المحرر موضوع: لماذا دَمرتم العراق؟  (زيارة 597 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31774
    • مشاهدة الملف الشخصي
لماذا دَمرتم العراق؟
« في: 15:45 23/07/2022 »
لماذا دَمرتم العراق؟
كل رؤساء الوزراء والجمهورية الذين حكموا العراق التقوا برؤساء الولايات المتحدة ابتداء من إبراهيم الجعفري وانتهاء بمصطفى الكاظمي الذي جالس بايدن لا لشيء سوى التقاط بعض الصور بابتسامات مليئة بالزهو والغرور.
العرب

ما مصلحتكم من تدمير العراق؟
لم يجرؤ أيّ منهم أن يسأل الرئيس الأميركي ذلك السؤال الذي لم يغادر مُخيّلة أيّ عراقي ويُؤرقه، ولم تُحرّك الغيرة الوطنية شعور أيّ رئيس عراقي من الرؤساء الذين توالوا على حكم العراق وهو يصافح أيّ رئيس أميركي ويجالسه ويتبادل معه الابتسامات، ولو على سبيل المُزحة “لماذا فعلتم أيُها الأميركيون كل هذا الدمار ببلدي؟”.

كل رؤساء الوزراء ورؤساء الجمهورية الذين حكموا العراق التقوا برؤساء الولايات المتحدة ابتداء من إبراهيم الجعفري الذي جلس مع جورج بوش الابن مهندس تدمير العراق، وانتهاء بمصطفى الكاظمي الذي جالس بايدن. مع وجود أجوبة للعُقلاء جاهزة للإجابة عن ذلك السؤال الذي لا يقبل التأويل أو التحديث في تفسيرات الخيانة أو العمالة أو حتى العِرفان بالجميل لأولئك الذين احتلوا العراق وانهالوا عليه بالمعاول ووضعوهم على رأس السلطة ونصّبوهم على ما تبقّى من الأطلال وحوّلوهم إلى طلاب مُطيعين يجلسون أمام رئيس أكبر دولة، وهم الذين لم يحلموا أو يتخيلوا يوما مقابلة أصغر موظف بسفارته لكنها الصّعلكة السياسية التي تجعلهم يتجردون من كل القيّم والمبادئ والأخلاق، لا لشيء سوى للتسابق وحث الخُطى لالتقاط بعض الصور بابتسامات مليئة بالزهو والفخر والغرور، وهم يَرَون أنفسهم أمام ذلك الرئيس الأميركي وهو يُربّتْ على أكتافهم تثميناً لخدماتهم الجليلة في التخريب وتهديم بلدهم. هي الصّعلكة التي تجعل من الصعلوك يتخيل نفسه في ذلك القدر من الترّفع حين يُجالس الملوك، لكن من سُخريات القدر السيء والزمن الأغبر ليس أكثر، أو حتى المكان والزمان الأحلك الذي جعل هؤلاء يتسيّدون الإرادة والموقف العراقي.

صور تجمعهم مع الرئيس الأميركي حتى يَخال المرء أنها مُفبركة أو مُصطنعة من كثرة الابتسامات وطريقة الجلوس كأنهم تلاميذ مدرسة أجادوا الدرس أمام معلمهم الكبير الذي علّمهم السحر، فعملوا على تدمير الوطن الذي يدّعون الانتماء إليه وتخريبه. ويا لبراعتهم في التمثيل وفي أداء دور القائد الذي يُجالس نظيره من القادة، لكنهم نسوا أن الزعامة لا تفرضها عناوين المسؤولية الحكومية، وأن القيادة لا تُشترى أو تُباع وأن الزعامة والقيادة ليسا أثواباً يرتديها كل من أراد ذلك.

كل المسؤولين العراقيين الذين التقوا رؤساء الولايات المتحدة لم يخرج من أفواههم سؤال يعلم العراقيون إجابته مُسبقاً، وهو لماذا دمرتم العراق فانهالت عليه المعاول من كل نطيحة ومُتردّية لتدميره؟ ولماذا انفلت السلاح وعمّت الفوضى؟ لماذا أيُها الرئيس دمرتم بلد عمره أكثر من 6000 عام علّم البشرية القراءة والكتابة والصناعة والزراعة، ليصبح بلداً لا همّ له سوى تصدير نفطه واستحصال إيراداته لتنتهي في جيوب اللصوص والسُراق، وما تبقى من فتافيت تُرمى لهذا الشعب المُحتسب؟ ولماذا رهنتم مصير هذا البلد بيد مجموعة من المرتزقة والأفّاقين ومُتسوّلي مدن الضباب؟ ولماذا نتسول الطاقة من دول الجوار ونحن الذين كُنّا من الأوائل الذين امتلكوا المفاعل النووي؟

يُجالسونهم وكأنهم سُعداء بهذا التدمير، وشاكرين للرئيس مساعدتهم في ذلك التخريب، بينما يُربّت على أكتافهم وكأنه يقول في داخله “لقد أحسنتم العمل في تنفيذ أهدافنا أيُّها الكومبارس أما نحن فأجدنا تدمير بلدكم”.