المحرر موضوع: الحمد لله على فوز يونادم كنا! وما خفي كان اعظم...  (زيارة 1534 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Yousif Matawy

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 38
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحمد لله على فوز يونادم كنا! وما خفي كان اعظم...

يوسف متاوي

انفض مؤتمر الحركة الديمقراطية الاشورية، واصدر بيانه الختامي وتم انتخاب قيادة جديدة للحركة.
المشاركون في المؤتمر ممن نقلوا لنا مشاهده من الداخل قالوا ان احد مظاهر هذا المؤتمر كانت منافسة السيد توما خوشابا للسيد يونادم كنا وخسارة الاول امام الثاني بفارق صوتين في مبادرة ديمقراطية رائعة جسدت في ظاهرها الفكر الحركي او الزوعاوي الثوري كما يطيب للسيد نينوس بثيو القول به.

ولكن المشكلة هي في المطلعين على الحركة وتفاصيل بناءها واداءها التنظيمي منذ تاسيسها.
فجميع هؤلاء يعلم ان الحركة والديمقراطية لم تكونا وليستا على وفاق، رغم ان الديمقراطية جزء اصيل من تسميتها.. فليس كل من تسمى بالديمقراطية ديمقراطيا. فهل ان اليمن ديمقراطي حقا!!
ورغم ذلك تريثت في الكتابة عن المؤتمر مانحا الوقت عسى ولعله هذه المرة تكون الامور مختلفة.. وعسى ولعله تعود الجماعة الى رشدها وتقوم مسارها وتختار نهجا جديدا مغايرا للنهج القديم الذي لم يحقق غير نشر العداءات والسموم في البيت الاشوري. فصبرت وانتظرت التسريبات والمؤشرات لمرحلة ما بعد المؤتمر.

اول التسريبات من جلسات المؤتمر جاءت بان السيد كنا اعلن جهارا امام المؤتمرين ومن قبل جلسة الانتخاب بانه ما لم ينتخب سكرتيرا للحركة فانه لن يترشح كعضو في لجنتها المركزية التي عليها مع السكرتير الجديد تحمل الاعباء والالتزامات المالية والسياسية والعلاقات العامة وغيرها المربوطة جميعها بشخصه فقط..
هذا التهديد الواضح كان كافيا لمنح السيد كنا حق الترشيح لمنصب السكرتارية لدورة ثالثة بخلاف نظام الحركة ومؤتمرها في العام السابق الذي قضى بان السكرتير لا يحق له اكثر من دورتين.
كما ان هذا التهديد كان كافيا للكثيرين من المندوبين لمنح صوتهم للسيد كنا خاصة وانه كان اقرن التهديد بالعمل عندما اوقف اصدار جريدة (بهرا) لشهرين قبل المؤتمر واوقف بث قناة اشور التلفزيونية مما اكد لهم انه جاد في تهديده وانه سيحاصر مؤسسات الحركة ماليا ويشلها ما لم يتم انتخابه. (بمجرد انتهاء المؤتمر واعادة انتخاب السيد كنا عادت (بهرا) للصدور وهناك تهيئات لاعادة بث تلفزيون اشور!!)
وفي التوازي من ذلك كان تسريب اخر يقول ان هناك انقساما حقيقيا في الحركة يمثل احد اجنحته السيد يونادم كنا والجناح الاخر السيد توما خوشابا، وان جماعة السيد توما خوشابا كانوا واثقين من نجاح مرشحهم لمنصب السكرتير وبعد ذلك كانوا حاضرين لترشيح انفسهم، الا ان السيد يونادم ادخل عددا كبيرا من الاشخاص من اقرباءه والعاملين لديه كمندوبين في المؤتمر وفرضهم فرضا مما ادى الى خسارة السيد توما خوشابا وعدم ترشح مجموعته على مقاعد اللجنة المركزية.. وبالطبع التسريب حدد اسماء كل طرف، ولكنني اعفيكم منها.

