ياريت ..
رياض شابا===============================================================
ليس كلما يحل عيد ميلادها تنتابني الغصة ، بل في كل مرة اقرا عنها او " اشاهدها " او استمع اليها ، او ابحر في سفينتها السابحة صوب القمر .
تنتابني غصة ، و الوم نفسي لانني اضعت " فرصة عمر " نادرا ما تتكرر ، عندما فاجاتني انعام كجه جي ذات ظهيرة من صيف بغدادي جميل منتصف السبعينيات ، تسالني مرافقتها الى قاعة الخلد لمشاهدة بروفات فيروز الاخيرة استعدادا لحفلتها المشهودة ، امام جمهور حاشد ذواق ، متعطش لمراى الفنانة الكبيرة ، في لقاء هو الاول تعيشه دار السلام زمنذاك ، و قيل وقتها انها ختمت فقراتها بصوت تخنقه العبرات و هي تؤدي " زوروني كل سنة مرة " !
عضضت على شفتي ساعتها و لوحت بقبضتي في الهواء ، اسفا ، لاعنا حظي العاثر ، لان سببا اكبر مني ، ظرفا " انسانيا " ، حال دون تحقيق طلب زميلتي الاثيرة !
" يللا رياض .. كم فرصة مثل هاي راح تخلينا نشوف بيها فيروز ..؟ "
صدقت و الله يا انعام ، و ما زلت حتى اللحظة ادفع الثمن ،
، اشعر " بذنب " لم اقترفه ، شعور يابى ان يغادرني . احس بك تلومينني ، وبالسيدة الكبيرة " زعلانة " مني رغم الكم الهائل من الاغنيات التي سمعتها و اسمعها ، في البيت و العمل و السيارة و المقاهي و الشوارع و عبر نوافذ الجيران ، في مانقلته الحفلات و المهرجانات و الاوبريتات و الافلام من مسارح و حدائق و قاعات في انحاء مختلفة من المعمورة ..!
و كلما زرت لبنان اتخيلها على ساحل البحر الازرق او وسط اعمدة احد الهياكل او عند جدار قلعة عريقة او قرب ارزة ربانية عتيقة او على قمة جبل شامخ مثلها ، و صوتها الملائكي يخترق الارجاء ، من فوق " الرابية " ببيروت حيث تعيش ، و حيث التقاها الرئيس الفرنسي ماكرون مدشنا اولى فقرات زيارته للبنان ، بعيد كارثة المرفا 2020 .
الم يطلق عليها محمد اسكندر لقب " فخامة الفيروز " و هو ينشد اغنيته المعروفة احتفاء بمكانتها ، و ليضيف رقما اخر على الالقاب و النياشين و المكرمات التي نالتها ملكة الارواح و القلوب ؟
لا .. لا .. كل ذلك لا ينسيني شعوري بالتعاسة لانني لم التق بها يومذاك " و لو عن بعد " .. يوم لم يات و لن ياتي بعده مثيل ، و ياريت ذلك العارض القاهر ما حصل ..
و الى محبي فيروز جميعا اهدي " ياريت " " الرابط المرفق " مع لوحة تمثلها بريشة شقيقي رعد .
..
https://www.facebook.com/100027634668207/videos/906303417714075/
