الحوار والراي الحر > المنبر الحر

الناسخ والمنسوخ

(1/1)

صباح ابراهيم:
الناسخ والمنسوخ هذه مقالة قرأتها للدكتور ماجد المطيري اعجبتني لأن فيها تذكير لمن خدعه الشيوخ و نصيحة وإرشاد لمن يريد الهداية وإتباع النهج الصحيح الخالي من الغش والخداع .
صباح ابراهيم

الناسخ والمنسوخ
بقلم د. ماجد المطيري
أو الناقض والمنقوض . فكلمة الناسخ والمنسوخ ويا ليتكم تركزون معي جيدا احبائي ، وتمضغون الكلمات في سياقها بتأنٍ كي تستوعبوا تلك الفضيحة الكبرى والتي لو عرف محمد مقدار حجم ما الحقته من كارثة عليه وعلى قرآنه لتردد ألف مرة من فعلها ، واعني النسخ واللصق والتغيير والتبديل . فإن هذا الموضوع بالذات هدم الإسلام من أساسه ، لان فكرة الناسخ والمنسوخ لا تليق بعمل الله اطلاقا ، فالقوانين الوضعية المدنية يتحاشى اصحابها ان يغيروا فيها أو يبدلوا ، فما بالكم بالله الذي من الواجب ان يثبت على كلامه وأحكامه ! فكلمة الناسخ والمنسوخ إذاً تشمل في طياتها على أمور هدّامة ، من تبديل ونسخ وازالة وتحريف وتناقض ، فهذا القرآن تم التلاعب والتغيير فيه كثيرا على هوى مؤلّفه الذي كان يصدر الأحكام بشكل آيات ويغيرها حسب الظروف والحاجة الشخصية ، وسنرى هذا في سياق مقالنا .
لكن وكما عودتكم دائما ان لا نفّسر من انفسنا فيتّهمنا المسلم اننا نتهجم على الاسلام ، فتعالوا ندخل الى داخل الكتب الاسلامية لنرى هم أنفسهم ما يطلقون به على الناسخ والمنسوخ وما قالوا عنه .
عند قرائتك لتفسيراتهم حول الناسخ والمنسوخ ، ترى أنهم قدموا تفسيرين . تفسير لغوي وتفسير اصطلاحي . فالمعنى اللغوي هو الإزالة والإبطال ! فكلمة نَسَخَ معناها : ازالَ وابطلَ . أي ألغى . اما المعنى الاصطلاحي هو المعنى التفسيري المقصود من النسخ والذي طاول الكثير من الايات ـ فبدَّلَ البعض منها والغى البعض الاخر ، ونقَضَ السابق وأحكَمَ التالي ! .
ولمزيد من التعمق حول هذه المسألة الخطيرة ، ندخل الى الآية الخطيرة التي اقرّت بالنسخ وهي في سورة البقرة 106 :" ما ننسخ من آية أو نُنسها نأت بخير منها أو مثلها " .فيقول ابن كثير المفسر الإسلامي الشهير كلام في منتهى الخطورة في تفسيره للآية حول الناسخ والمنسوخ ، كثير نقلاً عن الطبري في تفسيره الجزء الأول صفحة 104 من سورة البقرة هذه.. فيقول : ينسخ أى يؤَوِّل الحلال حراماً والحرام حلالاً ويحوّل المباح محظوراً والمحظور مباحاً .!!
كما رأيتم ، القنبلة الخطيرة جدا والتي اعترفوا بها على لسانهم ان النسخ هو تحويل الحرام حلالا والحلال حراما ، والمباح محظورا والمحظور مباحا. ! هل هناك احبائي اعتراف وكلام اخطر من هذا ، يبيّن التناقضات في فكر وعقل اله الاسلام الوهمي او مؤلف القرآن ! منذ متى تتغير الثوابت والمعايير الأخلاقية يا اله الاسلام الوهمي ؟!
نُكمل احبائي مع مفسرين آخرين ، لنرى ، هل ذلّ لسان ابن كثير وحده أم هو فكر وإيمان كلي عند المسلمين بالناسخ والمنسوخ ؟
فالإمام النَسَفي لا يذهب بعيدا في تفسيره عن ابن كثير في الجزء الأول من تفسيره على هذه الآية يقول النسخ هو التبديل وانتهاء الحكم الشرعي ! الله على هذا الكلام الخطير . اقرؤوا يا مسلمين وتعقّلوا ، هذا كلام ليس لي بل لشيوخكم يقرّون فيه ان اله الاسلام يبدّل ويغيّر بالمفاهيم والأحكام التي سبق واقرّها !
