الصحفي \ ماجد ايليا
عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، غادرت شمال العراق متوجها لبغداد الحبيبة لاستلام بعض الاوراق الثبوتية للعائلة، فمررت ولغاية وصولي بغداد بعدد من المدن والمحافظات العراقية التي تالمت لدى مشاهدتي لوضعها الخدمي المزري لواجهة (العراق العظيم)، متذكرا وضعها في فترة الثمانينات ومنتصف التسعينات، حيث فقدت تلك المدن حلتها الخضراء ونخيلها الشاهق وطيبة اهلها الاصليين من سكانها الى جانب هبوط منسوب مياه دجلتها وفراتها، منظر لا يسر العدو قبل الصديق (افلم تكن بغدادُ قرة العيني؟! فمن السفيه الذي اصابكِ بالعيني؟!).
٦ ساعات مضت عند دخولي منطقة التاجي الطريق الذي ومنذ عدة اشهر خلت كان ومازال عبارة عن عدة كيلو مترات من الانقاض الانشائية والنفايات المتناثرة على جانبي الطريق واختناق العربات المارة من الاتربة التي تسببت بها تلك الانقاض الطريق الذي يعتبر دوليا، للاسف طريق دولي اصبح اطماع للمتعهدين والفاسدين من المقاولين والمقاولات التي احرق البلد وارجعته الى زمن الجاهلية.
نعم يا سادة انه العراق العظيم في زمن الجاهلية والتخلف للاسف.
وبعد ساعة والنيف من الازدحامات المرورية بسبب ذلك الطريق دخلت بغداد التي تاملت ان تكون افضل حالا من جاراتها من المدن، وعلى اساس انها العاصمة العريقة والتاريخية لواجهة وطن اثقلته الحروب والمعاناة اللامنتهية الصلاحية، لاتفاجئ بمناظر بغداد التي كانت في زمن ما قبلة السياح والمثقفين وزائريها من شتى انحاء العالم، مناظر يندى لها الجبين من التخلف الاجتماعي والجهل بالوفود التي حسبت على العراق واهله من هنا وهناك واعتبروا دخلاء على ابناء هذا الوطن ومناظر النفايات المتناثرة في ٩٠% من ازقة العاصمة والمدينة العريقة مع اهمال واضح ومتعمد من قبل الحكومة الفاشلة ومؤسساتها الغير خدمية والتي استشرى الفساد لحد النخاع اضافة الى انتشار واسع وبشكل مخيف لظاهرة استجداء الاطفال وكبار العمر على مفترق الطرق، فاين المفر يا بغداد ومن سيداوي اوجاعك التي اكل الدهر عليا لاكثر من عقدين؟!
نعم يا سادة يا كرام انه وطني الذي تحول نصفه الى بقعة ارض يقطنها الفاسدين الذين يتغذون على نفقة وحساب المواطن العراقي الشريف والمخلص.
افلم يحن الوقت براي الراي العام وامام انظار جميع الامم الى تغيير الوضع برمته؟!
وبمناسبة هذا الحديث يا سادة يا عالم فان جُل احلامنا كشعب العراق ومن ابسط حقوق المواطن هو الامن والامان وتوفر الخدمات لا اكثر والتي تعتبر من وظيفة ومسؤولية الدولة والحكومة.
