المحرر موضوع: لعنة أبدية  (زيارة 318 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فيفيان صليوا

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 58
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لعنة أبدية
« في: 16:47 28/04/2024 »
لعنة أبدية


إذا أردت أن تعرف الشعب فانظر إلى حاكمه. لأن ذلك الحاكم من ذلك الشعب. البلد غير مرتاح لأي حاكم يصل إلى السلطة. لا مع الدكتاتور ولا مع الطائفي. لأن ذلك البلد لن يقبل أبداً أي ارتباط مهما كان بالديمقراطية والعلمانية. مما يعني أن المأساة لن تفارقه أبداً وسيبقى معلقاً بين السيئ والأسوأ. اللاوعي لن يصنع وطناً. احذروا من بلد فاقد الوعي. حاول العراق أن يكون كل شيء، إلا وطناً.

ما حدث في العراق هو تغير جنسية الدكتاتور، من دكتاتور عراقي إلى دكتاتور إيراني، وبذلك سرقت إيران كل جهود المعارضة العراقية. أو كما بدا لنا، لم تكن المعارضة معارضة، بل تجار وطن. لذلك فشلت في إنشاء وطن علماني ديمقراطي ونجحت في ملء حسابها المصرفي. أغلبهم عاش في بريطانيا، وعندما ذهبوا مع الأميركيين إلى العراق، لم يطبقوا في العراق ديمقراطية وعلمانية أوروبا. أتذكر بعض الأصدقاء "لم نعد أصدقاء" في المعارضة العراقية عندما أخبروني أنهم عائدون مع الأميركيين إلى العراق من أجل تغيير التاريخ هناك وتحقيق الحرية للوطن والشعب، "وأصبح أحدهم فيما بعد رئيساً للوزراء ولم يكن عوناً للعراق"، فكان ردي: لا فائدة من عودتكم، ومهما فعلتم، العراق لن يتحسن. ولكن كيف يمكنك تغيير بلد بأكمله وأنت نفسك لا تستطيع تغيير عقليتك الرجعية الطائفية؟ كلنا نعلم أن الماء هو أفضل وسيلة لإطفاء النار، فلماذا لم تستخدم هذا التكتيك لتغيير عقليتك أولاً ثم تغير عقلية شعب المليئة بالآلهة والأنبياء؟ لقد غيرت المعارضة العراقية، العراق حقاً، من الدكتاتورية إلى الطائفية والعنصرية. ادركت الآن، إذا أردت أن يكون الوطن حراً، غيّر شعبه قبل حاكمه. وكانت المعارضة من ذاك الشعب.

التراجيدية التي عاشتها شجرة عيد الميلاد في دولة آشور "العراق" والتي تعرضت لأشد أنواع التعذيب من قبل الحكومة الطائفية التي تكره كل ما هو مسيحي. أن تقتل ديناً، كأنك تقتل وطناً. شجرة الميلاد في منظر عنصري، حلم تحقيق الكراهية والحقد لكل شيء مسيحي في بلد تكمم أنفاسه ويختنق. عندما تتحول البلاد إلى مسرح كبير للتطرف، يتمتع البعض بميزة التفاعل المستمر. إن مهاجمة المسيحية في بلد كان في الأصل مسيحياً هو أسهل شيء يمكن القيام به هناك. وكما تم عزل الأوطان القديمة وتدميرها وتغيرها في الماضي، سيأتي وقت أيضاً حيث تهلك الدول الحديثة في الشرق الأوسط، كما قلت سابقاً: إن اللص لابد أن يأتي يوم ويسرقه لص آخر، حتى يعيد ما سرقه اللص إلى المالك الحقيقي. لأن التراب أصلي وما فوقه مزيف. طالما تم تجريد الشرق الأوسط من الديانتين المسيحية واليهودية، فإن آلامه ستكون حاضرة وأزلية. طالما واصلتم تزييف الوطن أكثر فأكثر سيكون الضرر أكبر. وكانت المعارضة العراقية كلها من الشيعة والأكراد. لقد أثبتت أنها معارضة طائفية بجدارة على أرض الواقع، لذلك تم تقسيم العراق بينهم "الشيعة والأكراد" ولا شيء للآشوريين. لن تفهم الوطن ولن يفهمك إلا من خلال انتباهك لأصله. وكما يرافق الموت الحياة، كذلك يرافق الدمار الأوطان المسروقة في الشرق الأوسط. أنا لست من أولئك الذين يريدون الدمار والحروب، لكن أرض الوطن لديها حساسية من المرتزقة بشكل مكثف، كأن الطبيعة تلعن غير الشرعيين. الطبيعة هي الأكثر بؤساً، في البلد الذي يرتدي القناع. تلك البقعة ملعونة بلعنة أبدية، لن يكون فيها سوى سلام مؤقت ودمار كبير.

