ملاحظات حول مقال("كوتاب الطنبورة" وين.. وسهل نينوى وين!!) للأستاذ متي كلو المحترم.
بولص آدم الأستاذ متي كلو المحترم،
في البدء، اتفق معكم حول ماجاء في مقالكم والرابط اليه أدرجه في نهاية كتابتي هذه وبتواضع، واسمح لي ان اعبر عن رأيي بمقالة منفصلة فهي تطمح لوصف المشهد الحالي الذي نواته متوشجة بما اتى في مقالكم، ونؤكد مسبقاً احترامنا للجميع مع اننا لنا رأي قد يختلف عن رأيهم.
الأخ فارس دانيال هو صديق قديم من الثمانينيات وكان لنا زمالة في الكلية وأحيي تضامنه مع اهله وبلدته فهو يتضامن معنا فكل جزء من وطننا عزيز علينا، هي الغربة فرقتنا فتحياتي له.
تُكمل الميليشيا المقصودة حاليا مهام الميليشيا التي سبقتها تحت اسم آخر قبل داعش والمهمة معروفة ومستمرة طوال سنين، لقد تحول الضحايا الى جلادين ويبدو ان ملعبهم الأبرز هو في سهل نينوى، لا شك بان المخطط يتم تنفيذه هذه المرة بايادي محسوبة على شعبنا زورا وبهتانا، في تجارة تجلب العار ولاتَ ساعة مندم. ندين وبشدة النوايا والأفعال والمشاريع هذه. ونأسف لانجراف البعض في هذه التجارة من اهل المنطقة مهما كان التبرير فالعواقب وخيمة. ابدعتم في فضح الذين يدعون التحضر والدور الاجتماعي الايجابي وهم يتصنعون عدم الفهم! هم يفهمون مايعجبهم فقط. عزيزي الم يترشح بعضهم من خلال قائمة من يدينونهم في العلن ويؤيدونهم في الخفاء؟!
وفي مواقف كثيرة تدعو الى العجب العجاب ويتسابقون على تشويه حتى الأدوار الطبيعية ليحولوها الى مجرى يصب في خانة اوهامهم، ولنأخذ مناسبة قرار مجلس حكومي فرنسي حول الأبادة في 8 شباط الحالي كمثال فقط. انهم لايشيرون الى المناسبة. يشيرون الى حالة عرض غامضة ومتلبسة ومليئة بالألغاز وفي جدل ذاتي ودون التطرق الى خفايا يدعون وجودها دون تبيانها وعرضها على الملأ. ويركزون على خلافات بينهم ويتهمون من لاعلاقة له بذلك مع انهم ربما، مشتركون في بث الفرقة بين ابناء جلدتهم أنفسهم في ذلك البلد وخارجه وهم ممثلون للعالمية! لابل، لا يرحبون بفلان وكأنهم من دبلوماسيي الخارجية الفرنسية. ويلفقون تهماً لاتنطلي على أحد، حول دور تخريبي مزعوم وملفق لأناس لبوا دعوة وجهت لهم. وخطاب المدعوين في ذلك الفندق الفرنسي متوازن ويدين الأبادة المرتكبة ويؤكد على ان تلك الأبادة وما لحقها من ابادات وتهجير واستيلاء وتغيير ديمغرافي وقتل واختطاف وتهديد المسيحيين وتدمير اثارهم ورموزهم وثقافتهم حتى يومنا هذا لم تستثني احدا منهم وبمختلف تسمياتهم وطوائفهم، من شرق جنوب تركيا الحالية ونزولا الى اقصى جنوب العراق وعلى مر العقود والأنظمة والحكومات المتعاقبة.. إذا أردنا ان نكون نزيهين وعلميين ودقيقين كما يدعون، علينا ان نقول ما لنا وما علينا.. فعلا صدقتم القول ( "كوتاب الطنبورة" وين.. وسهل نينوى وين!!). ثم يعودون ويقولون بأن الخلاف بينهم كجمعيات عابر وسيتم حله، طيب لمَ كل هذه الضجة؟ ونعلم ان في فرنسا خاصة، ان العلاقات بين ابناء شعبنا بمختلف تسمياته هي من اجمل العلاقات!
