المحرر موضوع: هل سيبقى مسيحي في العراق ....؟؟  (زيارة 1418 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يعكوب ابـونا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 746
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 
هل سيبقى  مسيحي في العراق ....؟؟
                                     (3)   
               
   يعكوب ابونا
 
تحدثنا في الحلقات السابقة ( الكنيسة والخيارات المتاحه لشعبنا المسيحي في العراق ) عن الخيارات المفروضه على شعبنا من الارهابيين والاسلاميين بفرض الاسلام او الجزية او التهجير اوالموت ، وذكرنا كذلك خيارالكنيسة الذي اسس على الايمان المسيحي بالتسامح وقبول الواقع حتى الشهادة .. اما الان سوف نتحدث عن الخيارات المتاحة لشعبنا ومدى امكانية تفعيلها.. لكي لانصل الى مرحلة التي بها نسال كم بقى من المسيحيين في العراق  ، اوهل سيبقى مسيحي في العراق ، وليس في الموصل فقط  كما اوردته (  ميدل ايست اونلاين ) http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,116056.0.htm


      في ضوء المعطيات الاساسية للواقع الراهن نستطيع القول بان لشعبنا خيارات متاحة بعد ان فرض عليه ..
      1-    الاسلام ...
      2-    الموت ...
      3-    الامان .. والاستقرار ..
 4-    الهجرة ..........
  الخياران الاولى والثاني تحدثنا عنهما سابقا ، .اما الخيار الثالث في تحقيق الامن والاستقرار هو خيار متاح لشعبنا عليه العمل على تحقيقة .. لان في حالة الاخفاق في تطبيقه ،سوف لا يبقى لشعبنا الا الخيارالرابع وهو الهجرة الذي لايقل ايلاما من الخيارات الاخرى..
 نقرأ ونسمع بان هناك اهتمام من اعضاء الكونكرس الامريكي وكذلك من اعضاء برلمانات دول الاتحاد الاوروربي والمنظمات الانسانية الدولية..بالشان مسيحي العراق والاقليات القومية والدينية الاخرى .. لما أل اليه الامر من قتل وتهجير واجبارهم على ترك دينهم واغتصاب نسائهم واباحة اموالهم .. والكل يؤكد بانه من الضروري ايجاد السبل الكفيلة لا نقاذ هولاء الاقوام لما يعانوه .. فكثرت الطروحات والاجتهادات ،البعض توجه الى ان ايجاد منطقة امنه لهم او اقامة حكم ذاتي في مناطقهم لكي يستطيعوا التمتع بالحماية الذاتية لحين انجلاء الموقف بشكله النهائي .. الا انه للاسف الذين بيدهم زمام الامور من ابناء شعبنا مترددين باتخاذ القرار لسبب او لاخر ..فهم يقفون موقف التخوف واللامبالات لما يجري ، وهذا الموقف السلبي لم يساعد البرلمانيين الاجانب على اتخاذ القرار اللازم لحل مشكلة  شعبنا المسيحي في العراق .. في الوقت الذي ان الامر يزداد سوى يوما بعد يوم ......
  فنتسائل لماذا هذا الموقف المرتد والامبالات ..؟؟  في الوقت الذي كل المعطيات الاساسية للواقع العراقي ، تاكيد حاجة قرى شعبنا في سهل نينوى الى الدعم والعناية والحماية ، وبدون ذلك لايمكن ان تكون ملاذ امنا لاهلها والوافدين اليها ، من الهاربيين من بطش الواقع الاليم المفرض عليهم في المحافظات الاخرى ....
 = يعتقد البعض بان ايجاد منطقة جغرافية لجمع شمل شعبنا ستشكل ( غيتو ) داخل قيود واسوار... ان مثل هذا الطرح لا يعبر عن الواقعية مطلقا ،لاننا لسنا بحاجة الى مثل تلك المنطقة الجغرافية ..لاننا اصلا لدينا تلك المنطقة بكل مقوماتها القانونية والجغرافية وهي ( سهل نينوى ).. التي يقطنها ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري منذ الالاف السنيين .. فهذه المنطقة بواقعها الراهن تتطلب الدعم  والعون والحماية ، ليس الا .. لتكون بمثابة منطقة امنه لشعبها والقاطنين بها من المهاجرين اليها. ....
وليس هناك اي مقومات او شروط للمنطقة الامنة كي تشترط نقل وجمع كل ابناء شعبنا من مناطق تواجده في المناطق الاخرى ومنها شمال العراق ( اقليم كردستان ) الى هذه المنطقة الامنة .. لذا يكون اجتهادهم هذا ليس في محله ابدا........ ولاثبات ذلك نقول هل عندما اصبحت كردستان منطقة امنة  للاكراد ، هل اجبروا الاكراد المتواجدين في بغداد ومحافظات الاخرى الى النزوح والهجرة الى تلك المنطقة...؟؟ علما كان هناك وزراء ومسؤولين حكوميين في الحكومة المركزية ولم يلزمهم احد بالنزوح الى المنطقة الامنة .. فبقى كل منهم في منطقته ..ومن يريد الهجرة اليها يقدر ذلك حسب الضرورة التي هو يقدرها..وليس هناك من يجبره على خلاف ذلك وهذا عكس ما يعتقده البعض ... فلماذا نحن دائما  نفرض خلاف الواقع لما كان عليه غيرنا ..؟؟ ونتخوف من كل امرالا يكفينا الخوف ، الى متى سنعاني من هذه الظاهرة..؟؟
 ولم  يقل احد ان كردستان عزلت عن المناطق الاخر، ولم تسبب تجزءة  العراق او تقسيمه ، كما يدعي البعض ...
الاكراد استفادوا من تلك الحماية ماديا ومعنويا ، هيات لهم الظروف وطوروا نفسهم في شتى المجالات العلمية والثقافية والادارية والامنية ..  فلماذا يحدث انقسام وتجزئة ووو.... في العراق اذا قدمت لشعبنا الحماية والمساعدة المطلوبه ..؟؟


