تيـــتي.....تيتــــي, مثل ما رحـــتي جيــــتي./ شوكت توسا
عندما كبرت الدوده تيتي,أبلغتها أمها بأنّ الوقت قد حان كي تعتمد على نفسها ,سمعت الإبنه كلام أمها وخرجت في الصباح التالي لوحدها تبحث عن شئ تأكله,فوقعت عيناها على حبّة جوز متروكه تحت إحدى الشجيرات,لفت انتباه تيتي ثقبٌ صغير في قشرة الجوزه ,فانسلّت من خلاله الى داخلها وأكلت كل زادها,ولما ارادت ان تخرج لم يتسع الثقب لجسمها المنتفخ من كثرة ما اكلته,مما إضطرها البقاءاياما داخل الجوزه الى أن أفرغت ما أكلته ليعود جسمها نحيلا كما كان,ثم خرجت مُسرعة الى أمها لتقص عليها ما جرى.ضحكت الأم حين سمعت القصه وقالت :تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي".
لاأحد يدري إن كانت تيتي قد تعلمت الدرس في كبرها,أم أن تجربتها لاقت ذات المصير الذي تلاقيه تجاربنا وأوراق حكاياتها المتطايره مع كل هبة هواء, فيتلقفها المتربصون بنا حجةً سهله ضدنا .
لفترة ليست بقصيره,كان الشغل الشاغل لــ( بعض)مثقفيناوسياسيينا القوميين تسقيط الحركه زوعا وماعداها مُرحب ٌبه حتى لو كلّفهم رفع رايات المريدين سوءً لنا وقبول وصاياتهم, شخصيا لم أجدلهذاالسلوك ما يبرره إلا في أعراض داء الكسل الفكري والعجزعن تقديم شئ .
بسبب هذا الكسل المستديم,طال انتظارنا ونحن نمنّي النفس بأمنيةٍ ظلت محبوسه في جعب ورفوف ناشطينا الكلدان,تنتظرساعة إطلاق سراحها لتحقيق الخطوه التي من شأنها ان تساهم في حلحلة جانب من مشاكلنا وتحفظ ماء وجهنا,ألاوهي تشكيل كيان أوحزب كلداني .
بعد إعلان المنطقه الآمنه في شمال العراق عام 1991,توفرت حرية النشاط السياسي العلني في مدن هذه المنطقه,مع ذلك لم نشهد طيلة الفتره بين 1991 و 2003 كيان كلداني مستقل نابع من فكرالمحبين لشعبناموحداً كي يكون بإمكانه ترسيخ قواعد عمل تضع حداً لسفسطة التسميات ولظاهرة التعويل على الغرباء التي خبطت الحابل بالنابل ودفعنا ثمنها غاليا.
مع سقوط النظام في نيسان 2003,تمددّت رقعة حرية ممارسة النشاط السياسي العلني لتشمل العراق كله فتولدّت تعقيدات سياسيه تتطلب ايجاد ادوات لمواجهتها.أخفق مؤتمر بغداد اوكتوبر 2003 في وضع أسس للعمل الجماعي , إذ سرعان ما تنصل المتفقون عن التزاماتهم فأصبح تاسيس كيان كلداني مستقل حاجة مهمه تتطلبها المرحله,لكننا لم نحظى بها,والسبب كان وما يزال نأي المثقفين الكلدان بأنفسهم (الاكثريه الصامته)أمام تعالي اصوات توافقت أهواءها مع مآرب جهات خارجيه وجدت في خلافاتنا الداخليه منسفاً تعلف منه فظلّت الأمنيه في غيبوبه لأمد لا أعرف مداه .
ربّ سائل يسأل لماذا اخترت قصة تيتي عنواناً ؟
سمعت قبل إسبوعين خبرا أفرحني, مفاده أن مؤتمرا كلدانيا قيد التحضيرله,تمنيته منعقداً بوئام كي نحظى فيه بإلتفاته مغايره لتلك التي خلّفت لنا تجاربا مبكيه,شعبنا بكل مسمياته بحاجه ماسه اليوم الى إلتفاته تعنى بدراسة أخطائنا للخروج بجديد يعيد عربتنا التائهه الى السكه الصحيحه .
بحسب ما جاء في تكملة الخبرالمفرح,هناك من يرحب بمبادرة الشيخ ريان لتمويل المؤتمر,أي أننا مقبلون على ابتلاع ذات الطُعم لنعود كماعادت تيتي نحيله الى امها, كنا في مناسبات سابقه قد سألنا عن عدد اللدغات التي يحق للمثقف ان يتلقاها من نفس الجحردون مجيب,والآن نضيف ونسأل ترى هل فينا من يجهل او يتجاهل حجم الأذى الذي لحق بنا جراء تنصيب ريان شيخا وبطلا كلدانيا بمباركة الكنيسه؟ إن كان الجواب بنعم فينا, إذن لنستعد للدغه قادمه,بالمناسبه لامعرفة لي بريان حتى يكون لي مشكله شخصيه معه,كل الذي يهمني هو الجانب المتعلق بمستقبل شعبنا لا غير .
حاشا أن يقبل مثقفونا الكلدان بهذا التمادي اللامسؤول,لكن اس المشكله كما أسلفت يكمن في ترك راس الحبل لقلّه مُعطلّه فكريا لا تمانع من مقايضة كرامتنا بما يتيسرمن فتات موائد أعدائنا.لو كُتب لهذا المشهد البائس الظهور,فهوتمادٍ متعمد لتشويه سمعة الكلدان وسنحتاج
الى روزخون رادود يحكي لنا عن أمننا وكرامتنا وارضنا في مؤتمرتمولّه ميليشيات متهمه بالفساد والارهاب .
الوطن والشعب من وراء القصد