بهذا هم منشغلين.. قال البطريك وحكى البطريك، أحدهم يرفع والآخر يكبس، حتى الكتاب المقدس تحول الى وسيط نقاشات هجينة غير مسؤولة، وهل بلع الحوت يونان ام لا وهل ذهب الى نينوى ام لا... وكل سنة والموال يتكرر والغاية معلومة! وهذا مثال آخر. ثمة من يرمي قشوراً لهم مع احترامي ولايركز على الجوهر وعندما يكون لبعض الأخوة الكلدان انتقاد لذلك، يعود فيتهمهم بالتركيز على القشور وليس الجوهر! والحال هو وكما نتفق مع ما يعتقده الفيلسوف فتغنشتاين، من أنَّ إقامة الاعتقاد الديني على البراهين التاريخيَّة وحدها "حماقة خالصة"؛ وإنَّ ما يجعل النص المقدَّس صادقاً هو فقط كون الناس تلقّوه بإيمان (يعني بحب). وهكذا يكتب المفسرون تعليقا على مقولته الأولى..
بهذا هم منشغلون، بهذا، الكل منشغلون وحبل المواضيع من مثل هذه على الجرار، فلا ما جرى ويجري لنا تعلمنا منه، ولا حتى الكورونا ولا الحرب في اوربا ولا الزلازل والحرائق والفيضانات، لم نعد نعرف بعضنا، ولا نرحم بعضنا ولا نتعاطف مع بعضنا، فلم البكاء على ايام زمان، ونحن حالنا شاب حتى رأس الزمان به.. تسرب الوطن من بين مجسات واصابع الروح والغربة صارت لعنة علينا، هذا هو حالنا.. لقد كرهنا اسمائنا ولغتنا والخ مما يميزنا، صرنا نرى الأخ عائق في طريقنا وكل منا يعتبر الآخر مهزلة واضحوكة، والناس تتفرج علينا وتستغرب. عابرون للقوميات والأديان مع الغرباء اما معنا نحن الشعب والأمة الواحدة التي شُقت الى اوصال، ننكرها ونمقتها ونتعالى عليها ونمدح قاتلينا تملقاً لدرج اسامينا!
اتطرق لهذه الأمور لأنها من أجزاء المشهد وفي نفس الأطار للصورة كما نعتقد، فالأمور ليست منفصلة بل متشابكة. وما مدون اعلاه له علاقة بعضه بالبعض وفي حالة مركبة واحدة. فلتتسع صدورنا للملاحظة والرأي الآخر كما نتمنى.
نتأسف في السياق عينه، لظهور خطاب يخلط الديني بالسياسي المزدوج الصبغة ويرسل رسائل غير محسوبة، فمن جهة يعتبر غبطة بطريرك السريان الكاثوليك، ان بابليون أفضل ممثل ومطرانه في المنطقة له رأي آخر.. غبطة بطريرك آخر يتبرأ من بابليون ومطرانه في اربيل يستقبلهم بالأحضان والعناق وهكذا.. نضع علامات استفهام وتعجب، ونكررها على مسألة حضورهم مناسبات السفارة الأيرانية واللقاءات المتكررة مع السفير الايراني في بغداد والأنكى من ذلك مدح الايرانيين وممثليهم والتغني بحرية المسيحيين في إيران!! هل يعقل هذا عندما من جهة اخرى يستنكرون الفساد والكارثة العراقية على ايدي الفاسدين والخونة والعملاء، ويشتكون سوء معاملة المسيحيين؟ فلم نعد نفهم التناقضات حقيقة. واخيراً وباختصار، البارعون في قلب الأبيض الى اسود وبالعكس، هم كثر! أحيي عدد من الكتاب الكلدان في نفس الوقت من اصحاب المواقف. ومع اننا أشرنا وكتبنا عدة مرات عن مأساة سهل نينوى الا اننا لم نقم بما يكفي، نحن مقصرون. تحياتي لكم وللجميع.
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1041868.0.html