المحرر موضوع: الأمنيات تخدر الألم ولكنها لا تلغي وخزة الواقع تعقيب على مقال الأستاذ ثامر توسا " هل من ضرورة لعقد مؤتمر قومي /وطني كلدو آشوري سرياني ؟"  (زيارة 1341 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل شمائيل دانيال

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 23
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأمنيات تخدر الألم ولكنها لا تلغي وخزة الواقع
تعقيب على مقال الأستاذ ثامر توسا " هل من ضرورة لعقد مؤتمر قومي /وطني كلدو آشوري سرياني ؟"



 شمائيل دانيال ـ كندا
نعم .... ان احوج ما نكون اليه كشعب ، هو البدء بالتحضير لمؤتمر قومي جامع ، نحدد فيه حصيلة  مواقفنا السياسية ـ القومية للسنوات التي تبعت سقوط نظام صدام حسين وتحديدا الفترة التي تلت المؤتمر القومي الكلدوآشوري السرياني في بغداد عام 2003 مرورا بفترتي الإنتخابات الوطنية العراقية والى يومنا هذا ، ومحاولة مشاركة كل الأطراف  في استكشاف جدي للدلالات السياسية للنتائج المتوقعة اذا ما استمر وضعنا الحالي على ما هو عليه.  فالدعوة لعقد هذا المؤتمر بحد ذاتها يمكن ان تكون خطوة مهمة في التعامل مع المشهد السياسي الشائك لشعبنا ، اي في تحليل الوضع كما هو بالنسبة للمعطيات والأمكانات ، والإجراءات التي نحتاجها للإنتقال بوضعنا السياسي من نقطة الى اخرى ، وهنا نؤكد على السياسي ، لأن السياسي هو المعني الوحيد ان كان هناك نتائج سيئة ، بعد ان ظل ( زوعا نموذجا )  يتلقى الإدانات والنقد المتكرر لكل ما  يمر به شعبنا وعلى كل الصعد ، خصوصا من قبل اولئك الذين يريدون كل الحقوق ولكنهم لا يريدوا ان يتحملوا اية مسؤوليات.
نعم .. نحن بحاجة الى محطة  ،تكون منطلقا للتغييرنحو الأفضل ، دون ان يكون هناك تنازلات مؤلمة من اي طرف ، بل شجاعة تدفعنا لأن نقف  ونتحدث الى بعضنا البعض بصورة مباشرة صريحة وصادقة ، ليس من منطلق القاء اللوم لما حدث خلال الخمس سنوات الماضية وانما من منطلق تحمل المسؤولية المشتركة الملقاة على عاتقنا جميعا من اجل بناء المستقبل الزاهر لنا جميعا...وبناء تحالف ذي معنى، لا يقوم على تقسيم شعبنا الى خيرين واشرار ، بل تقسيم قائم على تعاون يبعد عن اهلنا اهوال المنافسات التي تستند على حجج بائسة.
ولكن ، في نفس الوقت علينا ان لا نعيش بأوهام ، فهناك من يتربص بأية خطوة نخطوها في هذا المنحى ، والكل يعرف كيف ان كل تصرفاتنا وتحركاتنا في الفترة الماضية تحكمت بها العقلية التي تعتبر خسارة  احد الأطراف مكسبا للطرف الآخر ، نتيجة أبتكار صراعات لا سبيل الى حلها  من قبل اولئك الذين سمحنا ان تمتد ايديهم داخل بيتنا القومي ، من اجل ان  تبقى حالات الكراهية  واليأس هي السائدة في علاقاتنا الداخلية ، وهو ما الحق الضررالكافي  بالذين يحاولون ايجاد ارضية مشتركة يعيش عليها الجميع .
