المحرر موضوع: كنيسة المسيح ... أم كنيستي أنا! (الحلقة الأولى)  (زيارة 186 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل المونسـنيور بيوس قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 242
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كنيسة المسيح ... أم كنيستي أنا!
(الحلقة الأولى)

المونسنيور د. بيوس قاشا

    في البدء...
ما أكثر الذين يريدون ولا زالوا إلى اليوم محاربة المسيح وكنيسته وتعاليمه
الإنجيلية وبطرق مختلفة ومتنوعة، كما لا زال الكثير من البشر في هذا الزمن الفاسد والحاقد يطرد المسيح وكنيسته من مسيرة حياته وينكره من لائحة الأديان، ومن المؤسف أن يكون هناك بعض من هؤلاء المسيحيين يريدون حصر المسيح وتعاليمه وكنيسته في دائرة تصوراتهم المحدودة والمتخلفة والمريضة بتدنّيهم الشكلي فيعتبرون أنفسهم أن الله وكنيسته يجب أن يسمعا لهم، وهذا إيمانهم المنافي لمسيرة حياتهم هو الدليل الأكيد لهم، ويعملون ذلك لتشويه حقيقة الذي أحبّنا حتى الموت على الصليب، فهم ينفذون إليه من زاوية بشرية وصورة إيمانية موافِقة لمشيئتهم عبر عالمنا المنظور وتعاليمه المدمِّرة للإنسانية وللأخوّة. ورغم ذلك فالكنيسة مؤسسة إلهية وبيت إلهي وحبٌّ لا يسمو عليه حُبّ، فهي جماعة المؤمنين بالمسيح وليس المؤمنين بـــ "أنا"، فهي أمّ جميع الأحياء حيث المسيح في الكنيسة هو رأسها وكلنا أعضاء هذا الجسد أيّاً كان عِرقنا ولغتنا ولوننا.

     الكنيسة ... جماعة المؤمنين

فكنيسة المسيح هي لكل إنسان لأن المسيح جاء من أجل كل إنسان وهو مع كل إنسان إذ يقول:"مَن ليس معكم فهو عليكم" (مر40:9) فالكنيسة ليست لجماعة معينة أو لأشخاص معينين إنما هي للبشرية جمعاء لأن المسيح الرب فيها إله كل الناس وكل البشر وقد مات على الصليب ساكباً دمه لأجل أن "يربح الكلّ" (1كور19:9) وليس ليجعل ذاته لجماعة معينة كما يفعل كبار الدنيا والزمن والذين يرسمون مصالحهم في قلوبهم من أجل رسوماتهم ولا يُظهرون حقيقتهم جليّأً كي لا تلومهم الحياة، إنما يضعون أنفسهم مكان المسيح معتبرين أنه لهم يجب الشكر والسجود بدل المسيح الإله والذي هو في الكنيسة "بكر كل الخلائق" (كولوسي15:1) فهم في الكنيسة ولكنهم بعيدون عن المسيح، فالكتاب يقول "كل مَن ليس فيه روح المسيح لا ينتمي إلى المسيح" (1يو3:4).

     الكنيسة للجميع

من هنا ندرك أن الكنيسة عبر المسيح الحي ما هي إلا الحب بالذات، ودورها في شهادة وعلى أكمل وجه. فالله بابنه تنازل وتأنس حبّاً بنا، والله سكن في قلوبنا ودواخلنا وليس على أفواهنا، ففي هذا الشأن يقول اللاهوتي السويسري الأب موريس زوندل:"إني لا أؤمن بالله إلا لأني أؤمن بالإنسان، فالإنسان هو الوجه الحقيقي والملموس أمام البشر" لذلك ندرك أن الكنيسة ما هي إلا لجميع البشر ليعيشوا معرفة الله والشركة مع بقية المؤمنين، إذ المسيحي يحتاج إلى المسيحيين الآخرين حيث لا يمكن له أن يفصل نفسه عن الشركة مع بقية المؤمنين. وإن كانت رسالة المسيح الأولى هي نقل بشرى الخلاص فهي إظهار محبة الله للناس فبولس الرسول يقول:"أسألكم أن تسيروا سيرةً تليق بالدعوة التي دعيتم إليها. سيرة ملؤها التواضع والوداعة والصبر..." (رو1:4-4).