 من المعلوم ان المسؤولية الدولية والاممية تقوم وفق احكام ميثاق هيئة الامم المتحدة .. بحماية حقوق الاقليات الدينية والعرقية ومنها حماية شعبنا..  وهذا لايعني بان تقوم هذه الهيئات بمبادرات ذاتية بدون المطالبه من اصحاب الشان لتلك الحقوق ..لانه ليس منطقيا ان تقدم شىء لم لا يطلبه  ... ولكن كيف نتوقع من مسؤولي شعبنا ان يطلبوا حقا افتراضيا لشعبهم وهم يرفضوا حقه الدستوري باقامة حكم ذاتي  ..؟
 بصريح العبارة ما قدموه من حجج ومبررات لا ترتقي الى مستوى المسؤولية ، وبعيده كل البعد عن الواقع الموضوعي والقانوني.. .. لذا نصرعلى خلافه فيكون المبدأ الذي يحقق لشعبنا طموحه في العيش والحياة على ارضه اسوة بالاخرين....
الرئيس بوش في حاضرت الفاتيكان هو والبابا يقران بان وضع شعبنا المسيحي يمرباسوى احواله.. ولا احد يطلب  من بوش ووفق مسؤوليته القانونية عن وضع العراق عموما ووضع الاقليات خصوصا بان يقدم اي نوع من انواع الدعم والمساندة لشعبنا ... فهم يقدمون العون لطالبيه ...... السنا نحن بامس الحاجة الى ذلك  وتلك الحماية والدعم .. الم تصل يد الارهاب والقتلة الى داخل قرى سهل نينوى ماذا جرى في تللسقف وقبلها بخديدا وبعشيقة وبعدها تلكيف وبندوايا في القوش وغيرها من قرانا .. لذا فان قرى السهل عموما مرشحة لتلك الاعمال الارهابية ، المفروض ان نطالب وباصرار باننا بحاجة الى ....
1-   تشكيل قوة ذاتية من الشرطة والحرس مدعومه من الحلفاء والدولة المركزية تكون مهمتها تامين الامن والاستقرار في قرى سهل نينوى .. لتكون ملاذا امنا لشعبها ....
2-   تاهيل المنطقة لبرنامج المساعدات التابع للمفوضية ..
3-   تمنح المنطقة شخصية معنوية ( ضمن الايطارالاداري ) لحين اقامة حكم ذاتي يتمتع بالحقوق الدستورية وفق احكام الدستور...
4-    اقرارميزانية خاصة للمنطقة ضمن الموازنه العامة ..
5-   منح المنطقة تخصيصات مالية اسوة بالمناطق الاخرى للانتعاش الاقتصادي ، لكي يرتقي الى مستوى الاكتفاء الذاتي على اقل تقدير في هذه المرحلة ..
6-   تسهيل لعمليات الاستثمار الراسمالي في مشاريع عمرانية زراعية سياحية صناعية وغيرها ..
7-   اقامة مشاريع استثمارية في الزراعة والصناعة والسياحة من قبل الدولة لتطوير المنطقة ، ولامتصاص البطالة التي تزداد يوما بعد يوم ..خاصة بعد نزوح الالاف من شعبنا اليها من محافظات اخرى . ، فشكلوا عبء ثقيلا على اهالي السهل من الناحية الاقتصادية والمالية والسكنية ، فنتج عنه خللا في التوازن الاقتصادي والاجتماعي والمعاشي..