اما الإمام السيوطي ، فهو الآخر كلامه لا يقل خطورة عن سابقه ، ففي كتابه الإتقان في علوم القرآن يعترف ويقول :" "يرد النسخ بمعنى الإزالة ومنه قوله "فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته".
إذا دققنا وتتبعنا القرآن بدقة ، نعلم ان الناس بما فيهم عائشة زوجة محمد نفسه كانوا يتعجبون من تغييرات الآيات والأحكام ، وقد اتهمت عائشة محمد يوما عندما قالت له :" لا أرى ربك إلا يسارع في هواك " وقد قالت هذا عندما أورد محمد آية اّدعى ان جبرئيل أنزلها له يحلل الله له بضم واخذ اي امراة اشتهاها ، فغضبت عائشة وساورتها الشكوك فاتهمت محمد بما قلناه . وقد ظهر هذا بشدة في الاية القرآنية الخطيرة التي دافع بها محمد عن فكرة النسخ والحذف والتبديل . فنقرأ في سورة الرعد آية 39 تقول :" يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ " . هنا محمد وكالعادة وجد نفسه في ورطة كبرى ، فقام بتأليف هذه الاية لحسم المشكلة ولجم أي فكر معارض له مبرراً بأن الله يمحو ما يشاء ، أي هو إله مزاجي ومفتري ، يتكلم اليوم بشئ وثاني يوم يلغيه ويغيره ! والمضحك بقوله ان عنده اُم الكتاب أي اللوح المحفوظ تلك الخرافة التي اخترعها محمد ، والتي هي نفسها ستفضحه كما سنرى في موضوع الناسخ والمنسوخ . الآية يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ الآية تضيف معنى جديداً للنسخ أن الله يمحوا وأن آيات النسخ والمحو كثيرة فى القرآن فالله ينسخ أى يلغي ! هذا عدا احبائي ان الايات التي اختفت ايضا كآية رضاعة الكبير و رجم الشيخ والشيخة اذا زنيا ، وآيات سورة الأحزاب الكثيرة التي اختفت كما قالت عائشة أنها كانت تعادل سورة البقرة ! فنحن امام قرآن يحتوى على كل ما يتضمنه الناسخ والمنسوخ من تناقضات وتبديل وتغيير ويُزاد عليهم المحو كما رأينا والازالة ! لقد جعل هذا القرآن اله الاسلام اله مزاجي لا يثبت على موقف ، لا يفي بكلامه متغير مع الأوقات لا رباط لكلامه !
والقرآن احبائي لا يمكن فهمه دون فهم الناسخ والمنسوخ ـ يعني لنفترض أن هناك حكم في القرآن على شئ ما ولكن هذا الحكم نُسِخَ بعد ذلك ، فإذاً إذا قام مفسر بالاعتماد على حكم الأول دون أي يدري الحكم الجديد أي النسخ الجديد أو التناقص الجديد الذي غيّر الحكم الاول ، فسيبقى في تخلف ويسبب أحكام باطلة في الشرع لا يُعتد بها .
وللمزيد من تسليط الضوء على خطورة اجتناب الناسخ والمنسوخ وعدم فهمها ، نقرأ قصة علي بن ابي طالب الشهيرة أنه دخل يوما مسجد الجامع بالكوفة، فرأى فيه رجلا يُعرَف بعبد الرحمن بن دأب، وكان صاحبا لأبي موسى الأشعري، وقد تحلق عليه الناس أي اجتمعوا حوله في حلقات، يسألونه، وهو يخلط الأمر بالنهي والإباحة بالحظر، فقال له علي : أتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا. قال له: هلِكت وأهلَكت. .. وأخذ أذنه وفتلها أي فركها وقال له: لا تقضي في مسجدنا بعد. فطرده !
