المحرر موضوع: مقترح مشروع في حماية الوجود الاشوري: (فرصة العمل) التي قد تمنح أملا !  (زيارة 239 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ميخائيل بنياميـن

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 54
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مقترح مشروع في حماية الوجود الاشوري:
(فرصة العمل) التي قد تمنح أملا !

ميخائيل بنيامين
ناشط وباحث في قضايا الاقليات والشعوب الاصلية

قبل سنوات مضت
قبل ما يزيد عن العقد، حين كنت مسؤول فرع زاخو لزوعا، وجهت شابة ضمن فريق (كشرو) كاميرتها باتجاهي وتسائلت: عما هي دعوتي الى ابناء شعبنا الاشوري في المهاجر وعما يجب القيام به تجاه اخوتهم في الوطن؟
عرفت المقصود، لذا حاولت تغيير الفكرة، وقلت لها: آمل الا تنتظري مني ان اكرر ذات المطالبات في الدعم المادي لمساندة الجهود والبرامج القومية في الوطن (كانت يومها موجة سائدة)، بل انا أدعو ان نتشارك معا، الداخل مع الامكانيات الهائلة لشعبنا في دول المهاجر (السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والعلمية ...الخ)، لاجل قيادة حملة مدافعة وتشكيل لوبي، يضغط على الحكومات العراقية كي تضمن حقنا في خيرات هذا الوطن الكثيرة، ونحن أقدم شعوبه الاصلية. حقنا الذي يضمن، ليس فقط اقامة المشاريع التنموية في مناطق شعبنا ويضمن تقديم الخدمات الاساسية وتوفير فرص العمل التي تقود للحفاظ على اراضينا التاريخية الاشورية والحفاظ على كرامتنا وحريتنا الانسانية، لمن ما زالوا متشبثين بارض الوطن، بل ان يضمن أيضا حق كل اولئك الذين اضطروا مرغمين لتركه ليس خيارا بل جبرا. ثم أضفت: ادعو الى ذلك، ليس لاننا لسنا بحاجة الى دعمكم او لانكم غير مستعدين، بل لانه من غير المنطق ان نستمر بزيادة الضغوط عليكم لاجل غير مسمى، بينما نتغافل عن حقنا وحقكم في بلد خيراته تكفي للجميع بل وتزيد. 
مضت سنوات طويلة، وقد تغيرت قناعتي، ليس للتنازل عن مطالبة الحكومات بواجب ضمان حقوقنا الانسانية الشرعية، بل لصعوبة ان يكون ذلك الحل والخيار الوحيد المعتمد. لماذا؟ ببساطة، لان في انتظار ذلك قد نفقد حتى المتبقي من الارض والشعب ونحن في صراع مع الزمن، وضمن واقع انظمة الحكم في منطقتنا الشرق أوسطية وامكانية ان تستجيب لهكذا حقوق بيسر وسهولة. عليه اصبحت مقتنعا بعدها ان الخيارين وغيرها من الادوات والخيارات لا بد ان تسير في خطوط متوازية وان تعمل جميعها معا لهدف واحد.
لماذا وكيف ذلك؟ ربما نهاية هذا المقال يجيب عن البعض من السؤال !
واقع اليوم
اليوم، قضية الشعب الاشوري في الوطن الام (اشور - العراق الحالي) قد اصبحت قضية وجود مهدد بنهاية قد لا تكون بعيدة، خصوصا اذا ما استمرت الاحداث تسير بذات المنحى، دون تغيير في اليات العمل والتعاطي مع هذه الاحداث، والاستجابة لها بشكل مختلف تماما.
 فهل من يختلف على ذلك؟
في المقابل، يجادل الكثيرين ان الاحزاب والفعاليات والمؤسسات القومية الاشورية بانواعها، ما زالت تفتقد لمشروع قومي بخارطة طريق، تحدد مطلبا وهدفا واضحا، لا سيما في (جغرافية سياسية) تنقذ المتبقي من البشر والارض، وتؤجل النهاية الى أجل آخر، عسى التأجيل يجلب معه تغييرات باتجاه مختلف ومعاكس.
يحدث هذا، وسط نقاش يجري باستمرار، في الغرفة نفسها او المجاورة لها، وهو أكثر احتداما يحدث بين ال 10 % من المتبقين في الوطن، وهم يصارعون التشبث للبقاء الى النهاية، بينما تثار بينهم مجموعة اسئلة في محاولة الاجابة على القائمة الطويلة من التحديات والعوامل الطاردة، مقابل عوامل جاذبة قليلة وتكاد تنعدم بالنسبة للبعض، لذا يستمر التساؤل اذا كان الوقت قد حان حتى لهؤلاء ان يحزموا أمرهم مع حقائبهم ويستسلموا؟ وخصوصا اذا ما اعتمد النقاش على المقارنة بامتيازات الهجرة ودولها، وبين تحديات البقاء في وطن، يشككون بان ما تبقى منه ممكن ان يكون وطنا (رغم ان وجهة نظرنا، ان هذه مقاربة غير موضوعية وغير منصفة وغير مقبولة، لأن من الصعب والخطأ ان تكون الحالة الفردية للاشخاص والعائلات وحقهم في التمتع بابسط الحقوق والعيش في حرية وكرامة اينما كانوا، وحيثما ارادوا، ان تكون محل المقارنة وعلى حساب الوضع الجماعي لامة وشعب له من التاريخ والحضارة ما يزيد عن 7000 عام في ارض ليست الا اشور). 
