المحرر موضوع: خاطـــــره من وحي زقاقنا  (زيارة 605 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2258
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
خاطــــــــره من وحي زقاقنا
حيثما صال القهقري وجال به قلبه المتبول بحبها,كانت الثرثره بفتنة ابنة عمه ديدنه, ظل هائماً يحلم بليلة الوصل ومداعبة جدائلها, تائها يتنطّر لقياها في تيه دروب المزارع والبساتين,شاءالقدرأن تتيّتم الفاتنه بصعقة ليلة شتويه خطفت منهاابويها,فلم يبقى لها من وسع دنياها سوى اسم قبيلة ظالمه حملته على مضض.
مع مغيب إحدى العصاري,لاقاها المتيّم عائدة منهكه من حصادالعدس والماش, فدنا منها غيرمصدّقٍ عيناه ثم قال:أنامجنونٌ إكتوى بحبك يا ابنة عمي,كيف لجميلة مثلك ان تشوّه أناملها في حصادالعدس والماش,اشجاربستانناالباسقات أبهى من مزارع حبيبات الماش العدس,تعالي نقطف ثمارهاالترفه معا ونتقاسم الحب بطريقتنا !
أجابته الفاتنه:يا لتعاسة حظي,أمازلت بغبائك الذي عرفتك فيه,لم يكن عهدي بك يوما ان تُسمعني افضل مما سمعته منك الآن,أنت ياهذا لست الذي غرس  أشجار البستان ولا بساقيها وحاميها حتى أقبل بسقيع يتزامط في جني اتعاب الراحلين ,افتح لي آذانك الصماء جيدا وقد أخذ التعب مني مأخذاًوالشمس قاربت المغيب ,أنا أقسمتُ لفطنتي أنْ اُلقنّ درسا للذين لم يقووا إلاّ على التباهي بما ليس لهم,وأعطيت وعدا ثقيلا لفتنتي بان ألصم أفواه الذين ثرثروا كثيرا بجمال ابنتهم ثم تركوها و أنوثتها تحت رحمة السابلين ,كلّكم ألقيت بكم على القارعه التي ذقت الضيم فيها لوحدي,أبقواحيث انتم ثرثرواما شئتم,ليس من فرق بينك وبينهم فأنت منهم ومثلهم,حِلْ عني لم أعد أطيق كلح وجهك .
فأجابها مكسور الخاطر:تباً للطامعين في جدائلك يا ابنة العم,انا احبكِ  .
فأجابته:سَلْ اباك وأعمامي عني ثم تعال يا سليل الثرثارين,نحيبك لا نفع فيه, إنتظرت طويلاً علّني اُرزَق بابن حموله ينتشلني من ضيم اليُتمِ والعوزالذي كنت فيه دون جدوى,فلم أجد مكانا اكثر أمناً من مزارع العدس والماش,أكِدُ فيها  لرمق خبزتي وأحتمي تحت سقف كوخٍ صغير بناه لي الاشراف.
مرّة أخرى خابت احلام القهقري,فعاد الى سولة التيه متجولا في ازقة الحي يكيل السباب و الشتائم لحُماة شرف ابنة عمه