من خلال ما قرأنا ندرك جيدا ان لا معنى لفهم القرآن دون الناسخ والمنسوخ ، وهذا بالضبط ما أراد مؤلف القرآن ايصاله وارسائه ، يريد تثبيت مفاهيم جديدة بعقول الناس ( أي ناس ذلك الزمان ) سبق وقرؤوا أحكام وآيات مختلفة ومتناقضة في أحكامها . اراد ان يبرر نفسه باحكام جديدة نَسَبَها الى الله لكي تعفيه من السابقة ويزيل فعاليتها من الأذهان ! انه العقل الدجال والخطير الذي نسَبَ وتقوَّلَ على الله امور حاشى لله ان يتصف بها ! لكن ما دام اله القرآن هو ابليس او اله وهمي ليس الله الحقيقي ، فلا غضاضة ان يُتّهم بأي شيء طالما انه عدَم وما تلك الآيات والتغييرات من تاليف واخراج محمد !
اليكم جملة آيات تقر بالتبديل والمحو والتغيير والتناقض :" في سورة (النحل 101) "وإذا بدلنا آية مكان آية، والله أعلم بما ينزِّل، قالوا إنما أنت مفتر، بل أكثرهم لا يعلمون"
-في (سورة الحج 52) "فينسخ الله ما يُلْقي الشيطان"
في سورة (البقرة 106) "ما ننسخ من آية أو نُنسها نأت بخير منها أو مثلها"
في سورة (الرعد 39) "ويمحو الله ما يشاء، ويثْبِت، وعنده أُمُّ الكتاب"
اما المضحك في كل هذا والذي يكشف ان محمد وراء كل هذا الاخراج والتمثيل هي الاية التي ذكرتها في البقرة 106 "ما ننسخ من آية أو نُنسها نأت بخير منها أو مثلها" . فكيف لإله الإسلام ان يُنَسّي محمد الايات !!! هل هو اله يريد تنسيت كلامه للناس ولرسوله أو حضهم على حفظها ! كلام منتهى الغرابة من مخادع يقف وراء هذا الإخراج الهزلي .
فقد جاء في صحيح البخاري عن موضوع النسيان "عن عائشة قالت: "سَمِعَ رسول الله رجلا يقرأ في سورة بالليل فقال: يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آيةً كنت أُنْسِيتُها من سورة كذا وكذا"!
وجاء في صحيح مسلم "عن عائشة قالت: كان النبي ص يستمع قراءة رجل في المسجد، فقال: رحمه الله لقد أذكرني آية كنت أُنْسِيتها"
-وكتب ابن كثير في تفسيره للآية عن جرير عن الحسن قوله: "إن النبي قرأ قرآنا ثم نسيه"
وعن ابن عباس قال: "كان مما ينزل على النبي الوحي بالليل وينساه بالنهار"
فما دام محمد ينسى الآيات بسرعة وابن عباس الذين يطلقون عليه حبر الامة ينساها ، فكيف يقولون ان القرآن حُفِظ في الصدور وتم جمعه من حَفَظَة على حد زعمهم !! الا يدخلنا هذا في افتراضية بل شكوك منطقية ان كل من اتى بهذه الايات من اشخاص حَفَظَة ما هو إلا خداع وتلفيق ! اإن كان محمد ينسى الآية بظرف ساعات قليلة وابن عباس وكثيرين من الطبقة الرفيعة فما بالكم بأشخاص عاديين سلّموا القرآن من عقولهم دون أي سند كتابي لأبي بكر في الجمع الأول ليتم تجميع أكبر خدعة في أكبر مهزلة تجميع بالإطلاق على شكل آيات يؤمن بها المسلمون في يومنا دون ان يدققوا بالذين أتوا بها من عقولهم وادّعوا أنهم يحفظونها !!
اما المضحك في الآية قوله : نأتي بخير منها أو مثلها " !! وهنا نسأل بكلمة نأتي بخير منها : هل وحي الله فيه مفاضلة؟ هل فيه شيء حسن وشيء أحسن؟إذا كان الأمر كذلك فيمكن إذا أن يُقال أن فيه كلام غير حسن او غير جيد أيضا، طالما هناك درجات.!
