المحرر موضوع: ما هو دور المجتمع المسيحي العراقي في كل ما يجري من حوله؟  (زيارة 681 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عصام المـالح

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 392
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لا اريد هنا الخوض في تفاصيل الذي جرى مؤخرا وهو بلا شك حدث يثير اشمئزاز المجتمع المسيحي برمته ، انما لا بد من الاشارة أن كل ما يحدث من حولنا كمسيحيين، له علاقة سواء بشكل مباشر او غير مباشر بالسياسة. وهذا الحدث ايضا لا يخلو من السياسة والا لماذا يتقصد رئيس الجمهورية بسحب مرسوم مضى عليه اكثر من 10 سنوات واضعه يحسب على نفس الطرف السياسي الذي ينتمي اليه الرئيس الحالي؟
 
أذن الموضوع مقرون بالسياسة، وهنا ايضا لا بد من الاشارة ان الخلاف بين البطريرك من جهة والشيخ ريان من جهة اخرى هو سياسي بأمتياز. طالما أن نوابنا في البرلماني العراقي هم نواب يحسبون ممثلين عن مكون مسيحي وليس كمكون قومي ، أذن الكنيسة تريد ان يكون لها الدور الاكبر فيمن تراهم يستحقون ان يكونوا ممثلين شرعيين عن المسيحيين واخص هنا بالذكر الكنيسة الكلدانية تحديدا. لكان الوضع قد اختلف فيما لو كانوا ممثلين لنا كمكون قومي، من حيث ان الكنيسة ينبغي ان لا تتدخل في هذا الشأن لانه ليس من اختصاصها.

اذن ما هو دور المجتمع المسيحي في كل ما يجري؟ اعتقد انه يتحمل المسؤولية الاكبر مع الكنيسة والمؤسسات الاخرى فيما الت اليه اوضاعنا السيئة. أن السبب الرئيسي هو بالطبع المقاعد المخصصة ككوتة للمسيحيين، هذا ولّد ليس فقط صراع مسيحي داخلي انما ايضا صراع بين الكتل الكبيرة للاستحواذ على هذه المقاعد البائسة والتي اضرّت بالمسيحيين اكثر مما افادت. من هنا كان لابد للمجتمع المسيحي ان يقف وقفة احتجاج ضد الطريقة التي يتم انتخاب هذه المقاعد الخمسة ، لانه وكما نعلم ان انتخابهم ليس محصورا بالمجتمع المسيحي انما كل كتلة كبيرة تتدخل في اختيار النواب الموالين لهم للاستحواذ عليها، اخيرا فاز الشيعة بها بعد ان كان البارتي مستحوذا على اكثر من النصف ولدورات عديدة.

اعتقد من المهم جدا في الانتخابات القادمة من التحرك في تصحيح مسار انتخاب نواب الكوتة المسيحية واذا تعذر وعدم استجابت الاطراف لهذا المطلب ، على المجتمع الميسحي برمته أن يقف ولو لمرة واحدة يعلن انسحابه من الانتخابات واعتبار اي من المرشحيين المسيحيين فيما لو انتخبوا غير ممثلين شرعيين لهم ، بذلك تنتهي أي صفة شرعية لاي ممثل يحسب نفسه على المسيحيين. هذا الشيء يتطلب ان تجتمع الكنائس جميعها لتقرره مع الاحزاب والمؤسسات المسيحية ذات الشأن. حيينها لا يكون لاشخاص من امثال ريان او غيره أي صفة او حق في التحدث بأسم المسيحيين. ولا بد من التنويه ايضا على ان رؤساء الكنائس جميعها التحرك في طرق باب الامم المتحدة للتدخل في معالجة اوضاع المسيحيين في العراق او المطالبة بفيدرالية لجميع المدن ذات الاغلبية المسيحية لننهي أي تدخل في شؤوننا سواء من الطرف الكردي او الشيعي، لان المستنقع العراقي لا يمكن معالجته ونحن غارقون فيه.

عصام المالح
"Everybody wants to go to heaven, but no body wants to die"
Peter Tosh