المحرر موضوع: هلموا نصوم مع غبطة الكاردينال, لكن لماذا؟؟!  (زيارة 797 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6323
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي
تحية وإحترام:

موضوعنا اليوم يتعلق بالدعوة الأخيرة التي وجهها غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو الى المؤمنين الكلدان في كل مكان, يدعوهم الى صيام لمدة ثلاثة أيام 21، 22، 23 كانون الأول 2022 من أجل السلام في بلدنا والعالم, وهذه الدعوة تجدونها منشورة على الموقع الأعلامي الرسمي للبطريركية الكلدانية تحت عنوان (دعوة الى صيام ثلاثة أيام من أجل السلام في بلدنا والعالم بمناسبة عيد الميلاد).

ما يهمني هنا في هذه الدعوة هو قول غبطته للمؤمنين (لنفكر في هذا الصيام “الخاص” بمساعدة العائلات المتعففة....... صوم من خلال التركيز أكثر على الصلاة والتوبة والامتناع عن تناول اللحوم والأسماك وشرب الكحول، وخصوصاً الامتناع عن الرذائل: الكلام الباطل والغضب والحسد والكبرياء والجشع والبخل، وبالمقابل القيام بأعمال البِر والخير والإحسان.) من النظرة الأولى تبدو هذه الدعوة معقولة ومقبولة لفعل الخير ومساعدة الغير خصوصاً وأن الفترة هي ثلاثة أيام فقط!! لكن هل فعلاً هذا هو المعنى الحقيقي الذي يريده أبينا السماوي وسيدنا المسيح من فترة صيامنا؟ طيب ماذا عن المُتبقي من أيام العام؟ أترك الجواب هنا لغبطتكم وللمتخصصين من رجال الأكليروس من الدكاترة وأصحاب الشهادات والماجستيرات في الفلسفة واللاهوت, وعن نفسي سأشارككم أنا العبد الفقير بما تعلمته عن معنى الصيام وهل له فترة محدده؟, وسأبدأ بتناول الصيام الذي دعى اليه غبطة البطريرك وأقول عنه:

في هذه الأيام الثلاثة التي أشار اليها غبطة البطريرك أطلب من كل المؤمنين الكلدان في كل مكان أن يصوموا عن طريق ترك الصلاة وفعل المعاصي والأكثار من تناول اللحوم والأسماك وشرب الكحول حتى الثمالة وممارسة الرذائل بأنواعها: الكلام الباطل والغضب والحسد والكبرياء والجشع والبخل، وعدم القيام مطلقاً بأعمال البِر والخير والإحسان! طيلة فترة الثلاثة أيام المُشار أليها ولكن بالمقابل أطلب من كل المؤمنين الكلدان في كل مكان أن يلتزموا باقي أيام العام  ال 362 يوم عن طريق عيش الحياة المسيحية الحقيقية بالتقرب الى الله والسيد المسيح وتصفح الكتاب المقدس كلما سنحت الفرصة ولو لدقائق يومياً قبل الخلود للنوم ومناجاة الرب في الخلوة وشكره وحمده على كل حال وتناول المعقول من اللحوم والأسماك والدجاج وعدم رمي الطعام المُتبقي في حاويات الأزبال بل طبخ ما يكفي للعائلة بعدم التبذير في الطعام , وأن نكفي شرنا عن العالم ونغلق أفواهنا في ما لا شأن لنا به ونطلب من الرب أن يغفر زلاتنا ونترك رداء القضاء لصاحب القضاء ونعمل على تطبيق تعاليم ووصايا فادينا بصدق وأمانة طيلة هذه الفترة المتبقية من السنة .

