المحرر موضوع: شهريار و شهرزاد في ليلة من ليالي هذا الزمان  (زيارة 986 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أمير بولص أبراهيم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1050
  • الجنس: ذكر
  • القاص
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

شهريار و شهرزاد في ليلة من ليالي هذا الزمان

في ليلته التي تاه َ رقمها عنه في هذا الزمان وفوق وسادتهِ المغمسة بِعَرَق جبينه ِ ..تَوَسَدَ شهريار ليلته الصامتة إلا من حفيف ِتعبه اليومي في ملاطمة أمواج الحياة الرتيبة التي تكبلِهُ بقيد الضمير والذات المؤمنة ..ينادي شهرزاد العصر اليه ..تأن ُ شهرزاد من تعبها اليومي أيضا ً..تزحف ُ نَحوَهُ ببطء وبدلال ..تلقي بجسدها المتهالك في حضنه ِ وكأنها طفلة تبحث ُ عن حضن ٍ فقَدَتهُ طيلةَ النهار ..تروي له ُ حكايتها اليومية ..بينما شفاههُ تختلسُ قبلات من خديها النحيلين..لتحوم َ حول َ شفاهِها همساته ِ الممزوجة بأنفاسه ِ الحارة وكأنها غيوم تلبِدُ صفاء المكان ستمطر بين لحظة وأخرى مطر من أحاسيس العشق بينهما ..تتلذ َذُ شهرزاد بقبلات شهريارها ولمساتهِ ألتي تدعوها الى دفن حكايتها في أعماق الليل الصامت إلا من جيوش الهمسات والقبلات ..تأخذهما ألأماني بعيدا ً وكأنهما يلتقيان لأول مرة ..يهمس شهريار في أذن شهرزاد بعض الكلمات ..تنفرج ِ شفتاها بأبتسامة ٍ خجولة وكأن تلك الكلمات أنهمرت عليها مع قطرات مطر ٍ أنحبس َ طيلة النهار ليهطل َ فوق عرشهما ليلاً ..أغمضت عيناها ..منتشية ً بالعناق ليبادلها شهريار تلك النشوة..يزحف الليل نحو الفجر ببطء تاركاً أياهماغارقين في بحر ينسيهما تعب النهار وتبعدهما أمواجه الى شاطئ رماله بيضاء وأفقه ِ بلون السماء لا يدكِنهُ أي سواد ٍ..يأخذهما العناق حتى يدركهما منبه ساعة الصباح ليتوقفا عن الهمس المباح ...!!!


أمير بولص أبراهيم

29 تشرين الثاني 2007