المحرر موضوع: كيف السبيل مع الطاغية الغادر فلاديمير بوتن؟  (زيارة 675 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
كيف السبيل مع الطاغية الغادر فلاديمير بوتن؟

مقدمة :
منذُ بضعة أشهر نسمع الإدارة الأمريكية وعلى رأسها الرئيس (جو بايدن) ,كما معظم الساسة الأوربيين وباقي العالَم الحُرّ ,يحذرّون من حشد الرئيس الروسي بوتن لعشرات الآلاف من قواتهِ على حدود أوكرانيا ,في سيناريو واضح لإجتياحها كلّها أو جزءاً منها!
بينما نحنُ الناس العاديّون الذين نُتابع أخبار الساعة في العالم ,حضرَ أمامنا مشهد المشنوق النافق (صدّام حسين) عندما إحتل جارتهِ الصغيرة الكويت عام 1990 .
حينها قال وإستعرض (كما فعل بوتن قبل أيام بخطابهِ عن أوكرانيا) ,تأريخ الكويت على أنّها كانت قضاء تابع للواء البصرة ,رغم أنّ هذا القول يعود بالأصل الى الزعيم الذي حاول إغتياله صدّام نفسه ,(عبد الكريم قاسم)!
على كلٍ ,ردّ الفعل العالمي كان واضحاً حاسماً صارماً .قالوا له إذا لم تنسحب في الموعد الذي حددناهُ لك فسوف نطردك بالقوة العسكرية ونترك لشعبكَ أن يتعامل معك داخل العراق!
ما حدثَ بعد رفضِ صدّام جميع الوساطات الدبلوماسية ,أن أنجزَت الولايات المتحدة والتحالف الدولي وعدهم ,وطردوه من الكويت مذموماً مدحورا !
لكن أكثر مَن دفع الثمن بالطبع ,هم أبناء الجيش والشعب العراقي نفسهِ!
بالأمس فقط إنتهت فاتورة تعويضات الكويت بعد دفع العراق لمبلغ 52,4 مليار دولار ,كانت تُستقطع خلال العقدين الأخيرين نسبة 5% من إيرادات النفط العراقي ,حسب قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة!
بينما صدّام نفسه (عندما لم يتمكن منه الشعب العراقي) ,تمّ طردهِ من التحالف الغربي بعد 13 عام ,ثمّ ملاحقتهِ وتسليمهِ لشعبهِ ليشنقه صبيحة العيد!
***
صورة :

