المحرر موضوع: زيارة البطريرك مار أيشايا شمعون الى العراق عام 1972.  (زيارة 1769 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل داود برنو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 139
    • مشاهدة الملف الشخصي
زيارة البطريرك مار أيشايا شمعون الى العراق عام 1972.
لقد تنوعت الآراء في تحديد السبب الرئيسي الذي أدى الى هذه الزيارة،فالبعض أعتبرها زيارة رعوية دينية لتفقد أوضاع الكنيسة الآشورية وأبرشياتها في العراق،والبعض الآخر أعتبرها زيارة ذات أبعاد سياسية وقومية،وحصل أنقسام بين من يؤيد هذا الرأي من جانب،ومن يرفضه من الجانب الآخر،وسأكتب الآن حول هذا الموضوع كشاهد، وبقدر ما يتعلق الأمر بي،أي ما أكتبه لم يشمل برنامج الزيارة بأكملهِ وأنما جزءً منهُ،ربما هناك من ينتقدني لأثارة هذه المواضيع،ولكن هناك أيضآ من يدعو الى تسليط الضوء عليها ليكون شعبنا على بينة من حقائق التاريخ ،أنني هنا أسًردُ الحقائق  للتاريخ فقط،وليس غير ذلك، للأستفادة من دروس الماضي وعبرهٌ.
قبل موعد الزيارة كنت في بغداد والتقيت مع الصديق المقدم شليمون بكو وأخبرني بأن البطريرك سيزور العراق قريبآ بدعوة من الحكومة العراقية،وطلب أن أشارك معهم في مراسيم الأستقبال،ولكن أعتذرت لعدم تيسر الوقت،حيث كنت ضابط في فق4،وحدتي العسكرية كانت في سنجار،وعائلتي في ناحية القوش،وكنت آنذاك في دورة تدريبية لمدة ثلاث أشهر في معسكر الغزلاني بالموصل،فقال أذن من الضروري جدآ أن تكون موجود معنا لدى وصولنا الى الموصل.

