المحرر موضوع: علاقة الفلسفة باللاهوت ... ؟؟  (زيارة 725 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يعكوب ابـونا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 745
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

                                                 علاقة  الفلسفة باللاهوت  ... ؟؟
يعكوب ابونا
  تعريف الفلسفة: أصل الكلمة هو اختصارٌ لكلمتَين يونانيّتين، هما: فيلو، وتعني: حُبّ، وسوفيا: تعني الحِكمة؛ فمعنى الفلسفة هو حُبّ الحِكمة، ويعتقد بعض المؤرّخين بان اول من اطلق هذا الاصطلاح هو فيثاغورس، على نفسه لقب فيلسوف، وأرجعهُ البعض إلى سقراط الذي وصف نفسه بالفيلسوف؛ رغبةً منهُ في تمييز نفسه عن السّوفسطائيين الذين يدّعون الحِكمة، ويرى آخرون أنّ المُصطلح يعودُ إلى أفلاطون؛ حيث استخدمها في وصف سولون وسُقراط.
ويُعرّفها الفارابي بأنّها: (العلم بالموجودات بما هي موجودة)، أمّا عند الكنديّ فإنّ الفلسفة هي: علم الأشياء بحقائقها الكليّة؛ حيث يُؤكّد أنّ الكُليّة هي إحدى خصائص الفلسفة الجوهريّة التي تُميّزها عن غيرها من العلوم الإنسانيّة، ويرى ابن رُشد أنّ التّفكير في الموجودات يكون على اعتبار أنّها مصنوعات، و(كلّما كانت المعرفة بالمصنوعات أتمّ كانت المعرفة بالصّانع أتمّ)،
 أمّا إيمانويل كانت ، فيرى أنّ الفلسفة هي المعرفة الصّادرة من العقل. كونها علم المبادئ العامّة  ،
وعرّفها ديكارت في كتابه مبادئ الفلسفة، قال: إنّها دراسة الحكمة؛ لأنّها تهتمّ بعلم الأصول، فيدخل فيها علم الله، وعلوم الإنسان والطَّبيعة، واضاف بان الفلسفة هي في الفكر المُدرِك لذاته، الذي يُدرك شموليّة الوجود، وأنّ مصدره من الله،
اما برندان ولسون: عرفها بانها  عبارة عن مجموعة من المشكلات والمحاولات لحلّها، وهذه المشكلات تدور حول الله، والفضيلة، والإدراك، والمعنى، والعلم، وما إلى ذلك. "..
   ومن جانب اخرعُرِّفت الفلسفة قديماً من ناحية شموليتها واهتمامتها بأنّها أمُّ العلوم؛ لانها كانت المحصلة الكلية لمعرفة الانسان بالعالم الوضعي وبنفسه ، وكان هذا المفهوم الشمولي في فترة أنخفاض المعرفة الانسانية لدى العامة، ولكن تطورالمعرفة وازدهار العلوم المعرفية واتّساعها، فاعادة الفلسفة دورها ومكانتها كعلم مستقل بتكوين نظرة عامة للعالم بدراسة عناصره وقوانينه العامه ، بعد ان كان المنهج التجريبيّ للفلسفة -يقوم على دراسة الجزيئات للوصول إلى الكُليّة-وهذا من الطبيعي ان يتطلب الحاجة الى منهج عقلي لتفكير والحاجة الى المنطق فوضعت علاقة الفكر بالوجود موضع الصدارة من الفلسفة ، لاهمية هذا التوجه استقطبت الفلسفة من تيارين متعارضين هما المادية والمثالية ..
  اتضاح المشكلات النوعية في الفلسفة  اقتضى الى فرز جوانب مختلفة  كاقسام مستقله منها مبحث الوجود ومبحث المعرفة  والمنطق وعلم الاخلاق وعلم الجمال وعلم نفس وعلم الاجتماع وتاريح الفلسفة ، وغيرها
  تبنت الفلسفة في عملها ان تحفز العقل وتجعلِه قادراً على التّمحيص والبحث. بكشف الأوهام، وإزالة الخرافات التي تُعيق العلم وتُضلِّل البحث العلميّ.  فاخذت بالبحث بمجالات العنصر، وفحصه والإمساك به وإدراكه بحواسّنا، الى جانب البحث في أسباب الأشياء اللامرئيّة، التي لا يُمكننا إدراكها بحواسّنا،
  فكان اهتمام الفلسفة البحث عن الله العلة الأولى وقد تبحث عنه فى الكون والطبيعة لتصل بين النسبى إلى المطلق أو من الوجود إلى الجوهر وتسمى هذه الفلسفة بالفلسفة الفيزيقية (أو الفلسفة الطبيعية ) وتبحث أيضاً عن النفس والموت والحياة الأخرى وتسمى هذه الفلسفة بالفلسفة المتيافزيقية ( أو ماوراء الطبيعة ) ....
 ومن هنا نجد الصلة بين اللاهوت والفلسفة لأنها تعتمد على العقل والفكر والبحث العقلانى والتأمل والإندهاش وابتغاء الحقيقة وكذا اللاهوت أيضاً يستخدم العقل فى إيمان وبراهين للوصول إلى الحقيقة فالعلاقة وثيقة بين علم اللاهوت والفلسفة أو بين اللاهوتيين والعقلانيين ، أو بين الدين والمعرفة، وكلٌّ منهما يتضمن الآخر، وأن العلاقة بينهما حقيقية. ..
