان خطأ في خطأ، أشخاص لا علاقة لهم بالعمل القومي وضعهم على رأس الرابطة ومنحهم أسماً لماعاً براقاً (رئيس الرابطة الكلدانية في العراق والعالم" والأعضاء ما شاء الله عليهم أحدهم كانوا عضواً في المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشورية الذي كان العدو الأول للكلدان، بينما أبعد كل القادة القوميين والناشطين الكلدان من ذلك، ولم يستمع إلى صوت الحق الهادر من فم هؤلاء الكلدان الأصلاء، لا بل حاربهم بالكلمة والتعليمات، إضافة إلى أمور أخرى مخجلةومحزنة حقاً ، اليوم حانت الفرصة مرة ثانية وأتمنى من كل قلبي أن يصغوا إلى منطق العقل ، فاليوم كتلة بابليون فازت بأربعة مقاعد الكوتا المسيحية، والمنطق يقول أن على قائد الكنيسة الكلدانية أن يستغفر ربه ومن ثم يعفو ويغفر لمن بدرت منه أخطاء ويوجه نداء إلى الفائزين ويدعوهم إلى طاولة مستديرة بلقاء مفتوح على إحدى منصات التواصل الإجتماعي يدعو فيها كل القادة والناشطين القومين الكلدان وكذلك الشخصيات القومية الكلدانية ، ويمكنه أن يكلف شخصاً سواء كان كاهناً أم علمانياً ودعوة يدعوا تلك الشخصيات وبالأسم وذلك عبر الماسنجر أو سكايب أو واتس آب أو أية وسيلة إعلامية أخرى، وبذلك يكون قدد حقق أكثر من هدف في لقاء واحد، وهو إجراء المصالحة (وهذا هو الأهم) ثم الإستماع إلى الملاحظات، ومن ثم توجيه الفائزين بملاحظاته وتوقعاته، وبهذا يثبت على نفسه أنه قائد من طراز فريد، فهو سوف يمسك بعصا السياسة وتوجيهاته لقادتها دون أن يتدخل كسياسي، ويمسك بصولجان القيادة للشعب بكل فئاته دون أمر أو مرسوم جمهوري ولكن برغبة الشعب نفسه.
س6// أنتم كنتم أحد المؤسسين للمجلس القومي الكلداني ومسؤول فرع المجلس في الدنمارك كما ذكرتم. كيف تنظرون لعمل أحزابنا السياسية وتقيمون دورها. وهل اخفقت للعب دورفعال ومؤثرعلى الساحة السياسية؟؟ تأسست اغلب تنظيمات شعبنا خارج العراق قبل علم 2003 عدا الحزب الديمقراطي الكلداني الذي تأسس داخل العراق ولكن في منطقة بعيدة عن سلطة الدولة، لهذا كان عمل هذا الحزب محدوداً داخل العراق بالإضافة إلى أن السلطة كان بإمكانها الوصول لمن ينتمي إليه ربما لمعاقبته أو معاقبة عائلته، لهذا بقي نشاطه محدوداً، أما بعد عام 2003م أمتد نشاط الحزب إلى كل مناطق العراق وتم فتح فروع ومقرات له وزاول نشاطه بكل حرية، بالنسبة للمجلس القومي الكلداني كنا ناشطين فيه بسبب تواجدنا خارج العراق، وبعد التغيير تم إختيار قيادة له من بغداد وألقوش وبعض قرى شعبنا وتم فتح المقر الرئيسي في بغداد وفروع له في مناطق تواجد أبناء شعبنا، لكن يبقى اي تنظيم مكسور الجناح ما لم يتم دعمه بالمال لكي يتمكن من تسيير أموره خاصة أن الإنتماء للأحزاب يكون مصحوباً بمقدار الدفع، بينما سابقاً كان