في تلك الأيام أستدعاني مطران القوش المرحوم مار أبلحد صنا الى المطرانية، عندما دَخَلتٌ غرفة الأستقبال،وجدت حوالي عشرة أشخاص من وجهاء القوش في القاعة،وبدأ المطران يتحدث عن الموضوع وهو ليس كعادته دائمآ،وقال تلقت بلدتنا القوش خمس بطاقات دعوة شرف من رئاسة الكنيسة الشرقية، لحضور مراسيم الأستقبال غدآ لبطريرك الآشوريين مار أيشايا شمعون في الموصل القادم من أميركا،ولكن تبلغنا من قبل مسؤول حزب البارت في المنطقة، بأنه ممنوع مشاركة المسيحين في هذه المناسبة ،ولقد أقيمت عدة سيطرات في الطريق لمنع المواطنين من الذهاب الى الموصل غدآ .
وهنا لا بدً من الأشارة الى النشاط الذي قام به الحزب الديمقراطي الكردستاني في تلك الفترة.المصدر ،
(كتاب الحركة التحررية الكوردية - مواقف وآراء - ص108 المؤلف علي سنجاري عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني ،مسؤول فرع الأول للحزب في محافظة دهوك - منطقة بهدينان )
لقد أرسلت قيادة الحزب قوة مسلحة متكونة من ما يقارب ثلاثون مقاتلآ معظمهم من الآشوريين ،بقيادة السيد كوركيس مالك جكو،ومعه مسؤول الفرع الأول لحزب البارت السيد علي سنجاري،قاموا بزيارة جميع القرى والبلدات المسيحية في منطقة الحكم الذاتي، وكذلك منطقة سهل نينوى،بناءً على طلب من المكتب السياسي،لتفقد أحوالهم وحَلً مشاكلهم من التجاوزات عليهم، حسب ما يدعي كوركيس مالك جكو الذي كان يمثل المسيحيين في الحركة الكوردية،وأن جميع شكاوا القرى المسيحية كانت تقدم له،وكان السيد كوركيس مقرب جدآ من الزعيم الكوردي المرحوم مصطفى البارزاني، وأثناء الزيارة تم التحقيق في كافة القضايا، ثم تم توزيع الأسلحة ( غدارة ) على بعض الحزبين منهم ،كما تم مساعدة البعض الآخر ماديآ،وعقدت عدة أجتماعات  وندوات في تلك القرى وبحضور رجال الدين المسيحيين في المنطقة، ولاسيما في منطقة قضاء زاخو،كان يتحدث فيها السيد سنجاري عن (توصيات المغفور له مصطفى البارزاني ،بأن المسيحيين هم أخوة للأكراد وهم شركاء معنا في هذه الأرض منذ مئات السنين،ولا فرق بين الكردي والمسيحي أنهم متساوون في الحقوق والواجبات،ولا نقبل بالأعتداء عليهم مهما كان السبب )،ولكن أنتبهوا بأن هناك من يحاول خلق الفتنة بين المسيحيين والأكراد،وهؤلاء هم جهات معينة في الحكومة العراقية،من خلال دعوة رجل دين من أميركا لخلق الفتنة بيننا،بالرغم من وجود أتفاقية 11 آذار عام 1970 بيننا وبين الحكومة،وكان أيضآ السيد كوركيس مالك جكو يشاركه في الحديث ويطلب من الحاضرين أبداء رأيهم بصراحة، وعرض مشاكلهم دون خوف من أحد.
والآن نعود الى موضوعنا في المطرانية، قرر المطران تلبية الدعوة وحضور هذه المناسبة مهما ترتب عليها من نتائج،بعد مناقشة الموضوع مع الحاضرين،تقرر أن يحضر ثلاث أشخاص فقط لهذه المناسبة،وهم المطران عبد الأحد، والمختار زورا حيدو، وأنا ،المطران يذهب الى الموصل عن طريق الشيخان،والمختار ذهب مع أبنه صاحب لوري قلاب ينقل الحصو والرمل من نهر دجلة  الساعة الرابعة صباحآ ،وأنا أرتديت ألزي العسكري لألتحق بوحدتي في معسكر الغزلاني، ولم يستطيعون منعي من ذلك، وأتفقنا على أن يكون اللقاء الساعة التاسعة صباحآ في المطرانية بالموصل،ومن هناك ذهبنا الى الكنيسة الآشورية في محلة الدواسة،ثم التحقنا بالموكب الذي كان يضم محافظ الموصل ورؤساء الدوائر وبعض أعضاء فرع لحزب البعث ..ألخ.
وسارَ الموكب بأتجاه طريق بغداد الى مسافة قريبة من  الحضر ثم توقف هناك،تأخر موكب البطريرك أكثر من نصف ساعة،أتصل المحافظ مع المسؤول الحكومي الذي يرافق الموكب، يسأله عن سبب التأخير المفاجئ،فقال أن أهالي تكريت وشيوخها قطعوا الطريق وطلبوا من البطريرك زيارة الكنيسة الخضراء في تكريت،وذهب البطريرك الى الكنيسة وصلى فيها ،ثم واصل الموكب طريقه الى الموصل وسارَ الجميع الى كنيسة العذراء مريم في الدواسة.
القي البطريرك خطابه باللغة الآشورية،وتم ترجمته الى العربية،وكان أيضآ بعض روؤساء العشائر الكردية (المستشارين) قد حضروا الى الكنيسة، بالأضافة الى جمع غفير من المؤمنين الآشوريين،وفي المساء حضر البطريرك دعوة عشاء أقامها له السيد رئيس هومي (أبو سركون) من أرادن في داره في محلة الدواسة،وفي تلك الأثناء دار حديث بيني وبين السيد شليمون بكو حول برنامج الزيارة وأبعادها ...ألخ ،وفي اليوم التالي،أبدى البطريرك رغبته الشديدة لزيارة محافظة دهوك ( نوهدرا )والقرى الآشورية التابعة لها ،أتصل محافظ الموصل مع محافظ دهوك هاشم عقراوي وأخبره برغبة البطريرك زيارة المحافظة، ولكن الأخير رفض الطلب، وقال نحن لا نضمن سلامته وأذا جاءَ أنتم تتحملون المسؤولية،ولهذا لم تتم الزيارة.
قبل موعد سفر البطريرك الى أميركا،سافرت الى بغداد للقاء السيد شليمون بكو بصفته سكرتير البطريرك،لمتابعة بعض الأمور التي تحدثنا عنها أثناء لقائنا في الموصل،وفي تلك الأيام حصل اللقاء الأخير بين البطريرك والحكومة،وحضر اللقاء الرئيس أحمد حسن البكر،وصدام حسين،وسعدون غيدان(مسؤول مكتب شؤون الشمال)والسيد وزير الدفاع،من الجانب الآخر حضر البطريرك ومعه المطران زكا عيواص فقط (مطران السريان الأرثذوكس)ليقوم بالترجمة الحرفية بين الطرفين،وحسب ما يقول المطران زكا حول الأجتماع،وأنا قابلته شخصيآ،
< لقد كانت خارطة كبيرة ومجسمة للمنطقة الشمالية معلقة على الحائط في قاعة الأجتماع،وبدأ وزير الدفاع بشرح مفصل عن جغرافية المنطقة والقرى الآشورية الموجودة فيها ...ألخ،وفي النهاية طلبوا من البطريرك أن يساهم مع الآخرين من روؤساء العشائر الكوردية في خلق الأمن والأستقرار في تلك المناطق،والحكومة تقدم له كل الأمكانيات المتاحة ...ألخ،وبعد أستتباب الأمن والأستقرار ،ستمنح الحكومة الحقوق القومية للآشوريين المتمثلة بالأدارة الذاتية في بعض المناطق من محافظة دهوك ومحافظة نينوى -سهل نينوى >،وجرى نقاش طويل حول هذا الموضوع بين الطرفين،وفي النهاية رفض البطريرك طلبهم، وقال أنا لست رئيس عشيرة،أنا رجل دين، رئيس الكنيسة الآشورية في العراق والعالم،وأضاف قائلآ .. سيد الرئيس والأخوة الحاضرين، من خلال تجاربنا المريرة ومآساتنا الطويلة، لم يبقَ لنا ثقة بأحد أي كان ومهما كان،لقد غدروا بنا الأتراك العثمانيين عدة مرات،ثم الفرس الأيرانيين،ثم الأكراد في أيران، وأخيرآ الحكومة العراقية في مذابح سميل التي عشتها وكنت أحدً ضحايا تلك النكبة،كذلك خيانة بريطانيا العظمى لنا ,وتنصلها من الوعود التي قطعتها معنا،وأخيرآ قال،أعطونا حقوقنا وبرعاية دولية، ونحن نبذل قصارا جهدنا في سبيل أيجاد الأمن والأستقرار في المنطقة،فقالوا له كيف.. ؟ هل تحارب البارزاني ..ألخ،قال لماذا تضعون هذا الشرط علينا،يمكن لي أن أتفاهم وأتفق مع البارزاني حول أستتباب الأمن في المنطقة،ثم قال أعطونا الحقوق وأتركونا وشأننا..ألخ ،وأخيرآ لم يتم الأتفاق بينهم وأنتهى الأجتماع،هذا كل ما تتطلب ذكره وبأختصار شديد.
لقد كانت غايتنا من سردً هذه المعلومات لكي نوضح للقارئ الكريم بعض الحقائق،وأن نرفع الأشكال الذي قام في هذا الصدد.
داود برنو







غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2257
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ داؤود برنو المحترم
تحيه طيبه
بلاشك أي جهد سردي لحدث مضى عليه زمنٌ, فيه إضافات معلوماتيه للقراء خاصة حين يكون السرد من شاهد عيان مثلك وليس نقلا عن قال فلان , وما يتم سرده من ذاكرة شاهد العيان له أهميته ليس لنا فقط انما للأجيال حتى لا تختلط عليهم الحقائق مع الزيف الذي تأتي به احيانا اجتهادات من هنا او منظّر من هناك.
 لي رأي حول تفضيلكم السرد بإختصار شديد كما أشرتم,و جنابكم يعرف بأن الشده في الاختصارلا يخدم دائما خصوصا في مثل موضوعة مقالكم الذي تعني شدة اختصار السرد فيه حرمان القارئ من اشباع رغبته في الوصول الى المعلومه بشكل مكتمل , أنا أتكلم عن نفسي  كقارئ كنت أود قراءة المزيد من التفاصيل مرفقا معها  رأيكم في بعض النقاط التي ذكرتموها نظرا لأهميتها ولرغبة القارئ في معرفة المزيد,سأوجه لجنابكم بعض الاسئله, وارجو منك لو سمحت  أن تسترسل في الاجابه حتى تكون الشده هذه المره  في تفصيل الاجابه  وليس في اختصارها .
1_ ما سبب دعوة المرحوم المطران  صنا لك بالذات؟
2_ بحسب معلوماتك, هل كانت للمرحوم المطران ابلحد علاقه مع  جهه سياسيه  او أمنيه سواء  ضد السلطه الحاكمه او مع السلطه؟
3_ بحسب سردكم لاجراءات الحزب البارتي,هل نفهم من ذلك بان الحزب كان على علم مسبّق بهدف زيارة البطريرك الاشوري للعراق؟ 
4_ما سبب عدم سماح البارتي للمسيحيين للمشاركه في مراسيم استقبال البطريرك؟
5_ باعتقادك هل كان رفض البطريرك لطلبات السلطه هو السبب وراء تدبير عملية إغتياله في أميركا؟
شكرا لكم  وتقبلوا خالص تحياتي