   خاصة بعد ان اخذت الفلسفة بالبحث بالدلالات الدينية التي تسعى الى تبرير التناقض الظاهر بين الايمان بأله الخير ووجود الشر والجور في العالم ، فشكل هذا المحورمدخلا للفلسفة ( الالهية - الدينية ) ففي القرون السابع والثامن عشر ميلادي اصبح هذا فرعا مستقلا من فروع الاداب الفلسفية ،فكانت تحاول بمدركاتها العقلية التبرير للشر والجور السائدين في المجتمعات ، اخذ هذا الموضوع الرئيسي جانبا كبيرا من اعمال اللاهوتية الكاثوليكية ، التي تناول الشر لا على انه واقع ، لا بل على انه انعدام او نقص شئ ما من الاشياء ...
اخذت الفلسفة الطبيعية تبحث في المرئيّات والمظاهرالتي تقع عليها حواسّنا، والتي يطرأعليها تغيير وفساد، وهل تخضع لقانون ثابت للتّغيير المستمرّ، وما هوالعنصرالذي يبقى ثابتاً مقاوماً للتّغيير، ذهب بعض فلاسفة اليونان إلى أنّ الماء والهواء والنّار عناصر ثابتة لا تتغيّر، فيما ذهب آخرون إلى أنّه لا توجد عناصر ثابتة . فكان الاهتمام  فلسفيا ما وراء الطّبيعة: يُقصد بها كلّ ما لا يمكن إدراكه بحواسّنا، وما يقودنا الفضول إلى معرفته. ...
  بسبب اهتمامات الفلسفة تشعبت إلى ثلاثة أقسام، 1- فلسفة الأخلاق: هي مجموعة من الضّوابط التي يكتسبها الإنسان من مجتمعه، تحدّد له ما ينبغي أن يكون عليه سلوكه تجاه الآخرين. .2- فلسفة الدِّين: هي التّسليم الكامل، والاعتقاد التامّ بتعاليم الإله.
3- فلسفة العِلم: هي الفلسفة التي تبحث في حركة تحوُّل الطّبيعة، وتطوُّر الإنسان.
               وتتميّزالفلسفة بعدّة خصائص، أهمُّها:
 1- التّجريد: المُجرَّد هو الفِكر؛ حيث لا يرتبط بزمان، أو مكان، أو مادّة..
. 2- الكُليّة: تُعنى الفلسفة بالعلاقات بين الأشياء، مثل: علاقة الإنسان بالإله، والآخرين،
 3- والطّبيعة؛ لذا فإنّ أي موضوع جزئيّ يتناول نوعاً معيّناً هو عِلم.
  يقول تيليش:"  بوصفي لاهوتيًّا حاولت أن أبقى فيلسوفًا ، فقد أُتيحت له الفرصةُ النظامية لدراسة وتدريس اللاهوت والفلسفة معًا،  قدم تيليش عمل (بالألمانية) هو «نسق العلوم تبعًا لموضوعاتها ومناهجها» سنة ١٩٢٣م؛ لتقديم الإجابة عن التساؤلات الآتية: كيف للاهوت أن يكون عِلمًا بمعنى «عِلم Wissenschaft»٢ وكيف تتصل أنساقه العديدة بالعلوم الأخرى؟ ما هو الشيء المميَّز بشأن منهجه؟ وقد أجاب بأن صنَّف كل الأنساق المنهجية بوصفها علومًا للتفكير، وللوجود، وللحضارة Kultur، وتمسَّك بأن أساس نسق العلوم ككل هو فلسفة المعنى Sinnphilosophie،•••ويؤكد أن اللاهوت والفلسفة متآزران؛  ويقفان في مربع واحد ...المربع الواحد عنده يعني أن الموضوع واحد هو الحقيقة Reality والوجود Being على أن الفلسفة هي التناول المعرفي للحقيقة؛ حيث تكون موضوعًا مفارقًا للذات. أما اللاهوت فيثير نفس المشاكل التي تثيرها الفلسفة بشأن الحقيقة، لكن بأسلوب يجعلنا نعايش هذه المشاكل بوصفها متضمنةً فينا ونابعةً منَّا، لا منفصلة عنَّا مفارقة لنا كما تطرحها الفلسفة. الفلسفة تبحث في بنية الوجود، أما اللاهوت يعنى بمعنى الوجود بالنسبة للإنسان واهتمامه القصي. ورغم ذلك  فإن المبحثَين متداخلان؛ الفيلسوف يهتم بمعنى الوجود، واللاهوتي يبدأ ببنية الوجود...
ويضيف أن أداتهما واحدة هي العقل الأنطولوجي؛ ( فلسفة الوجود ) الذي نستخدمه في التحليلات الميتافيزيقية، والعقل التقني الذي نستخدمه في حل المشاكل العملية.. وان العقل الأنطولوجي هو مصدر القيمة والمعنى، وجوهره في ذات الهوية مع مضمون الوحي المُنزَّل، اذا ما هو أنطولوجي وما هو لاهوتي يتطابقان في نقطة واحدة؛ إذ إن كليهما يعالجان الوجود كما هو، وأن حال الحضارة المعاصرة، وتطوراتها، أو بالأحرى تردياتها، تجعلها في حاجة مُلحة للدين، للوحي المسيحي كأساس ثقافي لها؛ " .••… 
 
