مَن يسـتحـق أن يكـون بطركاً للكـنيسة الكـلـدانية
كـتابة : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
أتـذكــّـر عـندما فـرغ الكـرسي الرسولي بإنـتـقال الـقـديس يوحـنا بولس الثاني إلى الحـياة الأبدية ، سُـئِـلَ أحـد الكهـنة إن كان يُـفـترض أن يكـون البابا الجـديد أحـد الكـرادلة ؟ أجاب حسب معـلـوماته بأنه ليس ضروري أن يكـون البابا كاردينالاً لكي يتم ترشيحه وإنـتخابه وترقـيته إلى البابوية ، بل يمكـن أن يكـون أحـد المؤمنين الذين يتمتعـون بالصفات الروحـية والإدارية تـؤهله لهـذا المنصب ، حـتى وإنْ كان بدون رتبة كـنسية ، غـير العـماذ بإسم الآب والإبن والروح الـقـدس .
والشيء بالشيء يُـذكـر ، بعـد إعلان الـﭘـتـرك ساكـو تـرك منصبه عـنـد وصوله سن الخامسة والسبعـين (( وهـو لا يشمله قانـون العـمـر للـتـقاعـد )) ، بالإضافة إلى إخـتلاف الآراء حول سبب وتـوقـيت وكـيـفـية الإستـقالة وموقـف أتباع الكـنيسة مِن هـذا الحـدث .
http://kaldaya.me/2022/07/24/21964 من الطبـيعي أن تكـثر وتخـتـلف الآراء حـول مَن سيكـون الـبـديل الذي يتمكـن مِن تحَـمّل المسؤولية الكـبـيرة الملقاة عـلى عاتق مَن سيشغـل المنصب ، ولإهـتمامنا بالموضوع نـتـناسى دَور وتـدخّـل الروح الـقـدس في عـملية الإخـتيار ونصبح أصحاب الـقـرار الذي لا يُـناقَـش (وأنا منهم طبعاً) ، فـنـقـدّم إقـتراحاتـنا وآراءنا ومرشحـينا متصوّرين أو منـتـظرين من السنهادُس أن يطـبّـقه حـرفـياً (وهـذا غـير ممكـن طبعاً) .
ومع معـرفـتـنا بمحـدودية دورنا في إخـتيار المرشح للبطركـية ( بعـكس الأقـباط ) إلّا أنه لا بأس أن نساهم في الـتـفـكـيـر ونـقـدّم ما نراه يخـدم مستـقـبل كـنيستـنا لغـيرتـنا عـليها .
تـقـريـباً معـظم السادة الأساقـفة في الكـنيسة الكـلـدانية الكاثوليكـية الحالـيّـين (عـدا الذين دخـلـوا السبعـينات من عـمرهم الطويل) هم شباب لم يتـقـدموا بالعـمر
ولا يميّـزهم عـن بعـضهم غـير بناء شخـصيتهم وعلاقاتهم الإدارية ، لهـذا نـرى أن تلك الصفات موجـودة عـنـد بعـض الكهـنة من أبناء الكـنيسة تـؤهـلهم للمنافسة عـلى هـذا المنصب الذي سيشغـر قـريـباً ، فـما المانع من أن يرشح السنهادُس كاهـناً متمكـناً يتمتع بتـلك الصفات ــ
حـتى إذا ليس أسـقـفاً حالياً ــ ليكـون الباطريرك الجـديد ؟ عِـلماً أن هكـذا إجـراء قـد حـدث وتـمّ مثله عَـبر تأريخ كـنيستـنا حـيث تـمّـت رسامة راهـب ، وآخـر عـلماني ! كـباطريرك .
بالإضافة إلى الـقـوانين الكـنسية التي تحـدد واجـبات البطريرك ولجهـلـنا لحـد اللحـظة شخـصية البطرك الجـديـد ، لا تـُـمنع تمنياتـنا أن يتمتع بالصفات التالية :
1ــ أن يكـون ملـمّاً بالتراث الكـنسي المهـدد بالإنـدثار ويشجع عـلى تطبـيـقه كأساس وليس كـمصدر ثانـوي .
2ــ وأن يكـون مفهـومه للتجـدد مبنياً عـلى الأسس التي تركها لنا الآباء الـقـديسون عـبر ألفي سنة ، وليس الإجـتهاد بما يراه شخـصياً ومحـو أو الإبتعاد عـن الـتـراث .
3ــ يعـطي ذوي الإخـتـصاص فـرصة لممارسة خـبراتهم في إتخاذ أي قـرار وليس الهـيمنة الكـلية بإستخـدام سلطة الكـرسي لإتخاذ تلك القـرارات .
4ــ يكـون الأب الروحي للجميع دون تميـيز ليحـتـضنهم بتلك الأبـوّة .
5ــ أن يكـون صارماً مع مَن يحاول الإبتعاد عـن التعاليم الكاثوليكـية بإجـتهادات شخـصية .
6ــ أن تكـون نـشاطاته الروحـية أكـثر من تـدخلاته السياسية .
7ــ أن يفـتح باب واسعاً للكهـنة الذين إبتعـدوا أو اُبعِـدوا عـن الخـدمة في كـنيستـنا لأسبابٍ ــ إن لم تكـن جـرائم ــ ضمن الـقـوانين الكـنسية ( طبعاً ) .
8ــ أن يمنع تـداخـل الخـدمات وتـقـديم الخُـطَب من داخل هـياكـل كـنائسنا مِن قِـبَـل منـتمين إلى أديان أخـرى وإحـترام خـصوصياتـنا .
9ــ أن تجـرد من ذاته وَيخـدم ، ولا يكـون هـدفه الأساسي أن يُـخـدَم .
يـبـدو لـنا ( إذا حـصلت هـكـذا رسامة ) ستـكـون منـطـقـية ( ضمن القانـون الكـنسي ) فـقـد حـصلتْ في تأريخ كـنيستـنا عـنـد الضرورة ــ فـتـتـطـلـب شيئاً من التـواضع الـذي يحـمله السادة الأساقـفة مع ثـقـتهم بمَن سـينال الدرجة الأسـقـفـية وتـفـضيلهم إياه عـلى أنـفـسهم ((
ولهـذا السبب أقـول مقـدّماً أن هـكـذا إقـتـراح بعـيـد عـن واقـعـهم الحالي )) ومع ذلك نـقـول أنّ ما هـو صعـب عـنـدنا كـبشر فإنه مستـطاع بنعـمة الروح الـقـدس .
تـرى ! هـل سـيـفـلح السنهادُس القادم ( بأساقـفـته ) فـيخـتارون الرجـل المناسب في المكان المناسب ؟ أم أن الرياح التي تهـبّ ستجـعـل السنابل الممتـلـئة تـنحـني ، وحـرارة الشمس الحارقة تُـذبـِل الورود وعـطـرها يُـهـدَر ؟ .