المنتمي للحزب يدفع بدل الإشتراك الشهري للحزب، ولا ننسى السلطة المتنفذة التي يجب على الحزب تنفيذ أجندتها وغير ذلك، وهذا لا مجال لذكر التفاصيل حوله، منذ البداية أخفق قادة أحزابنا في تقديم خدمة لشعبنا الكلداني، مثلا لم نسمع أن الحزب أو المجلس تمكن من تعيين مدراء عامين أو محافظين أو غير ذلك، ربما لم يتم تخصيص درجات وظيفية له، لم تتمكن من الإنتباه إلى مهام مصيرية لأبناء شعبنا، مثلا تشكيل مؤسسات مجتمع مدني، لحماية الأسم التاريخي واللغة والتراث، رص الصفوف ، تعبئة جماهير شعبنا، توعيتهم وتثقيفهم، النقطة الوحيدة التي يجيرها الجميع لصالحه هي إدخال أسم الكلدان بشكل مستقل في الدستور العراقي، وهذه النقطة نرى أن قادة الكنيسة ينسبونها كمكسب لهم حققوه، بينما من جهة أخرى الأحزاب والتنظيمات تجيرها لصالحهم، المهم تم تشكيل تجمع وطني كلداني ما لبث بعد فترة قصيرة أن خفت نوره وأنتهى، كما أنتهى الحزب الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني، العمل الذي نعتز به ونفتخربهِ هو أننا قمنا بتأسيس إتحاد الكتاب والأدباء الكلدان الذي يضم نخبة خيرة من مثقفي شعبنا وما زال يعمل لحد الآن وبهمة عالية وكلمته مسموعة وله تأثير بين ابناء شعبنا، اليوم جميع تنظيمات شعبنا ليس لها تأثير مباشر على الساحة السياسية العراقية، لا بل حتى الأسم أندثر، وطواه النسيان، ومشاركة البعض منهم فردية ولا تتعدى ترشيحهم لمنصب في إقليم كردستان أو في حكومة المركز.
س7// صدرلكم كتابين فيما يخص الكلدان ،الأول الكلدان في المجتمع العراقي وهو بمثابة دراسة تأريخية عن هذ الشعب النهريني العظيم. والثاني هو مدننا وقُرانا الكلدانية. هل من الممكن تعطي نبذة مختصرة للقراء الذين لم يحصلوا على نسخة منها لقراءتها.؟ وهل لكم أي أصدارات أو في طريقكم لأصدار كتاب جديد؟ نعم الكتاب الأول هو أطروحة دكتوراه تقدمت بها وحصلت على تقييم بدرجة ممتاز، وأعتقد كنت من أوائل الذين تقدموا برسالة دكتوراه في هذا الموضوع، بينما هناك عدة دراسات لرسائل ماجستير فيما يخص الكلدان وعاداتهم وتقاليدهم، تم طبع الكتاب على نفقتي الحاصة في كل من الدنمارك والعراق ، ويمكن لمن يريد الكتاب أن يطلبه من دار عدنان للطباعة والنشر - بغداد ـ شارع المتنبي، وأنا بصدد طبعه طبعة ثانية لنفاذ الطبعة الأولى، شارك الكتاب في معارض للكتاب أقيمت في عنكاوا والبصرة والشارقة وغيرها. الكتاب يحكي قصة تغييب وتهميش شعب عراقي أصيل حكم العراق لفترة من الزمن وكان يعتبر آخر الحكومات الوطنية قبل الميلاد. والكتاب غني بمواضيعه وذلك لكثرة المصادر الرصينة التي أعتمدنا عليها في تأليف الكتاب، أما الإصدار الثاني فكان أن أستهواني موضوع إنتشار ابناء شعبنا وقراه، وتألمت حينما رأيت ابناء هذا الشعب يجهل