   كان اللاهوت يدرس مع الفلسفة حتى عصر النهضة ، ولكن تم فصلهما عن بعضها البعض.. لان الولوج في فكرالله وفهم طرقه واعماله بالاتكال على التحليل العقلي والفهم االفلسفي كان عاجز من الوصول الى معرفة الله . لان الفلسفة تقوم على الحواس النظروالسمع والمشاعرالداخلية في الانسان ، وهذه الحواس ضعيفة في تقيم وتقديرالحقيقة ، يقول الفيلسوف " هريوت سبنر " الحواس فى الإنسان ناقصة لا تؤدى إلى الإدراك الحقيقى إلا ما يقوم مقام الفرض الإنسانى الصرف في كثير الحالات ". .
  لذلك نجد اختلاف الاراء بين فيلسوف وأخر فى أراءه ونظرياته ولذلك لا يمكن الوصول إلى حقيقة موحدة . وهذا ما جعل ( ديوجين ) الفيلسوف  اليوناني أن يمسك بمصباح فى وضح النهار ولما سئل عن السبب فى هذا قال لأننى أبحث عن الحقيقة ... ؟؟؟؟؟
  تبنت المسيحية فكرها اللاهوتي بين القرنين الرابع والخامس الميلادي، الذي نشأ مع فلاسفة اليونان ، عندما بدأءة أسئلة تدور حول أصل الكون وطبيعته و نهايته، ويعتبر افلاطون ( 347 – 427 ) قبل الميلاد اول من استعمل مصطلح اللاهوت في كتابه جمهورية افلاطون ، يشير أفلاطون إلى اللاهوت للتعبير عن عملية فهم الطبيعة الإلهية من خلال العقل ، بمعنى دراسة الحقائق الأبدية، حيث اعتبره عالمًا أسماه الأفكار.
وأصبحت فكرة اللاهوت والتأمل شائعة في الفلسفة الهلنستية في العالم الروماني الذي ظهرت فيه المسيحية، فوجدت هذه الأفكار قبولًا بين المفكرين المسيحيين ولا سيّما اللاهوتي أوريجانوس الذي عاش في القرن الثالث الميلادي ، والذي وضع مبادئ التواصل مع الله بثلاث مراحل ، تبدأ بالمرحلة الأخلاقية ومن ثمَّ المرحلة الجسدية تليها مرحلة البصيرة، وتطور هذا المفهوم ، ليصل الى اعتبار أنّ اللاهوت ثمرة النضال ومجاهدة النفس الانسانية . يذهب قاموس ويبستر ليعرف اللاهوت بأنّه علم الله أو الدين بحد ذاته، فهو العلم الذي يتعامل ويناقش وجود الله وصفاته وقوانينه وحكمه، والمذاهب التي يجب أن نؤمن بها والواجبات التي علينا أن نأتيها، والمحرّمات التي يجب علينا تجنّبها، فهو باختصارعلم الإيمان المسيحي والحياة المسيحية،".:
 ولكن اللاهوتيين وجدوا مشاكل بايصال افكارهم خاصة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر عندما قام مفكري حركات التنوير والتحديث والوضعية بمهاجمة المسيحية. مثلا الفيلسوف ( سارتر ) صاحب الفلسفة الوجودية الذى قال " حيثما أوجد فلا يوجد الله "..
فأراد اللاهوتيون إيجاد طريقة لشرح معتقداتهم والدفاع عنها فوجدوا أنه يمكن إستخدام المناهج الفلسفية في الدفاع عن الإعلانات الإلهية. ولم يكن إستخدام الفلسفة في تحليل وشرح اللاهوت أمراً مستحدثاً. فقد إستخدم توماس الإكويني وأوغسطينوس واللاهوتيين الأوائل أفكار أرسطو وسقراط في كتاباتهم في محاولة لتحليل وفهم المباديء والمفاهيم الكتابية. ولا زال العديد من المدافعين عن الدين اليوم يستخدمون الحجج والاساليب الفسفية؛ فالبراهين الغائية والوجودية على وجود الله، وهذا قاد الى ظهوراللاهوت الفلسفي..
 
