المحرر موضوع: " لِكي يعيش الانسان بحرية ، عليهِ أن يُعلن عن موت الآلهة "  (زيارة 509 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جلال برنو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 328
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي

" لِكي يعيش الانسان بحرية ، عليهِ أن يُعلن عن موت الآلهة "
جلال برنو
27 March 2023

أعتقد أننا بحاجة الى نظرة أعمق للتاريخ والفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع والمنطق والعلوم السياسية والسلوك البشري ، بهدف تصحيح عيوب الأزمنة المتعاقبة من حياة الانسان على كوكب الأرض .

يعتقد الملايين من سكان كوكبنا بأن هناك قوة خارقة للطبيعة وهذهِ القوة سماها أجدادنا أصحاب الحضارات القديمة قبل بضعة آلاف من السنين " آلهة " وبحسب ميثوجيا تلك الأزمنة القديمة كانت هذهِ الآلهة تتحكم بمصير البشر ، والملوك والشعب يقدسها ويعبدها ويسعى لنيل رضاها الى أن ظهر ابراهيم قبل المسيح بحوالي 2000 سنة ودعا الى عبادة الله الأحد دون ان نعلم لماذا لم يُعلن هذا الاله الأحد السرمدي عن نفسهِ للازمنة ما قبل دعوة ابراهيم ولماذا لم يمحو ويُهلك تلك الآلهة المتعددة ؟

وإله ابراهيم واسحق واسرائيل وموسى والمسيح يُهددنا على الدوام ويتوعد بمعاقبتنا بالمرض والاوبئة ، بالزلازل والبراكين ، بالفيضانات والعواصف ... والغريب أن هذه الكوارث والأهوال تصب جام غضبها على الأشرار والصالحين ولا تفرق البتة ! والأنكى من ذلك الوعيد بالقاء الذين لا يتفقوا معهُ في نار جهنم ، نار أزلية لا تنطفئ لهيبها المستعر أبداً .
واضح جداً أن الانسان المقيد والمكبل بالأوهام يشعر بالضعف ويبقى مكتوف الأيدي لا يخطو الى الأمام ، يصنع لهُ اله ينتظر منه أن يشفق عليهِ ويشملهُ بواسع رحمتهِ .
اذاً نحن بحاجة دائمة لضبط الأمور و إثبات القيمة الحقيقية  للانسان وترشيح السوبرمان ليقودنا نحو حياة أفضل ، وتقديس الذي يحررنا من المثاليات والخرافات و ويخلصنا من أخطاء الذين سبقونا وهكذا يتوجب على الذين يأتوا بعدنا أن يصلحوا أخطاءنا ويضيفوا لبنات على بنياننا الصالح .
إن الذي يستحق التكريم والاحتفاء بهِ هم العلماء والفلاسفة والأدباء والسياسيين الصالحين و الفنانين المبدعين وكل مَن يساهم في رفاهية (الانسان الذي هو أثمن رأسمال) !

الحقيقة عندما ينظر الانسان الحر بتجرد ، بالتأكيد سوف يُدرك بأن الذي يُشفي المريض هو الطبيب ، وإن الذي يوقف زحف التصحر هم المهتمين بحماية البيئة وإن الذين يحلون مشكلة الاحتباس الحراري هم السياسيون الحكماء والذين يرقعون الثقوب السوداء هم العلماء ...

بإعتقادي ، لكي يعيش الانسان حياتهُ على هذا الكوكب برفاهية وأن تعلو الابتسامة وجوه أطفالهِ عليهِ أن يُعلن عن موت الآلهة وأن يؤمن و يشهد بأن لا اله إلا العلم والمعرفة .