نعم عزيزنا الأستاذ ثامر ، نحن بحاجة الى مؤتمر يكون معنيا بخلق واقع سياسي قومي جديد ، يكون فيه لكل الأطراف مصلحة للمشاركة الإيجابية فيه ، وهذا لا يمكن تحقيقه الا عندما ان تتوصل كل الأطراف الى قناعة تامة بأن تسوية الخلافات يجب ان لا تعني  تنازلات تتجاوز حدود الشرعية التي يمنحها شعبنا ضمن المحطات الشرعية ( الإنتخابات) ( وهنا ايضا نعرض حالة الحركة الديمقراطية الآشورية التي حصلت على ثقة الناخب من ابناء شعبنا  ضمن محطتين شرعيتين وطنيتين كنموذج لما نريد قوله )، لأن تسويات مثل هذا النوع قد يعرض شرعية تلك الأطراف الى المسائلة، لكن في نفس الوقت ، التاكيد على ان  ليس من حق اي طرف ومهما بلغت شرعيته ، ان يملي ما يريده نيابة عن شعبنا وكأن الآخرين ليس لديهم ما يقولونه. وهذا يمكن تحقيقه برايي من خلال تأطير كل تحركاتنا ومواقفنا  بمبدأين هامين ملزمين لكل الأطراف المشاركة في المؤتمر ،هما الأرادة السياسية الحرة ، والكرامة القومية .
ان جوهر مطاليبنا القومية يكمن ،  في مدى قدرتنا على تحقيق شروط امتلاك الإرادة السياسية الحرة لشعبنا ، لذا فإن اي تحرك سياسي قومي جامع ، سواء اخذ شكل مؤتمر او غيره ، ما لم يلتقي في اهدافه مع تحقيق الأرادة الحرة لشعبنا على المدى الأستراتيجي البعيد ، سيبقينا في خانة  القطعان البشرية التي تتحكم فيها النزوات والإرادات الخارجية  .
من جانب آخر ، يجب ان تكون قرارات وتوصيات المؤتمر محطة جديدة لإنضاج  صحوة سياسية من نوع آخر بين ابناء شعبنا قائمة على عنصر اساسي وهام الا وهو الكرامة الإنسانية  ، فالتوجهات الجديدة في السياسة العالمية اليوم تواجه تحديا من نوع آخر يتمثل في كرامة الشعوب ، وهذا ما ينوه عنه بريجزنسكي في كتابه   ــ الفرصة الثانية ــ    حينما يقول " وعلى الرغم من أن أميركا ركزت مفهومها على ما يريده الناس (الديموقراطية والثروة الناجمة عن حرية التجارة والأسواق المفتوحة)، إلا ان ان هناك توجه آخر يتمثل في الكرامة ...و يضيف  بريجزنسكي " ان الرغبة العالمية للكرامة الانسانية هي التحدي الرئيسي المتأصل في ظاهرة الصحوة السياسية العالمية  " . وهنا اتمنى ان لا افهم بأنني خرجت عن الموضوع ،بل انا اعتقد بان لهذا الموضوع علاقة بخياراتنا في العيش على ارض الأجداد ، وخصوصا خيارنا الأستراتيجي في العيش بسلام مع الأخوة الأكراد ، وتوفير متطلبات دعم هذا الخيار الأستراتيجي المتمثلة في  حفظ كرامتنا كشعب اصيل للعيش في هذه البقعة الجغرافية من العراق،من خلال تعزيز علاقات العيش المشترك تلك على اسس ومبادئ الشراكة والعدل والمساواة والديمقراطية . والحد من ظاهرة الإقتيات السياسي على فتات الآخرين داخل اوساط شعبنا ، وتزيين صدورالبعض  بأوسمة ونياشين لا يستحقها الا اولئك الشباب الذين لم تتعدى اعمارهم العشرين ربيعا ،و ما زالوا صامدين يحرسون  اهلنا من قطاع طرق وسراق هذا الزمن الصعب  .....
واخيرا ...
استاذنا العزيز ثامر، ان ما نفتقده كشعب ، هو ادارة السياسات خصوصا التي تتوافق مع هذه التوجهات  ،  فما زلنا نفتقد للخبرة الكافية من هذا النوع من ادارة السياسات، وقد يكون هذا المؤتمر يمثل البداية التي لن تحل مشاكلنا ولكن لو توفرت الإرادة السياسية لدى كل الأطراف فأنها ستساهم في تحديدها ،  ونتمنى ان يحدث ذلك  قبل ان يبلغ الإنهاك بنا جميعا ، الى درجة لا يترك فيها المجال  لخيار بديل  .