والى هنا فان خصوم الحركة ممن صدقوا ان الانقسام كان حقيقيا فرحوا بهذا الانقسام الموهوم واعتقدوا اخيرا انهم يمكن ان يحدوا من العنجهية الكاذبة للحركة، الا ان امورا اخرى ومتتالية ومحسوبة حدثت وتلت المؤتمر المذكور اكدت ان هناك امر مختلف خلف الكواليس.
الامر الاول تم نشر اشاعة من قبل جماعة السيد يونادم تقول ان السيد توما كان مرشحا مسنودا من قداسة مار ادي الثاني بطريرك الكنيسة الشرقية القديمة ومن نيافة الاسقف الموقوف مار باوي!
ولم يطل بنا الوقت حتى اتبعت الدعاية الاولى بدعاية ثانية تقول انه فيما لو كان السيد توما خوشابا فاز بمنصب سكرتارية الحركة الديمقراطية الاشورية فانه كان سيدمر او سيهدم الكنيسة الشرقية الاشورية على رؤوس قيادتها، والمقصود طبعا قداسة مار دنخا الرابع..
وبذلك تخلص الدعايتين بترديد القول: الحمد لله الف مرة على فوز يونادم كنا!
السيد يونادم كنا استلم سكرتارية الحركة ام لم يستلمها فهو الشخص الاول فيها لانه يمسك باهم شئ الا وهو المال ومصدره وكل الخيوط في هذا المجال مرتبطة به وبصهره السيد نينوس بثيو وهم لن يفرطوا بهذا الامر ويسلموها للاخرين.. ولو كان السيد توما خوشابا قد فاز في الانتخابات لكان استلم حركة مفلسة وكان عليه البحث عن مصادر تمويل.. والسيد توما يدرك ذلك ليس من لحظة ترشحه بل من بدء صعود نجمه في الحركة فهو يدرك ان قوة الحركة هي في اموالها واعلامها وهما مرتبطان ومحصوران في شخص السيد كنا، وان الحركة بسبب ذلك باتت رهينة السيد يونادم، بل وان السيد توما عايش وشهد مصير كل من اعتقدوا بخلاف ذلك او اعتقدوا بانه يمكنهم تحجيم السيد يونادم ومن بينهم شقيقه السيد بينخس ورفاقه من اعضاء قيادة الحركة.

يونادم كنا كان سكرتيرا للحركة منذ امد طويل وخلال سكرتاريته قامت الحركة وبتخطيط مسبق ولكن بتهور وعنجهية فارغة بدعم ومساندة مار باوي في مسيرته الانشقاقية.. مار باوي اعتقد انه مدعوم من جهة تقول للامة قومي فتقوم، ولكن الظاهر ان حسابات البيدر لم تتطابق مع حسابات الحقل، لا لدى الاسقف الموقوف مار باوي ولا لدى الحركة، فالحركة ارادت الاسراع في تنصيب مار باوي على سدة البطريركية لتمسك كل مصادر القوة في شعبنا في يدها، ومار باوي مدفوعا بتطلعات وحدوية قد تكون صادقة الا انها ساذجة فلا وحدة تقوم بالانشقاق، الا ان الرجل كان مدفوعا بالهالة التضخمية التي منحتها الحركة لنفسها، فسارع الى رفض كل الحلول العقلانية مفضلا قطع الشوط كله معتقدا ان الجماهير ستخرج مهرولة داعمة له، ولكنه في الحقيقة لم يخرج الا بانشقاق جزء ضئيل من ابناء الامة معروفي الولاء والانتماء.

لقد بقى السيد كنا يتفرج ويسمع بل ويشارك احيانا في لقاءات غرف الدردشة التي قادت حملة شعواء فيها كل انواع المسبات والكلام البذئ بحق قيادة الكنيسة ولمدة طويلة، معتقدا انه سينجح في مخططه لتركيع قيادة الكنيسة وجرها لتكون طوع بنانه، ولكن عندما فاحت الرائحة وازكمت الانوف وراج التذمر تراجع السيد كنا بخطوات تدرجية كان اولها القول بان الحركة لا تحجز على معتقدات اعضاءها وهم احرار في هذه المعتقدات (تصوروا ان هذه المعتقدات جعلت الزوعاوي الكلداني والشرقي الاشوري والشرقي القديم يشتركون في حملة مهاجمة قيادة الكنيسة الشرقية الاشورية داعمين مار باوي الاسقف الموقوف!!)، ثم تم اسكات الاصوات المزعجة والشاذة والدخيلة على خطابنا السياسي رغم من ان هذا الخطاب هو علامة  مسجلة للحركة الديمقراطية الاشورية وخصوصا في تعاملها مع التنظيمات الاشورية، الا انها ومنذ بيان فرعها عام 1988 في استراليا كانت اكثر حذرا في تعاملها مع الكنيسة.

