في ذكرى مذبحة صوريا
في يوم 16 / 9 / 1969 أرتكب احد المجرمين والمدعو عبد الكريم الجحيشي جريمة نكراء بحق تلك القرية الآمنة عندما أقدم على قتل ( 35 ) شخصا وجرح ( 21 ) من أبناء القرية يتقدمهم الأب الشهيد حنا قاشا والذي كان يحمل بين يديه الإنجيل المقدس قائلا للمجرم نحن ننشر السلام . ولكن بصيرة المجرم كانت قد عميت ، فرمى الأب الجليل بوابل من الرصاص وأرداه قتيلا ، وثم من بعده مختار القرية المدعو خمو ، وعندما حاولت ابنة المختار مهاجمة المجرم من فوران دمها على مقتل والدها والقس حنا فأقدم على رميها برصاص مسدسه ومن ثم رمى الباقين بكل هوادة ( حيث كانوا محاصرين في حضيرة أغنام ) . وكانت حصيلة هذه الجريمة النكراء ( 35 ) شهيدا من النساء والأطفال والشيوخ (24 ) منهم مسيحيون و (11) مسلما من الكورد والكلدان وغيرهم . وبقيت جثثهم مرمية هناك إلى يوم 19 /9 / 1969 .
حيث أمر المجرم بعدم دفنهم وكذلك رفضوا معالجة الجرحى إلى ذلك اليوم، حيث تدخل بعض الوجهاء من الموصل وتم نقل من كان على قيد الحياة إلى مستشفيات الموصل .لأنهم كانوا قد أمروا مستشفيات دهوك وزاخو بعدم استقبال الجرحى . وبذلك اختلط دم المسيحي وأخاه المسلم معا كوردا وكلدانا من اجل كوردستان فدرالي حر يكون آمنا للجميع . ولكن للأسف هذه الجريمة البشعة لم تنل حقها كأول جريمة ابادة جماعية يرتكبها البعث الصدامي بحقنا ، نعم في حجم الشهداء قياسا بالجرائم الأخرى قليلة ولكن بمعناها تساوي باقي جرائم الابادة الجماعية مثل حلبجة والمقابر الجماعية وغيرها .
إننا نطالب : ــ
1 ـ بان يحاسب المجرم منفذ الجريمة الذي لم يتم محاسبته في حينها وإنما تم ترقيته رتبة أعلى مكافأة من أسياده على تنفيذه هذه الجريمة النكراء، بان يدخل ضمن قائمة المجرمين أمثال علي الكيماوي وغيره بتهمة الابادة الجماعية .
2 ـ منح حقوق هؤلاء الشهداء من قبل الحكومة الوطنية مع بناء قرية عصرية لمن تبقى من أبناء القرية تليق بهم مع تنفيذ نصب تذكاري يدل على اختلاط دم المسيحي والمسلم من اجل العراق عامة و كوردستان خاصة . مع العلم إن مقبرة هؤلاء الشهداء كانت مشتركة حيث دفن المسلمين والمسيحيين معا في مقبرة واحدة تلك المقبرة التي ترمز إلى النضال المشترك لشعب كوردستان بكل أديانه وقومياته من الكورد والتركمان والكلدان والاشوريين مسلمين ومسيحيين معا من اجل الحرية لكل العراق .
إننا ندعوا كل أبناء امتنا الكلدانية في الوطن والمهجر مؤسسات وأفراد أن يرفعوا صوتهم عاليا لتذكير العالم بهذه الجريمة النكراء والمطالبة بمحاسبة المجرمين كافة ممن ارتكبوا جرائم بحق الوطن .
ابو داليا
