لماذا أمر الطاغية بوتين بشن هذا العدوان الهمجي على اوكرانيا
يوآرش هيدوقد يعتقد بعض السُذج بأن دكتاتور روسيا الأرعن إنما أمر قواته بغزو أوكرانيا لأنها تشكل خطراً على الأمن القومي الروسي.
وقد سمعتُ بعضاً من هؤلاء السذج يبررون بل يؤيدون هذا الغزو البربري بترديدهم نفس مزاعم الطاغية بوتين.
من المؤسف أن هؤلاء لا يستخدمون عقولهم بل يرددون كالببغاوات ما يقوله بوتين.
أن السبب الحقيقي لهذا العدوان الوحشي وأللااخلاقي على الشعب الأوكراني الآمن ليس لأن أوكرانيا تهدد الأمن القومي الروسي كمايزعم هذا الدكتاتور الدموي.
أن هذا الزعم السخيف هو كذبة رخيصة من اكاذيبهِ الكثيرة ِ.
إن الشعب الأوكراني شعبٌ مسالم لا ينوي الإساءة إلى أحد و "ذنبه " الوحيد هو انه شعبٌ يتطلع إلى الحرية والديمقراطية والكرامةِ أسوة بالشعوب الأوروبية التي تستظل بالنظام الديمقراطي الذي هو أنبل وأسمى نظام حكم توصلت إليه البشرية.
وهذا بطبيعة الحال لا يروق لنظام شمولِي استبدادِي يقمع شعبه ويزجُ بمواطنيه في غياهب السجون.
وهل يعقل ان دولة صغيرة _ مقارنةً بروسيا الاتحادية_ يمكن أن تشكل خطراً على دولة تمتلك ثاني أقوى جيش في العالم حسب الخبراءفي الشؤون العسكريةِ؟!
الا يتنافى هذا الافتراض مع العقل والمنطق ؟
لقد عانت شعوب أوروبا الشرقية في ظل الأنظمة الشمولية التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوڤيتي السابق ابشع أنواع الظلموالاستعباد.
وبأنهيار الاتحاد السوفيتي الذي كانت أوكرانيا جزءاً
منه، تنفست تلك الشعوب الصعداء وانزاح ذلك الكابوس الرهيب الذي جثم على الصدور طيلة عقود .
أليس من حق كل شعبٍ من شعوب الأرض أن يقرر مصيره بنفسه ؟
أليس من حق الشعب الأوكراني أن يختار النظام الذي يراه مناسبا؟
إن بوتين يهدد السلم العالمي بغزوهِ الوحشي الذي لا مبرر له لجارتهِ المسالمة أوكرانيا.
بوتين يحاول عبثاً إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء.
ويبدو انه لم يتعلم درساً من المصير الذي آلَ إليه العديد من الطغاة قبله !!
إن الأنظمة الديمقراطية لا تهددُ إحداً .
الأنظمة الشمولية هي التي تهدد وتغزو وتدمر كما فعل ويفعل بوتين في أوكرانيا ولكن من حق الدول الديمقراطية أن تدافع عن نفسها وعنأمنها القومي إذا تعرض للخطر من قوى الإرهاب والظلام او من الدول المارقة التي يتعاون او يتحالف معها بوتين دون حياء.
ترى من يظن بوتين نفسه؟
ومن ذا الذي عينهُ وصياً على اوكرانيا ؟
أوكرانيا بلد مستقل وذو سيادة وعضو في منظمة الأمم المتحدة وقد اختار لنفسهِ النظام الديمقراطي ورئيسه منتخبٌ ديمقراطياً ، فلماذاغزاه بوتين وعلى أي مبدأ
أو عقيدة أو دين استندَ بوتين في غزوه الهمجي لهذا البلد المسالم؟
ماذا سيجني بوتين من تدمير أوكرانيا وقتل مواطنيها رجالاً ونساءاً وأطفال ، سوى الخزي والعار ؟
أنا واثق أن الشعب الأوكراني البطل لن يستسلم بل سيقاتل العدو الشرير دون هوادة دفاعاً عن حريتهِ ونظامهِ الديمقراطي وسيادتهوكرامته وسيخيبُ آمال بوتين . ولن يكون مصير بوتين بأفضل من مصير من سبقوه من الطغاة .
المجد للشعب الأوكراني الشجاع الأبي.