المحرر موضوع: ظاهرة نزوح مناخي للسكان ترافق التدهور البيئي في العراق  (زيارة 146 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31658
    • مشاهدة الملف الشخصي
ظاهرة نزوح مناخي للسكان ترافق التدهور البيئي في العراق
العراق خامس أكثر البلدان عرضة للانهيار المناخي متأثرا بارتفاع درجات الحرارة وعدم كفاية هطول الأمطار وتفاقم حالات الجفاف وندرة المياه.
MEO

كارثة بيئية تزداد سوءا
بغداد - كشف رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق فاضل الغراوي، إن التغيرات المناخية ساهمت بنزوح أكثر من 100 ألف شخص خلال ثماني سنوات، بدءا من عام 2016، أي بمقدار 15 في المئة من السكان وهو ما يعادل 1 إلى 10 أشخاص. ليكون العراق خامس أكثر البلدان عرضة للانهيار المناخي.

وأضاف الغراوي في بيان أن العراق يتأثر بارتفاع درجات الحرارة، وعدم كفاية هطول الأمطار، وتفاقم حالات الجفاف وندرة المياه، والعواصف الرملية والترابية المتكررة، والتصحر والفيضانات وتدهور الأراضي وارتفاع ملوحة التربة فيها.

وأظهرت دراسة جديدة أن تغير المناخ يحول العواصف الترابية وهي ظاهرة طبيعية في الشرق الأوسط إلى تهديد أكثر تواترا وانتشارا للصحة والاقتصادات في جميع أنحاء المنطقة.

أعلى المحافظات نزوحا مناخيا هي ميسان والبصرة وذي قار وواسط ومع اشتداد التغيرات البيئية والمناخية فإن كافة المؤشرات تؤكد أن النسبة ستزداد

وأفادت التقارير أن المنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات في شمال العراق وعلى طول الحدود السورية العراقية تحتوي على أعلى تركيز لمصادر الغبار في المنطقة، مما يعكس زيادة حادة على مدى السنوات العشرين الماضية.

وتابع الغراوي "مما يزيد من تفاقم هذه المشكلة أن سياسات المياه في البلدان المجاورة أدت إلى تقليص مصادر المياه الحيوية، في حين يعمل النمو السكاني السريع والتوسع الحضري، والاستخدام غير الفعال للمياه في القطاعين الزراعي والصناعي لدفع الطلب على المزيد من المياه".

وأوضح أنه "استنادا إلى تقرير منظمة الهجرة الدولية فإن أسباب النزوح البيئي في العراق تعود للأحداث البيئية والحصول على الخدمات والبنى التحتية والمياه وسبل العيش، إذ سجل 10 في المئة من نسبة السكان النازحين بسبب المياه، و8.6 في المئة بسبب المعاناة لتلبية الاحتياجات، و8.2 في المئة بسبب الخدمات والبنى التحتية، و7.7 بسبب الاعتماد على الأرض لسبل العيش".

وأشار إلى أن "أعلى المحافظات التي شهدت نزوحا مناخيا للسكان هي ميسان والبصرة وذي قار وواسط"، لافتا إلى أنه "مع اشتداد التغيرات البيئية والمناخية فإن كافة المؤشرات تؤكد أن نسبة النزوح المناخي في هذه المحافظات ستزداد".
ويواجه العراق الذي يعاني من الجفاف، إضافة إلى أزمات أخرى أنتجتها عقود من صراعات دمرت بناه التحتية، تلوثا "كارثيا" في مياه أنهاره، لأسباب أبرزها تسرب مياه الصرف الصحي والنفايات الطبية.

وطالب الغراوي الحكومة بإطلاق مشروع الإنعاش البيئي خلال السنوات الخمس المقبلة، ويتضمن زرع غابات ومحميات طبيعية في الصحراء وتطبيق الاستمطار الصناعي وإنشاء النهر الدوار للحفاظ على مياه دجلة والفرات ومنع تجريف البساتين وبيعها كقطع سكنية وإطلاق مبادرة زرع مليار نخلة وتعويض النازحين بيئيا ومعالجة مشاكل التلوث البيئي.

ومع تصاعد تحديات التغير المناخي التي تعصف بالعراق، نشرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في يونيو/حزيران الماضي تقريرا بعنوان "بالصور لا الأرقام : ماذا فعل التغير المناخي في العراق؟" تضمن مجموعة من الصور الصادمة التي توثق فداحة التدهور البيئي الذي تعيشه بلاد الرافدين.

وجاءت الصور في إطار مسابقة للتصوير الفوتوغرافي عن آثار التغير المناخي، نظمتها بعثتها في العراق بالتعاون مع الهلال الأحمر العراقي، وذلك في محاولة لإعادة تسليط الضوء على تفاقم خطر التغير المناخي على بلاد الرافدين، مع تسارع وتيرة الاحترار والجفاف وشح المياه والتصحر وتقلص المساحات الخضراء .

وتسلط مبادرة المنظمة الدولية هذه وفق خبراء الضوء على ضرورة توثيق تداعيات التغير المناخي وآثاره عبر الصور والمقاطع المصورة، التي يمكنها إحداث فرق والتعريف بشكل ملموس ومباشر بخطورة ما يحدث، فالصورة بألف كلمة كما يقال .

واعتبرت المنظمة أن التدهور البيئي هو قضية محلية عراقية وعالمية، وأن من الملحّ تطوير هكذا مبادرات توعوية لجعل هذه القضية محورا دائما للبحث والنقاش، وصولا لكبح تدهور المناخ وتطرفه ووضع الحلول والمعالجات الضرورية والمستدامة .