 ولكن الكتاب المقدس يرشدنا الى الفحص والبحث عن حق أخفاه الله، هو أمر مجيد (أمثال 25: 2). فقد أعطينا القدرة على التفكير، لكن الحذر مطلوب لان دراسة الفلسفة تنطوي على مخاطر روحية عديدة لانها من صناعة البشر، واما كلمة اله فهي كما يقول ، 2 بطرس 1 :21 إن كلمة الله تكلم بها اناس الله  القديسيون مسوقين بالروح القدس ، ويقول الرسول بولس
"كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ،" (2 تي 3: 16).. فالكتاب المقدس يجب ان يحكم فلسفتنا، وليس العكس لانه كلمة الله حية وفعاله (عبرانيين 4: 12)
أهداف علم اللاهوت.
في لغة كتاب الإيمان الويستمينسترى المختصر لتعليم العقيدة بالسؤال والجواب، نرى إجابة السؤال الأول هناك، بأن علم اللاهوت هو إحدى الطرق التى “نمجد بها الله ونتلذذ به الى الأبد.”
. يذهب بعض اللاهوتين الى تقسيم اهداف علم اللاهوت الى ثلاثة أهداف رئيسية 1- العقيدة الصحيحة 2- الممارسة العملية الصحيحة، و 3- العاطفة الصحيحة.
المقصود بالعقيدة الصحيحة
هى غاية اساسية لعلم لاهوت. لان نؤمن بالأمور الصحيحة عن الله، وعن عالمنا والكون، وعن أنفسنا وذواتنا .. لكي نستطيع ان نبعد التأثيرات المربكة من خارج المجتمع المسيحي،. لان تاريخ الكنيسة يكشف عن خطايا واخطاء عديدة ارتكبت باسم الحق.وهناك سلوكيات مريعة كانت مدعومة بحجج لاهوتية محترمة في زمنها .. لتبرير شتى أنواع الخطايا البغيضة
رغم تحذير الرسول يعقوب لأولئك الذين أتقنوا الأمور الصحيحة، لكنهم فشلوا في تطبيق معرفتهم بصورة صحيحة. في رسالة يعقوب الفصل الثاني والعدد 19 نقرأ هذه الكلمات، “أنت تؤمن أن الله واحد. حسنا تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون”. ففي ناحية واحدة على الأقل، يعتبر الشيطان  صحيح العقيدة. لكن هل عقيدته الصحيحة تفيده بشيء؟ أنا متأكد أن الشيطان يؤمن بالثالوث؛ ويؤمن أن يسوع مات من أجل الخطاة؛ وهو يؤمن أن القيامة حدثت فعلاً؛ وهو يعرف رسالة الخلاص بالنعمة بالإيمان. لكن ما منفعة هذه المعتقدات الصحيحة بالنسبة لمصير الشيطان الابدي لانها لا تنقله من العقيدة الصحيحة الى الممارسة العملية الصحيحة أى الى عبادة الإله الواحد ، من هنا يجب أن نقاوم تجربة جعل السلوك الصحيح هدفًا ثانوياً في علم اللاهوت المسيحي؛ ويجب أن تبقى الممارسة العملية الصحيحة أحد الأهداف الرئيسية لعلم اللاهوت
بالإضافة الى العقيدة الصحيحة والممارسة العملية الصحيحة، هناك هدف لاهوتى يسمى “أورثوباثوث أي “المشاعر أو العواطف الصحيحة”. فالعيش لله يتضمن أن نكون متأكدين بأن مشاعرنا وعواطفنا العميقة فرحنا واحزاننا هى في خدمة الله ، و يجب ان تنسجم مع مشيئة الله ...
 ولكن من الناحية الواقعية نجد بان هذه الأهداف الثلاث لعلم اللاهوت، متشابكة معا بحيث لا يمكننا ان نعزل احدهما عن الاخر لان فهم الحق باي بواحده هو للكل والعكس صحيح لان ما نؤمن به سوف يؤثر على الطريقة التى نحيا بها وما نتعلمه عن الحق سوف يؤثر بعمق في الطريقة التى نحيا فيها ، فمن المفيد أن نفكر في أهداف علم اللاهوت ، من خلال ما يمتاز به ..
1. يمتازعلم اللاهوت كون مصدره الله وأن كان يستخدم العقل ولكن لا يعتمد عليه بل يساعده كلاهما الآخر كما قال القديس أوغسطينوس ( 354 – 430 م ) اسقف مدينة هيبو شمال افريقيا ، أننى أؤمن لكى أتعقل , ولكن مصدر تعاليمه هو الوحى الإلهى لذلك فإن علم اللاهوت لا يخطئ كما تخطئ الفلسفة .
 2. يعلن علم اللاهوت نظريات وقضايا إيمانية لا يمكن أن يصل إليها أو يدركها الفلاسفة بعقولهم مثل التثليث والتوحيد – التجسد والفداء – الأسرار الكنسية ..........
 3. العلوم الفلسفية تبرز شخصية الإنسان صاحب الآراء المعلن فيقوم التطاحن والاختلاف فى الآراء والانقسامات بل الكل يتهم الآخر بالجهل وعدم المعرفة . أما علم اللاهوت فيتصاغر أمامه كل إنسان معرفتنا عن علم اللاهوت هى من الله مرسله إلى البشر جميعاً
4. فى علم اللاهوت نرى إتضاع العلماء وإيمانهم وانجذاب الكثيرين إلى الله بعكس الفلسفة التى أحيانا يسبب بعض الآراء الخاطئة نرى إنحراف البعض عن الإيمان الحقيقى
5. علم اللاهوت يرقى العلوم الفلسفية لكى يجعلها تبحث فى أمور عالية تفيد البشر أى أنه يجعل العلم مستقيماً يصل إلى هدفه ويصل بالفلسفة إلى الحقيقة الثابتة ويوفر جهود العلماء ووقتهم بدلا من الضياع فى طرق مسدودة .
 اللاهوت علم معرفة الله ، يهتم بالمهارات التي توصل الى هذه المعرفة ، بالسعي لتحقيق بعض المواضيع العملية الدراسية مثل الإرساليات، التبشير، الدفاعيات (أي الدفاع عن الإيمان)، العبادة، خدمات الرحمة، المشورة والوعظ. وهو يتضمن أيضاً مجموعة واسعة من المواضيع النظرية أو المجردة: مثل سوتيريولوجي (أي عقيدة الخلاص)، اكليسيولوجي (أي عقيدة الكنيسة)، أنثروبولوجى (أوعقيدة الإنسان)، بنوماتولوجي (أي عقيدة الروح القدس)، كريستولوجي (أي عقيدة المسيح)، علم اللاهوت الحقيقي (أي عقيدة الله)، إسخاتولوجي (أي عقيدة الأمور الأخيرة)، علم اللاهوت الكتابي (علم لاهوت التاريخ الفدائي المسجل في الكتاب المقدس)، علم اللاهوت النظامي ( أي الترتيب المنطقي للتعليم الكتابي)، علم اللاهوت التاريخي (تتبع تطور العقائد في تاريخ الكنيسة)، وعلم التفسير وغيره..
  والخلاصة : يعتبر المسيحيون اللاهوت أداة لا غنى عنها في دراسة العقيدة التي كشف عنها الكتاب المقدس. ولكن رغم وحدة الايمان بالوهية المسيح والتجسد والصلب والموت والقيامة  ، الا ان هناك ثلاثة خطوط عريضة للتفسير عند المسيحيين : اللاهوت الكاثوليكي ، اللاهوت الأرثوذكسي ، واللاهوت البروتستانتي ...كل منها يبني دراسته على لغزين ...
السر الكريستولوجي الذي يركز على حياة يسوع المسيح منذ ولادته وحتى وفاته ،
والسر الثالوثي القائم على الاعتراف بإله واحد تحت صورة الآب والابن والروح القدس
  للاسف رغم وحدة ايماننا المسيحي الا انه نفهم لاهوت خلاصنا وفق لاهوت العقيدة الكنيسة التي ننتمي اليها ..
 فالى متى سيكون لاهوت خلاصنا بربنا يسوع المسيح واحدا لا يتجز وفق عقيدة الكنسية  .. ؟؟  النعمة والسلام معكم  -امين –
 يعكوب ابونا ..........................  25 / 6 /2023
 



غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: علاقة الفلسفة باللاهوت ... ؟؟
« رد #1 في: 23:48 25/06/2023 »
اقتباس
لان الفلسفة تقوم على الحواس النظروالسمع والمشاعرالداخلية في الانسان ، وهذه الحواس ضعيفة في تقيم وتقديرالحقيقة ، يقول الفيلسوف " هريوت سبنر " الحواس فى الإنسان ناقصة لا تؤدى إلى الإدراك الحقيقى إلا ما يقوم مقام الفرض الإنسانى الصرف في كثير الحالات ". .
  لذلك نجد اختلاف الاراء بين فيلسوف وأخر فى أراءه ونظرياته ولذلك لا يمكن الوصول إلى حقيقة موحدة . وهذا ما جعل ( ديوجين ) الفيلسوف  اليوناني أن يمسك بمصباح فى وضح النهار ولما سئل عن السبب فى هذا قال لأننى أبحث عن الحقيقة ... ؟؟؟؟؟

رابي يعكوب ابونا المحترم

هذا الكلام صحيح جدا وهناك امثلة عليه مثل اننا لا نحس بان هناك دوران للكرة الارضية... الا ان هناك مشكلة اخرى يخلقها العلم بنفسه والتي براي تعتبر مشكلة لكل التقسيمات في الاتجاهات الفلسفية التي ذكرتها انت. وهذه ساحاول بقدر امكاني بان ابسط شرحها وسابتعد عن المصطلحات المعقدة بشكل متقصد وذلك لغرض واحد وهو ان يفهم القارئ ما اقوله.

ماذا يقول العلم عن الاشياء؟

الجواب: العلم يقول بان الاشياء ترسل اشارات التي بعدها يحللها الدماغ ويعطي تفسير لها.
مثل ماذا؟
الجواب: مثلا شئ مثل البرتقالة ، فنحن عندما ننظر اليها بحواسنا ونراها بلون اصفر ، فلماذا تبدوا بلون اصفر؟ هي تبدو بلون اصفر لان هذا الشى وهو البرتقالة ترسل موجات التي تقع على العين وبعدها يحللها الدماغ ويقول بان لونها هو اصفر.

سؤال: عظيم، وما هي المشكلة في ذلك؟
الجواب: المشكلة هي ان العلم يقول بان الدماغ هو الذي يقول بان لونها هو اصفر. اذ كيف هو لون البرتقالة خارج دماغنا؟ كيف هي الحقيقة بحد ذاتها؟ كيف هي الحقيقة بغض النظر عن وجودنا؟ هذه الاسئلة هي عويصة للعلم.

سؤال: وما هي اذن التقسيمات التي ينبغي اتباعاها عند حديثنا عن التقسيمات في الفلسفة؟

الجواب: من ناحية الفلسفة النظرية العلمية التي يتم مناقشتها بين العلماء ( وانا عندما اتحدث عن العلماء فاقصد بالطبع من يقومون بوضع نظريات علمية ولهم اسماءهم المشهورة) فهم يتحدثون عن معرفة من الخارج او معرفة من الداخل، اي هل المقابل يتحدث عن المعرفة كيفما يراها الدماغ او يتحدث عن الخارج،  عن الاشياء بحد ذاتها، بدوننا.

سؤال: وهل هذا يشمل فقط المثال عن اللون؟
الجواب: كلا ، يشمل كل صفة في ذلك الشئ وهو البرتقالة، فنحن عندما نلسمها بيدنا ونحس بان ملمسها ليس صلد او انها مدورة فهذه كلها عبارة عن ارسال اشارات للدماغ وهو يصفها بتلك الطريقة. فنحن عندما نتحدث عن وجود البرتقالة فنحن نتحدث عن وجودها داخل دماغنا بالصفات التي نمتلكها عنها. وما اكتبه هي ليست رفض لوجود المادة التي تعتمد على الحواس، وانما شرحي يعتمد كليا على الحواس. ولكن لماذا اختفت البرتقالة؟ لان المادية التي تعتمد كليا على الحواس وترفض اي شئ لا يمكن ادراكه بالحواس فانها تقود الى ان تختفي الاشياء ولا نعد بان نتمكن من رؤيتها.

سؤال: هل هذه المشكلة تشمل كل شئ اخر؟
الجواب: نعم ، هي تشمل كل شئ بما فيها الانسان نفسه. فانا عندما انظر الى رابي يعكوب ابونا فان هيئته ترسل اشارات الى حواسي والتي تنقلها الى دماغي ويحللها بكيف ارى رابي يعكوب. اما كيف يبدو رابي يعكوب ابونا خارج ادمغتنا فهذه لا احد يستطيع ان يعرفها.

سؤال: وما معنى ذلك؟
الجواب: معنى ذلك هو اننا اذن لا نستطيع ان نرى رابي يعكوب ابونا ولا نستطيع ان نرى البرتقال...

سؤال: وماذا بعد ذلك؟
الجواب: اذا كنا لا نستطيع ان نرى الجزء المادي من رابي يعكوب ابونا، فماذا سيتبقى منه؟ ما سيتبقى انه ذلك الانسان الذي يضحك ويتالم ويغضب ويبكي ويبتسم ، ولكن هذه ايضا لا نستطيع ان نراها ايضا.