 = اما الادعاء بان بقايا كنائسنا ومعابدنا موجودين في كل بقعة من ارض العراق ونحن ملح الارض ونورها ...
 نقول صحيح كل ذلك....  ولكن كم بقى من شعبنا في تلك المحافظات...؟؟ كم كنيسة سلمت من القصف والحرق ولم تتعرض للانتهاكات واغتيارت...كم رجل دين قتل اوهدد بالقتل ان لم يترد كنيسته وابريشيته .. وكم وكم من الجرائم القتل والخطف والسلب والنهب والانتهاكات تعرضوا لها ابناء شعبنا في انحاء مختلفة من العراق ..
 وهل بقى هناك من المؤمنيين يتردون الى اطلال تلك الكنائس  ليتعبدوا ويقدمون فيها طقوس الصلاة من اجل قاتليهم ...؟؟
 = اما النورالذي تدعوه ياسادة لقد انطفىء في الكثير من المحافظات. والملح التي نبكيها قد ذابت في اديم ارض الرافدين ...
 اليس هذا هو الواقع .؟  فلماذا نغالط  انفسنا ، وفي دواخلنا حسرة  وفي عيوننا دمعة وبكاء ، وصرخة الم لكل ذرة تراب في ارض الرافدين ،لان  لنا بها ذكرى ، وتراث وحضارة ، وعظام ابائنا واجدادنا تصرخ لدمائهم التي روت ارض الرافدين......
   ورغم كل ذلك ومما لانختلف عليه فان شعبنا سيبقى جزء فاعل من مكونات شعبنا العراقي فما يصيبه يصيبنا ، ولكن الذي يصيبنا لايصيبه ، لان العراقيين سوف يستمر وجودهم رغم كل ذلك اما نحن سوف ننقرض ونندثر بسبب هذه الظروف ، لذلك نحن بحاجة الى دعم ومساندة العراقيين لنا في امننا وحمايتنا لكل نبقى ويستمر وجودنا في العراق ..... ام هل ننتظربعد انقراضنا قيام الدولة الديمقراطية الدستورية ، لتحمي من وتدافع عن من .؟ بعد ان يكون شعبنا قد رحل وتجاوز مسيرته الطويل .. الى المجهول الذي ينتظره ...
 فمن اجل مصلحة شعبنا العراقي عموما ، ولانقاذ ما تبقى من شعبنا المسيحي تقضي الضرورة بان نستفاد من الخيارات المتاحة لشعبنا وهي المطالبة والاصرارعلى اعلان قرى سهل نينوى بحدودها الجغرافية منطقة امن لساكنيها .. ولتضع تحت الحماية الدولية وفق قرار اممي يكون ملزما من جهة وماثرا للحد من التجاوزات التي قد يحاول البعض اللجوء اليها للنيل منها والمساس باليات تطبيقها ....

   فكلما تاخرنا في الوصول الى مانحن بصدده في اقامة ملاذا امنا لشعبنا وتامين وسائل العيش والاستقرار ..سيكون خلافه سببا الى الهجرة الجماعية لابناء شعبنا ، وفعلا لقد بدأة بوادرها بشكل كبير ومخيف لمستقبل تواجد شعبنا في بلده .. وبهذا الصدد اشارة ...
هيئة شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة تؤكد ان الكلدواشوريين والصابئة المندائيين يشكلون نسبة 40% من اللاجئين الفارين من العراق في السنوات القليلة الماضية وهذه نسبة عالية وفيها خسارة للبلد فهم ايد عاملة وبينهم عمال مهرة وبينهم الطبيب والاختصاص والعالم والاستاذ الجامعي وقد خدموا العراق طوال قرون عديدة مضت من تاريخه وان ما يؤكد هذا الواقع المؤلم هو ما صدر عن لجنة في الكونغرس الامريكي من انتقاد شديد للحكومة العراقية بسبب عدم قدرتها على حماية الاقليات الدينية او بسبب تقييد الحريات الدينية ونحن في الواقع لانعتقد ان الحكومة تسهم في تقييد الحريات الدينية ولكنها لم تستطع ان تحمي او تحقق حياة امنة لهذه الاقليات الدينية رغم علمنا ان الانفلات الامني شامل ولكننا نرى ان هناك نوعاً من التآلب المشترك بين جهات متطرفة تشترك في مسألة اضطهاد المسيحيين والاقليات الدينية الاخرى.
 هكذا ستكون النتيجة بان يخلو العراق وسهل نينوى من ابنائه الاصليين .. فتقديم الدعم والعون لشعبنا من اجل بقاءه واستمراره في موطنه..؟؟ ضرورة ملحة ومطلوبه .. في هذه الظروف بالذات .. فعلام نرفض ونخشى من تلك الحماية والمساعدة ونحن بامس الحاجة اليها ..؟ ام هناك من يريد ان يبقى شعبه اسير قيوده .. ؟؟ ليسهل امرعبوديته للاخرين ...؟؟

يعكوب ابونا ................................... 29 /8 /2007