ولكن ما الذي حدث وما هي دواعي التسريبات التي تم سردها عليكم؟
من الواضح ان الحركة شعرت بخسائرها الكبيرة والمتتالية وخصوصا انها خسائر في جبهات متعددة، فهي خسرت في الساحتين الوطنية والكردستانية فانحسر دورها لصالح التنظيمات الاخرى.. كما تضاعفت خساراتها في الساحة القومية خاصة وان برنامج بناء القرى ومساعدة النازحين التي يقودها الاستاذ سركيس اغاجان كشفت حقائق مخفية عندما اسقطت ورقة التوت عن ادعاءات الحركة في نشاطها الانساني والاعماري والتنموي، فرغم ان العديد تحدث ومنذ سنوات عن زيف ادعاءات الحركة في هذا المجال الا انه كان يجري التشكيك بهم على خلفية تعارضهم السياسي مع الحركة، الا ان برامج الاعمار الحالية اتت بشهادات مادية اضافية لما قاله هؤلاء واثبتت زيف ادعاءات الحركة التي لم تقم باي جهد تنموي حقيقي لمساعدة الناس وترسيخ وجودهم الا بالقدر الادنى المطلوب وذر الرماد في العيون لتحقيق دعاية والتقاط  بعض الصور والافلام لارسالها الى المهجر..
كما ان انكشاف خدعة تكاليف التعليم السرياني وكونها مدفوعة من قبل حكومة الاقليم وليس الحركة سارعت في تجريد الحركة من ورقة مهمة اخرى.
وكانت الخسارة الاكبر في المعركة التي حشدت لها الحركة كل قواها وزخمها الدعائي والمؤسساتي من اجل تركيع قيادة الكنيسة على امل ان يعوضها بعض الخسائر على المستوى الوطني.. لذا كان لا بد من بعض التراجع وتلطيف الاجواء مع الكنيسة (ولو ظاهريا) لكي تمهد الطريق امامها لفتح ابوابا باتت مغلقة.

اذا الحركة لم تتراجع عن مخططاتها بشكل حقيقي بل انها تريد الاستفادة من التراجع الظاهري..
بالله عليكم قولوا لي كيف كان سيدمر السيد توما خوشابا الكنيسة لو انه فاز بسكرتارية الحركة؟ ما هي قدراته النيرونية او الدراكولية او الصدامية (لا فرق) ليدمر الكنيسة؟ وهل الكنيسة من الضعف بحيث كان بمقدور السيد توما تدميرها؟ هذه المؤسسة التي عمرها يقدر بالفين سنة هل حقا كان بمقدور شخص واحد على تدميرها؟
ان سذاجة البعض جعلته يعتقد حقا ان الامر كان ممكن التحقيق، ولكن السؤال الذي يوجه نفسه بنفسه، كيف يقبل السد توما خوشابا على نفسه مثل هذه الادعاءات الشنيعة وهو الذي تعلم اللغة الام في الكنيسة؟ هل بهذا كان سيجازيها؟ هذا اذا امنا بقدراته التيمورلنكية في الهدم والتدمير.. اغلب الظن ان السيد توما برئ من هذه الاتهامات والتي هي فبركات تهدف تبليغ رسالة تقول انه مقابل السيد توما الهدام الذي لا يرحم ولا يساوم جاء فوز السيد يونادم كنا بردا وسلاما على الكنيسة التي عليها بذلك واجبا او دينا اخلاقيا لتجازي السيد يونادم كنا كأن تفتح الباب له او تتوسط له لفتح بعض الابواب التي باتت مغلقة امامه. على اية حال فان مشكلة السيد توما هي انه بسكوته على هذه الترويجات يقول بانه مشارك فيها ويقبل ان يكون كبش فداء لاعادة تاهيل السيد كنا.

