المحرر موضوع: الإسلام السياسي لا يفهم الدبلوماسية السياسية!  (زيارة 441 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
الإسلام السياسي لا يفهم الدبلوماسية السياسية!

رعد الحافظ
20 يوليو 2023

مقدمة :
منذُ أحداث السفارة الامريكية في طهران يوم 4 نوفمبر 1979 ,أعقاب الثورة الشعبية الإيرانية ضدّ الشاه .تلك الثورة التي إختطفها الإسلاميون الإيرانيون بقيادة خميني ,لتصبح ثورة إسلامية شيعية سوداء بكلّ المقاييس والمعاني.
منذ ذلك الحدث الشهير بكسر وإنتهاك كلّ الأعراف والقيم الدبلوماسية والتصرف الحضاري بين الدول ,الذي نتج عنه إحتجاز أعضاء السفارة الامريكية الـ 52 لمدّة 444 يوم ,والى يومنا هذا ,حيث حرق السفارة السويدية في بغداد ,مع كلّ هذا المشهد من الهرج والمرج والإستعراض القذر لأتباع رجل الدين الجاهل المجنون مقتدى الصدر.
فإنّ الإسلام السياسي سواءً فرعه الشيعي في الحالتين المذكورتين أعلاه,
أو فرعه السنّي في حالات اخرى سيأتي ذكرها لاحقاً .
يثبت يومياً للعالم المتحضر لا إنسانيتهِ .بل تخلفه وقسوته وتمسكه بوحشية العصور الوسطى وسبل التعامل آنذاك!
***
صورة

***
أحداث وأسباب :
إحتجاز الرهائن الدبلوماسيين الأمريكان في طهران 1979 كان بحجة
أنّ الولايات المتحدة إستقبلت الشاه المخلوع (محمد رضا بهلوي) ,أو أنّها على أيّة حال (الشيطان الأكبر) حسب تسمية الخميني!
حرق السفارتين الدانماركية والنرويجية في سوريا عام 2006 كان بحجة نشر رسوم كايكاتير لنبيّ الإسلام ,أظهرت تحقيقات غربية لاحقاً أنّ الحكومة السورية دعمت وساعدت تلك الاعمال القذرة!
قتل السفير الأمريكي في ليبيا (كريستوفر ستيفنز),الذي عمل شخصياً على تحرير الليبيين من طاغيتهم القذافي عام 2012 وكان يتحدث ويكتب بالعربية,حدث بحجة إنتاج فيلم مسيء للمسلمين ,عنوانه (براءة المسلمين) .أعترف وزير الداخلية الليبي يومها بموافقته الرسمية بذلك!
في أفغانستان حدّث ولا حرج ,حيث تفجير إرهابي للسفارة الروسية في كابل 2022 .قبله تفجير السفارة الإسبانية 2015 .وما بين هذا وذاك حدث الهجوم على السفارة الألمانية 2017 .راح ضحيته أكثر من 90 شخص ,وأضرار مادية طالت سفارتي الهند والعراق!
أمّا قصة حرق السفارة السويدية في العراق اليوم ,فهذه أخزى وأغبى وأوسخ من جميع مثيلاتها ,لسبب بسيط ,هو أنّ السويد قد إستقبلت لاجئين عراقيين على مدى العقود الماضية فاق عددهم الربع مليون إنسان!
الحجة هذه المرّة بالطبع لها علاقة بالشهامة والكرامة والنفاق الديني المزيف!
حيث سمحت الشرطة السويدية (ضد رغبة الحكومة المعلنة),والتي هي بصدد قرار يمنع ذلك مستقبلاً ,بحرق المصحف الإسلامي .علماً أنّ الذي قام بذلك العمل الأهوج الأخرق المجنون هو لاجيء عراقي .يعني الفعل المشين عراقي والغضب السخيف عراقي ونكران الجميل عراقي ,فأي مستنقع أوسخ من هذا يسقط فيه العراقيين (أقصد منهم المشتغلين بالإسلام السياسي)!
***
الخلاصة :
في الحياة العامة والخاصة عموماً الجبان يتصرف بطريقة الغدر والخسة, بينما الشجاع يتصرف بطريقة المجابهة العلنية!
قولوا لي ما الشجاعة في مهاجمة سفارات وقنصليات أجنبية في بلادكم؟
المفروض حسب الإتفاقيات الدولية (مثل إتفاقية فيينا 1961) أن تحموها كما تحمي تلك الدول سفاراتكم لديها .هل توافقون على عمل المثل فيكم؟
أعلم أنّ نكران الجميل أصبح سمة عراقية غالبة ربّما ستُدخل البلد مجموعة جينس للأرقام القياسية .لكن المصيبة الأعظم بالنسبة لي في هذه الحادثة المخزية ,أنّ الحكومة العراقية بدل أن تحمي السفارات والدبلوماسيين وتعتذر للآخرين في حالة حدوث تجاوز عليهم ,قامت بطرد السفيرة السويدية في بغداد وإستدعت القائم بإعمال السفارة العراقية في ستوكهولم .يعني أخذتهم العزّة بالإثم ,إثم مقتدى الصدر وتابعيه الأغبياء!
نعم العرب والمسلمين عموماً والإسلام السياسي خصوصاً ,حتى فيما بينهم يسيئون التصرف والتعامل الدبلوماسي ,كما حدث في إيران عام 2016 بالهجوم على البعثات الدبلوماسية السعودية وإحراقها في طهران ومشهد ,كردّ على إعدام السعودية 47 معارض بينهم رجل الدين الشيعي نمر النمر!
الإسلام السياسي يا سادة لايناسب عصرنا الراهن ,حيث الحضارة العلمية العالمية تنتشر في معظم أرجاء الكوكب .وحيث سعادة الإنسان ورفاهيته هي الدافع الأوّل للمشتغلين في السياسة ,حتى وإن وصفت السياسة عموماً بأنّها قذرة!
إحتجوا تظاهروا ناقشوا جادلوا قاطعوا منتجاتهم ,أعلنوا غضبكم ,إفعلوا أيّ شيء سلمي ..لا أحد سيعترض عليكم!
لكن الحرق والقتل والتنكيل أعمال إرهابية قروسطية ينبغي أن تختفي حتى في البلدان الواقعة في قاع الجدول في الحضارة الإنسانية الحديثة!

[ إنّهم لا يفهوني ,لستُ الفم الذي يصلح لهذه الآذان]
هكذا تكلم زرادشت / نيتشه!
***
الرابط : شريط حرق السفارة السويدية في بغداد
https://www.bbc.com/arabic/articles/cyd5m7rlqeeo

رعد الحافظ
20 يوليو 2023