تاريخه واصوله ومناطق سكناه، فراودتني فكرة متابعة مناطق سكن الكلدان من منبع النهرين العظيمين الخالدين دجلة والفرات وإلى مصبهما في الخليج وذلك دون تحديد الفترة الزمنية كما هو متعارف عليه، فذكرت عبارة (عبر القرون) وخلال رحلة البحث والتقصي عثرت على قرى كلدانية كنا نعتقد بأنها عربية او تركمانية أوإيزيدية نظراً لواقعها اليوم، لكن وبكل مرارة نقول، أنها كانت كلدانية وسكنها شعبنا الكلداني وبسبب معتقداته الدينية تمت محاربته وأستبيحت دماء أبنائه واراضيهم وقراهم وممتلكاتهم فهربوا إلى مناطق أخرى،
الكتاب الثالث الذي صدر قبل ايام هو عن الحجاب والنقاب وبقية أغطية الرأس، وهو يحكي عن تاريخية هذه الأغطية وتفاصيل لطيفة عنها وما جاء في الشرائع القديمة، كما تطرق إلى الحجاب في الكتاب المقدس وفي القرآن الكريم وغيرها، بالإضافة إلى تنوع في معاني الحجاب، هل هو حجاب لتغطية جزء من الجسد أم حجاب الروح أم حجاب هيكل أو غير ذلك؟
تحت يدي الكتاب الرابع الذي سيصدر بعون الله في بداية الربع الأول من السنة القادمة وهو بعنوان " شذرات مخفية من تاريخ المسيحية في العراق" . وهناك مرارة والم في ذلك من ناحية ابناء شعبنا، وخاصة النخبة المثقفة منها حيث لم تكلف نفسها وتتنازل وتكتب كلمتين بحق الكتاب الذي صرفنا عليه جهداً ووقتاً كثيرين، أنا مؤمن بمقولة "أذهب إلى القبر فارغاً" ومعنى ذلك أن لا تأخذ غلمك معك إلى قبرك، لا بل أنشره وأعلنه عسى أن يستفيد الناس منه، نعم أصرف وأطبع فالكلمة الطيبة صدقة، ومن نشر علماً ينتفع منه الناس أعانه الله، الإقبال على شراء الكتب ضعيف جداً في دول المهجر، بينما في داخل العراق وبالرغم من المعاناة الكبيرة التي يعاني منها أبناء شعبنا على مختلف المستويات فإنهم يتابعون ويشترون ويقرأون.
س8// بالتأكيد تابعتُم جولة الأنتخابات البرلمانية العراقية في الأونة الأخيرة . هل تعتقدون بعد أعلان النتائج هناك تغيير قادم في عمل وأداء البرلمان والحكومة الجديدة هذا من ناحية والفائزين بالكوتا المسيحية من ناحية أُخرى.؟؟الكل يعلم ويعرف أن لا دقة في النتائج فالبلد مُستَعْمَر وتحكمه أمريكا إذن يتم تنفيذ الأجندات التي تفرضها، سواء كانت الإنتخابات نزيهة أم مزورة فهذا لا يعني شيئاً، نفس الوجوه تتكرر ولكن بأسماء مختلفة، الهدر في المال واضح للعيان ولا يحتاج إلى دليل أو برهان، لهذا إعلان النتائج لن يقدم أو يؤخر من العملية شيئاً، أما الفائزين بالكوتا المسيحية فأقول لنسأل أنفسنا ماذا قدم الفائزون بالكوتا المسيحية على مدار ثمانية عشر عاماً؟ لا نعول كثيراً على من فاز اليوم فهم ايضاً ينفذون أجندات من أعطاهم الأصوات، ولكن لا نقطع الأمل، لذا نأمل أن يقدموا شيئاً مفيداً لأبناء شعبنا المسيحي وللكلدانيين بشكل خاص.
