المحرر موضوع: أضواء على أحزاب المعارضة العراقية في سوريا ،في الثمانينات من القرن الماضي.  (زيارة 883 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل داود برنو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 139
    • مشاهدة الملف الشخصي

أضواء على أحزاب  المعارضة العراقية في سوريا ،في الثمانينات من القرن الماضي.
يمكن ان نكتب حول هذا الموضوع ملفات عديدة،ولكن الآن ما يهمنا  نتطرق فقط الى الأمور التي تتعلق بقضية شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) في العراق،
بدأت أحزاب المعارضة للنظام العراقي تتوافد الى دمشق منذ بداية عام ١٩٧٩،وكان حزب البعث المنشق من بعث العراق موجود منذ بداية السبعينات،وفي تلك الفترة كان مسؤول القيادة القطرية السيد عبد الجبار الكبيسي(رفيق حازم)ومساعده باقر ياسين،وقبله كان العزاوي تم اغتياله من قبل المخابرات العراقية ،وفي عام ١٩٧٥ تأسس الإتحاد الوطني الكردستاني (أوك ) في دمشق بقيادة جلال الطالباني ،والحزب الأشتراكي الكردستانى بقيادة رسول مامند ،والدكتور محمود عثمان،وأحزاب أخرى صغيرة بقيادة علي سنجاري،وعبد الخالق زنكنة ..الخ ،بالإضافة آلى أحزاب عروبية مثل الوحدويين العرب،والناصرين ..الخ،ومن الشخصيات البارزة فيهم ،الدكتور مبدر الويس ،محمد الحبوبي ،وعوني القلمجي ،وعبدالله الركابي ..الخ ،وفي بداية الثمانينات كان الحزب الشيوعى العراقي والمنظمات الماركسية الملحقة به ،أكبر الأحزاب في المعارضة العراقية في سوريا،كان لهم مكتب سياسي في دمشق،وكان لممثلي الأحزاب الكوردية مكاتب سياسية في دمشق،ومنهم مسؤول مكتب الحزب الديمقراطي الكوردستاني(حدك) السيد آزاد برواري ،ومسؤول مكتب (أوك) الدكتور فؤاد معصوم، ومسؤول مكتب حزب الشعب الكردستاني السيد سامي عبد الرحمن ،وكان أيضاً في المعارضة شخصيات عراقية مستقلة، منهم عسكريين  ومدنيين ،وأبرزهم كان اللواء الركن حسن مصطفى النقيب،الذي شكل تجمع من الأحزاب بإسم( الثورة العراقية) وكان حزبنا حزب بيت نهرين الديمقراطي  عضوًا فيها،وكذلك الحزب الديموقراطي الكردستاني وآخرين أعضاء فيها ،كان ( حدك ) بعيدًا عن الساحة السورية حتى بداية الثمانينات بسبب بعض الشخصيات الكردية المعارضة له،والتي كانت تحظى بدعم من الحكومة السورية آنذاك ،ولكن بعد العام ١٩٨٢ تعززت العلاقة بين الحكومة السورية وقيادة ( حدك )المتمثلة بالزعماء مسعود وإدريس البارزاني،وقاموا بزيارة دمشق واللقاء مع القيادة السورية ،ولعدة مرات تلبية لدعوة من القيادة السياسية في دمشق.
أما الأحزاب الإسلامية الشيعية ،كان مكتب  لحزب الدعوة في منطقة السيدة زينب يديره السيد جواد المالكي ،ومكتب لرجل الدين الشيعي السيد عامر الحلو  من أهل الكوفة ،كان ممثلًا للسيد محمد باقر الحكيم الذي كان في إيران رئيسًا للثورة الإسلامية في العراق ،والتي كانت تضم أكثر من عشرة تنظيمات إسلامية شيعية ،وكانت علاقتي الشخصية مع الشيخ عامر الحلو جيدة جدًا ،وكنت أزوره دائماً ،ومن خلاله تمكنت من زيارة إيران لعدة مرات ،
كان هناك بعض الأحزاب للمكونات العراقية ومنهم،حزب الديمقراطي التركماني بقيادة المحامي عزالدين قوجي من أهالي كركوك،وكانت شخصيات من اليزيديين بقيادة السيد قاسم ششو من سنجار،ولا يزال قائد عدة فصائل مسلحة في منطقة جبل سنجار،لقد التقيت به عدة مرات في مدينة القامشلى.
كان لحزب بيت نهرين مكتب في دمشق ،ومقر في القامشلي يضم أكثر من عشرون مقاتلًا ينتظرون تزويدهم بالسلاح للمشاركة بالكفاح المسلح في كردستان،(وكان مشروعنا في الكفاح المسلح لا يقتصر على عشرات المقاتلين فقط ،ولكن جهات عديدة وقفت ضدنا،وسوف نكتب عنها في المستقبل)،لقد كان  للحزب أيضاً مكتب في محافظة الحسكة لجريدة الحزب التي كانت تصدر في دمشق يديره الرفيق أنور آدم .
كانت جميع أحزاب المعارضة العراقية ترتبط بشكلٍ أو بآخر مع المخابرات السورية ( الفرع الخارجي ) الذي كآن يرأسه العقيد الركن عدنان الحمداني.
