المحرر موضوع: حزب الله يصنع أزمة جديدة من رحم الشغور الرئاسي  (زيارة 680 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31703
    • مشاهدة الملف الشخصي
حزب الله يصنع أزمة جديدة من رحم الشغور الرئاسي
حزب القوات اللبنانية يردّ في بيان شديد اللهجة على ادعاء مسؤول في حزب الله أن فريقا سياسيا يقود مشروعا انقلابيا على التركيبة والهوية والتوازنات الداخلية، مذكرا الجماعة الشيعية بممارساتها التي أدخلت لبنان في أزمة طاحنة.
MEO

حزب القوات اللبنانية يذكر حزب الله بأنه هو من وجه السلاح لصدور اللبنانيين
بيروت - هاجم حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع بشدة حزب الله بعد أن اتهم نبيل قاووق عضو المجلس المركزي للجماعة الشيعية المدعومة من إيران، فريقا سياسيا بأن له "مشروعا انقلابيا على التركيبة والهوية والمعادلات والتوازنات الداخلية والوطنية"، فيما أعادت تصريحات قاووق لبنان إلى أجواء أزمة 2008 لترسم ملامح مواجهة بين فرقين سياسيين، بينما يبدو أن حزب الله يسعى لصناعة أزمة جديدة من رحم أزمة مزمنة حتى لا يغادر لبنان مربع الجمود إلا بشروط تريد الجماعة الشيعية فرضها كأمر واقع.

وتأتي السجالات بين الفريقين الخصمين على وقع أزمة الشغور الرئاسي وأخرى سياسية ومالية طاحنة وضعت لبنان على حافة الانهيار الشامل، بينما يتوقع أن تتصاعد التوترات بين القوى السياسية المتضادة والتي يتهمها اللبنانيون بأنها السبب في ما آلت إليه الأوضاع وطالبوا في احتجاجات 2019 برحيلها عن الحكم. وتمثل تلك القوى المتناحرة منظومة الحكم منذ عقود.

وعبر حزب جعجع فيبيانمن سبع نقاط صادر عن مكتبه الإعلامي، عن استغرابه من أن "يتهم من ينقلب على الدستور والدولة والمؤسسات قوى أخرى بما يقوم به منذ عقود في محاولة يائسة لتغطية فعلته الانقلابية، وهذا تحديدا ما ورد على لسان الشيخ نبيل قاووق من أن هناك فريقا سياسيا في لبنان مشروعه الانقلاب على التركيبة والهوية والمعادلات والتوازنات الداخلية والوطنية".

ورد في البيان على اتهامات قاووق بالقول "أولا حزب الله هو أكثر فريق عمل على نسف الجمهورية اللبنانية من أساسها وضرب كل الفرص والطروحات والاتفاقات التي تسعى لبناء الدولة بدءا بانقلابه المتواصل على اتّفاق الطائف مع تمنّعه عن تطبيقه عبر رفضه تسليم سلاحه".

ويشكل سلاح حزب الله معضلة وهو في قلب معادلة الصراع مع خصومه السياسيين، فبينما يطالب هؤلاء بحصر السلاح بيد الدولة، تتمسك الجماعة الشيعية بسلاحها وهو شرط من الشروط التي تطرحها في التوافق على شخصية المرشح للرئاسة، إذ تشدد على أن من المواصفات التي يجب أن تتوفر في المرشح الرئاسي أن "يحمي سلاح المقاومة".

وسلاح حزب الله يبقى من أكثر المسائل الجدلية في لبنان، وسط قلق داخلي وإقليمي ودولي من تدخلات إيران وحرب بالوكالة يخوضها الحزب الذي أسسه الحرس الثوري الإيراني في ثمانينات القرن الماضي بهوية لبنانية وأجندة إيرانية.
وتابع حزب القوات اللبنانية في ردّه أن  "حزب الله هو أكثر من عمل على ضرب الصيغة اللبنانية بروحيتها عبر استهدافه كل المكوّنات الرافضة للخضوع لإملاءاته ومصادرته القرار السياسي والسيادي العسكري والأمني وانخراطه في حروب عبثية دون العودة لا للدولة ولا للشعب اللبناني، فأغرقهم جميعا بوحول الدّمار ليتباكى بعدها بلو كنت أعلم، دليلا على قراراته الأحادية حيث لا صيغة ولا لبنانيين".

واتهمه كذلك بأنه "هو الذي اعتدى على التوازنات الداخلية فأدار سلاحه إلى الداخل من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى اغتيال الصحافي لقمان سليم وما بينهما قافلة من الشهداء، مرورا باجتياحه العاصمة في 7 مايو 2008 وممارساته الفتنوية في شويّا وخلدة وعين الرمانة وتهديده كلّ مَن يُعارضه وتخوينه كلّ مَن يُخالفه والخروج عليه تارة بقمصان سود لضرب الحكومات الرسمية وطورا بفرق الدراجات التي تحمل العصي على أحرار 17 تشرين".