وإن كان يأتي بمثلها في آخر الاية ، فلماذا محاها أو أنساها لمحمد من أساسه؟ ولماذا لم يأت بالآية التي محيت أو أنسيت نفسها؟وما قيمة أن يأتي بمثلها؟ أليس الله الذي يأتي بمثلها قادر على أن يوحي إلى نبيه بالآية نفسها من جديد؟
وهنا يتبادر على ذهننا السؤال الخطير : ما دام المسلمون يؤمنون بالخرافة التي اخترعها محمد بأن القرآن في اللوح المحفوظ في السماء . فهل هذا اللوح تخلله الناسخ والمنسوخ ؟ فما دام لوح من الأزل فكيف يبدل فيه وهو يعرف مسبقا المستقبل وما سيأتي ! فلماذا يكتب آيات مسبقات وآيات متأخرات ! ولماذا يضع الاثنين المتناقضين ما دام لوح أزلي يربط الماضي بالحاضر بالمستقبل ؟ وماذا حول الآيات التي اختفت او مُحِيَت ، فهل ما زالت في اللوح الخرافي هذا ؟
قبل ان بدأت بكتابة هذا العمل ، أي منذ ان جاءت الفكرة بكتابته الاسبوع الفائت ، اتصلت بصديق لي من ألمع الأطباء السيكولوجيين ( الطب النفسي ) لاقف على تفسيره للشخصية التي تبدل بأفكارها ولا تثبت على قول وتناقض ما تكلمت به . واترككم بما قاله لي في هذه الخاتمة :
الشخص الذي يناقض نفسه ولا يثبت على كلام هو شخص معقدًا نوعا ما ويضمر امور مخفية يريد التوصل إليها بشتى الوسائل ، قد يكون له أسباب مختلفة لذلك، منها:
- عدم الثقة بالذات: قد يكون الشخص غير واثق من آرائه ويتردد في التمسك بها، مما يجعله يتغير في الرأي بناءً على آراء الآخرين أو على الظروف
-تطور الفكر: يمكن للأفكار أن تتطور مع مرور الوقت ومع زيادة المعرفة والتجارب، مما قد يؤدي إلى تغيير في الرأي والتصورات
- الرغبة في الاستماع والتعلم: قد يكون الشخص مستعدًا للاستماع إلى وجهات نظر مختلفة والتعلم منها، مما يجعله يتغير في آرائه بناءً على هذه الاستفادة
- الرغبة في الاستماع والتعلم: قد يكون الشخص مستعدًا للاستماع إلى وجهات نظر مختلفة والتعلم منها، مما يجعله يتغير في آرائه بناءً على هذه الاستفادة.
بعدما رأينا الأسباب حول تلك الشخصية ، اسأل الاخوة المسلمين بناءً على الأسباب التي تم ذكرها دون الدخول لكل سبب وشرحه على حدى . هل يليق بإله الإسلام ان يكون فاقد الثقة بنفسه ؟ هل يليق به ان يتطور فكره مع الوقت من خلال تجارب ؟ هل كان ناقص المعرفة قبل ؟ هل يحتكم للاستماع لكسب معلومات جديدة تحوله تغيير مفاهيمه ؟؟ هل هذه اعمال وصفات تليق بالله ؟
في الختام لا يسعني الا ان اشفق على أحوال اخوتي المسلمين ضحايا خداع محمد والاعيبه ، وقد كشفنا من خلال هذا الموضوع الاعيبه الفاضحة ، التي لا ينكرها او يغمض عيونه عنها الا كل مشاكس أو محب للنزاع على حساب الحقيقة . بالنهاية قدمت الحقيقة لكم وما عليكم إلا الاحتكام للعقل ، إن قبلتم بها تملكتم الحقيقة وغلبتم الضلال واحتكمتم للعقل ، وإن وضعتم رؤوسكم في الرمال واصريتم على ضلالكم وايمانكم الأعمى ، فكلامي امام الله هو شاهد عليكم أمامه يوم الدينونة عندما يقول لكم " استخدمت طرق عدة لاظهر لكم الحقيقة فرفضتموها " وهنا البكاء وصرير الأسنان اخوتي . لقد برّأت ذمتي بانني بلّغت . اللهم اشهد اني قد بلّغت . وقد اُعذِرَ مَن انذرَ . الرب مع جميعكم.
 
 
 

تصفح

[0] فهرس الرسائل

الذهاب الى النسخة الكاملة