واخيرا ذاب جبل الجليد ..
لتظهر اصالة ابناء زوعـــــــا .؟؟
يعكوب ابونا
كما هو معروف بان ولادة الحركة الديمقراطية الاشورية عام 1979 م كانت من رحم معاناة شعبنا بزمن البعث سيئ الصيت ، فناضلوا ابنائها على المستوى القومي والوطني ، وقدموا قمة التضحيات باستشهاد قادتها الذين اعدموا على يد الطغاة البعثيين عام 1985..
ولكن نضالهم لم يتوقف بل امتد الى النضال المسلح في شمال العراق بجانب الاخوة الاكراد من اجل نيل حقوقهم القومية والوطنية ولبناء عراق ديمقراطي تعددي يحقق العدالة الاجتماعية والمساوات للجميع امام القانون ....
وبعد ان فرضت منطقة امنة في شمال العراق عام 1991، عملت الحركة بكل جهد من اجل تقديم كل ما تستطيع تقديمه لابناء شعبنا الاشوري بكل تسمياته ، وكللت خدماتها وعطائها في البناء القومي الاساسي في حياة شعبنا منها التعليم وتدريس لغة الام ، فتم فتح المدارس بمراحلها لتمتد بتدريس علوم اللغة على كل المستوات الدراسية فكان هذا نصرا لايمكن الا ان نشكر ونقيم كل الجهود الذين ساهموا في تحقيقه ..
وبعد سقوط البعث في 2003 بتدخل امريكا عسكريا وتنهي نظام حكم البعث والقضاء على قيادته باعدام الدكتاتور صدام حسين ، وتوالت الاحداث باستلام حفنه من المارقين والفاسدين الذين جاؤا على الدبابه الامريكية او بمساعدتها ، لحكم العراق مما سببوا اضرار بليغه بشعبنا العراقي عموما والاشوري خصوصا ، باتباعهم سياسة المخاصصة الطائفية سيئت الصيت ، فسببت انهار الدولة العراقية وتفشئ الفساد المالي والاداري بعموم مؤسسات الدولة بكل هياكلها ودوائرها ،
ازدادت معانات شعبنا المسيحي بكل تسمياته وانتماءاته من هذه الظروف .
اخذت الحركة ( زوعــا ) بعض المهام بهذه المرحلة وامتد ليشكل حقبة محورية في سياسة الحركة جنبا بجنب مع الذين افرزتهم المرحلة ، مما تطلب ضرورة الخروج من هذا المأزق لتاخذ الحركة دورها الديمقراطي المستمد اسمها من محور سياستها ، ..
الا انه للاسف كان هناك الكثير من الاخفاقات داخل قيادة الحركة وخاصة التنظيمية منها ، فشكل عقدة وصعوبة في مضمار توحيد الخطاب القومي الوحدوي النضالي داخل قيادة الحركة ، فسبب ذلك تصدع في بنيتها وانشقاق بعض قادتها وكوادرها لياخذوا دورهم الاساسي بعد ان عجزوا من اصلاح ذات البين ، منطلقين من ان هناك انحراف وعدم المبالاة في القضية القومية التي ناضلوا من اجل تحقيقها والامال التي انعقدت عليها .
وايمانا من هؤلاء بعدالة قضيتهم شكلوا حزبا سياسيا اطلقوا عليه اسم ابناء النهرين ، فانطلقوا في العمل القومي الذي تربوا عليه وشربوا من منبعه فكانت عقيدة الحركة الديمقراطية الاشورية وفكرها مصدرالهامهم النضالي وعملهم القومي، فاثبتوا فعلا جدارتهم وامكانيتهم في العمل القومي والسياسي على الساحة السياسية العراقية.وما لايمكن انكاره فقد قدموا الكثير في مسيرتهم النضالية في هذه الظروف الصعبة واستطاعوا ان يكسبوا وان يشار اليهم بالبنيان .
كان الطريق على الجميع صعبا ولكن كان هناك دائما ضوء في نهاية النفق ، وبعد انتخابات القيادة التي أجرت في 25-26 / 5 /2023 بكل شفافية ونزاهة وديمقراطية اثبتت الحركة الديمقراطية الاشورية بانها فعلا حركة ديناميكية ديمقراطية تؤمن وتعزز روح الديمقراطية في عملها السياسي ومسيرتها القومية. وعبرت تلك الممارسة عن مدى وعي وادراك قادتها الى ضرورة التغييرالتي تتطلبها المرحلة الراهنة وان يتحمل الجيل الشباب مسؤولية السير باهداف وتطلعات الحركة الى الامام .وان يشكلوا مدرسة قومية تحقق لطموح شعبنا وشبابنا في العمل ضمن اطار الحركة قومية تحقق طموحهم القومي والوطني ..