***
بوتن يفعل مثل صدّام ..لكن!
في مقالٍ سابق أوضحتُ بعضَ أماني وأحلام الرئيس الروسي بوتن ,بتغيير نتيجة الحرب الباردة وربّما إعادة إحياء الإتحاد السوفيتي المُنحل. إنظر الرابط !
بالطبع الطغاة لا يعجزون عن توفير الأسباب والأعذار لأحلامهم وأعمالهم العدوانية ,يستعرضون عادةً (كما فعل بوتن) بخطاب شعبوي التأريخ القديم والحديث ,ليستنتجوا منه في النهاية أنْ لا مناص من الإجتياح العسكري ضدّ الجار .وأنّ هذا العمل هو من أجل البقاء والمصير الثوري المحتوم!
ورغم أنّ بوتن كان طيلة الأشهر الفائتة يُكذّب إدعاءات بايدن حول نواياه وخطواته العسكرية التالية تجاه أوكرانيا .
ورغم أنّه حتى الساعة لم يقم بإجتياح كامل أوكرانيا ,بل جزئها الشرقي فقط.
إلّا أن الواضح للجميع (عدا أصحاب نظرية المؤامرة) أنّ بوتن كان هو الكذّاب الأشر ,الذي تقلّبَ وجهه وخطابهِ حتى ساعة الصفر ,فأعلن الحرب!
الغرب بالطبع والناس في جميع أرجاء الكوكب تعلم ,أنّ تحت إمرة بوتن ثاني أكبر ترسانة نووية تكفي لمحو الكوكب الأزرق الجميل من الخارطة الكونية!
فطريقة التعامل وردّ الفعل على أفعاله العدائية تجاه الشعوب حتماً ستكون مدروسة بعناية فائقة .وبالتأكيد تختلف عن طريقة التعامل مع طاغية صغير حقير مثل صدّام حسين!
هم بدؤوا فعلاً بالعقوبات الإقتصادية في مجالات واسعة وعديدة ,وسوف تلي ذلك خطوات أوسع ,إنّما نتائج هذه العقوبات لن تحدث في لحظتها (مع أنّ بعضها حدث بالفعل كالهبوط التأريخي بقيمة الروبل الروسي تجاه الدولار)!
مع ذلك ,قبل ساعات غرّد الرئيس الاوكراني (فولوديمير زيلينسكي) ,بأنّ أوكرانيا تُركت وحيدة لتواجه مصيرها الأسود مع  المُعتدي بوتن!
ماذا تريد سيّدي ؟ بلدكَ حتى ليست عضواً في النيتو ,بل عضواً سابقاً أساسياً في الإتحاد السوفيتي المُنحّل!
هل تريد أن يجنّ جنون العالَم كلّه ليلوح بالأفق شبح الحرب العالمية الثالثة ,التي غالباً ستعني نهاية الحياة فعلاً؟
الخطوات السياسية والإقتصادية التدريجيّة هي السبيل الأمثل في هذه الحالة!
***
الخلاصة :
هكذا هي طبيعة الحياة ليست كلّها جمال وصحة وسعادة ورفاهية وتقدّم وتطوّر!
الطُغاة المُجرمون والسفلة القتلة هم أيضاً جزء من هذه الحياة ,حتى الموت نفسه جزء من الحياة ,ينبغي على العقلاء التعامل بحكمة مع مثل هذه الاشياء!
بوتن بالتأكيد أخطأ الحسابات ,حتى وإن جنى بعض المكاسب مؤقتاً!
هل سيحصل على الضمانات الأمنية التي يطلبها من الغرب؟ .. ربّما
هل سيُنهي وجود أوكرانيا من الخريطة ؟ .. ربّما
هل سيتمدد مستقبلاً لدول محيطة أخرى؟ .. ربّما
لكن الأكيد عبر التأريخ البشري لم تنتصر الديكتاتورية أمام الديمقراطية وحقّ الشعوب ,(والإستثناء يؤكد القاعدة / يقول أمين الزاوي)!
بمعنى قد تنتصر الديكتاتورية لفترة ,لكن سرعان ما تنهار وتتبخر في النهاية!
هذا ما حدثَ لهتلر وموسوليني وصدّام والقذافي وباقي الحُثالة من الطُغاة!
هذا المصير لن يتغيّر من أجلِ عيني بوتن ,الذي لم يتبقَ له ليلتحق بهتلر سوى التحيّة النازية الشهيرة!
الشيء الذي تغيّر اليوم هي طريقة التعامل مع هذا الوحش البشري الكذّاب!
والشعب الروسي العظيم رغم العُنف والطغيان ,خرجَ أصلاً قبل باقي الشعوب ضدّ حرب بوتن الجديدة وأحلامهِ الإمبراطوية المستحيلة .ومهما كانت الخطابات الشعبوية والقوميّة ناريّة مؤججة للمشاعر ,لكن تبقى الشعوب أعقل من طغاتها!

[هل أنتَ طاغية ؟ لا يُمكن أن يكون لكَ أصدقاء إذاً]
هكذا تكلّمَ زرادشت عن الطغاة!
***
الرابط :
رعد الحافظ / بوتن يحلم بالعودة بالزمن وتغيير نتيجة الحرب الباردة!
https://akhbaar.org/home/2022/2/291561.html


رعد الحافظ
25 فبراير 2022