المحرر موضوع: عندما تغضب الكنيسة كأم ومعلمة، من عدوّ يأتي من الداخل  (زيارة 943 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل المطران مار يوسف توما

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 86
    • مشاهدة الملف الشخصي
عندما تغضب الكنيسة كأم ومعلمة، من عدوّ يأتي من الداخل

تابعت منذ يوم السبت الماضي 6 أيار المؤتمر الصحفي لنيافة الكردينال لويس ساكو حول أسباب الهجمة التي شنت عليه وعلى الكنيسة الكلدانية، والاتهامات التي وجهها إليه الأمين العام لحركة بابليون ريان الكلداني بلا أي دلائل كونه خاض معارك انتخابية وباع واشترى بالسياسة على حساب القرار والأمن ومستقبل المسيحيين في العراق، فضلاً عن اتهامه ببيع ممتلكات كنسية.
شعرت بالحزن الشديد أن أبناء شعبنا المسيحي يأخذون أسلوب التنمر، التخويف والتهديد واستعمال العنف الذي يكشف أنه ليس من المسيحية بشيء ولا لم تربى على ركبتي ام مسيحية تقية.
النظام الكنسي عريق ويقضي بحرم من لا يتوب عن أكاذيب يحاول فيها كسر سمعة أكبر سلطة كنسيّة في بلادنا والعالم. وكأني به يتواطأ مع من يهيل التراب على قبر يحفره بنفسه للمستقبل.
لعل حركة بابليون لا تعي أن الخطر، كل الخطر هو في تسييس الدين ويجهل أن كثيرين دفعوا ثمن غاليا لذلك في زماننا وفي الماضي، هذا التسييس للمسيحية في المرحلة الراهنة هو أخطر لأنه يحاول الهيمنة ووضع اليد على ما تبقى من مؤسسات مسيحية، لذا كان يجب أن يقف غبطته بوجه هؤلاء أيا كانوا أو حتى ممن اشتري صمتهم، فهذا التيار مزمع أن يدفن المسيحية والديمقراطية في العراق سواء بسواء، أي إن على جميع مؤسسات الدولة وحقوق الانسان أن تنتفض وتعي الحريق الذي سرعان ما سيصل إليهم جميعا، عملا بقول المثل: إذا احترق بيت جارك، سارع إلى إطفائه قبل أن تصل النار لبيتك. 
نحن هنا أمام فاشية مسيحية جديدة، تستقوي بالخصوم وتستعدي الأهل والأقارب وتهدم كل ما بني في العقود الماضية في كنيستنا على اختلاف طوائفها منذ خمسة عقود أي منذ المجمع الفاتيكاني الثاني.
حتى الأنظمة السابقة لم تنجح في تقسيم الكنيسة مثلما يحدث اليوم. هناك كانت بالتأكيد آيديولوجية عنيفة، أما اليوم فلا نرى أي فكر أو تحليل بل عدوانية وكراهية واضحة وعودة إلى العشائرية والمشيخة لا تقوى ولا شهادات ولا كفاءة أكاديمية بحيث يشعر كل من يحاول التحليل أنه عاجز، يرى نفسه أمام مجرد تنمّر كالغابة من أوطأ دوافعه وغرائزه. لذلك لا ننصح بأي مناظرة ولا مقابلة ولا حتى دفاع عن موقف الكنيسة، ما قاله غبطته كان واضحا فالمقابل يريد وضع اليد فقط، ولا يقبل أن يحاسبه أحد، في حين لدينا نحن مرجعية وسلطة ومحاسبة على كل المستويات.
خوفي من الآراء التي لا تزيد الطين إلا بلة وهي لن توصِل سوى إلى التعاميم التافهة، من يعطيها يكشف عن جهل او تجاهل، لذا لا يحق لأحد أن يتغاضى أو يستصغر صرخة البطريرك لويس ساكو، فهي جاءت بعد أن طفح الكيل وهي نتيجة تراكمات ووضوح رؤيا، منذ البداية، لم يسمعها أحد وليس من حق أحد أن يستصغرها بنصائح من نوع: "ننسى الماضي، لنتصالح... عفا الله عما سلف"... كلا، الماء جرى تحتنا ولم يبق لدينا ما نخسره.
أقول لكل من يحاول أن يدلي بدلوه إن النخر الذي أحدثته بابليون لا يمكن أن يساء فهمه فهو يهدف إلى تقسيم المسيحيين ويصطاد في الماء العكر لاستغلال تنوعهم وإبعادهم عن التجانس وعواقب هذا التوجه وخيمة. لولا صرخة البطريرك الكردينال ساكو يوم السبت 6 أيار.
لذا أدعو الجميع إلى التروّي قبل إطلاق الأحكام وعدم اعتبار أن هذا المرض سيشفى بحبة "باراسيتول"، وهذا يذكرني بما تعرّض له تلاميذ المسيح عندما حاولوا طرد الشيطان من صبي وعجزوا وسألوا الرب لماذا؟ فقال لهم: "هذا النوع لا يخرج إلا بالصوم والصلاة" (متى 17: 21).
المطران الدكتور يوسف توما
رئيس أساقفة كركوك والسليمانية
كركوك 8 أيار 2023