وهنا ظهر دور ابناء زوعا الذين تركوها لسبب ما كما ذكرنا انفا ، وبزوال مسببات خروجهم من الحركة فما كان منهم الا ان يقدموا بعمل بطولي قد لم يسبقهم به احد ، وهو التضحية بما كان لديهم من امتيازات ومكانه وحزب وجماهير، عندما أتخذوا قرار حل حزبهم ورجوعهم الى حضن الحركة الام التي تربوا على يدها وشربوا من منابيع فكرها القومي الاصيل ..
وهكذا اثبتوا بانه فعلا ابناء زوعا الاصلاء فتحية لموقفهم هذا الذي سيذكر لهم في التاريخ السياسي والقومي للاحزاب والحركات النضالية عموما وليس فقط الخاصة بشعبنا ، لنرفع لهم قبعاتنا واحترمنا ..
ولكن بالمقابل علينا ان نذكر ونعترف بتضحية قادة الحركة الاشورية ( زوعا ) وبشخص سكرتيرها العام السيد يعقوب كوركيس المنتخبين في الدورة الاخيره لمدة ثلاث سنوات ، فاقدام السكرتير العام الى اعلان عن انتخابات استثنائية في نهاية ايار وبداية حزيران 2024 لتتاح الفرصة امام الجميع لاثبات وجودهم ان كانوا مستحقين ان ينالوا ثقة شعبنا وان يمثلوه بكل جدارة واقتدار ..فهذه بكل المعاييرتضحية من لدن السكرتير العام ، واثبت بهذه القرار حقيقة ايمانه بفكر الحركة وتضحياتها ، ليؤكد بان المنصب ليس لاجل ذاته بل لاجل تحقيق اهداف الامة والشعب الذي انتخبهم ، بهذا القراراتاح الفرصة امام كل اعضاء وكوادر زوعا ان يثبتوا بانهم فعلا ابناء زوعا الاصلاء ويساهموا في تجديد الولاء لمبادى الحركة،بمشاركتهم بهذا المهرجان الانتخابي..
فهنيئا لشعبنا الاشوري بابنائه الاصلاء ، شعبنا يكون له مثل هؤلاء المضحين فالامة حتما ستكون بخير..
ولكن ما يؤسف له حقا ان نجد البعض الاقلام وبعض اصحاب النفوس الضعيفه يشوهوا صورة قادة الحركة التي هم تربوا على افكارها وقيمها ، متناسين بان الاساء الى اي عنصر من عناصر العاملة في الحقل القومي فهو اساءة لهم مباشرة فكيف اذا كانت الاساءة للمقربين اليه وزوعاوي مثله اليست هذه الاساءة موجه للحركة وفكرها ؟؟ لانه يؤلد انطباع لدى الاخرين بان هل هذه هي سلوكية واخلاق زوعا ؟؟ فامر غريب فعلا ؟؟
شعبنا بوضعه الراهن يتطلب وحدة الصف والكلمة وتوحيد الجهد النضالي ، وليس الاساءة البعض للبعض الاخر ، فهذا لايخدم الا اعداء الحركة ويؤذي ليس الشخص المستهدف بل المسيئ نفسه لانه يكشف عن نفسيته ونزعته المريضه ..
الذي لا يستطيع ان يضحي من اجل شعبه لايستحق ان يتحدث باسمها.. لذلك نناشد ابناء زوعا الحقيقيين الذين ضحوا وقدموا الكثير ، ونحاطبهم بكل محبة وتقديركملوا مسيرة تضحياتكم باستمرارعملكم الدؤوب من اجل شعبكم الذي يتنتظر منكم الكثير ..
ونحن بانتظار مؤتمركم الاستثنائي ليبارككم الرب بمسعاكم وخطواتكم الجريئة ، ليمجد عملكم ويخلد بتاريخ شعبكم..
المجد والخلود لشهداء شعبنا ..
يعكوب ابونا ................ 16/ 4 / 2024
