المحرر موضوع: ما حرّمه عامر فتوحي على غيره حلّله لنفسه ، أللغة السريانية أمّ الكلدانية  (زيارة 2167 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نذير حبش

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 61
    • مشاهدة الملف الشخصي
ما حرّمه عامر فتوحي على غيره حلّله لنفسه ،
أللغة السريانية أمّ الكلدانية

نذير حبش

إستنكر الباحث عامر فتوحي على (جورج منصور) مسألتين: إختياره الغير الدقيق لشعار القناة الفضائية عشتار ، معللاً ذلك بعدم الأمانة التاريخية وعدم إحترام حقائق التاريخ. ورفضه طرح السيد منصور بأن تكون اللغة العربية أخت السريانية ، وحسب السيد منصور ((ألسريانية هي أخت العربية تمتلك المزايا ذاتها من ناحية القواعد وإستيعاب التطور اللغوي والمفردات الجديدة)).

بإختصار : هذا التصريح يجافي الحقيقة بالفعل ، لأن العربية هي وليدة إنصهار لهجات سريانية ، وفق جدلية علمية واضحة. بعدها أُخذت كلغة الدولة الرسمية لأسباب سياسية ودينية. ألمقصود هنا العربية ذات التاريخ (زائد ناقص 14 قرن).

لكن الشيء بالشيء يُذكر ، ما قاله الباحث عامر فتوحي عن اللغة السريانية هو الآخر مغالطة ، ووراءه دافع سياسي لا يخفى على أحد. وكشخص بسيط وأميّ لا يجيد تشغيل برنامج وندوز ، أجد المرحلة الكلدانية مرحلة مشرّفة ، لكن الحقيقة العلمية بما يخص اللغة السريانية لا مجاملة فيها.

قدم الباحث اللغة الكلدانية على اللغة السريانة وسمى الكلدانية ((ألكلدانية الأم)). محاولةً منه أدلجة الحقائق التاريخية ، في خطوة واضحة المعالم للعمل على ( كلدنة التاريخ ) ، كما فعل من قبل القوميون العرب تعريب الأمة بشكل غير علمي ، فكانت النتيجة ما نراه اليوم على أرض الواقع من تخلف وصراع ودمار ! وكما يسعى إخوتنا الآشوريون إلى (أشورة الأمة) . (من أجل عيون ست نجاة تكرم عيون الأمة الآشورية كلها)

حسب الباحث عامر فتوحي في معرض رده على مدير قناة عشتار (( أن في هذه العبارة ......... مغالطة وذلك لأسبقية وقدم ما تسمى بالسريانية وهي اللغة المنحدرة ـ (يقصد هنا اللغة السريانية ) ـ عن (الكلدانية الأم) أي لغة الكلدان الأوائل ( porto - kaldee ) بناة أور وأريدو وأوروك منذ 5300 عام .
وبمعنى آخر فإن ما يُطلق عليه اليوم (مجازاً باللغة السريانية) فما هي في الواقع ، وكما تثبت ذلك الدراسات والدلائل التاريخية ذات اللغة ( مع الأخذ بنظر الإعتبار عامل التطور ) التي كانت سائدة في تلك المدن التاريخية قبل الهجرة السومرية من الشمال في فترة ما بين القرنين الخامس والثالث والثلاثون قبل الميلاد )).

سوف أحاول هنا وضع هذا الزعم تحت المجهر المنطقي بتأنٍ وبعيد عن أية تشنجات أو مسلّمات مسبقة لإظهار مغالطات الباحث.
هذا الكلام يُحسب على الباحث لا له ، أي أنه يثبت عكس الهدف الذي يسعى إليه الباحث نفسه.
ومرد ذلك ، أما أن الباحث خانته معرفته  بالمنطق ، فالقاعدة  المنطقية التاريخية ، تفيدنا بأن الحديث يتبع القديم . ألتاريخ لا يسير إلى الخلف فبالتالي لا يتطور بشكل رجعي ! قوله : (مع الأخذ بنظر الإعتبار عامل التطور)). (أللغة) الكلدانية هي الأحدث ـ هذا إذا إعتبرناها لغة مستقلة بذاتها ـ عن اللغة السريانية ، فكيف تكون اللغة السريانية منحدرة عن (الكلدانية الأم) حسب زعم الكاتب ؟!

والخارج عن سياق منطق اللغة نفسها ، ويدخل في عالم الألغاز والأحاجي ، مقولة الباحث (( مايُطلق عليه اليوم (مجازاً بالغة السريانية) ...... )) ، وقد وضعها بين هلالين مؤكداً في ذلك أنها ليست زلّة لغوية !!

هذه المقولة (مجازية) لو عرف الباحث ما قصده فتلك مصيبة ، وإن لم يعرف فالمصيبة أكبر ، حسب التعبير الشائع ! ألمجاز هو إسقاط معنى موضوعٍ على موضوعٍ آخر ، منفصل عنه إنفصالاً عضوياً. كأن تقول (هائج كالثور) (بارد كالثلج) ، فقد أسقطنا حالة الهيجان والبرودة على الشخص ، ولكن الثور والماء ، منفصلان إنفصالاً كلياً عن موضوع الإنسان.
حسب الباحث ، أن السريانية إذن منفصلة إنفصالاً عضوياً تاماً عن اللغة الكلدانية !! لا يحتاج المرء إلى قوة كبيرة في المنطق ليرد على الباحث : ولماذا سُميّت كما يدعي (مجازاً) باللغة السريانية ، لماذا لم تُطلق على (لغة الكلدان) ـ أقول لغة الكلدان ، وليس اللغة الكلدانية ـ لأن لغة الكلدان كانت السريانية وما زالت ـ لماذا لم يُطلق عليها أية تسمية أخرى من اللغات ، كالهندية مثلاً ؟!