في عام 1983 أنفجرت سيارة مفخخة في حارة ( حي ) السادات بدمشق ،وأودت بحياة العشرات من المواطنين الأبرياء ،وهدمت العديد من البنايات والأسواق،وبعد الكارثة مباشرة، زارني السيد أبو جعفر وهو ضابط عراقي من أهل الحلة يعمل مع المخابرات  السورية،ويقال أن أسمه صادق الركابي،
ومعروف لدى معظم العراقين في دمشق،أبلغني بأن أحضر الى مديرية المخابرات السورية آلتي يرأسها اللواء الركن علي دوبا،وهو من أقرباء حافظ الأسد،والمعروف عنه بأنه حامي النظام في سوريا،وسألت أبو جعفر عن سبب الأستدعاء،فقال الله وحده يعرف السبب،في اليوم الثاني إستصحبني أبو جعفر بسيارته الى مديرية المخابرات ،ودخلنا الى مدير المكتب العميد الركن ومعه شخص مدني ،فأمر العميد أبو جعفر بأن ينتظر في الأستعلامات ،عندها شعرت بالاطمئنان قليلًا لأنني سأعود الى مكتبي،ثم بدأ العميد يقول: لدي الكثير من الأسئلة لك ،ولكن الوقت محدود،أريد منك الجواب بسرعة لكي لا يداهمنا الوقت،وكانت الأسئلة كثيرة جدًا وفي كافة المجالات ولاسيما الأمنية والسياسية ،وجعلني من خلال بعض الأسئلة كأنني في موقع آلمتهم ،وبعد ساعتين من التحقيق ،نهض من كرسيه الدوار وجلس الى جانبي،ثم أبتسم وقال لنشرب القهوة سوية،وأضاف قائلًا ،أعرف أنني اتعبتك وأزعجتك ولكن هذا واجبي،ثم أصبح لطيفًا جدًا في تعامله معي،وقال نحن نحبكم أنتم الآشوريين ونحترمكم ونثق بكم ،وقال هناك الكثير من الجنود وضباط الصف من الآشوريين يعملون في مواقع أمنية مهمة، ثم قال نعرف إن حزبكم بحاجة ماسة الى دعم ماديًا وسياسيًا  وعسكريًا ونحن مستعدون لتوفير هذا الدعم لكم إذا لبيتم طلبنا،وقاطعته وقلت ما هو المطلوب من عندنا،فقال شاهدتم الأنفجار المدمر الذي أحدثته السيارة المفخخة آلتي أرسلها الينا المجرم سبعاوي إبراهيم  شقيق صدام مدير جهاز المخابرات في العراق،وقررنا الرد عليه بعملية مماثلة ،قررنا تفجير الجسر الحديدي في مدينة الموصل،ونحن كدولة عضو بالأمم المتحدة لا نستطيع القيام بهذه العملية، الا من خلال أحزاب المعارضة العراقية ،نحن نقوم بعملية التفجير،ثم ندعوا وسائل الأعلام للقاء معك في مكتبك وتعلن بأن العملية تم تنفيذها من قبل مفارزكم في الداخل،قلت له لابد آن نناقش هذا الموضوع مع قيادة حزبنا وأنني لست مخولًا بإتخاذ مثل هذه القرارات ،ثم إننا حزب صغير ليس لدينا تلك الإمكانيات وحتى إذا أعلنا ذلك لا أحد يصدق بنا، ثم هذا الجسر سبعون في المائة من الذين يعبرون عليه هم مسيحيون من بلدات سهل نينوى وأنا منهم ،بإلاضافة الى ذلك ،فإن صدام لا مانع لديه من إبادة المسيحيين في المنطقة ،ولقد شاهدنا كيف قتل أكبر مرجعية شيعية في النجف السيد محمد باقر الصدر وشقيقته ،والذي يقلده ملايين من الشيعة العراقيين وغيرهم ،على كل حال نحن لا نرفض طلبكم إذا كان ضمن إمكانياتنا ،نحن نشكركم ومدينين لكم لقبولكم أستضافتنا في بلدكم ،وسوف أعلمكم القرار الذي تتخذه قيادة حزبنا وأنتهى اللقاء،ثم جاء أبو جعفر وعدنا من حيث جئنا.
بعد عدة أيام بلغت أبو جعفر بآن قيادة حزبنا لا توافق على هذه العملية لأنها تستهدف البنية التحتية لمدينة الموصل ،وان الجسر لا يملكه النظام وإنما ملك للدولة العراقية ،وبعد تلك الحادثة تغيرت علاقتنا مع الحكومة السورية ولم نحظى بأية مساعدات منهم ،بينما معظم الأحزاب كانت تستلم مساعدات مالية وأسلحة من ليبيا بواسطة الحكومة السورية.

داود برنو


 




غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3071
    • مشاهدة الملف الشخصي
ماذا يسمى تعاونك مع الغرباء ضد بلدك وما جنيت اليوم مما فعلته؟ فقد خرج المسيحيين من المعادلة بلا شئ ولا هدف صعد الاخرون على اكتافنا وهظموا ما كان لدينا من حقوق
اين تعيش الان لترى بام عينك وتلمس لمس اليد ماذا حدث لحقوقنا
اتمنى انك لست في كندا والسويد بل في داخل العراق وتشارك شعبه الالم والماساة
وتحية