المحرر موضوع: خطر المسيّرات الإيرانية يتمدد إلى شمال افريقيا والمغرب  (زيارة 696 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31774
    • مشاهدة الملف الشخصي
خطر المسيّرات الإيرانية يتمدد إلى شمال افريقيا والمغرب
خبير أميركي في الشأن الإستراتيجي يؤكد أن طائرات مسيرة إيرانية يتم نشرها حاليا في شمال أفريقيا وقد تشكل تهديدا مباشرا للمغرب، فيما سبق للرباط أن عبرت عن مخاوف بشأنها.
MEO

المغرب ينبّه من خطر المسيرات الايرانية على أمن المنطقة
 خبير أميركي يؤكد أن إيران قامت ببناء أجيال من المسيرات وطورتها بشكل متزايد
 إيران تدعم متمردي جبهة البوليساريو الانفصالية بالأسلحة وتدرب عناصرها من خلال حزب الله
 واشنطن - سلط تقرير أميركي الضوء على تمدد التهديدات الإيرانية لمنطقة شمال افريقيا والمغرب تحديدا وكيف أن المسيرات الإيرانية، باتت تشكل بالفعل خطر على أمن المنطقة بينما تتهم الرباط طهران بدعم جبهة البوليساريو الانفصالية من خلال أنشطة حليفها حزب الله وعبر سفارتها في الجزائر، بينما سبق للمملكة المغربية التي قطعت قبل سنوات علاقاتها الدبلوماسية مع إيران بسبب تسليح وتدريب ميليشيات الجبهة الانفصالية، أن قدمت أدلة قاطعة على هذا الدعم.

ومنذ سنوات تسعى إيران لفتح عدة منافذ في افريقيا من خلال نشر التشيع وعبر دعم حركات تمرد في المنطقة، بينما تعمل على ايجاد موطئ قدم ثابت يتيح لها تصدير الثورة. وقد تزايدت رغبتها في التوسع والتمدد منذ وقع المغرب إلى جانب كل من الإمارات والبحرين اتفاقيات ابراهمام السلام واستأنف العلاقات التي كانت مقطوعة مع اسرائيل منذ الانتفاضة الفلسطينية في العام 2000.

وقد حذر التقرير الأميركي من الخطر الذي تمثله الطائرات المسيرة الإيرانية التي يتم نشرها في شمال أفريقيا بما يشكّل تهديدا مباشرا للمغرب، مشيرا إلى أن المملكة سبق أن عبرت عن مخاوف حقيقية بشأن هذه الطائرات لقدرتها على استهداف مؤسسات حيوية وإلحاق  أضرار فادحة بالأهداف التي تصيبها، فيما أكدت الرباط أنها تملك أدلة كثيرة على دعم طهران وحليفها حزب الله، الجماعة الشيعية، لجبهة البوليساريو الانفصالية بتدريب وتسليح مقاتليها.

وبين التقرير أن الدرونات الانتحارية لم تعد خيارا ثانيا في المنظومات الحربية، بل صارت إحدى أهم الركائز الإستراتيجية في الحرب الحديثة، داعيا إلى إعادة النظر في التكتيكات العسكرية ومصادر القوة الميدانية.

وأشار لي ولين كينغ، الخبير الأميركي في الشأن الإستراتيجي، ضمن تحليل له نشره في "Boston Herald" إلى أن "طهران تملك طائرات مسيرة يتم نشرها حاليا في شمال أفريقيا وقد تشكل تهديدا مباشرا للمغرب".

وسبق للدبلوماسيين المغاربة أن نبهوا إلى هذه المسألة استنادا إلى معطيات ميدانية تؤكد أن إيران تدعم متمردي جبهة البوليساريو الانفصالية بالأسلحة وتدرب عناصرها من أجل خوض معارك ميدانية بتواطؤ مع الجزائر.

وتعود تجربة إيران مع الطائرات دون طيار إلى الحرب التي خاضتها والعراق بين عامي 1980 و1988 عندما كانت مهام تلك الطائرات تقتصر على المراقبة.

وفي الوقت الذي كان فيه العالم منشغلا بمناقشة برنامج إيران النووي كانت طهران بصدد بناء تصور حول قدرات الطائرات المسيرة وأصبحت بذلك المورّد الأساسي للطائرات العسكرية دون طيار للمتمردين وقد تم استخدامها في الحرب الروسية الأوكرانية.

