المحرر موضوع: إحراج السعودية بعودة الحديث عن التطبيع للرد على زيارة بوتين  (زيارة 161 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31700
    • مشاهدة الملف الشخصي
إحراج السعودية بعودة الحديث عن التطبيع للرد على زيارة بوتين
فشل ضغوط الإدارة الأميركية في إبعاد السعودية عن روسيا، كما فشلت إغراءاتها في تعديل موقف الرياض.
العرب

زيارة أزعجت واشنطن
دبي – عادت الولايات المتحدة إلى الحديث عن التطبيع بين السعودية وإسرائيل بالتزامن مع بلوغ الهجوم الإسرائيلي على غزة ذروته، في خطوة يقول مراقبون إن هدف واشنطن من ورائها هو إحراج القيادة السعودية في وضع عربي يتسم بالغضب الشديد على إسرائيل.

يأتي هذا الإحراج كرد فعل على استقبال السعودية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والحفاوة التي قوبل بها من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتصريحات التي تظهر وجود توافق في قضايا مختلفة، وعلى رأسها موضوع تخفيض إنتاج النفط ووحدة موقف أوبك+ من ذلك.

وقال مبعوث الطاقة الأميركي آموس هوكشتاين الخميس إنه لا يعتقد أنه ينبغي التخلي عن أمل تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وإن الأمر لا يزال هدفا للولايات المتحدة رغم الحرب الدائرة في غزة.

إدارة بايدن المنزعجة من زيارة بوتين للرياض تحرك ورقة التطبيع لما له من حساسية لدى السعودية كقوة قومية وإسلامية

ومن الواضح أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن المنزعجة من استقبال السعودية للرئيس الروسي، رغم إصْدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه، سعت إلى الرد على الخطوة بإحراج السعودية من خلال إثارة موضوع التطبيع مع إسرائيل ما سيجعلها قبلة للانتقادات في الشارع العربي، ويهزّ صورتها ومرجعيتها الدينية.

وفشلت ضغوط واشنطن في إبعاد السعودية عن روسيا. كما فشلت إغراءاتها في تعديل موقف الرياض، ومن بين الإغراءات وعود بالاستجابة لرغبة سعودية تتعلق باتفاقية دفاع قوية لردع هجمات محتملة من قبل إيران أو أذرعها في المنطقة، مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وسعت الولايات المتحدة إلى محاصرة روسيا وتسليط عقوبات على الشركات والدول التي تتعامل معها، وخاصة في مجال النفط والغاز، وذلك كرد فعل على التدخل الروسي في أوكرانيا.

ومنذ البداية رفضت السعودية أن تكون طرفا مباشرا في محاصرة روسيا، واتخذت علاقاتها مع موسكو منحى تصاعديّا بسبب تحالفها في أوبك+ والعمل على التحكم في الأسعار عند مستوى معين وعدم إغراق السوق، وهذه أهم عناصر الخلاف بين الولايات المتحدة والسعودية.

وقال الرئيس الروسي إن العلاقات مع السعودية وصلت إلى “مستوى غير مسبوق” في بداية اجتماع تم الترتيب له على عجل في الرياض مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وفي تصريحات عرضها التلفزيون الروسي شكر بوتين ولي العهد السعودي على دعوته، قائلا إنه كان يتوقع في بداية الأمر أن يأتي الأمير محمد بن سلمان إلى موسكو، “لكن حدثت تغييرات في الخطط”.
وقال فلاديمير بوتين للأمير محمد بن سلمان “لا شيء يمكنه منع تطور علاقاتنا الودية”.

وأعرب الرئيس الروسي وولي العهد السعودي عن “بالغ قلقهما حيال الكارثة الإنسانية في غزة، وشددا على ضرورة وقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية، وضرورة حماية المدنيين” خلال الحرب التي دخلت شهرها الثالث الخميس.

ويرى مراقبون أن التوتر بين السعودية والولايات المتحدة قد يعود إلى ما عاشته العلاقات الثنائية بعد استلام الرئيس جو بايدن عهدتَه في البيت الأبيض واتخاذه موقفا متشددا تجاه السعودية يقضي بإعادة إحياء ملف مقتل الصحافي جمال خاشقجي، مشيرين إلى أن السعودية تبوّئ مصالحها في المرتبة الأولى، وأن موضوع التطبيع سيتأجل إلى ما بعد توقف الحرب في غزة وبدْء نقاشات الحل السياسي.

وتعاطت السعودية مع التطبيع كورقة مقايضة مع الأميركيين، وهو ما يجعل التراجع عنه أمرا متوقعا من جانب الرياض.

وقال هوكشتاين متحدثا على هامش فعالية في الإمارات “أعتقد أنه ليس كل طريق طريقا مستقيما؛ فأحيانا يسير في اتجاهات مختلفة أولا. لكن الهدف لا يزال هو نفسه”.

وأضاف “نظل ملتزمين بهدف التكامل الإقليمي، ولا يتعلق الأمر بالمملكة العربية السعودية وإسرائيل فحسب، بل يجب أن يكون أوسع من ذلك بكثير”.

وقالت مصادر مطلعة على تفكير السعودية لرويترز قبل شهرين إن السعودية جمدت الخطط المدعومة من الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل وسط احتدام الحرب في غزة.

بوتين كان مرفوقا بوفد وزاري موسع
وأطلقت إسرائيل حملة عسكرية ردا على الهجوم المباغت الذي شنه مقاتلو حماس في السابع من أكتوبر الماضي وأسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة، وفقا للإحصاء الإسرائيلي.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 16 ألف شخص قتلوا حتى الآن في القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة.

وإلى غاية السابع من أكتوبر كان القادة الإسرائيليون والسعوديون يقولون إنهم يتحركون بخطى راسخة نحو اتفاق كان من الممكن أن يعيد تشكيل الشرق الأوسط.

وتابع هوكشتاين قائلا “لا أعتقد أننا نغير اتجاهاتنا، ولا أعتقد أن هذا الصراع يجب أن يفعل ذلك. في الواقع يجب أن يكون هذا الصراع بمثابة تذكير لنا بأننا إذا لم نتجه نحو التكامل الإقليمي والسلام والأمن فهذا هو البديل”.

وتعارض الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة لأنهما تعتقدان أنه لن يفيد سوى حماس. وبدلا من ذلك تدعم واشنطن هدنات مؤقتة لحماية المدنيين والسماح بإطلاق سراح الرهائن الذين احتجزتهم حماس أثناء الهجوم.