غير متصل شمعون كوسـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 220
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تحياتي الى سيدنا يوسف توما
لقد اصبت تماما فيما ذهبت اليه . من المؤسف حقا ان ينتهي الانسان باستخدام الدين لتحقيق مآربه حتى الدنيئة منها . لقد توارت القيم والمبادئ والمفاهيم . لم يعد هناك احترام لرموز مقدسة محرمة وكأن الساحة مفتوحة لكل من يرغب في التطاول والاعتداء واهانة اي شخص او مهما كان مستواه العلمي او الديني ورمزيته المقدسة . كيف يعقل التطاول على رئيس كنسي اعلى اختير من قبل رؤساء الكنيسة وعزز من قبل خليفة مار بطرس بدرجة كاردينال ؟ كان خوفنا من مجاميع متطرفة تم ايجادها  لازعاج المسيحيين وتخويفهم ، وعنما انتهى دور هؤلاء حل محلهم افراد مدفوعين من جهات حاقدة اخرى وباسلوب صلف آخر . لقد قال المسيح سوف يضطهدونكم من اجلي وقال ايضا من يصبر الى المنتهى فهو يخلص .كان يجب ان اعطي رأيي بهذا الموضوع .

غير متصل Edward Odisho

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 134
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

غير متصل كوركيس أوراها منصور

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1091
  • الجنس: ذكر
  • الوحدة عنوان القوة
    • مشاهدة الملف الشخصي
سيادة المطران يوسف توما الجزيل الإحترام

أعتقد إن وطنية سيدنا الپطرك مار لويس ساكو وجرأته على نقد الطغمة الحاكمة التي لا تهتم لمعاناة مواطني البلد لانهم منشغلين في السرقات والصراع على السلطة، ولدور سيادته في تدويل معاناة مسيحيي العراق وإيصالها الى المنظمات الدولية والدول الكبرى على وجه الخصوص فان كل هذا قد أقضى مضاجع الطغمة الحاكمة، ولأنهم لا يستطيعون مجاراته ولا نقده أو إيقافه كونه رمز كنسي كبير، لذلك وجهوا فتاهم الذي تربى في ظل ثقافتهم الحشدوية ومدوه بمستلزمات القوة الغاشمة كون فتاهم هذا مسيحي الأسم فطلبوا منه محاربة سيادة البطرك والمسيحيين معا، كون هذه الشلة الحاكمة لا تريد من أي عراقي ومهما كان دوره أو مركزه أن ينتقدهم ويكشف عمالتهم وسرقاتهم، وهكذا أنطلق الفتى الإرهابي ينفذ أجندة أسياده متخذا من المسيحية غطاءا له كي يقول أسياده بان ما يحدث هو (مسيحي - مسيحي ) أي شأن داخلي ولا يحق لهم التدخل فيما بينهم، بينما في الجانب الاخر يسخرون الجانب الإعلامي والقضائي لنصرة فتاهم المطيع ؟؟

لقد خاب ظنهم وفتاهم الإرهابي الحشدوي الذي ينفذ أوامر أسياده، ولولا غطاء هؤلاء لما تجرأ هذا الصعلوك وتهجم على أكبر رمزي ديني في البلد، سيفشل مشروعهم الحشدوي وسيرتد الى صدورهم، وإن غدا لناظره قريب.

تقبل إحترامي.