س9/ ذكرت في ردك على السؤال الثامن بأن الفائزون بالكوتا المسيحية لم يقدموا شيئاً على مدار 18 عام ولاتعولون كثيرا على من فاز اليوم بسبب تنفيذهم لأجندات لمن اعطوا أصواتهُم لهم. ولكنكم تتأملون أن يقدموا شيئأ. هل من الممكن أن توضح للقارئ الكريم ونحن في (حوار بدون رتوش ) .هل ستستطيع كتلة بابليون بنوابها الفائزين، والتي فازت واكتسحت مقاعد الكوتا الأربعة من خمسة مقاعد. بالمطالبة بحقوق الكلدان وباقي مكونات شعبنا ويكون لها ثقل وتأثير في سن القوانين او المصادقة عليها في البرلمان .؟؟ نعم ..الكل يعرف بأن عدد المقاعد هي 329 مقعد، فماذا سيكون تأثير كتلة من أربعة أو خمسة نواب؟ إذن هنا يجب البحث عن مصادر قوة، هذه القوة هي التآلف أو الإئتلاف، إذا تمكنت كتلة بابليون من أن تجد لها قوة مؤثرة تاتلف معها، حينذاك سيكون صوتها مسموعاً، وإلا فلن يكون هناك أي تأثير يُذكر، وهناك محاولات تقودها كتلة بابليون للتحالف مع بعض القِوى السياسية لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكثر عدداً. وبما أن الكوتا التي أكتسح مقاعدها الشيخ ريان الكلداني هي كوتا مسيحية وليست كلدانية، وكنا نأمل أن تكون كلدانية، لكن خير إن شاء الله، ونأمل أن يكون القادم أحسن، بما أن الكوتا مسيحية فمن المنطق أن يطالب نواب الكوتا بما يخص مكاسب لأبناء شعبنا المسيحي من العراقيين، وبصورة عامة وأنا شخصياً أفضل العمل وفق رؤيا ومنظور وطني عراقي وأن نبتعد عن التسميات أو التشكيلات الدينية، فالكلدان عراقيون وفيهم المسلم وفيهم المسيحي، لهذا أنا أقرأ منطوق كتلة بابليون بأنها ستذهب بإتجاه تحقيق المكاسب للشعب العراقي عامة ولا مانع من أن يتبنون هموم الشعب المسيحي أو على الأقل نقل معاناتهم إلى مجلس النواب، ونأمل من الكلدانييَن (الشيخ ريان والشيخ اسوان) بما أنهم يحملون الأسم الكلداني واليوم اصبحوا هم الوحيدين الذين يرفعون هذا الأسم عالياً، نأمل منهم النظر في مسالة تنشيط التنظيمات القومية والعلمية والثقافيةو الكلدانية على وجه الخصوص. من الممكن أن يكون لكتلة بابليون تأثير في سن القوانين وخاصة الفقرات التي تتعلق بمصيرومعتقد الشعب العراقي (المسيحيين)، وفي هذا المجال أناشد وأدعو الرئاسات الدينية المسيحية الإنفتاح على الكتلة الفائزة بشخص قائدها الشيخ ريان الكلداني وتتناسى الخلافات السابقة التي خلقت وجهات نظر مختلفة، خاصة ما لمسته من الشيخ ريان الكلداني من سعة صدر وإحترام لجميع المراجع الدينية بمختلف عقائدها ومذاهبها.
