كان يُفترض أن يمثل البطريرك ساكو للمحاكمة من قبل أبناء رعيتهِ بتهمة الاعتداء على تراثهم العريق وتأوين طقوسهم
الموضوع الذي نحن بصددهِ يخص الاشخاص المنتمين الى كنيستنا الكلدانية الموقرة وفي مقدمتهم أولئكَ المهتمين بالشأن القومي والباحثين عن الهوية !
هذا الرجل الذي يرأس الكنيسة حالياً والتي تحمل إسماً قومياً لا يناسبها البتة ، لأنه ببساطة لا ينسجم مع علم التصنيف و لها أسم على غير مسمى !
بعبارة أخرى ، الكنائس في اوروبا والغرب عامةً بمعظمها لا تحمل أسماءً قومية بل أسماء القديسين وصفات القداسة ، وعلى سبيل المثال :
-" القديس أندرو" – "القديسة حني"- "الفادي" -" الراعي الصالح" "المحبول بها بلا دَنس" اما تلك التي تحمل أسماً قومياً أو صفة مميزة ، فعلاً يليق بها لأن أبناء تلك الكنيسة يمارسون طقوسها بلغة الأم ، مثلاً لو دخلت كنيسة عنوانها "الكنيسة الأرثدوكسية البلغارية" ، سوف ترى ، أولاً العنوان لا يخلو من الكتابة البلغارية وسوف لن تخلو صلوات الرعية عن الالحان والتراتيل باللغة البلغارية ... وهنا أتوقع أن أحدهم سوف يبرر سلوك الكنيسة البلغارية بقولهِ: ان البلغاريين لهم لغة ترعاها حكومة دولتهم فلا تصح المقارنة ! طيب و ماذا عن الكنائس الملتزمة بصون تراثها ولغتها مثل كنيسة الارمن في الشتات والكنائس الآشورية والكنيسة الكوردية الفتية ؟
أعتقد أنه ليس هناك من رعية في طريقها الى الضياع وأكثر افتقاراً الى الوعي القومي مثل كنيستنا التي يُطلق عليها " كلدانية" زوراً وبهتاناً لأن عنوانها دعاية وماركة تجارية خادعة ، هي في الحقيقة كنيسة عربية مغلفة بأسماء تاريخية عظيمة مثل " كلدان " و "بابل"... لا أعتقد أن نبوخذ نصر يسمح بأن يُنتحل أسم مملكتهُ بالطريقة التي يسعى اليها غبطة البطريرك ساكو أبو "التأوين" الذي مرادفه " التعريب" دون أن يعترض أحد المطارنة أو الكهنة والرهبان رغم أن 99% منهم أصولهم من قرى شمال العراق وآباءهم و أمهاتهم ينطقون بالسورث ، والعجب العجاب أن القوميون الكلدان لم يعترضوا ولم يُدينوا إعتداء غبطة البطريرك و تجاوزهِ على ثوابتهم القومية بل ذهب الكثير منهم الى مساندتهِ ومنهم القائمين على إذاعة صوت الكلدان في مشيكَان الأمريكية التي أجرت عدة لقاءٍات مع غبطتهِ ولم يجرأ المضيف أن يلمح على ضرورة المحافظة على اللغة والتراث وطقوس الكنيسة .
صحيح أن البطريرك ساكو ليس هو مَن بدأ ومهّد لاحلال العربية بدلاً من لغة الطقوس المتوارثة منذ زمن نشوء الكنيسة الا أن هذا الرجل يزدري لغتنا ويستخف بها ويقلل من شأنها علناً ويرفض ان يستخدمها حتى في زيارته لقرانا في الشمال الناطقة بالسورث ، وهذا واضح وجلي عند زيارتهِ لبلدة القوش و قضاء الشيخان حيث أبى أن يُخاطب أبناء رعيتهُ بلغتهم العزيزة الى قلوبهم .
لا أدري ، كيف لا يُستقدم مرتكب مثل هذا الجرم للمثول أمام محكمة الشعب الذي يعتدي على خصائصهِ القومية بصورة ممنهجة وعلنية