المحرر موضوع: كتائب الظل تخرج إلى النور لإنقاذ الجيش السوداني من ورطته  (زيارة 227 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31685
    • مشاهدة الملف الشخصي
كتائب الظل تخرج إلى النور لإنقاذ الجيش السوداني من ورطته
وقوع عشرات القتلى في صفوف الحركة الإسلامية يحرج البرهان.
العرب

عناصر من الجيش أم ميليشيات إسلامية
الخرطوم- بدأت ملامح الدور الذي تقوم به كتائب الظل الإسلامية لمساعدة الجيش السوداني على مواجهة قوات الدعم السريع تتكشف، وتوالت معلومات تؤكد أنها تسانده في معارك عديدة لتقليل الخسائر في صفوفه ومحاولة إنقاذه من ورطته العسكرية.

وذكرت تقارير سودانية خلال اليومين الماضيين أن عناصر النظام السابق التي تقاتل في صفوف الجيش تكبدت خسائر بشرية في معارك أم درمان تجاوزت المئة شخص، من بينهم “أمير المجاهدين” عمار عبدالقادر إبراهيم محنن، وعشرة ضباط برتب مختلفة.

ويشير ارتفاع عدد القتلى المحسوبين على كتائب الظل التي تدافع عن نظام حزب المؤتمر الوطني المنحل إلى حجم المشاركة في معارك الجيش، وأن هناك تعاونا واسعا بين قيادته وتنظيمات مسلحة تنتمي إلى الحركة الإسلامية السودانية.

وتحرج هذه الأنباء قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان الذي نفى وجود علاقة بينه وبين فلول النظام السابق أو أنه يخوض معركة نيابة عن هذه الفلول، في وقت تمسكت فيه قوات الدعم السريع بروايتها الأولى التي تفيد بوجود تعاون بينهما وأنهما ينويان القيام بانقلاب عسكري لمنع تسليم السلطة إلى حكومة مدنية وتعبيد الطريق لعودة كوادر الرئيس السابق عمر البشير إلى الحكم.

أحمد سلطان: الحركة الإسلامية في السودان بمختلف تنويعاتها أعلنت دعمها للجيش
ويزيد إعلان كتائب الظل التابعة للنظام السابق مشاركتها في الحرب بجوار الجيش من خطورة المخطط الذي كان الجنرال البرهان ورفاقه يعتزمون تنفيذه لقطع الطريق على الحكم المدني وبقاء السودان أسيرا للحركة الإسلامية وروافدها المتطرفة.

ولقي نحو خمسين شخصا من العناصر المحسوبة على نظام البشير مصرعهم في معارك المدرعات بضاحية الشجرة مؤخرا، من بينهم رئيس الفكر والتأصيل بالحركة الإسلامية محمد الفضل وعدد من القيادات المنتمية إلى كتيبة البراء بن مالك المتشددة.

وعبر رئيس الحركة الإسلامية علي كرتي عن حزنه علنا على مصرع محمد الفضل في السادس عشر من يونيو الماضي، والذي سبق له الانضمام إلى تنظيم داعش.

وضجت صفحات تابعة لجماعة الإخوان، المعروفة في السودان بـ”الكيزان”، بتعازي للكثير من الكوادر والقياديين الإسلاميين، مع ذكر مآثرهم وبطولاتهم في الحرب، والسعي لتضخيم دورهم وإضفاء قداسة دينية عليهم كما لو أنهم شهداء يدافعون عن عقيدة.

ونعت ميليشيا البراء بن مالك المتطرف حسين جمال، وقالت “عرفته ساحات الجهاد والجامعات”، كذلك نعت صفحة حزب المؤتمر الوطني المنحل على فيسبوك المتشدد عمار عبدالقادر المُلقب بـ”أمير الدبابين” ووصفته بأنه من قدامى المُحاربين، وشارك في الحرب الأهلية في جنوب السودان.

كما نعت الحركة الإسلامية عددا من قيادات المجاهدين التابعين للكتيبة الجهادية، مثل علي شيخ العرب والقيادي محمد عبدالله الطيب المُنتسب إلى كتيبة البراء بن مالك.

ويذكر أن الكثير من التابعين للحركة الإسلامية قتلوا في الحرب، أبرزهم عمر أبوكلام وبابكر أبوحجيل وعمر قاسم وأيمن عمر وحسن محمود الشهير بـ”أربكان” وأحمد فتح الرحمن المعروف بـ”جاموس” ومحمد عبدالله وصهيب مجدي وإدريس عبدالله وحسن جابر ومحمد عثمان الشاعر وعمر العجب.