وخلص التحليل إلى أن "إيران قامت ببناء أجيال من الطائرات دون طيار، كبيرها وصغيرها، لكنها متطورة بشكل متزايد"، مشيرا إلى أن الطائرات الأميركية التي تم الاستيلاء عليها ألهمت المهندسين الإيرانيين وتم إدماج بعض التقنيات المتطورة. ويقول الجيش الإيراني أن مجمعه الصناعي الدفاعي يمكنه صنع المحركات وجميع أجزاء طائراته دون طيار محليا.

وقال المحلل الأميركي، إن  "إيلان بيرمان، النائب الأول لرئيس مجلس السياسة الخارجية الأميركية أخبره بأن إيران توصلت إلى استنتاج مفاده أن قوتها لا تكمن في منافسة القوة على القوة ولكن في مساعدة الصراعات غير المتكافئة وهذا هو سبب إنفاقها الكثير من المال والوقت على الإرهاب والكثير من المال على الصواريخ الباليستية".

وذكّر بأن "المغرب عبر عن مخاوف حقيقية بشأن هذه الطائرات، استنادا إلى أنها قد لا تكسب الحرب، لكنها يمكن أن تلحق أضرارا جسيمة بالمراكز السياحية والمنشآت العسكرية وشبكات الطاقة الحيوية ومحطات الطاقة"، مضيفا أن الطائرات دون طيار خفيفة ورخيصة وسهلة النقل والإخفاء ويمكن لجيل اليوم من الطائرات الإيرانية حمل أحمال باليستية كبيرة، فضلا عن الطيران لمدة تصل إلى 24 ساعة وإرسال المواد الحيوية إلى البنية التحتية الحيوية.

وأشار إلى أن "ما ينقص هو الدفاعات الكافية ضد هجماتها سواء كانت فردية تسبب الأذى أو أسرابا مصممة لإحداث أضرار كبيرة". وقال بيرمان إن النظام الدفاعي الفعال الوحيد ضد الطائرات دون طيار هو "القبة الحديدية" الإسرائيلية، التي بنيت بالتكنولوجيا الإسرائيلية وساعدتها وتمولها الولايات المتحدة.

وتابع أن "إسرائيل لا تزال مترددة حتى الآن في بيع القبة الحديدية التي تصطاد مقذوفات تحلق على ارتفاع منخفض من مسافة 2.5 أميال من مكان الاعتراض. إنه ترتيب دفاعي محمول معقد قائم على الرادار،مصمم لتدمير الصواريخ والطائرات دون طيار القادمة من غزة وجيرانها سوريا ولبنان وكلاهما يستضيف وكلاء إيرانيين غير حكوميين".

وأضاف أنه بما أن المغرب هو أحد الموقعين على اتفاقيات أبراهام، فقد تبيع إسرائيل نظام القبة الحديدية للمملكة، لكن هذا قد يستغرق سنوات من التفاوض والمبيعات تخضع لحق النقض الأميركي.

وفي الوقت الحالي تتمثل استراتيجية المغرب في تنبيه العالم إلى الديناميكيات المتغيرة في المنطقة وإلى تعرض أي بلد تقريبا لهجوم بطائرات دون طيار . وقال "ما يجلبه الإيرانيون إلى طاولة المفاوضات هو أنه من المعروف أنهم أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم وينتقلون الآن إلى أفريقيا ويعززون قدرة الجماعات التي تعمل بالوكالة عنهم".

وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قد اتهم في وقت سابق الجزائر بأنها "وفرت تغطية ودعما لاجتماعات تمت في العاصمة الجزائرية بين مسؤولين في حزب الله وجبهة البوليساريو الانفصالية وهو ما نفته الجزائر وأدانته بشدة في محاولة للتنصل من المسؤولية عن التدخل الإيراني في شؤون المملكة.

واتهم الجزائر مباشرة بتوريط إيران عن طريق حزب الله في قضية الصحراء المغربية، كما قطع المغرب علاقاته مع طهران بسبب دعمها لجبهة البوليساريو الانفصالية، بما يمثله ذلك من تهديد لأمن البلاد واسقرارها.