المحرر موضوع: شُـكـري وإحـترامي الفائـق للقس الموقـر ﭘـيـتـر لورنس لـرَدِّهِ عـلى مقالي  (زيارة 332 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5255
    • مشاهدة الملف الشخصي
تـنـويه : إن مقالي السابق في موقع عـنـكاوا     https://kaldaya.me/2023/04/24/23206

والقس ﭘـيـتـر لـورنس ردّ عـليه يمكـن قـراءته عـلى الرابـط    https://kaldaya.me/2023/05/01/23259       وهـذه إجابتي له :
*************************

شُـكـري وإحـترامي الفائـق للقس الموقـر ﭘـيـتـر لورنس لـرَدِّهِ عـلى مقالي
بقـلم : مايكـل ســيـﭘـي / سـدني ــ

مقـدمة :
في مطلع عام 2010 كـنتُ أعـمل خارج أستراليا وأستمع إلى أغـنية فـيروز ( جاءت معـذبَـتي في غَـيهـب الغـسـق ) ... فـكـتـبتُ أبـياتاً شعـرية تـوازيها ومن بـينها : (( مَن يمش ِ في الليل لا يخـشى مِن القـمر )) .
 
في مقالي المشار إليه بشأن إستـفـساراتي عـمّا وردَ في الإنجـيل ، قـلتُ :   
(( كان أجـدادنا بُسطاء مطيعـين دون تعـمّـق في التـفـكـير ... لكـن إنسانـنا الحالي يسمع ويرى ، يحـسّ ويفـكـر ، يقـرأ ويـبحـث ... قـد يخـطأ وغـيره يصحّـح له ، وحـين غـيره يخـطأ فهـو يصحّـح له ... كل ذلك يـدلّ عـلى مسيرتـنا بإتجاه الكـمال الـذي دعانا إليه الرب المسيح ... فـنرى طفـلنا اليوم يتعامل مع التـكـنـولوجـيا )) ....

نعـم بفـضل هـذه التكـنـولـوجـيا ، لم تعُـد معـلـومات الإخـتـصاص حـصراً للمتخـصّـصين (( وعـنـد ﮔـوﮔـل الخـبر الـيـقـين )) ! . فالخالـق وهـبَـنا عـقلاً ، والرسول ﭘـولس وصف أجـسادنا هـياكل الروح الـقـدس فإمتلأنا ثـقة ً! كما أنّ المسيح أكـّـدها قـبله قائلاً : (( لا تهـتـمُّـوا كـيـف أو بماذا تَـردُّونَ ، ولا بما تـقـولونَ ، فإِنَّ الـرُّوح الـقـدس سـيـلَـقِّـنُـكـم في تـلـك الساعة عَـيـنِـها ما يجـبُ أَنْ تـقـولوا )) ... فإذا كان الروح الـقـدس الساكـن فـينا نحـن المؤمنين يُـلَـقِّـنُـنا ! هـل هـناك مَن يتحَـدّاه متباهـياً بـفهـمه أكـثر منا ؟ ومتـفاخـراً بأولـويّـته عـلـينا ؟ .
إنّ الرسـول ﭘـولس العـلماني ، لم يكـن ضمن مجـموعة الرسل تلاميـذ المسيح ولكـنه كان أكـثر ذكاءاً من مار ﭘـطـرس رئيسهم (( الـذي بـيـده مفاتـيح ملكـوت السماوات !! )) بل حـين تـطـلـّـب الأمر وبّـخه عـلـناً . ولا نـنسى قـوله : (( إن بشرناكم نحـن أو ملاك من السماء بغـير ما بشرناكم فـليكـن ــ أناثيما ــ )) غلاطية 1 : 8   

