هل سيقاضي فخامة الرئيس لغبطة البطريرك؟
منير خوشابافي اخر حلقة (لحد الان) من الظهورات الاعلامية لغبطة سيدنا البطريرك لويس ساكو وكانت في برنامج المعادلة على قناة 1News بتاريخ 16 أيول الجاري اتهم فيها بالصوت والصورة وعلى الفضاء رئيس الجمهورية بتلقي الرشاوي واصدار مرسوم جمهوري غير دستوري بسحب مرسوم سابق. (من الدقيقة 04:30 من اللقاء على الرابط في نهاية المقال).
بكلمات اخرى: تهمة صريحة وواضحة بالفساد المالي لشخص رئيس الجمهورية، بالاضافة الى تهم مسيئة اخرى الى الرئاسة بان الرئيس نكث القسم واساء الى العراق
وهي بذلك عملية قذف واسائة وتشويه سمعة يمكن للشخص الذي اسيء اليه (في هذه الحالة رئيس الجمهورية) مقاضاة القائم بالاساءة (في هذه الحالة البطريرك ساكو).
فهل سيفعلها الرئيس ويقيم دعوى تشهير ضد البطريرك؟
شخصيا، اكاد اجزم انه لن يفعلها وذلك لثلاثة اسباب:اولها انه لا يبدو شخصا عدائيا او متعجرفا كما بعض الرؤساء الذين فعلوها (اردوغان مثلا اقام عدة دعاوى من هذا القبيل على اعلاميين ومعارضين)
ثانيها، انه، كما جميع الشخصيات العامة في هكذا مواقع مسؤولية ومرجعية، عايش وتلقى هكذا اساءات واتهامات ومن غير المعقول لمقامه الدستوري وشخصيته المعنوية ورمزيتها الوطنية ان يقيم دعاوى على كل من يسيء اليه.
ثالثها، انه لا يريد اعطاء قيمة معنوية اضافية للبطريرك ولا اعطاء اية اشارة انه يتابع اخبار موضوع البطريرك فالملف عنده مغلق. وان نداءات وصرخات وتصريحات البطريرك هي للبطريرك، فالمرجعيات الوطنية الحكومية والسياسية ليست مهتمة بها ولا متابعة لها.
وحيث ان الشيء بالشيء يذكر وفي موضوع المحاكم والدعاوى، فان البطريرك وفي الدقيقة 18:15 يقول بالعربية العامية ما هو بالصفحى:
(انا لا استطيع اقامة دعوى عليهم فهذا عيب علي فانا رجل دين.)جيد جدا.. اخلاقيات مسيحية رائعة ومن روح الكتاب المقدس.
ولكن مهلا سيدنا.
اين كنتم من هذه الروحانية يوم
اقمتم الدعوى في المحكمة على ابن كنيستكم النائب السابق جوزيف صليوا مطالبا اياه بدفع تعويض بقيمة مليار دينار عدا ونقدا. وكما يقول العراقيون: دينار ينطح دينار. واصدرت المحكمة قرارها برفض دعواكم.
(صور اقامة الدعوى والقرار بشانها في نهاية المقال).
سيدنا، ذاكرة الناس ليست قصيرة فما زالت حية والسوشيال ميدا والانترنت تحفظ الذي ننساه.
وحيث ان حديثنا هو عن هذه المقابلة، فلا ضرر ان نشير الى بضعة نقاط اخرى وردت في المقابلة من بينها:
أن البطريرك الذي يعتبر نفسه شخصية ومرجعية وطنية (والحق يقال انه كان كذلك) ولكنه ي
هدد بمخاطبة الرئيس الامريكي وطلب تدخله لفرض سحب مرسوم الرئيس (من الدقيقة 11:40) ويهدد بضجة عالمية بموضوع المرسوم في زيارة مقبلة له الى اوربا. (الحق يقال ان العالم هادئ جدا والضجة ستهز دوله وحكوماته!!!)
وهنا ايضا فان غبطة بطريركنا الجليل يؤكد لنا عدم درايته بالامور..