لم تتمكن الأحزاب الآشورية من الدفاع عن شجرة الميلاد، فكيف سيتمكنون من الدفاع عن الشعب الآشوري المسيحي؟ هل يحتاج الآشوريون إلى تشكيل معارضة آشورية في لندن وواشنطن "على غرار المعارضة العراقية السابقة الفاشلة" من أجل إسقاط الأحزاب الآشورية الضعيفة بكل مسمياتها في الداخل؟ ماذا فعلت الأحزاب الآشورية لشعبنا الآشوري بكل مسمياته حتى الآن؟ هل قاموا بتسليح الآشوريين وشكلوا حيش آشوري مسيحي مسلح مستقل وغير منخرط مع الميليشات الشيعية والكردية؟ هل يكافحون من أجل إقليم آشوري أو سيستمر الجبن في إغراءهم؟ وإلى متى سيعطي الأساقفة والكهنة شعبنا الحبوب المنومة لينام على مآسيه؟ لم يكن المسيح جباناً ولم يعلّم المسيحيين الجبن، ليأتي الأساقفة والكهنة ليعطوا شعبنا المضطهد دروساً في الجبن في قداس الأحد ومنع شعبنا الآشوري المسيحي من عدم الانغماس في السياسية وعدم حمل السلاح وتشكيل جيش لدفاع عن وجودهم، دينهم، قوميتهم، قراهم، مدنهم وحضارتهم. يقول الرب يسوع المسيح " أنتم نور العالم" فكيف سينيرون العالم، "عالمهم"، وأنتم يا أيها الأساقفة والكهنة تسحقون شجاعتهم وإيمانهم في التغيير والدفاع عن أنفسهم وعن حقوقهم! الموتى فقط، لا يدافعون عن أنفسهم. الموتى فقط، لا يطالبون بحقوقهم. عندما تموت الجذور، تسقط الشجرة بأكملها. فإما أن يحملوا الآشوريين السلاح، أو يغادروا ذلك البلد المسموم "وينفضوا غبار أرجلهم"، كما في إنجيل متى.



فيفيان صليوا
Email: vivianne.slioa@hotmail.com


غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4986
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: لعنة أبدية
« رد #1 في: 17:53 30/04/2024 »
شاعرتنا المحبوبة فيفيان صليوا
شلاما
مقال محكم  بوصف الخارطة السياسية للعراق   وينسجم مع الواقع المعاش ومعاناة الاشوريون
ونقتبس الاتي ( الموتى فقط، لا يدافعون عن أنفسهم. الموتى فقط، لا يطالبون بحقوقهم. عندما تموت الجذور، تسقط الشجرة بأكملها. فإما أن يحملوا الآشوريين السلاح، أو يغادروا ذلك البلد المسموم "وينفضوا غبار أرجلهم"، كما في إنجيل متى.) انتهي الاقتباس
اعتقد ان من حمل السلام لم يعد يجدي او ينفع
اي  ان ربط مصيرنا في الوطن  بقوة السلاح   وخلافه الرحيل
نظرة بحاجة الي اعادة التفكير باساليب اخرى لاستمرارية وجودنا في الوطن
تحياتي