غبطة نيافة الدكتور البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى كان من الأفضل لو جاءت دعوتك هذه دعوة للصيام فقط! دون التطرق لهذه الوصايا التي أشرت اليها فهي تُسئ الى معنى الصيام الحقيقي الذي يريده الرب منا, فالصيام الذي تدعو اليه بتفاصيله الا يذكرك بصيام بعض الجماعة؟ فما أن يأتي الصيام على الأبواب وفوراً يدخل الشعب في حالة إنذار ومرحلة "شدوا روسكم يا كرعان"!! حيث يصبح الشعب فجأة مؤمن ويسيح منه الإيمان والورع والتقوى وتُقفل المحلات وتُغلق الصالات وتسمع عبارات أنا لا أكذب في فترة الصيام ولا أسرق ولا أزني ولا أرتشي ولا ولا ولا لاله!! طيب ما الفرق بين صيام هؤلاء وصيامك الذي أشرت اليه غبطة البطريرك؟ وأعني هنا تلتزم ثلاثة أيام بما أشرت اليه "وتفلتها" باقي أيام السنة!!.

الزبدة وكي لا أُطيل "خلي نطربك ونعربد ونبذر" فترة أيام الصوم لكن بعدها وطوال المتبقي من فترة السنة علينا أن نلتزم ونحترم أنفسنا ونحترم الغير ونساعده على قدر إستطاعتنا فربنا يريد رحمة لا ذبيحة, لِذا أتمنى لك التوفيق في دعوتك هذه للصيام لكن كنت أتمنى أن تكون على فكر السيد المسيح لا على فكر الجماعة الذين أراك متأثراً بهم أكثر من اللازم!!.

سؤال أخير, هل دعوتك لهذا الصيام هي من أجل السلام في بلدنا والعالم بمناسبة عيد الميلاد أم من أجل العائلات المتعففة في مُجمَّع مريم العذراء بالزيونة في بغداد؟؟ فأني أرى أن العنوان يختلف عن المضمون تماماً!! تحياتي.

                                  ظافر شَنو
لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.

غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1086
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اخي العزيز ابو يوسف المحترم :
 لقد كتبت عن الصوم في فكر السيد المسيح من خلال النصوص التي وصلتنا من الكتاب ، اليوم المسيحيون يصومون صوم مؤسساتهم وان تعددت فصومهم متعدد الأشكال ، وهذا ليس مقتصراً على المسيحين فقط بل كل المذاهب التي ترتبط بالأديان ان كانت ابراهيمية او اخريات ... سنجد الفرصة لأعادة ما نشرناه عن نظرية الصوم في فكر الرب يسوع المسيح وماذا يعني الصوم عنده وهل فرضه على اتباعه ... اليوم تقليد الصيام مأخوذ عن الدين الأبراهيمي الأول ( اليهودية ) وبالتالي وضع للمسيحيين ببصمة اخرى للتمييز ووضعه المسلمين ببصمة مختلفة في القواعد والغايات والأهداف وجميع ذلك يعود لمصلحة المؤسسات الدينية في تنظيم العلاقة مع الله كما يرونها هم ... تحياتي الرب يبارك حياتك واهل بيتك
  اخوكم الخادم حسام سامي    12 / 12 / 2022

غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6323
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي
شكرا أخي حسام مرورك ومداخلتك على الموضوع,

الكثير تناول موضوع الصيام كما فعلت حضرتك وأدلوا بدلوهم في هذا الأمر الذي من المفترض أنه وضع كي يجد الأنسان فيه صحة نفسية وجسدية ويراجع من خلاله حياته وأفكاره وأقواله وأفعاله وعلاقته بربه والآخرين,

لكن القبيح في الأمر أن تجد من يتلاعبون بالصيام ويستخدموه أسوء أستخدام لمصالحهم ونفاقهم وريائهم! وهذا الفخ تقع فيه شعوب بأكملها!! لِذا من واجبي أن أنبه رئيس كنيستي في حال وقع في هذا الفخ وعلي أن أفيقه مما هو فيه! وهذا ما نفعله أنا وأنت وغيرنا بعدم سكوتنا على ما لا يجب السكوت عليه.

تحياتي تقبل عزيزي وربنا يباركك وأهل بيتك.

                                    ظافر شَنو

لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.