غير متصل داود برنو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 139
    • مشاهدة الملف الشخصي

الأستاذ شوكت توسا المحترم .
أشكرك على التعليق،وعلى الأسئلة المهمة التي أخترتها،واليك الأجابة بالأختصار أيضآ.
س1 : دعوة المطران كانت لمجموعة أشخاص وأنا واحدُ منهم ،السبب لأنني كنت ضابط موظف في الدولة،وكانت تربطني مع المطران علاقة وطيدة لأسباب عديدة ومنها، لكوني من أقرباء البطريرك المرحوم شيخو.
س2 : أعرف جيدآ أن المطران لم يكن يومآ ضد الحركة الكوردية،وكان يستعمل السياسة للمحافظة على علاقته مع الطرفين.
س3 ربما كان للبارت علم بالزيارة،لأنه قبل هذه الزيارة، تم دعوة رئيس عشيرة تياري مالك ياقو مالك أسماعيل (قائد أنتفاضة سميل عام 1933)من سوريا الى العراق ،وبقي في العراق الى أن توفي.
س4 : عدم سماح البارتي للمسيحيين في ألمشاركة في الأستقبال ،أعتقد لتهميش المناسبة وأهمالها.
س5 : سبب قتل البطريرك مار أيشايا  من قبل داود مالك ياقو ،أعتقد شأن داخلي لا علاقة لها بالحكومة العراقية ،لأنه عندما أرتكبت الجريمة ،البطريرك كان مستقيل من منصبه وأصبح شخص عادي،ولم يكن له أي دور سياسي،حيث كان منعزلآ يهتم فقط بعائلته وكتابة مذكراته.




غير متصل Odisho Youkhanna

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 20824
  • الجنس: ذكر
  • God have mercy on me a sinner
    • رقم ICQ - 8864213
    • MSN مسنجر - 0diamanwel@gmail.com
    • AOL مسنجر - 8864213
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • فلادليفيا
    • البريد الالكتروني
المحترم الاستاذ داود برنو
تحية ومحبة
عندي سؤال لوسمحت عند زيارة البطريرك مار أيشايا شمعون الى العراق عام 1972 هل تعلم من هم الاشخاص اللذين اوكل لهم المقدم  شليمون بكو بالحماية الشخصية له اثناء اقامته في القصر الاخضر ..؟؟
احترامي
may l never boast except in the cross of our Lord Jesus Christ

غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3071
    • مشاهدة الملف الشخصي
القدير داود برنو المحترم
تحية
يبدو ان ذاكرتك قوية بتفاصيلها وطالعت هذا الملف واسال لماذا منع البارتي المسيحيين المشاركة في الوقت الذي كان هناك اتفاق بين الحكومة المركزية والكورد
ماذا تحقق لنا لاحقا بعد صعود الكورد وتسلمهم الحكم بعد السقوظ. كان احد المناضلين الاشداء المرحوم والدي الذي لم يهتم  بشان عائلته مثلما اهتم بالبارتي واخيرا خرج بخفي حنين
الا ترى اننا كنا مندفعين اكثر من اللازم لابل مخدوعين؟؟