فهو في تهديده هذا الموجه الى رئيس الوزراء قبل سفره الى اميركا، يضع حل مرسوم رئاسة الجمهورية على طاولة رئاسة الوزراء، ويكرر اكثر من مرة في اللقاء وفي مناسبات اتخرى ان على دولة رئيس الوزراء الدكتور شياع السوداني، حل موضوع سحب المرسوم الجمهوري!!! سيدنا رئيس الوزراء لا علاقة له بالمراسيم الجمهورية.
وكذلك يبدو غبطته غير مدرك ان زيارة رئيس الوزراء الى اميركا هي لالقاء كلمة العراق في الامم المتحدة وليس للرئيس بايدن اية علاقة بالزيارة وليس هناك لقاء بين الرئيسين.
النقطة الاخرى هي
قول البطريرك انه لا يتدخل في السياسة وانما فقط يدافع عن ةحقوق الانسان ودولة المواطنة وغيرها، ولكنه لم ولا يتدخل في السياسة والانتخابات وغيرها، وانه لم يوجه الناس لانتخابات اشخاص محددين.
مهلا سيدنا، ذاكرة الناس ليست قصيرة.
الم تكونوا انتم شخصيا طرفا اساسيا في تشكيل قائمة حمورابي للانتخابات السابقة وقمتم بتضمين مرشحينكم فيها على مقعد كركوك وبغداد؟
الم تكونوا قبلها شخصيا من رشح الدكتورة هناء عمانوئيل للمنصب الوزاري؟
الستم انتم شخصيا، وفي اكثر من مناسبة ومنبر، من اصدر احكامه بتاييد هذه الجهة الحزبية وتسقيط اخرون؟
ان لم يكن هذا تدخلا في السياسة فكيف يكون التدخل؟نقطة اخرى لاحظناها في المقابلة ان غبطته قد تعلم من الدعاوى المقامة ضده فنراه في هذه المقابلة
يتحاشى ذكر اسماء ريان وبابليون عند توجيهه التهم اليهم، يبدو ان غبطته ادرك متاخرا ان ذلك يؤدي الى تقديمها كادلة عند اقامة دعوى التشهير كما حدث في الدعوى القائمة ضده. على اية حال ان تاتي متاخرة افضل من لا تاتي.
غبطته يقول في سبب عدم ذكر الاسم انه لا يشرفه ذكر الاسم..
في كل المقابلات والتصريحات كان الاسم مثل العلكة واليوم بات لا يشرفكم ذكره.
النقطة الاخرى التي توقفنا عندها
قول غبطة سيدنا انه لا يعرفه ولم يلتقيه ولا عنده علاقة معه ولا مع غيره.الكلام سليم تماما اذا كان الامر مع شخص السيد ريان كلداني، ولكن ليس مع بابليون فالبطريركية استضافت السيد اسوان كلداني وزملاءه اعضاء البرلمان (الصور في نهاية المقال).
كما ان مطارنة كلدان، وبمعرفة وموافقة البطريرك، زاروا والتقوا السيد ريان كلداني في مكتبه. (الصور في نهاية المقال)
والنقطة الاخيرة التي طبعت المقابلة هي التعبير عن نرجسية البطريرك في كل محاور المقابلة والتهويل بتاثيرات قضيته على المسيحيين ومحاولة البطريرك ترعيبهم وترهيبهم في الوقت الذي بات المسيحيون انفسهم غير مهتمين بموضوعه حيث ادركوا ان غبطته شخصن الموضوع الى اقصى الحدود.
ونفس الامر عند المرجعيات السياسية والحكومية التي باتت تدرك ان غبطته شخصن الموضوع.
استمع الى السيد بهاء الاعرجي ماذا يقول في نهاية مقابلته (الدقيقة 47) من مقابلته على قناة iNews في 19 أيلول(الرابط الثاني).
نتوسل اليكم سيدنا وتاج راسنا ان تراجعوا اداءكم وتتعاملوا بحكمة لانقاذ ما يمكن انقاذه مما تبقى من هيبتكم وشخصيتكم المعنوية.
الرابط الأول:https://www.youtube.com/watch?v=zRrC-QEKqZUالرابط الثاني:https://www.youtube.com/watch?v=bpr5iu6HOyI