أولاً : الفـلسفة هي حـب الحـكمة ( معـلومات ) ، والعِـلـْم أيضاً هـو ( معـلـومات ) والفـرق بـينهما : (1) أن نهج الفـلسفة وأدواتها هـو التـفـكـيـر فـقـط دون إستخـدام أجهـزة مخـتـبرية ، لـذا يكـون تعـبـيـر ــ فـلسفة الأديان ــ لائـقاً في بحـوث التأريخ والجغـرافـية وغـيرها المتعـلـقة بالـدين . (2) أما كـلمة ( عِـلـْـم ) عـموماً ! فإن نهجه يتمثـل في تجارب مادية تـتـمخـض عـنها معـلـومات ونـتائج حـسابـية ، تـوضع بصورة قـوانين ونـظـريات عـلمية مثل القـوانين الـفـيزيائية والكـيميائية . وعـليه فإن مصطلح ( عِـلم الأديان ) ليس رصيناً مناسباً في حـوارات عـن اللاهـوت الـذي لا يمكـن وضعه في أنبوبة إخـتـبار وإجـراء البحـوث عـليه .
ثانياً : إن المواضيع الواردة في الكـتب المقـدسة ، تأريخـية كانت أم جـغـرافـية وأهـدافها ، كـتـبها أناس الله ، لا من إجـتهادهم الشخـصي بل مسوقـين من الروح الـقـدس الـذي لا يتأثـر بظروف بـيـئـية ــ حاشاه أن يخـطأ ــ ولا يُـسبّـب تـناقـضات أو إخـتلافات فـيها ، فـما حاجـتـنا إلى تجـزئـتها وتـقـسيمها لفـهـمها ؟ .
وإفـتـراضاً ! إذا إخـتـلـفـت الفـكـرة الأساسـية لموضوع واحـد أو قـضية واحـدة ، في ثلاثة نـصوص كـتابـية وتـنـوّعَـت تـفاسيرها و( مُـرشِـدها واحـد هـو الروح الـقـدس !) فإن ذلك يُـمَـثـل تـناقـضاً صريحاً يـزعـزع الـثـقة بتلك الفـكـرة ومصدرها .
 
الآن مع إجابة القس المحـتـرم والموجّهة إلى مقالي بشأن يسوع ويوحـنا المعـمذان فـكـتـبَ : ( أنّ قـضية يسوع في إنجـيل مرقـس هي ــ إبن الله ــ ومسيرته إلى الصلـيـب )
https://kaldaya.me/2023/05/01/23259 

فأقـول :
ألـيست عـبارة ( إبن الله ومسيرته إلى الصليب ) أكـثر مدعاة للإنـدهاش لكـونها لاهـوتية صِرفة ، لا مادية وبعـيـدة عـن مستـوى الإدراك والتحـسّـس الـبشـري ( الله الآب سماوي ... والإبن المصلـوب أرضي !) ، وبالتالي يُـفـتـرض أن يكـون الإنجـيلي مرقـس هـو الـذي يشكـك بشخـص المسيح ! بعـكس رأي القس فـيه : ((( هـو لا يحـتاج أن يشكـك  بشخـص يسوع ))) ! ...
أما موضوع ( نـسَـب المسيح ) في إنجـيل متى ، هـو أقـرب إلى الـذهـن البشري لكـونه جـسـديّ متسلسل سهـل الإدراك ، فـيكـون أبعـد من أن يصل إلى مستـوى الشك به ! بعـكس رأي القس فـيه : ((( أن متى يحـتاج أن يشكـك بشخـصية يسوع المسيح ))) ! ...

وفي إنجـيل لـوقا ، المسيح هـو ( إبن العـليّ ) ، أليس هـو التعـبـيـر ذاته الـذي جاء في إنجـيل مرقس ( إبن الله ) ؟ أين الإخـتلاف بين الله والعـليّ ؟ وما الغاية من هـذه المقارنة ؟ .
ومع ذلك حـين يكـون الروح الـقـدس هـو المُـوَجّه والمُـرشِـد ، ألا يمكـنه الإيحاء إلى مار يوحـنا ويُـعـلِـمه بأن يسوع هـو المسيح ذاته مثـلما عـرفه عـنـد العـماذ ؟ فـيـنـتـفي الـدافع إلى الـتـشكـك فـيه ، ولا حاجة للإستـفـسار منه إنْ كان هـو المسيح المنـتـظر أم لا ! إذن لماذا تـشكـك ؟.
وكما يقـولـون باللهـجة الآثـورية (( ليه مَـسْـو خـيالي = لا يُـشـبـِع مُخـيّـلـتي )) فهـذا المشهـد فعلاً لا يُـشبـِع مُخـيّـلـتي ... وأنا بإنـتـظار كـتابات القس الموقـر مع الشكـر .   

ملاحـظة : سـبق أن كـتـبتُ للأخ لويس ساكـو الـﭘَـتـرك : أنك تكـتـب عـبارات غامضة كي توحي لـنا بأنكم الأعـلـَـون تـفـهـمون ، ونحـن القاصرون .