والان لنحلل الامور لنرى ما خلفياتها..
1- دعاية وجود انقسام في الحركة هي تهيئة مسبقة لما لحقها من الدعايات، فالكل يدرك ان لا انقسام في الحركة لان جميع قياديها سواء من جلس على مقعد المتفرجين او من تسلم دفة بعض الامور يدرك ان كونهم في القيادة هو مكرمة من السيد كنا، اكثر مما هو تتويج حقيقي لعمل او نشاط، وبالتالي فانه ليس هناك اية تبريرات فكرية او سياسية للانقسام المزعوم.. فان كانت الحركة ومنذ اكثر من 15 سنة لم تنقسم على خلفية الاختلاف في الممارسة والرؤى فعلى اي شئ ستنقسم الان!!!
2- بعد ظهور هزالة حركة نيافة مار باوي الانشقاقية وعدم جذبها الناس لانهم حكموا بانها حركة انشقاقية لا غير، وبعد ان نأى قداسة مار ادي بنفسه وكنيسته عن الصراعات السياسية واظهر امتعاضه من القس اويقم الذي يمثل الزوعا اكثر من تمثيله للكنيسة، ادركت الحركة ان هاتين الورقتين اي قداسة مار ادي ونيافة مار باوي باتا بالنسبة لها عبئا ثقيلا اكثر من كونهما ورقة رابحة فحاولت الايحاء بانهم يتآمرون على السيد كنا وان السيد كنا بعيد عنهم ولا يحضى بمساندتهم وبالتالي هو قريب من قداسة مار دنخا!! ولو ربطنا الدعاية الثانية بالاخيرة فان الرسالة ستكون اكثر وضوحا وهي ان قداسة مار ادي الثاني ونيافة مار باوي كانا يتآمران لفوز السيد توما خوشابا بسكرتارية الحركة ليتمكنوا من خلاله القضاء على الكنيسة الشرقية الاشورية!!
3- اذا فالدعايات والتسريبات هي بغاية ضرب اوراق عدة في ان واحد، ولعل اهمها محاولة زرع المزيد من التباعد بين الكنيستين الشرقية القديمة والشرقية الاشورية، ومحاولة صب المزيد من التنافر والمواجهة بين مار باوي والكنيسة الشرقية الاشورية وهو امر مهم للحركة لانه بنظرها ان ذلك هو الافضل لان الجميع سيكونون ضعفاء وربما يطلب احدهم دعمها.
الحركة لم تتراجع قيد انملة عن ما خططت له منذ البدء وهو ان تكون هي وحدها صاحبة القرار الاشوري، وان تكون كل المؤسسات الاخرى تحت تبعيتها او ان يكون لها في هذه المؤسسات كلمة مسموعة، معتقدة ان الكنيسة حالها كحال المركز الثقافي الاشوري في دهوك او كحال جمعية اشور بانيبال في بغداد، فالذي تغير هو تكتيك المواجهة، فبعد ان كانت المواجهة مباشرة وفيها تصميم لتحقيق منجزات سريعة، عادت الحركة لتعمل بتخطيط هادئ ولكن برسالة واضحة تقول لو ان الحركة ارادت لدمرت الكنيسة ولكن السيد يونادم كنا لا يريد، ولكن ما لم تقله الحركة هو الى متى سيبقى السيد كنا يشمل الكنيسة برعايته الميمونة ويمنحها الامان!!

واخيرا فانه من العار ان يتم الصاق تهمة تدمير وتحطيم الكنيسة باسم اي احد، فالكنيسة هي اقدم مؤسسة مستمرة في شعبنا، وقيادتها قادت جزءا من شعبنا في احلك ظروفه، والسيد توما خوشابا هو احد ابناء الكنيسة الشرقية القديمة، ولذلك فان تلطيخ اسمه او قبوله بتحميل نفسه هذا الدور ولو اسميا يعتبر اهانة بالغة له ولكل من عرفه.
صحيح ان السيد توما لا يقدر ان يكون نيرون او تيمورلنك او صدام، ولكن مجرد قبوله بهذا الدور يعبر عن هزالة ما يتم الترويج له وهزالة دور الاعضاء الاخرين في قيادة الحركة مقابل تلميع صورة الشخص الواحد العقلاني وهو السيد كنا فقط!!!