ألأمة السريانية أو جزء منها لم تعرف تسمية (الكلدان) إلاّ في منتصف الألف الرابع ق.م. في بلاد الرافدين وهذا ما يقرّ به الباحث نفسه (منذ 5300 عام) .
هذه الأقوام التي هاجرت من بلاد الرافدين الجنوبي  والغربي ومن الوسط نحو الشرق (العراق) كانت أقوم ناطقة (غير خرساء) أي كانت لها لغة يتكلمون بها ولم يبدأ نطق وتطور الأمة ببداية المرحلة الكلدانية ، تلك اللغة هي اللغة السريانية ، سبقت كل التسميات اللغوية والقومية والدينية الآخرى لتسميات الأمة الرافدينية.

يقدم العالم والباحث المرموق في (تاريخ الحضارة) هذه الأيام على إحدى القنوات الفضائية العربية (سلطنة عمان) ألدكتور (أحمد داوود) . يقول في محاضرته الأخيرة في 25 - 09 - 2005 (( أن العربية بلهجتيها السريانية والفينيقية هي اللغة المعتمدة في الأقل منذ تأسيس الدولة العربية الأولى وعاصمتها آكاد. وبها وصف أول تشريع وأول صكوك البيع وأختام ودعيت المنطقة بإسم أبناء (سر) التي تعني السيد ، وهم سوريون [ كل كلمة سوري ألمقصود بها سرياني ] وأرضهم سوريا وهم السادة [ يعني بلاد الرافدين بالمفهوم الواسع] ، وهم سلالة ، إن لم تكن رئيسية فهي فرعية عربية ، ومن أكبر السلالات في المنطقة، وهم اللذين نشروا لواء الحضارة شرقاً وغرباً ونشروا لغتهم العربية السريانية التي كانت بلهجتها العربية السريانية حتى إلى وادي النيل )) .
واضح أيضاً أن العالم (د.أ. أحمد داوود) يقوم بأدلجة الواقع للتسمية العربية ، لكن بشكل علمي يستحق الإحترام ، وكشخص بسيط ، هذا يتفق مع أفكاري وما أدعوا إليه وأعمل من أجله.
فهو يربط اليوم بالأمس ، ألحاضر ـ بما هو واقع الحال ـ بالتاريخ وجذور الأمة. وهذا هو السليم ـ لو كان لنا قادة سياسيون عقلاء ـ نحن لسنا بحاجة إلى تغيير تسميتنا القومية وإسم لغتنا كل يوم. فالعروبة والمرحلة العربية كانت الأخيرة وهي واقع الحال، وكان الأجدر ربطها بجذورها السريانية الرافدينية ، بالمفهوم الحضاري والسياسي والثقافي والفكري والديني.
فلا أحد يتوهم بأنه سوف ينشيء دولة من بغديده وبرطلة وكرمليس وعنكاوا وسوف يغزو العالم بها سياسياً وثقافياً. أو له القدرة أن يقيم حضارة على صفحات الإنترنت !

كان مأخذي على أحد الباحثين محاولته حصر تاريخ الأمة السريانية الرافدينية بالقرون الأربعة عشرة الأخيرة، من خلال برنامجه التلفزيوني في إعادة اللغة الإنكليزية إلى جذرها العربي ، ألذي حاولتُ أنا شخصياً إسكاته بواسطة عدة مقالات في موقع آخر ، ونجحت ولا فخر.

ألآن يلعب الكاتب عامر فتوحي اللعبة ذاتها ، وهي حصر تاريخ الأمة السريانية الرافدينية بتاريخ الكلدان ، ثم (كلْدنة) اللغة والثقافة والسياسة ، كما فعلوا وأخرجوا السريان كتسمية وصفة قومية !!!
وأنا أكتب هذا المقال قرأت على موقع عنكاوا كوم في عمود (آخر الأخبار) خبر يقول ((نعيٌ وإستنكار جمعية الصداقة الفرنسية (الكلدوآشورية) . لا وجود للسريان !!
وخبر آخر (( إيضاح من المجلس الكلدوآشوري السرياني القومي في أمريكا )) . السرياني فقط تظهر على صفحة إنترنتية لا غير (على ما تستوي الطبخة). ويتكلم الخبر ويحذر المجلس من (مواقف راديكالية) !!
(راديكالية إيه يا بْني ؟! ) ليس لديك إسم رسمي حتى اليوم في بلدك الأصلي ، الذي أسسه أجدادك ، وتختار كلمات لا تُقال لأعتى عتاة الإجرام وقادة العصابات المافياوية. عندما يستقر الوضع وتقيم كياناً سياسياً حقيقياً ، إن كنت آشوري أو كلداني ،  أنا شخصياً أول من يتأشور أو يتكلدن .
ألبعض معذور لا يدرك سر اللعبة التي تجري في بلدنا ، والنتائج التي تترتب في المستقبل ، لا يرى أبعد من اليوم الذي يعيشه . نص هنا ونص هناك في دستور مليء بالألغام والمخالب.

أما ما يخص ردي النهائي للكاتب فتوحي ، أقول  ، خطوة (كلدنة)  أو (أشورة) تاريخ الأمة يأتي كخطوة ثانية منطقية بعد إقامة كيان خاص بالكلدان أو الآشوريين . بعدها تستطيع تزييف ولكي (لا تزعل) نقول تسييس التاريخ. ألآن أحدكم جالس في ديترويت والآخر في سدني والثالث ما زال ينتظر الـ (كرين كارت).