سؤال: وماذا يعني ذلك كله؟
الجواب: ذلك يعني بما اننا لا نستطيع ان نرى رابي يعكوب ابونا ، فاننا بنفس الطريقة لا نستطيع ان نرى الرب. فالرب خلق الانسان على صورته.

وهذه اكتبها للذين ينطلقون من العلم عندما يتحدثون عن الوجود والأشياء،  اذ العلم هو الذي يقول باننا لا نستطيع ان نرى اي شئ، العلم هو الذي خلق هذه المشكلة.


واخيرا اقول بان الحوار الذي كتبته اعلاه يمثل لماذا تعمقي بالعلم هو الذي قربني من الدين. فانا عندما كنت سابقا قد درست فقط ما تعلمناه في المدرسة او في الجامعات كنت بعيد جدا عن الدين، ولكني بعد ان تعمقت، وتعمقت اقصد بها بانني اصبحت الان اقراء فقط الكتب التي يكتبها مشاهير العلماء في مناظراتهم الخ، فان العلم خلق لدي الكثير من الشكوك عن ما كنت انا اعتبره حقيقة لا تقبل الشك.

الا ان المعضلة في ذلك ان الشكوك التي يخلقها العلم بنفسه ادت ايضا في ان يظهر انجاه اخر، اتجاه لا يدافع عن الحقيقة العلمية ويرفض الحقيقة الدينية، وانما اتجاه يرفض الحقيقة بحد ذاتها ويدعي بعدم وجود اية حقيقة. وهذه ما كان قد جعل البابا السابق، بابا بندكت الذي كان فيلسوف قبل ان يكون لاهوتي بان يصبح من اكثر المدافعين عن العلم وعن قدرته لكشف الحقائق، وذلك لكي لا ينهار الايمان بوجود الحقيقة بحد ذاتها.

الا ان هذا الاتجاه يعاني ايضا من معضلة اخرى وهي ان دماغ الانسان نفسه مصمم لكيف يفترض وجود المطلق. فانت عندما كتبت مقالتك فانت تعتبر كتابتك هذه عبارة عن حقيقة مطلقة. وانت تعتبرها مطلقة بانها ستبقى حقيقة الى الابد، لماذا؟ لان اذا لم تكن في المستقبل البعيد عبارة عن حقيقة فهي لن تكون في يومنا هذا عبارة عن حقيقة، فدماغنا مصمم على افتراض وجود حقيقة مطلقة ولا مجال للتخلص من ذلك.





غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6328
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: علاقة الفلسفة باللاهوت ... ؟؟
« رد #2 في: 11:54 26/06/2023 »
رابي يعكوب ابونا شلاما وإيقارا,

موضوع مهم وأفضل مداخلة أجدها في رسالة بولس الرسول الأولى الى كورنثوس:

1كور 1-10   أناشِدُكُم أيُّها الإخوةُ، باسمِ ربِّنا يَسوعَ المَسيحِ، أنْ تكونوا جميعًا مُتَّفِقينَ في الرَّأْيِ وأنْ لا يكونَ بَينَكُم خِلافٌ، بَلْْ كونوا على وِفاقٍ تامٍ، لكُم رُوحٌ واحدٌ وفِكرٌ واحدٌ. .
1كور 1-11   فأهلُ بَيتِ خُلُوَةَ أخبَروني أيُّها الإخوةُ أنَّ بَينَكُم خِلافًا، .
1كور 1-12   أعني أنَّ كُلَّ واحدٍ مِنكُم يَقولُ ((أنا معَ بولُسَ)) و((أنا معَ أبُلُّوسَ)) و((أنا معَ بُطرُس)) و((أنا معَ المَسيحِ)). .
1كور 1-13   فهَلِ المَسيحُ اُنقَسَمَ؟ هَلْ بولُسُ هوَ الّذي صُلِبَ مِنْ أجلِكُم؟ أو باسمِ بولُسَ تَعَمَّدتُم؟ .
1كور 1-14   أشكُرُ اللهَ على أنِّي ما عَمَّدتُ أحدًا مِنكُم غيرَ كِريسبُسَ وغايُسَ، .
1كور 1-15   فلا يَقدِرُ أحَدٌ أنْ يقولَ إنَّكُم باسمي تَعمَّدتُم. .
1كور 1-16   نعم، عَمَّدتُ أيضًا عائِلَةَ استفاناسَ. وما عَدا هَؤُلاءِ، فلا أذكُرُ أنِّي عَمَّدتُ أحدًا. .
1كور 1-17   فالمَسيحُ أرسَلَني لا لأُعَمِّدَ، بَلْ لأُعلِنَ البِشارَةَ غَيرَ مُتَّكِلٍ على حكِمَةِ الكلامِ لِئَلاَّ َ يَفقُدَ موتُ المَسيحِ على الصَّليبِ قـوَّتَهُ.