غير متصل Farouk Gewarges

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 617
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألأستاذ داود برنو المحترم ،
مقالك أعلاه يسلط ضوءاً لموضوع آخر لا يقل أهمية عن زيارة بطريركنا مار ايشاي شمعون وهو  قرار مجلس قيادة الثورة رقم 251 القاضي بمنح الحقوق الثقافية للمواطنين الناطقين باللغة السريانية من الاثوريين والكلدان والسريان لسنة 1972 بتوقيع أحمد حسن البكر رئيس مجلس قيادة الثورة .  كان الاستاذ شيت نعمان قد كتب للمجلس قبل حوالي الستة أشهر ( أواخر عام 1971 ) ، معبرا عن أهمية منح حقوق ثقافية وادارية الى هذه الفئات من الشعب الواحد الذي شتته الزمن وقارن بين فئاته هذا المذهب أو ذاك فغدا تائها غير موقن بهويته القومية الصحيحة ، ولكنه من صميم العراق ومن أصل حضارته الشهيرة .
بعد أخذ مشورة الاستاذ شيت نعمان، جاء بيان مجلس قيادة الثورة بتلك العبارات المؤثرة " يا أبناء حمورابي ونبوخذ نصّر وآشور بانيبال ... التي خطّها الاستاذ شيت نعمان بخط يده ... جاءت لتقول لهذا الشعب أن الاوان لكي تنهض فتسهم في احياء تراثك ... فنهضت فئات من هذا الشعب وبتوجيه وتخطيط من الاستاذ شيت نفسه أنتظمت في مجموعات تريد اجازات رسمية لممارسة اعمالها فانبثقت هيئة مؤسسة للجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية وأخرى للفانانين وأخرى للأدباء وأخيرا مجمع اللغة السريانية .كان ألاستاذ شيت نعمان الذي لم يشأ ان يذاع اسمه على الملأ او ان يبحث أحد عن دوره المشّرف في هذه الحقبة الزمنية من تاريخنا الحديث ، المحرّك والمشرف من خلف الستار لهذه الاحداث ، الرجل لم يركض وراء الشهرة والاضواء لقد كان أسمى وأعلى من ذلك ،  وببساطة لم يعمل ذلك سوى كونه أحد أبناء هذا الشعب ألذي أحسّ بمسؤليته لعمل شئ ما في سبيله ،  وهو الذي صاغ البيان المذاع من قبل مجلس قيادة الثورة العراقي  عن الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية كما كان يخطط لنيل الحقوق الادارية أيضا ، فهو مهندس العملية برمتها ، ومن اختيارة للتسمية الناطقين بالسريانية من الكلدان والاثوريين والسريان نستطيع أن نتحسس معاناة الاستاذ و عبقريته في التوفيق في اطلاق هذه التسمية المناسبة .كان لقدوم البطريرك مار ايشاي من الولايات المتحدة عام ١٩٧٢ والملك ياقو ملك اسماعيل ( أبو زيا ) من كندا بدعوة من وزير الداخلية . (سعدون غيدان، حيث عرضت الحكومة العراقية تسليح القرى والقصبات الاشورية المتآخمة للمنطقة الكردية)، وعدم التنسيق مع الاستاذ شيت نعمان للعمل سوية الى عدم الاتزان في كيفية الاتصال بالسلطات الحكومية وايضاح الامر لهم مما ادى بالتالي الى عدم اصدار الحقوق الادارية والسياسية بشكل رسمي واضح ، ثم جاءت فترة تدهور الحقوق الثقافية بسبب عدم اتفاق الطوائف الثلاث الكلدانية والسريانية والاثورية على المناهج التي تدرس في المدارس الابتدائية ذات الاغلبية للناطقين بالسريانية ، مما حدى بالاستاذ شيت نعمان الى الانسحاب من ساحة العمل وكذلك بالنسبة للمرحوم جرجيس كتو حسب ما صرّح به قبل وفاته ، أما غاية الاستاذ شيت نعمان في الحصول على حقوق أدارية وسياسية لشعبنا عن طريق الاتصال باعلى المستويات الادارية في الدولة فقد ذهبت أدراج الرياح .

