التاريخ 29 ايلول 2022
مدينة ملبورن
كلمة يوحنا بيداويد نيابة عن الهيئة الادارية لتحرير لمجلة بابلون
في حفل توقيع كتاب "مقالات مبعثرة" للدكتور عامر ملوكا
.............................................................
سيادة المطران مار اميل نونا السامي الاحترام
سيادة المطران مار جرجيس القس موس السامي الاحترام
الاباء الكهنة الافاضل من جميع الكنائس
الاخوة الكتاب والشعراء والمثقفين والضيوف الكرام من ابناء شعبنا في ملبورن
اهلا وسهلا بكم في هذا المساء الجميل
يشرفني ان اقف اليوم امامكم لألقي كلمة نيابة عن الهيئة الادارية لتحرير مجلة بابلون التي تصدر في هذه المدينة الجملية، اعتقد معظم كتابها حاضرين بيننا الان في هذا اللقاء.
الكتب هي ثروة العالم المخزونة و أفضل إرث للأجيال و الأمم _ هنري ديفد ثورو
عندما تصبح المكتبة في البيت ضرورة كالطاولة و السرير و الكرسي و المطبخ ، عندئذ يمكن القول بأننا أصبحنا قوما متحضرين _ ميخائيل نعيمة
ولكن حسب قناعتي ان الامة او المجتمع الذي لا يشارك في الحضارة الحالية ولا ينتج فكرا موضوعيا بناء ولديه لغة حية، هو مجتمع استهلاكي في طور الزوال اجلا ام عاجلا.
بصورة عامة، انخفض اهتمام ابناء مجتمعنا بتقيم او بتقدير الشهادة الجامعية والابداع في الفن والثقافة، فلا مكانة للفنانين و لا للشعراء ولا للكُتاب او المثقفين حتى الاكاديميين ربما بسبب النظام الراسمالي الذي نعيشه الذي غير توجهاتنا واهتماماتنا.
الان اسمحوا لي ان القي نظرة عامة عن الكُتاب ومؤلفاتهم في حضارة اليوم.
وان اجيب على سؤال ما هي نسبة الكتاب الناجحين مقارنة بالعدد السكاني؟
في امريكا مثلا التي سكانها يقترب من 340 مليون نسمة. نصفهم اي 170 مليون منهم لديه رغبة في الكتابة عن فكرة ما او عن موضوع ما او قصة ما ، لكن فقط 3% منهم يقومون فعليا يقومون بكتابة افكارهم ، حسب نسبة وتناسب يعني حوالي 7 ملاين يشرعون بمشروع كتابة فكرتهم.
وان 20% من 7 ملايين فقط ينجزون المشروع ويصل كتابهم الى مرحلة النشر، اي 1.4 مليون كاتب فقط ينجز كتابه، ويمكن ان يرسل للدور النشر.
وفي احصائية اخرى نجد فقط 2.5 من عشرة الاف من هؤلاء الذين نشروا كتابهم تصل مبيعات كتابهم الى 1000 نسخة.
بالاختصار من بين 170 مليون شخص يفكر في الكتابة، فقط 3500 منهم يصل الى مرحلة بيع الف نسخة من كتابه.
او بكلمة اخرى 1 من كل 100 الف نسمة يستطيع ان يكتب كتاب ويبيع 1000 نسخة منه!
فمهمة الكتابة ليست بسهلة كما يظن البعض، الكاتب الناجح علىه يقرا ويبحث ويقارن ويعصر عقلة لانتاج فكرة جديدة من ظواهر المجتمع ليكتب عنها، لكي يؤلف كتابا عليه قراءة مئات الكتب وعشرات المجلات والابحاث المنشورة هنا وهناك.
لكي نعرف دور الكاتب واهميته لنتذكر دور المؤرخين والكتاب والشعراء والعلماء، وحتى الانبياء في توثيق احداث الماضية منذ بدا المعرفة او بداية الحضارة، خاصة قبل اختراع الة الطابعة، التي ساهمت في نقل الخبرة والمعلومة الى الورق كي ياتي الجيل الجديد ليستفاد منها.
تقيم كِتاب مقالات مبعثرة
حينما اطلعت على كتاب (مقالات مبعثرة) للدكتورعامر ملوكا، وجدت فيه افكارا جميلة وعميقة مفيدة لبناء مجتمعنا في المهجر وكذلك الوطن، فمقالاته متنوعة تشمل كل حقول المعرفة ومعاناة واحداث وهموم افراد المجتمع. بعض المقالات انسانية بحتة، واخرى وطنية، واخرى قومية واخرى ثقافية وقسم كبير منها عن شؤون الكلدان وكيفية بناء بيتهم والوصول الى مرحلة متقدمة من الوعي الوطني والقومي في السياسة. وفي القسم الاخير وضع بعض من خواطره التي نشرها في مجلة بابلون خلال اعدادها الـ 26 الماضية.
بماذا تتميز مقالات دكتور عامر ملوكا في هذا الكتاب :
1- وسطي، معتدل يبتعد من حكم المتطرف دائما.
2- دقيق في تشخيص وطرح موضوعه، ومن ثم يعطي رائيه في كيفية حلها.
3- لا يحب ان يوجه النقد للاخرين بصورة مباشرة، كي لا يجرحهم فيلجيء للتعبير بصيغة المبني للمجهول او الاسلوب العمومي.
4- لا يحب ان يكون تابعا او محسوبا لاي جهة بصورة عامة.
5- له نفس طويل في العمل، وقد عرفت ذلك من خلال السنين الطويلة من عملي معه في الاتحاد الكلداني الاسترالي واتحاد الكتاب الكلدان والرابطة الكلدانية وكذلك كرئيس الهيئة الادارية لتحرير مجلة بابلون منذ 2015.
6- كما اراه هو كلداني في الصميم، لكنه ليس متطرفا لها وهذا واضح من علاقاته فهو منفتح للجميع.
في الختام باسمي وباسم جميع الاخوة والاخوات في هيئة تحرير مجلة بابلون اود ان اهنيء الاخ الدكتور عامر ملوكا على كتابه هذا الذي بلا شك سوف يغني مكتبات المهتمين في مدينة ملبورن والعالم عبر الشبكة الالكترونية، ونتمنى له المزيد من النجاح في تاليف الكتب وكتابة المقالات والابحاث لنشر الثقافة بين افراد مجتمعنا، بل لحاميته من الزوال في هذا العصر المضطرب
وشكرا.