ويُكمل قائلاً:
1كور 1-18   فالبِشارةُ بالصَّليبِ ((حماقَةٌ)) عِندَ الّذينَ يَسلُكونَ طريقَ الهلاكِ. وأمَّا عِندَنا نَحنُ الّذينَ يَسلُكونَ طريقَ الخلاصِ، فهوَ قُدرَةُ اللهِ. .
1كور 1-19   فالكِتابُ يقولُ: ((سأمحو حِكْمَةَ الحُكَماءِ، وأُزيلُ ذَكاءَ الأذكياءِ)). .
1كور 1-20   فأينَ الحكيمُ؟ وأينَ العَلاَّمةُ؟ وأينَ المُجادِلُ في هذا الزَّمانِ؟ أمَا جعَلَ اللهُ حِكمَةَ العالَمِ حماقةً؟ .
1كور 1-21   فلَمَّا كانَت حِكمَةُ اللهِ أنْ لا يَعرِفَهُ العالَمُ بالحِكمَةِ، شاءَ اللهُ أنْ يُخلِّصَ المُؤمنينَ بِه ((بِحماقَةِ)) البِشارَة. .
1كور 1-22   وإذا كانَ اليَهودُ يَطلُبونَ المُعجزاتِ، واليونانِـيّونَ يَبحَثونَ عَنِ الحِكمَةِ، .
1كور 1-23   فنَحنُ نُنادي بِالمسيحِ مَصلُوبًا، وهذا عَقبَةٌ لليَهودِ وحماقَةٌ في نظَرِ الوثنيِّينَ. .
1كور 1-24   وأمَّا لِلَّذينَ دَعاهُمُ اللهُ مِنَ اليَهودِ واليونانيّينَ، فالمَسيحُ هوَ قُدرَةُ اللهِ وحِكمَةُ اللهِ. .
1كور 1-25   فما يَبدو أنَّهُ حماقَةٌ مِنَ اللهِ هوَ أحكمُ مِنْ حِكمَةِ النّاس ِ، وما يَبدو أنَّهُ ضُعفٌ مِنَ اللهِ هوَ أقوَى مِنْ قُوَّةِ النّاس ِ. .
1كور 1-26   تذَكَّروا أيُّها الإخوةُ كيفَ كُنتُم حينَ دَعاكُمُ اللهُ، فما كانَ فيكُم كثيرٌ مِنَ الحُكماءِ بِحكمَةِ البشَرِ ولا مِنَ الأقوِياءِ أو الوُجَهاءِ. .
1كور 1-27   إلاََّ أنَّ اللهَ اختارَ ما يَعتَبِرُهُ العالَمُ حماقَةً ليُخزِيَ الحكماءَ، وما يعتبرُهُ العالمُ ضُعفًا ليُخزِيَ الأقوِياءَ. .
1كور 1-28   واختارَ اللهُ ما يَحتَقِرُهُ العالَمُ ويَزدَريهِ ويَظُنُّهُ لا شيءَ، لِيُزيلَ ما يَظُنُّهُ العالَمُ شيئًا، .
1كور 1-29   حتّى لا يَفتَخِرَ بشَرٌ أمَامَ اللهِ. .
1كور 1-30   وأمَّا أنتُم، فَبِفَضلِه صِرتُم في المَسيحِ يَسوعَ الّذي هوَ لَنا مِنَ الله حِكمَةً وبِرّاً وقَداسَةً وفِداءً، .
1كور 1-31   كما جاءَ في الكِتابِ: ((مَنْ أرادَ أنْ يَفتَخِرَ، فلْيَفتَخِرْ بالرَّبِّ)).


مع فائق تحياتي واحترامي.

                                  ظافر شَنو
لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.

غير متصل يعكوب ابـونا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 745
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: علاقة الفلسفة باللاهوت ... ؟؟
« رد #3 في: 21:13 26/06/2023 »

 المحترم   lucian       الاخ العزيز   
 
      سلام المسيح
 اسعدني جدا مرورك الكريم  على المقال ، واشكرك جزيل الشكر لاضافتك الجميلة والمعبرة ، في توضيح البعد اللاهوتي الفلسفي في المقال وتبسيطه المعنى بهذا الشكل الجميل ....
ولكن اسمح لي ان اعلق لما تفضلت  به في الفقرة الاخيرة من مداخلتك الكريمه . حيث تقول ..
_____________________________________________________________________________
((  الا ان هذا الاتجاه يعاني ايضا من معضلة اخرى وهي ان دماغ الانسان نفسه مصمم لكيف يفترض وجود المطلق. فانت عندما كتبت مقالتك فانت تعتبر كتابتك هذه عبارة عن حقيقة مطلقة. وانت تعتبرها مطلقة بانها ستبقى حقيقة الى الابد، لماذا؟ لان اذا لم تكن في المستقبل البعيد عبارة عن حقيقة فهي لن تكون في يومنا هذا عبارة عن حقيقة، فدماغنا مصمم على افتراض وجود حقيقة مطلقة ولا مجال للتخلص من ذلك )) .. ______________________________________________________________________________

 كما تفضلت ان اخذنا الامر بجدلية المنطق سيكون هذا واردا ، ولكن بصراحة  اخ لوسيان انني  اقول دائما ليس هناك شئ اسمه الحقيقة  المطلقة ، لان هناك حقيقة واحده فقط  هو الله ،
 وان كان هناك حقائق نسبية  ، كذلك صح / والباقي ليس الا معرفة ، ما تكتبه انا هنا ليس  حقيقة ، بل هو مجرد معلومه تخضع للمعرفة التي امتلكها لا اكثر ، وجنابك باضافتك الجميلة قدمت ما تعرفه بهذا الموضوع الذي انا يمكن كنت اتجاهله ، ولا يستبعد ان يدخل احد الاخوه ويقدم معلومه هو الاخر تختلف عما قدماناه نحن الاثنين  فتزيد معرفتنا بما ذهبنا اليه .. لذلك اعترف بانني ما قدمته هنا ليس الحقيقة حتى النسبية ، بل هو مجرد معرفة  ليس الا . تقبل خالص محبتي واحترامي واسعدني ؤحوارك .. والرب يباركك وعائلتك الكريمة ..
 اخوك يعكوب

متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3071
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: علاقة الفلسفة باللاهوت ... ؟؟
« رد #4 في: 09:49 27/06/2023 »
ميوقرا رابي يعقوب ابونا
شلاما
مقالة رصينة وراقية وتنورنا حقا في كل مرة بابداعك ولغتك الفصيحة الراقية، وقد ابدع يوسف ابو يوسف ايضا في اضافته الراقية
تحيتي لكما

غير متصل يعكوب ابـونا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 745
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: علاقة الفلسفة باللاهوت ... ؟؟
« رد #5 في: 17:39 27/06/2023 »


الاخ العزيز ظافر المحترم
 سلام المسيح
كل الشكر والاحترام لمرورك الكريم على المقال  ، وأحيك على اضافتك الجميله  ، بما ورد على لسان رسول الامم بولس الرسول ، الذي كان له الدور الكبير في نشر المسيحية ، الرب يباركك ..
 اسمح لي انقل لك نفس الفقرات من رسالة الرسول بولس  الاولى الى اهل  كورنثوس 1 : 10 الى 1 : 31 . ولكن من ترجمة  (( فان دايك )) انا شخصيا اعتمدها ، يمكن لجناب الكريم الاطلاع عليها ومقارنتها مع غيرها من الترجمات ...

  1 : 10 وَلكِنَّنِي أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَقُولُوا جَمِيعُكُمْ قَوْلًا وَاحِدًا، وَلاَ يَكُونَ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٌ، بَلْ كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ،

11
 لأَنِّي أُخْبِرْتُ عَنْكُمْ يَا إِخْوَتِي مِنْ أَهْلِ خُلُوِي أَنَّ بَيْنَكُمْ خُصُومَاتٍ.

12
 فَأَنَا أَعْنِي هذَا: أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَقُولُ: «أَنَا لِبُولُسَ»، و«َأَنَا لأَبُلُّوسَ»، وَ«أَنَا لِصَفَا»، وَ«أَنَا لِلْمَسِيحِ».

13
 هَلِ انْقَسَمَ الْمَسِيحُ؟ أَلَعَلَّ بُولُسَ صُلِبَ لأَجْلِكُمْ، أَمْ بِاسْمِ بُولُسَ اعْتَمَدْتُمْ؟

14
 أَشْكُرُ اللهَ أَنِّي لَمْ أُعَمِّدْ أَحَدًا مِنْكُمْ إِلاَّ كِرِيسْبُسَ وَغَايُسَ،

15
 حَتَّى لاَ يَقُولَ أَحَدٌ إِنِّي عَمَّدْتُ بِاسْمِي.

16
 وَعَمَّدْتُ أَيْضًا بَيْتَ اسْتِفَانُوسَ. عَدَا ذلِكَ لَسْتُ أَعْلَمُ هَلْ عَمَّدْتُ أَحَدًا آخَرَ،

17
 لأَنَّ الْمَسِيحَ لَمْ يُرْسِلْنِي لأُعَمِّدَ بَلْ لأُبَشِّرَ، لاَ بِحِكْمَةِ كَلاَمٍ لِئَلاَّ يَتَعَطَّلَ صَلِيبُ الْمَسِيحِ.

18
 فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ،

19
 لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الْحُكَمَاءِ، وَأَرْفُضُ فَهْمَ الْفُهَمَاءِ».

20
 أَيْنَ الْحَكِيمُ؟ أَيْنَ الْكَاتِبُ؟ أَيْنَ مُبَاحِثُ هذَا الدَّهْرِ؟ أَلَمْ يُجَهِّلِ اللهُ حِكْمَةَ هذَا الْعَالَمِ؟

21
 لأَنَّهُ إِذْ كَانَ الْعَالَمُ فِي حِكْمَةِ اللهِ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ بِالْحِكْمَةِ، اسْتَحْسَنَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ الْمُؤْمِنِينَ بِجَهَالَةِ الْكِرَازَةِ.

22
 لأَنَّ الْيَهُودَ يَسْأَلُونَ آيَةً، وَالْيُونَانِيِّينَ يَطْلُبُونَ حِكْمَةً،

23
 وَلكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوبًا: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً، وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً!

24
 وَأَمَّا لِلْمَدْعُوِّينَ: يَهُودًا وَيُونَانِيِّينَ، فَبِالْمَسِيحِ قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ.

25
 لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!

26
 فَانْظُرُوا دَعْوَتَكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنْ لَيْسَ كَثِيرُونَ حُكَمَاءَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لَيْسَ كَثِيرُونَ أَقْوِيَاءَ، لَيْسَ كَثِيرُونَ شُرَفَاءَ،

27
 بَلِ اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ.

28
 وَاخْتَارَ اللهُ أَدْنِيَاءَ الْعَالَمِ وَالْمُزْدَرَى وَغَيْرَ الْمَوْجُودِ لِيُبْطِلَ الْمَوْجُودَ،

29
 لِكَيْ لاَ يَفْتَخِرَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَمَامَهُ.

30
 وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً.

31
 " ..  حَتَّى كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ».
  تقبل محبتي  واحترامي
 اخوك يعكوب

غير متصل يعكوب ابـونا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 745
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: علاقة الفلسفة باللاهوت ... ؟؟
« رد #6 في: 22:11 27/06/2023 »
 العزيز وليد بيداويد الموقر
 سلام المسيح
 تنورنا باطلالتك الجميله على المقال وتخجلنا بطيب كلامك ومحبتك  دائما .. الرب يباركك وعائلتك الكريمة ويبارك الاعزاء الذين ابدعوا بمساهمتهم ومشاركتهم  الاخ لوسيان  والاخ ظافر ,.. محبتي واحترامي لكم ..
 اخوك يعكوب ابونا