    الكنيسة ... أُمّ
فالخدمة هي مهمة جميع المؤمنين أيّاً كانوا، رجال إيمان أو رجال ونساء الشعوب، وهذا هو هدف الكنيسة. فالدعوة والرسالة والشهادة عناصر جوهرية وفاعلة معاً في حقيقة الكنيسة، فالرب يسوع دعا الكنيسة لتعمل بالناس إلى حياة الروح وسعادة الملكوت عن طريق العبادة بالروح والحق (يو24:4) وكيف لا، والكنيسة أولاً وآخراً هي أمّي وهي التي علّمتني رسالة الحياة، فالأب هنري دي لوباك يقول:"الكنيسة هي أمّي لأنها ولدتني للحياة والمحبة" فهي "نور للعالم" (يو12:8) إذ تعلّمني أين هي الطريق المؤدية إلى السماء. فالمسيح الرب قد تأنّس لأجلنا وليس لأجل ذاته بل من أجلنا جميعاً أصبح إنساناً ومن ذات طبيعتنا أخذ من أجلها وبالتالي فنحن إخوة للبشر منذ "إنشاء العالم" (أفسس4:1 ومتى34:25) فالله خلق البشر إخوة لي في الحياة، فهو لم يخلقني بوحدي لأجل ذاتي بل خلقني مع البشر، وقد صالحنا جميعاً بالمحبة الشاملة، ولندرك ذلك رغم أننا نعيش في عالم فاسد تسوده الكراهية والتوتر والحروب والكآبة والمصلحة والأنانية والعشائرية، ولنعمل جاهدين مع الذي أحبّنا وجعلنا في كنيسته أن نعمل من أجل كرامة الإنسان، من أجل البشرية بأسرها، فحيث يوجد الخير والمحبة والرحمة فهناك يسوع المسيح وكنيسته عبر الإنسانية التي نحياها. فكلما تشوّهت هوية الكنيسة كلما صارت غير أهلٍ لتكمل حضور المسيح بين البشر، وكلما تعمّق نظرها الروحي في حقيقة هذه الدعوة كلما رأت الله وعاشت.

     الكنيسة ... صوت المحبة
فالكنيسة لا تحتاج إلى مَن يمثّلها إذ ليست هي حزباً ولا تكتّلاً ولا حركة سياسية تقاس بالمظهر والكراسي ولكنها الحب بالذات، فإذا كان خطاب الكنيسة سياسياً فماذا نترك للسياسيين من خطاب، إنما الكنيسة خطابها روحي، إيماني، من أجل السماء. فالكنيسة لا تستطيع أن تأخذ دور الدولة ولكن ممكن أن تساعدها فهي تتضامن مع المظلوم، ولأجله تعمل، ومن أجله تقول الحق لأن صوتها هو صوت الجماعة وقولها للحقيقة يتّعظ مَن يسمع ويؤمن بما تقول، فهي لا ترشد إلا إلى الحق ومن أجل صلاح الجميع لكي لا يسير كل شيء على نحوٍ خاطئ ويحير الإنسان بوجوده وحياته. من هنا ندرك أن الكنيسة ليس حديثها سياسياً، فالسياسة مكرٌ ودورانٌ بشري لغاياتٍ ومصالح مرسومة. فنحن اليوم في عالم مليء بالتحديات، والمسيح الرب يقول:"ما أوسع الباب ورحب الطريق المؤدي إلى الهلاك" (متى13:7) إذاً فالكنيسة ما هي إلا صوت المحبة وحبّ بلا حدود، ولا تنشد غير السلام، سلام المسيح وليس سلام العالم... وإلى الحلقة الثانية والأخيرة




متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5252
    • مشاهدة الملف الشخصي
المونسنيور الموقـر ... حـضرتك دكـتـوراه عـلى رأسي ، ومونسنيور فـوق رأسي
أنا ألـقـوشي كاثـوليكي ... ومنذ طـفـولتي (( 1959 )) أخـدم الطقوس وأنا شماس غـيـر مرسوم لأني أرفـض الرسامة (( معـروضة عـليّ مرات ومرات )) .. ودرّستُ أطفال التـناول الأول للأطفال العـراقـيـيـن ــ خـمس سـنـوات ــ في أثينا ، وآخـرها كانت بحـضور الأسـقـف إبراهـيم إبراهـيم 1997 .
********
الكـنيسة هي تجـمّـع لـذكـر الله ولتـقـديم الشـكـر له ، بمعـنى صلاة ... سواءاً عـلى إنـفـراد أو ضمن جـماعة
أنا هـيـكل الروح الـقـدس ، وحـين أصلي فإن الروح الـقـدس الساكـن فيّ هـو العامل الفـعّال وليس جـسدي الفاني
********
 لسنا بحاجة إلى التـفـلـسـف ، وإلّا سأقـول :
ماذا يهـمني أن يكـون (1) الروح الـقـدس منـبـثـق من الآب ... أو (2) أن يكـون الروح الـقـدس منـبـثـق من الآب والإبن ؟؟؟؟
ماذا سـيـغـيـّـر من إيماني بالمسيح ؟؟؟
كـل إنسان مخـلـوق بحـسب ما منحه الخالـق من مقـدرة فـكـرية ، فـهـناك العالِـم والمتعـلم والـذكي والبسيط والساذج ، بل والمعـتـوه فـكـرياً أيضاً
وكل واحـد منا يفـهم الله بقـدر ما منحـنا خالقـنا من مقـدرة فـكـرية ولا يحاسـبنا خارج عـن تلك الـدائـرة
أكـتـفي الآن بهـذه المشاركة