المحرر موضوع: التقويم السنوي القديم  (زيارة 76 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح ابراهيم

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 70
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
التقويم السنوي القديم
« في: 19:56 21/11/2023 »
التقويم السنوي القديم
ذكرت الكثيرُ عن التقويم السنوي القديم في الوثائق والمخطوطات القديمة والتاريخية والفلكية لحضارات شعوب كثيرة ، منها الحضارة البابلية والفرعونية والآشورية والفارسية والهندية والصينية وحتى حضارة شعوب المايا في المكسيك، ان الأرض كانت تدور حول الشمس بسرعة أكبر من السرعة الحالية، وكان زمن اكمال دورة أرضية واحدة حول الشمس يبلغ 360 يوما فقط وكان معتمدا كتقويم لدى تلك الحضارات والشعوب .
وكان ذلك التقويم القديم محصورا بين زمن آخر كوارث القرن الخامس عشر قبل الميلاد و أول كوارث القرن الثامن قبل الميلاد .
تحول ذلك التقويم الفلكي للسنة الأرضية في القرن السابع قبل الميلاد، وهو القرن الذي حدث فيه خروج النبي موسى ومعه شعب بني إسرائيل من مصر . وقد ذكر التوراة اليهودي ان مصر اصيبت بكوارث و ضربات عشر من الرب .
ويفسر العلماء سبب حدوث تلك الكوارث الطبيعية هو مرور مذنب قرب الارض، ويُعتقد انه كوكب الزُهرة قبل ان يستقر و يتحول الى كوكب ضمن المجموعة الشمسية . و قد غطى غباره و غازاته كوكب الأرض و احدث فيها دمارا و تغييرا كبيرا ، كما أثرت جاذبية المذنب على المياه وحركة الأرض وميل محور دورانها   و سرعة حركتها . و جلبت تأثيرات ذلك الحدث الفلكي الكوارث والأمراض والحشرات والفيضانات الى الأرض وقتلت الكثير من سكان الأرض.
بعد ذلك استقرت حركة الأرض بسرعة دوران أبطأ قليلا ، فأصبحت تدور حول الشمس دورة كاملة ب 365 وربع يوم ، منذ القرن السابع والى اليوم .
أعاد الفلكيون صياغة التقويم للسنة الارضية وأضافوا خمسة أيام على التقويم السابق ذي ال  (360) يوما ، فأصبحت السنة الارضية 365 يوما ، وعملت بها كل الحضارات والشعوب .
حدد فلكيو بابل في البداية طول العام ، وتعرفوا عليه  أنه مساو الى 360 يوما .وقسموا دائرة البروج السماوية الى 360 درجة ، و كان ذلك تعبيرا عن المسار الذي تقطعه الأرض في دورانها المفترض حينذاك حول الشمس، وترك ذلك التقسيم خمسة أيام لم يتم حسابها سنويا .
ذكر المؤرخ سينيسا ان حوائط اسوار مدينة بابل يبلغ طولها 360 فورلونج وهو وحدة قياس الطول البابلية القديمة ، ثم ذكر ان ذلك العدد مساوٍ ايام السنة . وكان العام البابلي القديم مكون من اثني عشر شهراً، كل شهر ثلاثين يوما . ويتم حساب بداية الشهر من اللحظة التي يظهر فيها هلال القمر الجديد . وكان معروف قديما ان فترة ظهور القمر وحتى ظهوره التالي تبلغ 29 يوما و نصف .
كان العام الآشوري يتكون من 360 يوما، وكان العقد الزمني أي عشرة أعوام يسمى لديهم (ساروس) وكان الساروس يتكون من 3600 يوم .
وكان بنو اسرائيل من القرن الخامس عشر ق.م وحتى القرن الثامن ق.م يحسبون الشهر مساو لثلاثين يوما والسنة مكونة من اثني عشر شهرا. وقد ذكر كتاب التوراة ان الشهر ثلاثين يوما في سفر التثنية  8:34 ، 13:21 ، وفي سفر العدد 29:20 .
