الاستاذ والصديق العزيز شمعون كوسا المحترم
أعجبتني كثيرا صرختكم الموجهه ضدالاستغلال وضد الانحراف عن انسانية الطريق الصحيح , جازما اقول بأن لصرختكم صدىً تضامنيا لدى كل مُحب لشعبه بخلاف ما ستلقاه من لدن دعاةالتديّن زيفاً.
رابي العزيز شمعون: من طبع الانسان الحر انه يحب ان يرى تحقيقا ً لحلمه الذي ترسمه له أفكاره في مراحل نضوجها, وعندما يواجه حلمه عوائق , يصبح واجبه تشخيص المؤثرات السلبيه التي حرمته من تحقيق حلمه كي تستفيد الاجيال الحالمه من تجربته.
سأستل من غضب مقالك حجتي لأختصر التعبير عن خيبتي الكبيره من رجال ديننا الذين انجرفوا وراء الملاذ والمكاسب تاركين لب واجباتهم الروحيه , فعندما نحتج مستشهدين بكلام السيد المسيح , يطالبوننا بوجوب سماع كلماتهم ولا داعي لاتخاذهم قدوه لنا ,شخصيا لست بالسذاجه التي تمنحني الاستعداد للاستماع الى فاقد الشئ الذي اريده,هذا عدا انني لم أنتخبه ليكون رشيدا لي او وسيطا بيني وبين المسيح .
يقينا جنابكم يميّز بين ظاهرةالايمان التي لا يمكن ان تاتي بثمارها للفرد وللمجتمع ما لم يتدخل العقل الصاحي في تنضيدها, وبين الدين الذي لا يختلف عن اي حزب مدني يعتمد في تأسيسه فحوى وفلسفة نظريه فكريه ماديه كانت او روحيه ,انا اشارككم وأتضامن معكم في غضبكم الذي تسببه سلوكيات قادتنا الدينيون (الروحيون) الذين لا أجد اختلافا بينهم وبين قادة فروع وشُعب وفرق حزبيه اتخذوا من النظريه الفكريه مادة دسمه لتاسيس حزبهم ثم القوا بالنظريه الفكريه جانبا و راحوا يتنابزون فيما بينهم سعيا للمكاسب الشخصيه ,هذا ينطبق تاريخيا وحاضرا على غالبية رجال ديننا من اباء ونيافات وغبطات لانهم ساهموا وما زالوايساهمون عن وعيٍ في تشويه جوهر الايمان المسيحي بدوافع ودواعي تتناقض ومفاهيم الايمان الحقيقي, فصنعوا لنا مذاهبا جعلتنا مللا ومجاميع تتصارع اكثر مما تتحابب فأفقدوا زبدة الفائده من الايمان , والا هل المؤمن بالمسيح بحاجه الى مذهب كي يضمن فردوس الآخره ؟
تقبلوا خالص تحياتي