وبدأت دوائر داخلية وخارجية تعيد حساباتها عقب خروج كتائب الظل إلى العلن، وصارت تتوجس إثر تزايد الحديث عن الدور الذي تلعبه في دعم الجيش، واتخذ الحديث منحى جديدا في الإشارة إلى العلاقة بين الحركة الإسلامية والجيش، بعد أن دعا البرهان متطوعين مدنيين وشبابا إلى المشاركة في الحرب، وهو ما فسره متابعون بأنه دعوة واضحة إلى مشاركة قوات الدفاع الشعبي الإسلامية في الحرب.
ومؤخرا قال القيادي في قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) ياسر عرمان في تصريحات إعلامية “إن الإسلاميين من فلول النظام البائد دبروا الحرب في السودان، وانقلبوا على الاتفاق الإطاري للعودة إلى السلطة من خلال الجيش”، مؤكدا أن محمد حمدان دقلو، الشهير بـ”حميدتي”، أيّد الاتفاق الإطاري ولم يعترض على التحول المدني الديمقراطي.

ويعني مضي الأمور في هذا السياق أن مواقف قوى كثيرة من الجيش يمكن أن تتغير في الفترة المقبلة، وتعيد هذه القوى حساباتها حيال الحرب وتوازناتها، فدخول فلول البشير وذيول الحركة الإسلامية إلى ساحة المعركة يثير خوف دول عديدة من أن تتخذ الحرب منحى مخيفا يفسح المجال للمزيد من تجمع الإرهابيين ويعيد مشاهدهم في العراق وسوريا وليبيا، ويتحول الصراع إلى حرب أهلية بمسحة عقائدية.

وذكرت تقارير محلية أنه نتيجة للهزائم المُتلاحقة التي مني بها الجيش الذي يقاتل تحت راية الفلول اضطرت الحركة الإسلامية إلى التخلي عن “فقه ادخار القوة”، وعن حرب الجيش بالوكالة، وأعلنت نفسها طرفا أصيلا في ساحة المعركة.

وأعاد البرهان تقنين الميليشيات بعد إعلانه تأسيس “النفرة الشعبية” كمسمى آخر لميليشيات الدفاع الشعبي وكتائب المجاهدين، ابتدعته الفلول بعد فشل الدعوة إلى الجهاد ورفض الكثير من السودانيين تحولهم إلى أداة لعودة الفلول إلى السلطة.

وتحدث القيادي في الحركة الإسلامية أحمد هارون عقب هروبه من سجن كوبر بعد نشوب النزاع في منتصف أبريل الماضي عن الدعم الكامل للمؤسسة العسكرية، ووصف النزاع بـ”حرب الكرامة”، وهو الاسم الشائع في أدبيات كتائب المجاهدين.

وأوضح الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية أحمد سلطان أن الحركة الإسلامية في السودان باختلاف تنويعاتها أعلنت دعمها للجيش، بما في ذلك جماعة الإخوان المرتبطة بالتنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين بقيادة المراقب العام عادل عبدالله، والجماعة المحلية برئاسة مولانا سيف الدين أرباب، وحزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقا.

وأضاف لـ”العرب” أن “هذا الدعم، وإن ظهر في البداية كدعم سياسي فإنه يتعزز الآن بالمزيد من المعلومات والتقديرات التي ذهبت إلى أن بعض كوادر الحركة الإسلامية انضمت إلى الجيش في مواجهة قوات الدعم السريع”.

ورجح أن تكون الكوادر التي انضمت إلى الجيش جاءت من خلفية استخباراتية وأمنية بجانب ارتباطاتها التنظيمية، وهذا لا يمنع أن تتجه الحركة الإسلامية إلى تأسيس كيانات مسلحة وبدعم من المؤسسة العسكرية نفسها عقب اتساع رقعة القتال.

وشدد سلطان في حديثه لـ”العرب” على أن “الصراع الحالي يمنح فرصة جيدة لمشاركة الإسلاميين، خاصة في مجتمع يعج بالملايين من الأسلحة خارج الإطار الرسمي”.

ومن المتوقع أن يلجأ الجيش إلى تنظيم بعض منتسبي الحركة الإسلامية في صورة مجموعات قتالية بشكل غير علني، فالجيش لا يريد منح قوات الدعم السريع فرصة لتأكيد روايتها التي تفيد بأن الصراع ضد إسلاميين يدعمهم الجيش ويحركهم، ولذلك يريد البرهان توظيف ورقة الإسلاميين سياسيا وعسكريا كأفضل ما يكون التوظيف دون استعداء سافر لبعض الدول الإقليمية أو تحويل الصراع من نزاع عسكري إلى صراع ديني.