ألزميل الأكاديمي عبد الله رابي
سلام المحبة
إذا كان رجل الدين بشراً فلا بدّ أن تظهر خلال مسيرته الحياتية المتنوعة بعض السلبيات. حتى لو كان نبيّاً فله أيضاً بعض السلبيات, والتأريخ يحدثنا عن هفوات إلى حد الاخطاء عند الأنبياء. ألوحيد الذي تجسّد كإنسان ولم تُسجل عليه أية هفوة هو المسيح إبن الله الوحيد بل الله المتجسد نفسه.
كل مشكلة تحصل لا بدّ ان تُحل بالعقل والمنطق وليس بالعاطفة والإنفعال وتأجيج المواقف وإثارة ذاك على هذا أو بالعكس. ألمشاكل لا تُحل بقاعدة أنت قلتَ وأنا قُلتُ (آيُتْ ميرُخ وآنو ميري). ربما هنالك من يتحجج بالموقع والتحصيل والعمر وووووو كي يميل المراقب إلى طرف واحد فقط , وغاب عنه بأن الطرف الآخر هو واقع ملموس وضمن المؤسسة العراقية المضللة بالفساد والتبعية للأجنبي, وعلى المرء وخاصة من أبناء الرعية الرابض في الوطن الجريح التعامل مع الحدث برويّة وهدوء كما يتعامل مع الشلّة المتسيّدة طوعاً أو قسراً. أما الجالس في نعيم حرية المهجر مثلي ومثلك ومثل معظم رواد هذا المنبر فحاله حال بعض المقنعين بأسماء مستعارة والذي يكتب ما يحلو له ما دام مخفياً وبعيداً عن عين الرقيب.
ما أقوله ليس بالضرورة ينطبق على مقالك كلياً, لكن هنالك إشارتان وردت في مقالك تتميز بما جاء أعلاه:
ألأولى حسب الإقتباس:
وعن طبيعة رد غبطته إعلاميا، (كنت متحفظاً وتمنيت لو اقتصر على مطالبة رسمية من الحكومة العراقية، واما إعلاميا ان يتحدث ناطق قانوني باسم البطريركية الكلدانية للرد على ما بث الطرف الاخر وتفنيد ذلك قانونياً)
نعم ونعم. ذلك ما كان يجب أن يحصل لو توفرت الحكمة, لكن الحكمة تلاشت أمام الإنفعال الذي ساهم في إيصال الحالة إلى ما هي عليه اليوم.
ألثانية حسب اللإقتباس:
دعوته لإعادة النظر في قضية وآلية الانتخابات البرلمانية بخصوص الكوتا المسيحية لتظل محصورة عند المسيحيين لاختيار ممثليهم، لكي لا تستحوذ الكتل الكبيرة عليها (شخصياً اتحفظ من الكوتا ولا اعيرها أهمية من حيث وجودها من عدمها)
نعم ونعم. ألكوتا المسيحية الخماسية العدد "لا في العِير ولا في النفير" إذا صح التعبير. ماذا يستطيع أن يحقق الرأي الصائب والموقف الصحيح تحت قبة برلمان ينضوي معظم أعضائه تحت مظلة مليشيات مسلحة بلا ذمة ولا ضمير؟ وهل يتمكن المخلص في البرلمان من تبيان رأيٍ متقاطعٍ مع شلة المتنفذين؟ ألجواب حتماً كلا. إذن ما هي الضرورة من هذه الدعوة إذا لم تكن لها نيات شخصية ومردودات ذاتية.
لا أظن أن التضامن الذي أشرت إليه في عنوان المقال ومتنه يستحق تعبير "ظاهرة".
إسمح لي أن أبتعد عن العواطف التي لا تقدم بل تؤخر, وأتكلم بالواقع المنظور. نعم هنالك تضامن من المنظمات التي إستنكرت بوضوح الموقف السلبي من الرئاسة الكنسية. أما المظاهرات التي خرجت في العاصمة فأقول بمرارة وألم يا ليتها لم تخرج. لا أريد أن ادخل في مسبباتها ومن حركّها وتداعياتها وأبعادها حيث ما أوردته وسائل الإعلام كافٍ ليسيل جبين كل كلداني غيور من الخجل.
وبالنسبة لتضامن الخورنات والأبرشيات فكل الدلائل تشير بأن أغلبها فضّلت الصمت ( وهذا عين العقل وينسجم مع الرسالة المسيحية من وجهة نظري المتواضعة) لسبب أو آخر وسأعرج على ذلك في المستقبل القريب إن شاء الرب.
ألمعروف لكل متابع للشأن الكلداني الكنسي بأن زيارات المسؤولين والمؤسسات والمنظمات وما شاكل لمقر الرئاسة الكنسية تجري على قدم وساق منذ سنوات. نعم, أن هنالك من ضمن الزيارات الأخيرة من أظهر تضامناً علنياً نقله موقع الرئاسة الكنسية. لكن أغلب الزيارات لم يُعلن عن ماهيتها بوضوح, بل مجرد ذكرها, وحسب معلوماتي البسيطة أن من ضمن هذه الزيارات هي وساطات لتقريب وجهات النظر وإحتواء المعضلة. إذن, ومن منطلق المصداقية, لا يمكن إعتبار كافة الزيارات تضامنية.
أِشد على قلمك عزيزي د. رابي وأتفق معك كلياً في ما سطره يراعك في السطور الأخيرة من ندائك المؤطر بعمق الوعي والشعور بالمسؤولية بحكمة وتوازن وهذا هوالمطلوب وما يستوجب على النفوس الحريصة حقاً على الكنيسة أن تنشده.
ألإقتباس ألمشار إليه:
وأخيرا أتمنى واناشد المعنيين والجهات المختصة الرسمية وغير الرسمية للتدخل لاحتواء هذه الازمة للصالح العام ليعم الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي وفسح المجال للتنمية المستدامة في بلدنا العزيز العراق باستخدام المنطق السليم واستقراء واقع المجتمع العراقي الذي هو بأمس الحاجة للتغيير نحو الأفضل
تحياتي