س10// العراق وطن عظيم وتأريخ وحضارة عريقة ، وعلى مدار اربعين سنة أو اكثر و الى اليوم لازالَ غارقاً في الحروب والصراعات السياسية والطائفية والسرقات وووالخ .حولت هذا العوامل مجتمعة هذا البلد العظيم الى بلد يتذيل قائمة الدول في كثير من الأحصائيات من حيث انعدام الأمن والأمان ونسبة الفقر والبطالة وتدني معدل الدخل السنوي للافراد وغيرها. هل ترون هناك بصيص أمل اونور ضئيل في النفق المظلم سوف ينتشل هذا الوطن ويقوده الى بر الأمان ؟يجب أن نقرأ التاريخ بشكلهِ الصحيح، العراق لا يختلف عن باقي الدول، العالم كله ذاق الأمرّين في القتال الداخلي والحروب المذهبية وغيرها وقد دام الحال في أوربا ما يقارب خمسمائة عام، وهذا ثمن الحرية، مضى على تأسيس العراق (كدولة) أكثر من ثمانين عاماً( النظام الملكي لحد عام 1958)، أعقبه نظاماً جمهورياً لم يدم طويلا فالصراع من أجل المناصب والكراسي والشهرة كان في مقدمة المطالب، العالم اليوم يسير وفق نظام القطب الواحد حيث لحد الآن نرى أمريكا هي التي تتصدر الموقف، هي التي سارعت بالأمور في العراق لتصل الى هذا الحد، خلقت الفوضى، خلقت الجريمة المنظمة وتحت مسمع ومرأى ونظر أمريكا تم إرتكاب أبشع الجرائم، وخاصة بحق المسيحيين، فلم يحدث قط أن أفرغت الموصل من مسيحييها منذ أن خُلقت الموصل ولحد 2014م لكن شاهدنا الموصل خالية من المسيحيين وخالية من الكنائس وخالية من كل قانون، عندما يضعف القانون تدب الفوضى، تم قتل الخبراء والأطباء والمثقفين والفنيين، وتم دفع الآلاف من الدولارات من أجل إبقاء المعامل والمصانع في حالة توقف ثم بيعت في سوق الخردة، كل ذلك من أجل مصالحها، تناوب على العراق السراق واصحاب الضمائر الميتة، فقتلوا رجال الدين وقتلوا الناس والأطفال وفجّروا المستشفيات ودور العبادة، وتركوا ثقلاً لا يمكن النهوض بأعبائه بتلك السهولة التي نتوقعها، دب الخلاف بين الأخ وأخيه، وختاماً لهذه المرحلة القذرة السوداء من تاريخ العراق لا بد أن يأتي ذلك الخيّال الأصيل لينقذ البريئة والشريفة والأصيلة ويقطع الأرجل النتنة التي تحاول تدنيسها، نعم كلي أمل بأن المستقبل القريب إن شاء الله وبعونه سيشهد فيه العراق تغيراً في كل شيء فالأصلاء كثيرون والأرض الأصيلة لا يحررها إلا الأصلاء، نعم بكل قوة اقول لا بد للليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر، ستكون المرحلة القادمة بداية زمن النهوض لأننا شبعنا من إراقة الدماء، وإنتهاك المقدسات، حان الوقت للوقوف صفاً واحداً من أجل إعادة الإعمار والبناء ونحن لتلك المرحلة شهود عيان.
قبل أن أختم هذا الحوار الشيق معك دكتور نزار ملاخا هل لك كلمة تحب ان تذكرها ؟
أود أن أتقدم بالشكر والتقدير لشخصكم الكريم، الأُستاذ هيثم ملوكا المبدع، ولسعة صدرك، كما أثني على إمكانياتك الرائعة في صياغة الأسئلة وترتيبها وأجراء هذا الحوار الممتع تحت عنوان (حوار بدون رتوش)، والذي كان بحق حواراً صريحاً وواضحاً. أتمنى أن تستمر في حواراتِكُم مع شخصيات أخرى معروفة(ثقافية) أدبية ودينية وفنية ورياضية. ليتعرف عليهم القراء في كل مكان .أتمنى لك كل التوفيق والتألق والأبداع.في ختام هذا الحوار الممتع والذي جاءت أجوبتكم به حسب قناعاتكُم صريحة وواضحة ,. أود أن اقدم لك شكري وتقديري دكتور نزار ملاخا ولتعاونكم في أجراء هذا الحوار. وأود أن أُبارك لك صدور كتابك الجديد ((الحجاب)) متمنياً لك المزيد من الأبداع والتألق في مؤلفات جديدة ومتنوعة. 7صور مرفقة
.........................
1-في ليبيا عام 1999م2-في المكتب الثقافي الذي كنت مسؤولاً عنه عام 19753-في المرحلة الاعدادية ١٩٦٧4-حفل توقيع كتاب القرى والمدن الكلدانية في بلاد مابين النهرين.5-في مكتبي بالدانمارك..
6-مع رفيقةالعمر (قرينتي أم نبراس).
7-الثاني من يسار الناظر في أحد المشاريع النفطية عام 1979.