آخر نقاش مماثل شاركت فيه شخصيا، كان بين عدد من مدرسي ثانوية نصيبين السريانية في مدينة نوهدرا (دهوك)، وقد احتدم حين انتفض احد المدرسين وهو يوجه كلامه لزميل آخر: الرجاء ألا تكلمني عن واجب الصمود لاخر لحظة، وان تقنعني ان هناك أمل بان يتغير أي شئ في المستقبل، وانت تحاول ان تركز على سلبيات الهجرة !
واضاف منزعجا: هل تعلم ان إبني المتخرج من أعلى الكليات وافضلها (الطبية) ما يزال ينتظر منذ 3 سنوات لأن يتوظف؟ لا بل، علي ان اتوسط له للحصول على فرصته في تلك الوظيفة حتى بصفة متطوع؟ ولن أنتظر منك ان تقترح علي كي يعمل في مشروعه الخاص او القطاع الخاص، لانك مثلي أدرى بالوضع الاقتصادي ومدى التنافس والفرص المتاحة ! 
ثم اراد أن يختتم: عن اي وطن تتحدث ويستحق البقاء فيه وعن اي كرامة انسانية تناقشني؟ اذا كان أمر الحصول على فرصة العمل اللائقة لشاب يريد ان يبني مستقبلا، تصبح امنية؟  نحن لا نتحدث عن الكثير من التحديات والصعوبات ولا عن المستقبل المجهول !!
الجيد، ان النقاش الساخن والطويل بين المؤيدين والمعارضين بين فكرتي المقاومة والبقاء وبين خيار الهجرة حتى للعدد المتبقي، قاد في النهاية الى اتفاق الرأي بين الجميع: ان توفر فرص العمل يكاد يكون عاملا مؤثرا في بقاء المئات او الالاف، لا سيما من الشباب (خصوصا خريجي المعاهد والكليات) ممن ما زالوا يقاومون الهجرة وما زال خيار البقاء ممكنا لهم وعائلاتهم في الاقل الى آجل آخر. اضفت شخصيا معلومة بصيغة تساؤل: هل تعلمون ان الكثير من الدراسات عن مؤسسات ومنظمات محلية ودولية بعد 2003 في العراق قد بينت حتى في أسوأ الاوضاع الامنية وغياب الخدمات من الماء والكهرباء، غالبا ما كانت فرص العمل هي اولى اولويات الناس؟
فكرة لجزء من مشروع قومي
تطور النقاش أكثر، وطرحنا امكانية ان تكون فكرة (فرصة العمل) جزءا من مشروع قومي مهم، (بالتنسيق بين الداخل ودول الشتات) هي ان نوفر سنويا حد أدنى من الفرص الممكنة لعدد من الشباب ممن تتوفر فيهم جملة شروط ومعايير يتم الاتفاق عليها، وتخدم الهدف العام للمشروع، من بينها (للمثال وليس للحصر: ان يحصل الشاب على أجره مقابل العمل في مشروع يستفاد منه شخصيا ويخدم المجتمع المستهدف والصالح العام).  ولان أوضاع المدن الكبيرة تختلف نسبيا عن أوضاع القرى، بل ان البلدات والقرى المتبقية تمثل العمق الديمغرافي للوجود الاشوري، لذا طورنا الفكرة ان يكون التركيز والبداية مع الشباب الصامدين في القرى، والتساؤل ان نختار سنويا عدد من القرى مع عدد محدد من الشباب (مهما كان قليلا) وهكذا ...
بقي ان نذكر بأمرين، قد يأتيان بصيغة تساؤلات:
الاول: هل الناس ستكون مستعدة لدعم هكذا مشروع؟
 نعتقد ان يكون الجواب: نعم ، ونعم كبيرة، لا سيما اذا كان دعما رمزيا ومعقولا..
لكن الشرط، ان يروا نتائج دعمهم في بيت يبنى، وارض تحمى، واخرى تستعاد ممن استولى عليها، وكرامة تحفظ، بعكس ذلك فلا ملامة ...
الامر الثاني: هل هذا التحدي هو الاهم وله الاولوية؟ وممكن ان يكون المنقذ في حماية هذا الوجود؟
قد يكون الجواب: ليس بالضرورة ! لطالما كانت قائمة التحديات التي تواجه الاشوريين طويلة، متنوعة، معقدة وصعبة، لكن في منطق الممكن والاولويات، ان توفير فرصة العمل، التي تبقي شابا مع عائلته صامدة في قريته، يصبح ضروريا واولوية كي نحافظ على المتبقي من الناس في ارضها، على امل ان يكون هؤلاء بذورا لزرع مستقبلي ينمو وينتج ثمارا مختلفة.     
  بصفتي عضوا في لجنة الاعداد لمهرجان نالا المقرر في 19 – 21 ايلول 2024 لمناسبة الذكرى 100 من العودة والاستقرار في (نخلا د ملكا) نناقش ان يكون هذا المشروع جزء من رسالة المهرجان.
ومن الشعب الصامد والشعب المؤمن بقضية ارض اشور كل التوفيق ...
 

غير متصل فاروق.كيوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 467
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ استاذ ميخائيل المحترم ..
سبق لي وان قمت بالتعليق على هذا الموضوع في صفحتك في الفيسبوك .. وبغية ان يطلع ابناء شعبنا على اكبر قدر ممكن  من الآراء والافكار ..وخصوصا هنا في موقع عنكاوة كوم .. وجدت  ان هناك اختلاف بسيط مابين  الفيسبوك وما بين المنبر الحر ..
 حيث لا اجد هنا اي ذكر لمبلغ الـ 50 دولار الذي اقترحتم التبرع به في الفيسبوك " أن لم أكن مخطئ..
يرجى ملاحظة وتوضيح ذلك ، ليتسنى لنا التعليق بالشكل الذي يخدم هدفكم ومشروعكم ويخدم مصلحة شعبنا ..
مع التقدير ..
BBC