و اعتبروا فترة الحداد على المتوفى محدد بثلاثين يوما أي (شهر كامل)  .
كما ذكر سفر التكوين عن حادثة الطوفان ان مائة  وخمسون يوما قد مرت فيما بين اليوم السابع عشر من الشهر الثاني واليوم السابع عشر من الشهر السابع أي مائة وخمسون يوما مكونة لخمسة أشهر بثلاثين يوما في الشهر. ذكر المصريون في بردية (ايبرز) الفرعونية ان العام المصري يتكون من 360 يوما قبل ان تضاف اليه خمسة أيام .
سجل هيرودوت في القرن الخامس ق.م  ما يلي : " يجعل المصريون ثلاثين يوما لكل شهر من الشهور الاثني عشر ، ثم يضيفون خمسة أيام بعد انتهاء العام فرق العدد المذكور ، وهكذا تكتمل دورة الفصول لتتفق مع فصول العام " . عرف الرومان ايضا العام ذو ال 360 يوما وسجلوه في كتبهم مثل بلوتارك في كتابه " حياة نيوما " .
كما عرف شعب المايا في المكسيك وهم أصحاب الحضارة العريقة، ان السنة فيها 360 يوما ، ثم اضيفت اليها خمسة أيام، واسموا السنة ب ( تون) . وكانوا يعتبرون ان الزمن الصحيح لدورة القمر هو 29.5 يوما
اما التقويم الصيني القديم فكان يحتوي على 360 يوما بالسنة أيضا، مقسمة على اثني عشر شهراً باقيا على هيئة تقسيم سطح الارض الى 360 درجة وخط طول، وكل درجة يمثل الحركة اليومية للأرض في مدارها وموضعها من دائرة بروج السماء النجمية ليلة بعد أخرى . ثم أضاف الصينيون خمسة أيام الى تقويمهم لتصبح السنة 365 يوما وربع .
في حوالي القرن القرن السابع ق.م تم إضافة خمسة أيام إلى نهاية العام كأيام مضافة لتصحيح زمن دورة الأرض حول الشمس .
و الغريب ان كافة الحضارات القديمة المصرية و الفارسية والهندوسية والكلدانية والآشورية والعبرية والصينية والإغريقية والرومانية أجرت ذلك التصحيح بوقت واحد تقريبا رغم بعد المسافات بينها، وأضافوا خمسة أيام للتقويم السابق، فكيف تم الاتفاق بين هذه الشعوب والحضارات على هذه الاضافات بنفس الوقت ونفس عدد الأيام المضافة ولم يكن لديهم وسائل اتصالات سريعة فيما بينهم ؟ في التقويم الحديث المعاصر، تم تقسيم الشهور الاثني عشر الى ثلاثين او واحد وثلاثين يوما . حيث ان الايام الخمسة المضافة سابقا زيدت على الشهور القمرية القديمة ذات الثلاثين يوما لتكون السنة بزمن 365 يوما .
كان المحدد لتقسيم السنة و معرفة الزمن الأرضي فيما بين القرن الخامس عشر و القرن الثامن قبل الميلاد لدى جميع الأمم القديمة هو مدة دوران الأرض خلال تلك القرون، ومن الواضح ان طول الدورة القمرية كان ثلاثين يوما بالضبط، وان طول العام لا يختلف عن 360 يوما إلا ربما ببضع ساعات . الا ان سلسلة الكوارث الكونية التي وقعت فيما بعد غيرت من زاوية ميل محور دوران الأرض حول نفسها ، كما غيرت مسارها حول الشمس وسرعة حركتها . و غيرت من مدار القمر حول الأرض حتى استقرت على المدار والسرعة الحالية التي هي 365 يوما وخمس ساعات و48 دقيقة و46 ثانية . و الشهر القمري يبلغ زمنه 29 يوما و12 ساعة و44 دقيقة و 2.7 ثانية
صباح ابراهيم