غير متصل داود برنو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 139
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأستاذ فاروق كوركيس المحترم .
في البداية أشكرك على تسليط الضوء لهذا الموضوع المهم (الحقوق الثقافية لشعبنا)،كما ونشكر جزيل الشكر كل من ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر وفي مقدمتهم الأستاذ الفاضل شيت نعمان،في أصدار قرار مجلس قيادة الثورة المنعقد بتاريخ 26-4-1972 بمنح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية،ويشمل كل من الكلدان السريان الآشوريين،وتقول .. (أن الأستاذ شيت نعمان لم يركض وراء الشهرة والأضواء) ولست متأكدآ ماذا تعني بذلك!! .
بالنسبة الى ما أكتبه حول أحداث الماضي، يأتي في سياق اللقاءات والأتصالات التي تتم بيني وبين مجموعة من المثقفين الآشوريين الذين يهمهم الشأن القومي،ويمكنني أن أرسل لك قائمة بأسمائهم،وأعتقد أن الذي يسعى لنيل الشهرة من خلال الكتابات هو أنسان فاشل،أنما الشهرة تأتي بتقديم الخدمات الأنسانية للمحتاجين ..ألخ،لقد كانوا هؤلاء الشباب دائمآ يسألونني أن أكتب حول القضايا التي حدثت في الستينات من القرن الماضي، بصفتي عاصرت تلك الحقبة الزمنية، وكان لي دور معين فيها،ولاسيما مع الفصائل الآشورية المسلحة المشاركة في الحركة الكوردية،والتي كان يقودها في بداية الستينات الشهيد هرمز مالك جكو ، وبعده الشهيد طليا شينو الذي كنت معه المسؤول السياسي لمقره لفترة محدودة،وكانت تسمى  قوة (الشهيد هرمز مالك جكو ).أن هذه القضايا مضى عليها أكثر من نصف قرن وكنت قد أهملتها،ولكن بسبب الألحاح من البعض حتي سمعت من بعض هؤلاء السياسيين يقولون لي أذا لم تكتب عن تلك الأحداث،أنك ترتكب جريمة وخيانة بحق شعبنا ..ألخ،ويجب أن نكون على بينة مما حدث،ومن هذا المنطلق بدأت بالكتابة بقدر ما يتعلق الأمر بي.


غير متصل داود برنو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 139
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ الأستاذ وليد حنا بيداويد المحترم .
السبب في عدم السماح للمسيحيين للمشاركة في أستقبال البطريرك،أعتقد هو لعدم أعطاء أية أهمية لهذه الزيارة،وأرسال رسالة الى البطريرك بأن الشعب لا يؤيده،أما الأتفاق بين الحكومة والكورد،كان هشآ منذ البداية،وكلا الطرفين يعلمان بأن الأتفاقية نتيجتها الفشل، بسبب تدخل الدول الأقليمية كل من أيران وتركيا،ولا مجال هنا للتطرق الى هذا الموضوع.
بالنسبة الى ماذا تحقق لنا ...ألخ .نحن أيضآ مثل المرحوم والدك كنا مندفعين ومخدوعين،أنني دائمآ أذكر قول السيد الشهيد محمد باقر الحكيم عندما زرته في طهران عام 1982 حيث قال ( لا تصدقون الأحزاب العلمانية والقومية أنهم يوعدونكم بأنهم أذا أستلموا السلطة سيمنحونكم كافة حقوقكم القومية المشروعة،ولكن هم يعملون عكس ذلك أذا أستلموا السلطة،أما الأحزاب الأسلامية ،قرارنا واحد لا يتغير ولا يتبدل ،الآن وبعد خمسين سنة موقفنا من المسيحيين لا خيار أمامهم سوى الهجرة ،لأننا نطبق الشريعة الأسلامية كما هي في أيران،وأن العراق دولة أسلامية خالي من الأقليات الدينية،كما لا يوجد في حكم الأسلام حكم ذاتي أو فيدرالية.


David Barno

غير متصل داود برنو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 139
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأستاذ عوديشو يوخنا المحترم .
في الحقيقة رابي لا علم لي بعناصر الحماية للشهيد مثلث الرحمة البطريرك مار أيشاي شمعون ،ولم أسأل عن ذلك،ولكن أعرف بأن الحماية كانت مشددة من قبل الحكومة أثناء زيارته للموصل،بعضهم كانوا بشكل علني ، والبعض الآخر من بغداد لا أحدً يعرفهم ولم نشعر بهم ،أنني التقيت مع المرحوم شليمون بكو في بغداد منطقة الدورة بيت المحامي حبيب أبن القس يوسف عبيا وهو الصديق الحميم للمطران مار يوسف خنانيشو ،لأن كلاهما تم رسامتهم في قوجانس في نفس الوقت من قبل البطريرك الشهيد مار بنيامين شمعون ،وأستمرت العلاقة بينهم الى أن توفي القس يوسف عبيا،بالرغم من أن القس يوسف أنتقل من الكنيسة الآشورية الى الكنيسة الكلدانية وشكرآ .



غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2257
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ داؤود برنو المحترم
تحيه طيبه 
  جميل ٌ منك تضامنك مع صراحة الاستاذ وليد في قصة  والده رحمه الله,واعترافك الصريح بانك كنت أيضا مخدوعا بالشعارات والوعود,هو محل تقدير واحترام.   
  كلاكما في صراحتكما تقدمان عبره ثمينه على الأجيال وضعها في حساباتها دائما, اما ما قاله الشهيد باقر الحكيم فكلامه كان في منتهى الدقه,ذكّرني  بنصيحة الحكيم أخيقارلإبن أخته ناتان (لا كرشت ايذا مناشوخ)أي لا تبتعد عن أهلك .
  نحن شعب عانى الأمرّين بسبب سياسات النظام الدولي والانظمه القمعيه المحليه,  لا بد لثقافة التبعيه  ان تُمحى من عقولنا والا كيف ستتبدل نظرة الاخرين علينا,ما نريده اليوم هو اقل بكثير مما يريده غيرنا لنفسه,علماً نحن الأحق قانونيا وأخلاقيا وتاريخيا في كل شبر من وطننا  وأرضنا التاريخيه التي اصبح البعض يتبضع بها في اسواق السياسه ومساوماتها  .
سؤالي لكم استاذ داؤود, كيف تقرأ مستقبل شعبنا, وكيف يجب ان يتصرف مثقفوه في الداخل والخارج حتى يستطيعوا تغيير المعادله التي تقول بان المستقبل لا يبشر بخير.
شكرا لكم
تقبلوا تحياتي     

غير متصل داود برنو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 139
    • مشاهدة الملف الشخصي
                     زيارة البطريرك مار أيشاي شمعون الى العراق عام 1972.
الأستاذ شوكت توسا المحترم . أشكرك على تساؤلاتك،ولو أن التعبير عن الرأي في العراق قد يكلف المرء كثيرآ.
أعتقد أن كل من يقرأ مستقبل شعبنا، يعرف بأننا نفتقر الى عوامل كثيرة،ومنها العامل الرئيسي للقيام بأي نشاط سياسي،هو توفير الأمكانيات المادية،لو توفرت لأستطعنا من تشكيل هيئة تنسيق بين جميع المغتربين من أبناء شعبنا المنتشرين في دول العالم، وهؤلاء المغتربين في كل دولة، يجب أن يكون لهم تشكيل سياسي يضم كافة المنظمات السياسية والثقافية ..وغيرها،ومن خلال هذا التشكيل يطالبون حكومتهم بدعم قضية شعبنا من أجل نيل حقوقه القومية المشروعة في العراق.
بالنسبة الى أحزابنا ومنظماتنا السياسية في الداخل، بالرغم من أنقسامها ألا أنه يجب أيضآ أن تؤطر في تشكيل سياسي،وتوحد رؤيتها نحو مستقبل شعبنا ،وتطالب الحكومة العراقية بتلبية مطالبنا، كما يجب التنسيق والعمل بين هيئة تنسيق الخارج،والتشكيل السياسي في الداخل ،عندها يمكن أن نحصل على حقوقنا من خلال المجتمع الدولي،وفي مقدمتهم ألولايات المتحدة الأمريكية.
أما أعتمادنا على بغداد وأربيل في نيل حقوقنا!!!!،فهذا ضربٌ من الخيال ..ألخ.وعلى سبيل المثال نذكر حادثتين فقط من مئات الحوادث..،شاهدنا كيف تم سحب المرسوم الجمهوري من البطريرك ساكو بدون سبب وبشكل أستفزازي مهين من قبل حكومة بغداد..ألخ، كما شاهدنا كيف غيب فجأةَ وزير المالية ونائب رئيس وزراء السابق في حكومة أقليم كوردستان ألسيد سركيس آغا جان من قبل حكومة الأقليم ومنذ أربع سنوات،ولا أحد يعرف ما هو مصيره، بالرغم من جمهوره الواسع جدآ في صفوف الأوساط الشعبية بين المسيحيين كافة .

David Barno