المحرر موضوع: ولا ينقصنا اي شيء لنرتقي للاعلى  (زيارة 329 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خالد عيسى

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 345
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


ولا ينقصنا اي شيء
لنرتقي للاعلى

الدكتور

خالد اندريا عيسى
 

رغم صعوبة التحديات المحليه والاقليميه والعالميه التى تحاصرنا بسبب تداعيات الاضطرابات الدولية والإقليمية فإنه مازالت تلح على الذهن والعقل أفكار وخواطر عديدة مبعثها صدق الإحساس وعمق اليقينوالواقع العالمي الصعب بأننا أمام فرصه تاريخية ينبغى ألا ندعها تمر دون أن نضع أقدامنا على بداية الطريق الصحيح الذى يضمن إعادة الانضباط والنظام واحترام القيم وحب العلمو والمعرفه والتقاليد والأخلاق الحميدة ووقف كل مظاهر الإهمال والسلبية واللامبالاة التى تمثل عائقا أمام كل أحلام الذهاب بالبلدان إلى المكانة اللائقة بها .. وهذه الفرصة لم تنشأ من فراغ وإنما هى حصاد ونتاج جهد جبار بذلتها الدول ورجالها فى السنوات الأخيرة.
ويعزز من صحة وأهمية ما يدور فى رأسى من أفكار وخواطر أننى من الذين يؤمنون بأننا فى الشرق الاوسط لسنا أقل من كل الدول الناهضة التى يشار إليها كنموذج يحتذى بها فى الجدية والدقة وحسن أداء الواجب وتحقبق الامال المطلوبه فلا شيء ينقصنا لكى نقف على قدم المساواة مع سائر الدول المتقدمة سوى مزيد من الدقة ومزيد من الانضباط ومزيد من الجدية والاخلاص ومزيد من احترام القانون لضبط السلوك العام وتوجيه بوصلته نحو الاتجاه الصحيح.
وهذا الذى أقوله ليس جديدا فقد قاله قبلى الكثير من الناس من الكتاب والدعاة والمفكرين وأتمنى ألا تضيع منا الفرصة ويجىء من بعدنا مئات آخرون لكى يرددوا ذات العبارات ويتنهدوا ذات التنهدات التى تعكس حسرتنا على أنفسنا وخجلنا من تواضع أداءنا كما وكيفا قبل أن يزداد الطين بلة بالانحدار والانحطاط وشيوع ثقافة التسريبات البذيئة والمخجلة!
إن بمقدورى أن أقول معززا ما يلح عليه المسؤلون والنخب في مواقع المسؤؤليه العاليا على مدى السنوات الأخيرة من أنه لا شيء ينقصنا فنحن لدينا الأرض المؤهلة للاستصلاح والاستزراع ولدينا السواعد الفتية والعقول الناضجة والمواهب الفذة فى شتى المجالات وكل ما نحتاج إليه هو مزيد من التنظيم ومزيد من القدرة والاخلاص اللامتناهي على فرز وطرح الأولويات ومزيد من الإصرار على تخطى كافة العقبات التى تعطل الأخذ بنظم الإدارة الحديثة وقوانين العمل المتطورة بالسرعة الواجبة!
أريد أن أقول بوضوح إن العمل الوطنى فى المرحلة المقبلة ينبغى أن تتضمن أجندته بندا رئيسيا تحت عنوان «إعادة تنظيم ونشر السلوك العام الواعي والمخلص» وتلك قضية حيوية لا تحتاج إلى إمكانيات واعتمادات بقدر ما تحتاج إلى ثقافة بشريه و مجتمعية رافضة لكل أشكال الفوضى واللامبالاة والاستهتار بالمال العام وذلك يتطلب الإيمان بأن العنصر البشرى هو ثروتنا الحقيقية وينبغى أن يظل هو رهاننا الأساسى ومن ثم فإن علينا أن نغير صياغة هذا السلوك البشرى لكى يكون أكثر ميلا نحو الجدية وتحمل المسئولية خصوصا مع ظهور مؤشرات عملية حول تناقص مضطرد فى الموارد الطبيعية على مستوى العالم فى حين إن العنصر البشرى سيظل هو الثروة التى لا تنضب .. وسباق الغد لن يفوز به إلا من يملكون رصيدا أكبر ومخلصا فى رأس المال الفكرى والاجتماعى والسلوكى