وقال إن "حزب الله هو الذي شل الدولة لا بل أغرقها بالموت السريري، مع تحوّل كل الحكومات التي سيطر عليها عنوانا للفساد والصفقات والسمسرات ليحصل على غطاء سياسي لوجوده المسلح غير الشّرعي وانغماسه في ممارسة كل الموبقات خارج إطار الدولة من التّهريب الذي اعتبره الشيخ صادق النابلسي في 18 أبريل 2021 بأنه جزء من عملية المقاومة وصولا إلى ابتداعه نظاما ماليا خارج إطار النظام المالي اللبناني".

وجاء في النقطة الخامسة لبيان القوات اللبنانية أن "حزب الله هو الذي أسقط كل أسس الحوار بعد أن سخر من اللبنانيين عبر جرّهم إلى طاولات التكاذب لإلهائهم بجلساتها الفلكلورية من ثم الانقلاب عليها بعد تمرير مخططاته الجهنّمية خارجها من انقلابه على حوارات 2006 في تحويله الصّيف الواعد إلى ملتهب و2008 بعد اجتياحه بيروت والجبل و2012 بعد التنصل من اتفاق بعبدا قبل صياح الديك وغيرها من جلسات النّفاق الوطني".

حزب القوات اللبنانية يتهم حزب الله بقيادة حرب بالوكالة والانخراط في مشروع إيران
وتابع "حزب الله جعل من التوافق بدعة لبنانية عنوانها الوحيد: تتفقون على ما أقرره أو لا حياة ولا هناء ولا استقرار لكم ولوطنكم الذي أرفض هويته المتنوعة وهنا على الحزب ومن يطبل له أن يعلم أن القوات لن تقبل ومهما كان من أمر بهذه المعادلة الصّفراء لأنها معادلة قاتلة لأحلام اللبنانيين ولم تضعهم إلا بين مصيري الجوع والهجرة".

واختتم حزب القوات اللبنانية بيانه بالدفاع عن نفسه إزاء المشروع الذي يطرحه حزب الله، مؤكدا أن "القوات هي أكثر مَن حملت ومازالت وستبقى مشروع الدولة اللبنانية الجامعة لكلّ أبنائها وأكثر مَن سعى لتطبيق الدستور ومندرجاته كافّة وما تسليمها السلاح بعد اتّفاق الطائف ورفضها تسليم قرار الدولة للسوريين ومن بعدها لحزب الله ودفعها منفردة الثمن بالاعتقال والاضطهاد والتشويه ومحاولات التّحجيم البائسة اليائسة، إلا دليلا على ذلك".

وشدد على أن القوات لن تتراجع عن حراكها في التواصل مع اللبنانيين الرافضين "لمشاريع الموت في مشروع إقليمي بغية الوصول إلى تركيبة إنقاذية تستعيد الدولة من فم الدويلة".

وأشار إلى أن حزب الله يستمر في خطف القرار السيادي ويصر على زرع ما وصفها بـ"أداة تابعة له مباشرة أو مواربة في كرسي الرئاسة الأولى".

وكان البرلمان اللبناني قد فشل بعد 11 جلسة في انتخاب رئيس توافقي وسط خلافات بين الكتل النيابية، في مسار يبدو أنه سيطول مع اشتراطات يطرحها حزب الله القوة النافذة سياسيا وعسكريا.

ولا توجد مؤشرات على نهاية قريبة لأزمة الشغور الرئاسي بينما يطرح ذلك أكثر من سيناريو قد يتم اللجوء إلى أحدها وأبرزها مرشح التسوية على غرار أزمات سابقة مشابهة.

ويُصار عادة إلى مرشح التسوية بعد استنفاد كل الخيارات وهو أن يتم ترشيح قائد الجيش للمنصب، لكن هذا الأمر يتطلب تعديلات دستورية.

وتسعى واشنطن وباريس عبر لقاءات مع الرياض لطرح مبادرة لتسوية أزمة الشغور الرئاسي في لبنان، لكن دخول قطر على الخط وعقد لقاءات مع مسؤولين لبنانيين وطرح أسماء بعينها في الكواليس، دفع السعودية لإعلان أنها غير معنية بالتسوية وأن تحركها سيقتصر على ما تم طرحه في المبادرة التي نقلها وزير الخارجية الكويتي للحكومة اللبنانية بعد الأزمة الدبلوماسية التي أحدثها وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي المقرب من حزب الله العام الماضي والتي انتهت بعد استقالته وكان حينها قد تحامل على التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.